“القدس العربي”: كشف موقع أكسيوس الأمريكي، اليوم الخميس، أن إسرائيل شنت غارة “غير عادية للغاية” في سوريا، في وقت سابق من هذا الأسبوع، ودمرت مصنعا للصواريخ الدقيقة تحت الأرض تزعم إسرائيل والولايات المتحدة أن إيران بنته، وذلك وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة على العملية.
وتزايدت الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مع اشتداد الضربات بين حزب الله وإسرائيل. لكن الغارة التي وقعت يوم الأحد كانت أول عملية برية يقوم بها الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة ضد أهداف إيرانية في سوريا.
وقال الموقع إن تدمير المصنع يمثل ضربة قوية لجهود إيران وحزب الله لإنتاج صواريخ دقيقة متوسطة المدى على الأراضي السورية.
ونقل أكسيوس عن مصادر قولها إن الحكومة الإسرائيلية التزمت الصمت بشكل غير عادي حيال ذلك ولم تعلن مسؤوليتها حتى لا تثير انتقاما من سوريا أو إيران أو حزب الله. فيما رفض المتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء التعليق.
وكانت وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري قد أفادت بوقوع غارات جوية إسرائيلية مكثفة مساء الأحد في عدة مناطق بغرب سوريا، بما في ذلك بالقرب من مدينة مصياف القريبة من الحدود مع لبنان.
وحدة النخبة العليا في الجيش الإسرائيلي “سيريت ماتكال”، قامت بمداهمة المنشأة في مصياف ودمرتها
وأمس الأربعاء، قالت قناة تلفزيونية معارضة سورية والخبيرة يونانية في شؤون الشرق الأوسط إيفا كولوريوتيس إن الغارات الجوية كانت بمثابة غطاء لعملية برية إسرائيلية في مصياف. وأكدت ثلاثة مصادر مطلعة على العملية لموقع أكسيوس أن وحدة النخبة العليا في الجيش الإسرائيلي “سيريت ماتكال”، قامت بمداهمة المنشأة ودمرتها.
وأشار أكسيوس إلى أن إسرائيل أطلعت إدارة بايدن مسبقا على العملية الحساسة ولم تعارضها واشنطن.
وقال أحد المصادر للموقع إن الوحدة الإسرائيلية الخاصة فاجأت الحراس السوريين في المنشأة وقتلت العديد منهم خلال الغارة، لكن لم يصب أي من الإيرانيين أو من مقاتلي حزب الله.
الوحدة الإسرائيلية الخاصة فاجأت الحراس السوريين في المنشأة وقتلت العديد منهم
وقال مصدران إن القوات الخاصة استخدمت المتفجرات التي جلبتها معها لتفجير المنشأة الواقعة تحت الأرض، بما في ذلك الآلات المتطورة، من الداخل.
وقال أحد المصادر إن الغارات الجوية كانت تهدف إلى منع الجيش السوري من إرسال تعزيزات إلى المنطقة.
وقال مصدران على دراية مباشرة بالعملية إن الإيرانيين بدأوا في بناء المنشأة تحت الأرض بالتنسيق مع حزب الله وسوريا في عام 2018 بعد سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية دمرت معظم البنية التحتية لإنتاج الصواريخ الإيرانية في سوريا.
وبحسب المصادر، فإن الإيرانيين قرروا بناء مصنع تحت الأرض في عمق جبل في مصياف لأنه سيكون غير قابل للاختراق من قبل الضربات الجوية الإسرائيلية.
وزعمت المصادر أن الخطة الإيرانية كانت تهدف إلى إنتاج الصواريخ الدقيقة في هذه المنشأة المحمية بالقرب من الحدود مع لبنان حتى تتم عملية التسليم إلى حزب الله في لبنان بسرعة وبخطر أقل من الضربات الجوية الإسرائيلية.
اكتشفت أجهزة المخابرات الإسرائيلية عملية البناء وراقبتها لأكثر من خمس سنوات
واكتشفت أجهزة المخابرات الإسرائيلية عملية البناء وراقبتها لأكثر من خمس سنوات تحت الاسم الرمزي “الطبقة العميقة”. وقال أحد المصادر إن الإسرائيليين أدركوا أنهم لن يتمكنوا من تدمير المنشأة بضربة جوية وسيحتاجون إلى عملية برية.
وقال أحد المصادر إن الجيش الإسرائيلي فكر في إجراء العملية مرتين على الأقل في السنوات الأخيرة، لكن لم تتم الموافقة عليها بسبب المخاطر العالية.