عمان – «القدس العربي»: لمناورة التي قادها رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز أخيراً لتحريك المياه الراكدة في جدار العلاقات الأردنية – السعودية بعد أيام فقط من «زيارة فاشلة أو غير ناجحة» قام بها للرياض رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز من ستة أسابيع، حققت الجزء المختص منها بالبروتوكول وإرسال «تحية ود» أردنية.
هل يحتفظ الملك سلمان بغضبه على الدولة الجارة منذ عام 2002؟
لكن تلك المناورة النشطة لوفد من مجلس الأعيان حصلت من مستويات متدنية نسبياً في الهرم السعودي على «المزيد من وعود المساعدة» التي تتقادم بنسبة ملحوظة مجدداً وبصيغة تبقي العلاقات خصوصاً مع تيار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في «أدنى المستويات».
خرج الرئيس الفايز بانطباعات محددة بعد الزيارة، وقبله سجل الرزاز الملاحظات الأكثر سلبية عن الافتقاد للحرارة في الاستقبال وعدم تمكين وفد رفيع المستوى توجه معه للرياض حتى من عرض مقترحات تفعيل التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك.
رواية وزراء يعملون مع الرزاز عن «تفاصيل» استقباله في الرياض أشارت بوضوح إلى لقاء سريع وعمومي مع الملك سلمان بن عبد العزيز تغيب عنه تماماً «أي نظير» للوفد الأردني في المؤسسة السعودية. حظي الرزاز وطاقمه وقتها بكلمات دافئة من الملك سلمان.
لكن في الجانب البروتوكولي لوحظ بأن «الضيافة التقليدية» لم تكن على الطاولة، حيث غابت التمور وتغيبت القهوة العربية وتم تقديم ماء فقط للوفد الأردني بدون وجود مسؤولين سعوديين بارزين أو عقد اجتماعات نظراء، وبدون بحث حقيقي في أي ملف.
تلك كانت رسالة بروتوكولية حاول الرزاز الاستفسار عنها وتفكيكها في العاصمة عمان.
لكن سياسياً لم تقدم تلك الزيارة أي جديد، في وقت انشغلت فيه سفارتا العاصمتين بالتحضير للمناورة التالية بتوقيع الفايز وهو يتجه للرياض في طائرة سعودية خاصة في إطار ترتيب مع مجلس الشورى السعودي لزيارة رسمية الطابع، يتخللها حمل رسالة «مكتوبة» من الملك عبد الله الثاني للعاهل السعودي.
كل الترتيبات تمت بطبيعة الحال مع السفير السعودي النشط والمؤثر في عمان الأمير فيصل بن خالد.
وعند التحضير كان الفايز يتحدث في أروقة مجلس الأعيان عن سعيه للتحدث بـ»أخوة وصراحة» مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الرياض بشأن الجمود في العلاقات الأردنية السعودية.
خلافاً لما حصل مع وفد الرزاز، تم استقبال وفد الأعيان الأردنيين بحفاوة وبرزت المفاجأة الأولى، ووفقاً لرواية سمعتها «القدس العربي» نقلاً عن الفايز عندما تضمن برنامج الزيارة نشاطات عامة وموائد رسمية، لكنه لم يتضمن أي لقاء مع «ولي العهد».
بدا واضحاً للأردنيين هنا بأن ولي العهد السعودي لا يبدو مهتماً بإصلاح العلاقة مع الأردن ولا بمشروع من أي صنف سياسي لإصلاحها.
لكن في اللحظة الأخيرة تقرر استقبال وفد أعيان الأردن بصفة خاصة من جهة الملك السعودي، وسط حرارة لم تبرز مع وفد الرزاز، ولتسليم الرسالة المكتوبة من ملك الأردن، التي تم الإعلان عن مضمونها على أساس دعوة للمزيد من المشاورات بسبب «التحديات» التي تواجه الأمة.
تحجم «القدس العربي» عن الغوص في تفاصيل اللقاء. لكن في المحصلة السياسية عرضت وجهة النظر الأردنية الحكومية في مسألة «المساعدات السعودية» والتعاون الاقتصادي وعلى أساس مطالب محددة من جانب عمان من الواضح أن المؤسسة السعودية قررت أن تبحث فقط على مستويات متدنية وليس على مستوى القمة.
غياب الأمير بن سلمان ومكتبه عن مجمل الاتصالات والمشاورات ونشاط الوفود الأردنية هنا بدا علامة فارقة تؤكد استمرار الأزمة.
بعيداً عن الأجندات السياسية والخلفيات، يمكن القول إن «مناخ الثقة» بين الجانبين لا يزال محتقناً وسلبياً حسب سياسي رفيع المستوى تحدث لـ «القدس العربي» مباشرة عن «احتقان قديم ومن أيام قمة بيروت العربية عام 2002 يحتفظ به الملك سلمان شخصياً ضد الأردن»، وسببه الأكيد في تلك الأوقات الانطباع السعودي، وحصرياً عند الملك سلمان، بأن عمان والقاهرة كانتا تشاغبان على وثيقة «المبادرة العربية» التي تبنتها الرياض ولا تزال، رغم أنها كتبت خلف الستارة بأقلام أردنية.
بالنسبة للحكومة الأردنية، لا تتعاون الرياض إطلاقاً مع الأزمة الاقتصادية والمالية، ولا تظهر أي اهتمام بـ»جارها الأردني» ويتم تفويت الفرص تباعاً على إصلاح العلاقة وسط توتر غير مفهوم مصدره مركز الثقل ولي العهد السعودي تحديداً.
وفي مقاييس عمان، المطلوب الآن «مساعدة صغيرة» ومقدور عليها وللمرة الأخيرة لعبور الأزمة الحالية وضمن ترتيبات رقمية لا تزيد عن مليارين وربع المليار دولار على مدار خمس سنوات يمكن أن تتعهد بها ثلاث دول خليجية هي مع السعودية الإمارات والكويت.
وفي المقايسة السعودية، ثمة «إساءات» للمؤسسة السعودية غير مبررة على مستوى الإعلام والشارع الأردني، وثمة تحريض رسمي لبعض كتاب المقالات والتقارير، وثمة «تحرشات بيروقراطية» غير مفهومة بمشاريع استثمارية سعودية في مجالي شبكة الطرق والطاقة تعرض لها مستثمرون سعوديون تم إرسالهم للاستثمار والمساعدة بقرار سياسي.
بالمحصلة، لدى الرياض ملاحظاتها وتحتفظ بها على «طريقة تعامل الحكومة الأردنية» معها.
ولدى عمان ملاحظات تحتفظ بها هي الأخرى بعنوان استعصاء المساعدات السعودية وغياب التشجيع لكي يغادر الأردن تماماً مرحلة الاعتماد على المساعدات، وأيضاً بعنوان التسارع في التطبيع مع الإسرائيليين بدون تنسيق.
وسط تبادل الملاحظات بين الطرفين تكرست الوقائع مجدداً، فقد أخفق الرزاز وحظي الفايز بمجاملة ووعود لم تطبق بعد، وغاب ولي العهد القوي والمستحكم محمد بن سلمان عن مشهد «ترتيب» أي خلافات مع الأردن، كما غابت مظاهر الضيافة السعودية عند استقبال الرزاز ورفاقه.
بالمختصر المفيد الاردن لديه الكفاءات وبنقصه المال، كما ان بلاد الشام ساهمت بنهضة دول الخليج، مع ذلك كان على الاردن وحتى على السلطة الفلسطينية الاعتماد على اقتصاد ذاتي يجنبها من الحاجة للمساعدات الخليجية وخاصة السعودية، مع ان دولة الكويت وايضا قطر وسلطنة عمان تقدم مساعدات للدول العربية وهي وشعوبها مشكورة، وخاصة دولة الكويت العربية الابية شكرا لها ولقيادتها لتضامنها مع العرب وقضاياهم. والغرض من الضغط المالي السعودي على الاردن هو ضمن ضغط ترامب على الاردن وفلسطين.
الاصلاح السياسي هو الحل. من خلاله سيتم مكافحة الفساد ومن ثم محكامته. وهذا يتخوف منه المختطفون ويحاربونه. الم يتم مرور المساعدات على المقص قبل دخولها الموازنة. لننهي الفساد واختطاف الاوطان من القلة.
قرار المساعدات للأردن من السعوديه والإمارات قرار أمريكي ولن تحول اَي مساعدات سعوديه الا اذا تماهى الاْردن مع صفقه القرن بل على الاْردن الاستعداد لما هو ابعد من إيقاف المساعدات والاستعداد للحصار البحري القادم على خليج العقبة ان استمر في مقاومه صفقه القرن.