أكذوبة إسرائيل القوية!

كشفت عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول /أكتوبر المنصرم أكذوبة الجيش الذي لا يقهر وهشاشة وفشل الدولة المارقة على كافة المستويات.
لكن الثابت أن قوة إسرائيل واستمرارها كدولة أبارتايد على حساب فلسطين وشعبها مستمد من صانعيها الغربيين ، وخاصة أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
ثمة أسئلة واقعية تبرز إلى الأمام وبقوة حول قوة إسرائيل الخارقة في وقت تعود أصول التجمع الاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي إلى أكثر من 100 دولة في العالم وتعدد في الثقافات، الأمر الذي يطرح تساؤلات محقة حول مستقبل دولة الأبارتايد.

شكوك في الغرب

أكد المفكر والمؤرخ الإسرائيلي بني موريس في أكثر من لقاء صحافي خلال السنوات الأخيرة أنه “لا يرى مخرجاً لإسرائيل، بسبب عدم وجود فرص في البقاء كـ “دولة يهودية”، نظراً لأن العرب أكثر من اليهود بين البحر الأبيض المتوسط والأردن، وستصبح الأرض بأكملها حتما دولة واحدة ذات أغلبية عربية.
وأشار إلى أن إسرائيل لا تزال تدعو نفسها دولة يهودية لكن حكمنا لشعب محتل بلا حقوق ليس وضعا يمكن أن يدوم في القرن الحادي والعشرين، في العالم الحديث”.
وأثارت بعض الأعمال الدرامية الإسرائيلية، ومنها الفيلم السينمائي الذي حمل عنوان “2048” ذعر الإسرائيليين وخاصة المهاجرين الجدد من الصهاينة، وجعلهم يفكرون في النهاية المتوقعة لدولتهم، حيث تحدث الفيلم قبل عدة سنوات عن نهاية إسرائيل وزوالها من الوجود، وهو الهاجس الذي يطارد كل مستوطن إسرائيلي.

تناقضات كبيرة

وقال مخرج الفيلم؛ وهو يحمل الجنسية الإسرائيلية، ويدعى كفتوري لصحيفة “الجروزاليم بوست” الإسرائيلية: “أشعر أننا نسير في الاتجاه الخاطئ ونهدد بتدمير إسرائيل، وهذا لا يأتي بموجب تهديد خارجي، بل من الداخل”، لأنه لاحظ وجود تناقضات كبيرة داخل التجمع الاستيطاني الإسرائيلي، الذي يضم مجموعات يهودية غير متجانسة تعود أصولهم إلى أكثر من (100) دولة في العالم.
ويمكن الجزم أن هناك تناقضات جوهرية داخل التجمع الاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي ستدفع إلى الاعتقاد أن الدورالوظيفي للدولة المارقة بات محل شك من قبل شعوب الغرب، خاصة مع استمرار مجازر الجيش الإسرائيلي على مدار الساعة في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس وكذلك في الداخل الفلسطيني، وشهدنا مئات الآلاف في مدن عديدة في الغرب تندد بالمجازر الإسرائيلية، ويعتبر ذلك خطوة متقدمة للضغط على صانعي الدولة المارقة إسرائيل، وفي مقدمتها بريطانيا وأمريكا وفرنسا .

عصابة منفلتة

في الوقت الذي تستمر إسرائيل بمجازرها ضد الشعب الفلسطيني، ثمة تقارير تصدر دورياً عن وكالة الاستخبارات الأمريكية تتنبأ أن إسرائيل على كف عفريت ، كما تنبأت في السابق بسقوط الاتحاد السوفييتي ودولة الأبارتايد في جنوب إفريقيا.
وتستند تقارير وكالة الاستخبارات الأمريكية على حقائق في مقدمتها، عنصرية إسرائيل وفاشيتها المتفاقمة، وعدم قدرتها على الاستمرار في ظل أكثرية عربية داخل فلسطين ومحيطها العربي الكثيف، هذا جنباً إلى جنب مع تناقضات جوهرية داخل التجمع الاستيطاني التهويدي، حيث يلاحظ المتابع أنه منذ إنشاء إسرائيل في عام 1948 لم يتبوأ اليهود الشرقيون مناصب رئيسية في المؤسسات الإسرائيلية المختلفة، وخاصة منصب رئيس الوزراء، باعتبار أن بناة دولة الاحتلال الأوائل هم اليهود الغربيون “الأشكناز”.
وثمة شواهد عنصرية أحرى داخل التجمع الاستيطاني الإسرائيلي، ومنها رفض التبرع بالدم لصناديق التبرع من قبل يهود الفلاشا من أصول إثيوبية قبل أكثر من عقدين من الزمن .

مقومات استمرار إسرائيل

وكان الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري أشار في موسوعته حول اليهودية والصهيونية إلى أن مقومات استمرار إسرائيل ليست من داخلها وإنما من خارجها، ولهذا أكد المسيري أنه “يوجد عنصران أساسيان هما الدعم الأمريكي بلا حدود والثاني الغياب العربي أيضا بلا حدود.
هذان العنصران هما اللذان يضمنان استمرار إسرائيل كدولة أبارتايد صنعها الغرب في فلسطين، وقد انكشفت عنصرية وفاشية الدولة المارقة إسرائيل أكثر خلال استمرار المجازر التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني منذ بداية تشرين الأول /أكتوبر الماضي، وكأنها عصابة منفلتة ، في وقت تدعي فيه أنها تمتلك قوة ناعمة تروج لها النظم الغربية وتسوقها في العالم .

كاتب فلسطيني مقيم في هولندا

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية