أنا والظِّلُّ
نَحْيا زَمانَنا الأَعْمى
تَوْأمين
تَفَرَّعا مِنَ الحَبْلِ السُّرّي المُمْتَدّ إلى الأَرضِ
أيْنَما اتَّجَهْتُ
واجَهَني ظِلّي
بِأَصْواتٍ
تَكَوَّمَتْ فَوْقَ مِحْرابِ ليْلٍ
يَتَقاسمُهُ
عِشْقُ الأَمْطارِ
المُتسّاقطَةِ فَوقَ مَرايا حُلْمٍ
تَتعرّى أمامَ صَيْحةِ الأكْوان.
٭ ٭ ٭
كَمْ منْ زَهْرةٍ
أَضْناها الضَّجَرُ
في حَقْلٍ يَتَلاعَبُ بِأَحلامِهِ الرّيحُ
تَأْتيها الفَراشاتُ
واحِدةً..
واحِدةً..
في صَباحاتٍ
تَتَقَطَّرُ
نُقاطُ ضَوْئِها عارِيَةً
مِن انْحِلالِ الضَّبابِ
فَوْقَ أَغْصانٍ جَيَّرَها هَزيمُ الرَّعْدِ
يَتَشَكَّلُ دَوائِرَ
أُريقُ بِداخِلِها عُمْري
أُريحُ بِداخِلِها صَوْتي
مِنْ حُمّى ثَرْثَرَةٍ
تَتَلَبَّسُني
حينَ أَعْثُرُ عَلى لِساني
يَتَخَبَّطُ
تَحْتَ أُمْنِياتي الوامِضَة.
٭ ٭ ٭
سُفُنٌ.. سِرًّا يَمْتَطيها الوَقْتُ
تدْفَعُها الرّيحُ
بِاتِّجاهِ ثُقْبٍ أَسْوَد
يَبْتَلِعُ
مُفْرَداتِ العالَم
كَثيرا ما صُغْتُها حِكاياتٍ
وَأنا أُحاكي ظِلّي
في مِرآةِ الوُجود.
٭ ٭ ٭
كَمْ أَنا بِحاجَةٍ
إِلى نَجْمَةٍ
أَغْرِسُها على حافةِ الطريق
لِأَصِلَ إلى جِذْعِ الحَقيقَةِ
بَعيدا عَنْ كِناياتٍ
يَتَعاظَمُ أَنينُها
شَرْقَ جُمَلٍ تَسْتَريحُ
عَلى فَوْهَةِ بُركان
قَريبا مِنْ حِكاياتٍ
يَتَكاثَرُ نَحيبُها
غَرْبَ كُتُبٍ تَسْتَجْدي
أَلْسِنَةً مِنْ نار
آنَ لي أَن أَنْحتَ ذاكَ الجِذْعَ
تِمْثالا
يَتَشَهّى أَسرارَ الكَوْن.
شاعر مغربي