نيويورك (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”: انطلقت جلسة مجلس الأمن الدولي لبحث مسألة الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، الساعة الثالثة من بعد ظهر الخميس بتوقيت نيويورك، وقد سبق السفير الإسرائيلي، جلعاد إردان، الجلسة بقراءة بيان أمام الصحافة المعتمدة وصف به جلسة مجلس الأمن بالسخيفة وقال إنها يجب أن لا تعقد وكان على مجلس الأمن أن يبحث تهديدات الأمن والسلام في العالم وخاصة التهديد الذي تمثله إيران.
وأضاف إردان “مجلس الأمن يجتمع لبحث زيارة شرعية لمسؤول إسرائيلي، والوضع الخاص لا يمنع زيارة جبل الهيكل، لكن الدعاية الفلسطينية تنكر أن لليهود أي علاقة بجبل الهيكل”، وعندما سئل السفير ما إذا كان “يؤمن بحل الدولتين نعم أو لا”، قال إنه لايقبل أن يطلب منه كيف يجيب عن السؤال، وقال “إذهب واسأل محمود عباس لماذا يرفض القدوم إلى طاولة المفاوضات”.
اتهم السفير الروسي الولايات المتحدة بتعطيل العودة إلى مسار التفاوض بسبب رفضها لعقد اجتماعات للجنة الرباعية
وكان أول المتحدثين خالد خيري، الأمين العام المساعد لشؤون الشرق الأوسط وآسيا ومنطقة البحر الهادي في قسم الشؤون السياسية وبناء السلام وعمليات حفظ السلام، حيث قال إن هذا الاجتماع جاء بعد زيارة وزير الأمن الإسرائيلي للحرم الشريف يوم 3 من الشهر الحالي، والتي أثارت الكثير من القلق. ومع أخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار، “أكرر دعوة الأمين العام لجميع الأطراف إلى الامتناع عن الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوترات في الأماكن المقدسة وحولها، وأن يدعم الجميع الوضع الراهن في المناطق المقدسة والذي يتماشى مع الدور الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية”.
وأضاف خيري ” خلال الأيام العديدة الماضية، ظلت الأمم المتحدة على اتصال وثيق بالأطراف المعنية لتهدئة الموقف وستستمر هذه الاتصالات مستمرة في الأيام والأسابيع المقبلة، في هذه اللحظة الحساسة، ينبغي تشجيع جميع الجهود المبذولة لتخفيف التوترات، ووقف الاستفزازات، ويجب الرفض القاطع للخطوات التحريضية والإجراءات الأحادية والتهديدات بالعنف”.
وتابع خيري ” كما رأينا مرات عديدة في الماضي، فإن الوضع في الأماكن المقدسة في القدس هش، وأي حادث أو توتر يمكن أن ينتشر ويسبب المزيد من العنف في جميع أنحاء الأرض المحتلة وإسرائيل وأماكن أخرى في المنطقة”.
وختم خيري كلمته القصيرة قائلا: ” أكرر دعوة الأمين العام لجميع الأطراف إلى الامتناع عن الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التوتر في الأماكن المقدسة وحولها، وأن يدعم الجميع الوضع الراهن للمناطق المقدسة، كما ينبغي تشجيع جميع الجهود المبذولة لتخفيف التوترات والاستفزازات والخطوات التحريضية والإجراءات الأحادية والتهديدات بالعنف، ويتحمل القادة من جميع الأطراف مسؤولية خفض التوتر وتهيئة الظروف للهدوء. وستظل الأمم المتحدة على استعداد لمساعدة ودعم هذه الجهود”.
نائب الممثل الدائم لدولة الإمارات أدان في كلمته اقتحام المسجد الأقصى وطالب بالابتعاد عن الخطوات أحادية الجانب والتي سيكون لها ثمن باهظ ” وتبعدنا عن طريق السلام القائم على حل الدولتين وهو الموقف الموحد لمجلس الأمن”.
مندوب الولايات المتحدة أكد على تأييد بلاده الحل القائم على دولتين وأعلن عن قلق بلاده لأي خطوات أحادية وطالب باحترام الوضع الخاص للأماكن المقدسة تحت الرعاية الأردنية
وقال إن مسؤولية الأطراف تستدعي توقف الإجراءات الأحادية التي تعزز الكراهية، ودعا إلى تصعيد الجهود لإحلال السلام العادل والدائم القائم على حل الدولتين.
مندوب الولايات المتحدة أكد على تأييد بلاده الحل القائم على دولتين وأعلن عن قلق بلاده لأي خطوات أحادية وطالب باحترام الوضع الخاص للأماكن المقدسة تحت الرعاية الأردنية.
السفير الروسي فيسالي نيبنزيا أعرب عن قلق بلاده جراء زيارة بن غفير للحرم الشريف والتي تذكره بزيارة شارون لنفس المكان عام 2000 والتي أطلقت شرارة الانتفاضة الثانية. واتهم السفير الروسي الولايات المتحدة بتعطيل العودة إلى مسار التفاوض بسبب رفضها لعقد اجتماعات للجنة الرباعية، لأنها تريد أن تستحوذ على الملف وتفرض رؤيتها القريبة من وجهة النظر الإسرائيلية للسلام. وثمن السفير دور المملكة الأردنية الهاشمية كراع للأماكن المقدسة في القدس ودعا إلى خفض التوتر والتصعيد والابتعاد عن اتخاذ أي خطوات أحادية من شأنها زيارة التوتر. وطالب بوقف هدم البيوت وتغيير التركيبة السكانية للأماكن المحتلة والعودة إلى طريق السلام.
وتحدث بعد انتهاء كلمات أعضاء المجلس السفير الفلسطيني رياض منصور، الذي دعا المجلس لتحديد الخط الأحمر الذي يستوجب بعده لمجلس الأمن أن يتصرف، وقال: “أليس ما نشاهده من تصرفات إسرائيلية تجاوزا للخط الأحمر، أليس فيها قلة احترام لقدسية أرواح الفلسطينيين والقانون الدولي والحرم الشريف، أليس في ذلك قلة احترام لنا ولكم، ألم تضع إسرائيل مجلس الأمن على الهامش؟”.
منصور: بن غفير- الوزير الذي ادين لتطرفه- لم يأت للزيارة، لديه أجندة متطرفة لإنهاء الوضع القائم، هذه الأجندة التي انتخب على أساسها. فهل أدانت الحكومة عمله؟ لا بل حاولت أن تبرر عمله لأنه متطرف في وزارة كلها متطرفة
وقال منصور:” لقد نفد صبرنا- ليس ضعفا- هذه الطريق التي تتبعها إسرائيل لن تؤدي بنا إلى الاستسلام بل إلى التصعيد”، وأضاف منصور ان بن غفير- الوزير الذي ادين لتطرفه- لم يأت للزيارة. أن لديه أجندة متطرفة لإنهاء الوضع القائم. هذه الأجندة التي انتخب على أساسها. فهل أدانت الحكومة عمله؟ لا بل حاولت أن تبرر عمله لأنه متطرف في وزارة كلها متطرفة”. وكان جلعاد إردان قد قام بمثل هذه الزيارة فهل جريمة تبرر أخرى؟ جلعاد إردان وبن غفير لديهما نفس الأجندة- إنهاء الوضع القائم”. واقتبس منصور جملة لنتنياهو يؤكد فيها أن اليهود لهم حق في البناء والاستيطان في كل أرض إسرائيل بما فيها يهودا والسامرة على حد قوله. وقال نتنياهو:”لا يوجد عدالة في الوضع القائم. يجب أن يتم تغييره ليتمكن اليهود من الصلاة في جبل الهيكل” ( الحرم الشريف). وأكد منصور أن المسجد الأقصى لن يسقط. لقد مرّ عليه أكثر من رئيس وزراء إسرائيلي لكنه ظل صامدا. “هؤلاء لا يفهمون معنى هذا المكان للفلسطينيين والعرب والمسلمين جميعا”.
وأضاف منصور: على مجلس الأمن أن يوقف هذا التصرف ويفرض احترام القانون الدولي وإذا فشل مجلس الأمن سيوقفه شعبنا. الحرم الشريف جزء من القدس الشرقية المحتلة كما أقر بذلك مجلس الأمن والجمعية العامة. إسرائيل ليس لها سيادة على الأرض المحتلة. لا سلام بدون القدس. لا سلام بدون القدس”.
ثم ألقى السفير الإسرائيلي، جلعاد إردان كلمة كرر فيها سخافة هذا الاجتماع الذي يعقد كجلسة طارئة لزيارة هادئة سلمية لمسؤول إسرائيلي، وبدأ يشرح ارتباط اليهود بجبل الهيكل (الحرم الشريف) وقال إن حائط المبكى هو ما تبقى من الهيكل. واتهم الدعاية المسمومة والكاذبة التي يطلقها الفلسطينيون لفصل العلاقة بين اليهود وجبل الهيكل، واتهم السفير أن الأردن احتلت القدس الشرقية عام 1948 وأن إسرائيل سمحت للأردن “بعد التحرير” بإدارة المنطقة لأسباب تتعلق بفتاوى من بعض الكهنة اليهود الذي لا يرفضون الآن بناء الهيكل. وقال “عندما حررنا القدس تنازلنا عن حق الصلاة بسبب رجال دين يهود قالوا بعدم الصلاة فيه. المسلمون فقط يصلون واليهود والمسيحيون يزورون””.
الحمود: الأردن يؤكد على ضرورة ايجاد أفق للحل السياسي – “وليعلم أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية العربية الأولى. ولا سلام إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية حسب والمرجعيات المتفق عليها
السفير الأردني، محمد الحمود، أكد في كلمته أن بلاده لم تحتل الضفة الغربية بل حصلت وحدة بين الشعبين مشروطة إلى أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال “إن بلاده تدين زيارة وزير الأمن الحرم الشريف وإن اقتحام المسجد خطوة استفزازية تمثل خرقا للقانون الدولي، يجب وقفه. الأردن ترفض أي إجراءات لتغيير الوضع القائم. المسجد الأقصى مكان عبادة خالصة للمسلمين. الأوقاف الأردنية صاحبة الاختصاص الحصري لإدارته والسماح بدخول وزيارته فهذه الأماكن تتمتع بالرعاية الهاشمية تحت قيادة الملك عبد الله الثاني”.
وقال إن إدعاء إسرائيل أنها زيارة فحسب أمر بعيد عن الحقيقة بالنظر لتاريخ بن غفير واقتحامات أوقاف القدس وتنظيم الدخول اليه. دور المملكة الذي أقرت به إسرائيل. ولو كانت زيارة لكان طلب التنسيق مع دائرة الأوقاف الجهة المخولة حصريا بتفويض الزيارات. “إن الاقتحام هو انتهاك التزام إسرائيل للاتفاقيات المعقودة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاقيات جنيف”.
وقال إن الأردن يؤكد على ضرورة ايجاد أفق للحل السياسي – “وليعلم أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية العربية الأولى. ولا سلام إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية حسب والمرجعيات المتفق عليها”.
وانفضت الجلسة دون صدور أي بيان رئاسي أو بيان صحافي أو حتى عناصر لبيان صحافي
من نتائج القمة العربية بالجزائر.
الجزائر هي من ادخلت القضية الفلسطينية لاروقة الامم المتحدة و فيها اعلنت قيام الدولة الفلسطينية و هي من ستنتصر للقضية الفلسطينية باكتساب العضوية الكاملة بالامم المتحدة.