الدوحة- “القدس العربي”: دشن متحف قطر الوطني رسميا معرض “كنوز المجوهرات للمصمم جان شلومبرجيه: من مقتنيات متحف فيرجينيا للفنون الجميلة” بحضور حنان محمد الكواري وزيرة الصحة في قطر، وأحمد النملة الرئيس التنفيذي بالوكالة لمتاحف قطرو وعدد من الشخصيات المرموقة يتقدمهم علي الفردان نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الفردان التي ترعى المعرض رفقة دار “تيفاني آند كو”.
قدم المعرض مجموعة من أعمال مصمم المجوهرات الشهير جان شلومبرجي (1907-1987) الذي أسهم في تغيير مفاهيم الموضة والجمال في القرن العشرين بفضل ما أبدعه من مجوهرات وحُلي للزينة امتازت بتصاميمها المستلهمة من الطبيعة.
وتشمل محتويات المعرض ما يزيد على 125 قطعة تنتمي لمجموعة مجوهرات السيدة “ريتشل لامبرت ميلون” التي أهدتها لمتحف فرجيينا للفنون الجميلة، وهي أكبر مجموعة عامة تضم مجوهرات وأعمال المصمم شلومبرجي وأكثرها شمولا.
وتكشف هذه القطع التي استلهم شلومبرجي تصميماتها من الطبيعة، لاسيما عالمي الحيوان والنباتات، عن خياله الواسع وذكائه وبراعته، إذ تمتزج فيها المعادن النفيسة مع الأحجار الكريمة والمواد العضوية في قالب واحد.
وقالت الشيخة ريم آل ثاني، رئيسة قسم المعارض بمتاحف قطر، في افتتاح المعرض “نفخر بتنظيم معرض كنوز المجوهرات للمصمم جان شلومبرجي، لكونه من بين أوائل المعارض المؤقتة التي يحتضنها متحف قطر الوطني الذي افتتحناه مؤخرا. ولا شك عندي أن مجموعة المجوهرات والقطع البديعة التي استلهم شلومبرجي تصاميمها من عالم الطبيعة ستخلب الألباب بجمالها تماما مثلما يخطف تصميم المتحف المحاكي لوردة الصحراء أنظار الجمهور بروعته”.
من جهته، قال مايكل تايلور، أمين المعرض ونائب مدير قسم الفنون والتعليم بمتحف فرجينيا للفنون الجميلة، إن “هذه المجموعة التي لا مثيل لها من المجوهرات وغيرها من أعمال الزينة التي صممها شلومبرجي أهدتها السيدة ريتشل لامبرت ميلون لمتحف فرجينيا للفنون الجميلة، فهي من أبرز المتبرعين في تاريخ المتحف. إنها أعمال استثنائية، تعكس الخيال المبهر لشلومبرجي وتؤكد وضوح رؤيته بفضل ألوانها النابضة بالحياة وروعة تشكيلها والإلهام الذي يشع منها”.
وينظم معرض “كنوز المجوهرات” الدكتور مايكل تايلور، بالتعاون مع كريستي كوسر، مساعد الشؤون المتحفية بمركز مانتون للأعمال الورقية التابع لمتحف “ذا كلارك”. وقد نُظِم المعرض للمرة الأولى في عام 2017 بمتحف فرجينيا للفنون الجميلة، وسافر بعدها إلى متحف الفنون الجميلة في سانت بطرسبرغ في فلوريدا ثم المتحف الوطني الصيني في بكين.
ومن أبرز ما يضمه المعرض الذي يقام في الدوحة لأول مرة:
– أول تشكيلة من المجوهرات التي صممها شلومبرجي (دبابيس ذهبية للزينة). وقد استلهم تصميمها من مواد عثر عليها في أسواق السلع المستعملة المنتشرة في ربوع باريس في أواسط ثلاثينات القرن الماضي، ومنها أزهار البورسلين المصنوع في ميسن بألمانيا.
– أدوات فريدة صنعت بغرض الاستخدام المنزلي، ومنها “ملَّاحة طعام” ذهبية عيار 18 وشمعدانات وساعات مكتبية بلمسات هندسية، ومعظمها كان قد صنع خصيصا لـ “بوني ميلون” لاستخدامها في منزلها.
– مجوهرات وقطع صنعها شلومبرجي خصيصا لـ “بوني ميلون” عكست اهتمامها بمجال البستنة.
– تصاميم لحافظات سجائر وعلب حبوب وحقائب أدوات تجميل تمتاز بكثرة التفاصيل، وجميعها كانت تساير الموضة في حقبة الستينات في القرن الماضي وتستحضر في الوقت ذاته موضة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لحقائب الزينة، وكانت تباع في تيفاني آند كو، وعادة ما كان تصميماتها بتكليف من “بوني ميلون”.
يذكر أن شلومبرجي بدأ مسيرته المهنية بتصميم مجوهرات الزينة لصالح مصممة الأزياء الفرنسية إلسا سكيابارلي في ثلاثينات القرن الماضي في باريس. وفي الخمسينات، افتتح صالة عرض خاصة به في مقر دار “تيفاني & كو”. واشتهرت تصاميم شلومبرجي، التي تنوعت بين حافظات السجائر وعلب الحبوب والدبابيس والقلادات، بين مشاهير النساء خلال هذه الحقبة، وفي مقدمتهن السيدة “ريتشل لامبرت ميلون” الشهيرة باسم “بوني ميلون” (1910-2014)، وكانت خبيرة أمريكية معروفة في مجال تصميم الحدائق ومحبة لأعمال الخير.
وتتميَّز تصاميم شلومبرجي للمجوهرات بتنوع تشكيلاتها وأحجامها وألوانها وأبعادها الحيوية المختلفة التي تميّز كل قطعة عن الأخرى. وقد شكل هذا المصمم المبدع المعادن والأحجار الكريمة باستخدام أساليب قص الكابشون ليزيد من تألق المجوهرات.