ألمانيا: استمرار تدهور معنويات الشركات المتوسطة وتوقع تراجع مبيعات الجملة

حجم الخط
0

 برلين – د ب أ: كشفت نتائج دراسة عن استمرار تدهور معنويات الشركات متوسطة الحجم في ألمانيا واستمرار الوضع المتوتر بين هذه الشركات، بينما توقعت شركات تجارة الجملة تراجع مبيعاتها هذا العام.
فقد أعلنت شركة الاستشارات الاقتصادية «كريديت رِفورم» أن قلة النشاط الاستثماري وضعف الميل للاستهلاك أثرا بشدة على أعمال الشركات متوسطة الحجم. وأفاد باتريك لودفيج هانتسش، مدير الأبحاث الاقتصادية في «كريديت رِفورم» بأن هناك «ملامح تشبه الاكتئاب» تظهر على قطاع الشركات المتوسطة. وأضاف أن المزاج العام «سيئ كما كان في ذروة جائحة كورونا، عندما لم يكن أحد يعرف مدى خطورتها «.
واستندت الدراسة إلى استطلاع تمثيلي أجرته «كريديت رِفورم» بين 1200 شركة صغيرة ومتوسطة. وأظهرت نتيجة الاستطلاع أن الأعمال التجارية جاءت مخيبة للآمال في الفترة الأخيرة، وأنه لا توجد أية محفزات اقتصادية إيجابية. وكشف الاستطلاع أن ثلث الشركات أفادت بأنها تعاني من انخفاض في الطلبيات، مقابل 18% من الشركات أفادت بارتفاع الطلبيات لديها. وقالت حوالي 25% فقط من الشركات المشاركة في الاستطلاع إنها حققت ارتفاعاً في العائدات خلال الشهور الماضية. وأوضح هانتسش أن آخر مرة جاء فيها مناخ الأعمال في الشركات المتوسطة سلبيا لعامين متتالين كانت قبل 20 عاماً، وقال إن «التفاؤل الذي ساد في بداية العام من قبل خبراء الاقتصاد والحكومة كان للأسف سابقاً لأوانه».
وفقا للاستطلاع، فإن ما يقارب 80% من الشركات متوسطة الحجم غير راضية عن السياسة الاقتصادية للحكومة الاتحادية. وأشارت وجهة نظر هذه الشركات إلى أن القضايا الأكثر إلحاحاً هي الحد من البيروقراطية ونقص العمالة الماهرة.
ولفتت الدراسة إلى أن التوقعات الاقتصادية غير المؤكدة ونقص السيولة يعوقان استعداد الشركات للاستثمار، إذ لم تزد نسبة الشركات التي تخطط لضخ استثمارات عن 40% فقط. ورغم أن هذا الرقم أعلى مما كان عليه في العام السابق، فإنه أقل من متوسط السنوات الماضية وفقا لتقارير «كريديت رِفورم».
وبدوره أثر التطور الاقتصادي السلبي أيضاً على سوق العمل حيث زادت نسبة الشركات التي قلصت عدد عامليها عن 21% وهي نسبة أعلى مما كانت عليه في عام 2023.
على صعيد آخر يتوقع تجار الجملة في ألمانيا مزيداً من انخفاض المبيعات خلال العام الحالي.
وحسب استطلاع أجراه اتحاد تجار الجملة الألمان، وصل المزاج العام في القطاع إلى أدنى مستوى تاريخي. ويتوقع الاتحاد انخفاضاً في المبيعات بعد احتساب متغيرات الأسعار بنسبة حوالي 1% هذا العام.
وفي النصف الأول من عام 2024 تطورت مبيعات الجملة بشكل أضعف من المتوقع، بحسب تقرير الاتحاد. وعقب احتساب متغيرات الأسعار، تراجعت المبيعات بنسبة 1.2% في النصف الأول من العام الحالي.
وقيَّمت ما يقرب من 700 شركة شملها الاستطلاع عبر الإنترنت وضع الأعمال الحالي بشكل أكثر سلبية مما كان عليه في العام السابق. وفيما يتعلق بتوقعات الأعمال المستقبلية، فقد جاءت أعلى من مستوى العام السابق، لكنها تظل سلبية.
ووفقا للاستطلاع، فإن معظم شركات تجارة الجملة تُقَيِّم أداء الحكومة الألمانية على نحو سلبي، حيث ترى ثلاثة أرباع الشركات أن الائتلاف الحاكم الحالي لا يتصرف بشكل مناسب يضمن الحفاظ على القدرة التنافسية في ألمانيا.
وقال رئيس الاتحاد، ديرك ياندورا «رجال الأعمال لدينا يشعرون بخيبة أمل. بدلاً من أن يُحدث الائتلاف الحاكم نهضة، صار لدينا ائتلاف في حالة جمود». وفي الاستطلاع، دعت حوالي أربع من بين كل خمس شركات إلى الحد من البيروقراطية، وتود حوالي نصف الشركات أن ترى انخفاضاً في تكاليف الطاقة.
وبحسب الاستطلاع، لا يزال مناخ الأعمال سيئاً سواء في قطاع الجملة أو ما يسمى بتجارة روابط الإنتاج، أي التجارة في السلع بين مرحلتي الإنتاج. وفي الأخيرة، وبعد انخفاض في المبيعات بعد احتساب متغيرات الأسعار بنسبة 53.5% في النصف الأول من العام، من المتوقع حدوث تطور سلبي إجمالي في المبيعات للعام الحالي. ومع ذلك، يتوقع الاتحاد زيادة طفيفة في مبيعات السلع الاستهلاكية العام الحالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية