أنطاكيا – «القدس العربي» : أكدت مصادر حقوقية انتهاء القضاة في محكمة فرانكفورت الإقليمية العليا غربي ألمانيا، من استجواب الطبيب السوري المتهم علاء موسى.
وأوضح الخبير القانوني في «المركز السوري للعدالة والمساءلة»، روجر لو فيليبس، أن المدعي العام سيستمر باستجواب المدعي العام الأسبوع المقبل من قبل القضاة.
وقال رئيس «المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية»، المحامي أنور البني، إن انتهاء الاستجواب يعني بدء المحكمة بالاستماع لشهادات الشهود، مبيناً لـ«القدس العربي» عملية استجواب موسى استغرقت جلسات عدة.
أنور البني لـ«القدس العربي»: فرص تبرئته غير واردة على الإطلاق
وعن الخطوة اللاحقة، أشار البني إلى أن المحكمة ستبدأ بتحديد المواعيد لاستجواب الشهود في قضية موسى، بمعدل جلسة واحدة خلال كل شهر.
وأوضح المحامي أن جلسات الاستماع لشهادات الشهود ستكون بحضور موسى في قاعة المحكمة، مؤكداً أن «فرص تبرئة موسى غير واردة على الإطلاق».
وحسب مصادر قضائية ألمانية، لن تذكر المحكمة أسماء الشهود علانية، وذلك لحمايتهم في ضوء التهديدات المبلغ عنها ضدهم، موضحة أن أولى جلسات الاستماع لشهادات الشهود ستبدأ في 5 نيسان/أبريل المقبل. وكانت محاكمة علاء موسى قد بدأت في كانون الثاني/ يناير 2022، حيث أتاح مبدأ «الولاية القضائية العالمية» للقضاء الألماني بمحاكمة موسى على جرائم ارتكبت في سوريا.
وكانت السلطات الألمانية قد ألقت القبض على موسى في حزيران/يونيو 2020، على خلفية اتهامه بتعذيب المعتقلين وحرق أعضائهم التناسلية خلال عمله طبيباً في مستشفيات عسكرية تابعة للنظام السوري. وفي وقت سابق، رجحت مصادر حقوقية لـ«القدس العربي»، أن تحكم المحكمة الألمانية على موسى بالسجن المؤبد.
وكانت «القدس العربي» أول من أثار التُهم الموجهة للطبيب السوري علاء موسى إعلامياً، وذلك في تقرير نُشر بتاريخ 28 آذار/مارس 2019، تحت عنوان «اتهامات لطبيب موالٍ للنظام السوري بتعذيب المعتقلين في حمص»، حيث استمعت الصحيفة حينها لشهادة طبيب سوري يدعى محمد وهبي، كان يعمل برفقة المتهم موسى في مشفى حمص العسكري، التابع للنظام.
وحسب شهادة وهبي، قام موسى بـ»سكب الكحول على الأعضاء التناسلية لأحد المعتقلين من المتظاهرين، وأشعل النار في جسد المتظاهر، ما أدى إلى حرق الجهاز التناسلي للمعتقل بدرجات متفاوتة». وبعد وصوله في العام 2015 ألمانيا، عمل في مستشفيات ألمانية، إلى أن تم الكشف عن جرائمه عبر وسائل الإعلام بداية.
وفي جلسات الاستجواب، نفى موسى التهم الموجهة له، وكذلك حصول تعذيب للمرضى المعتقلين في مشفى «المزة» العسكري، مدعياً أنه كان يتم تعذيبهم من قبل طاقم التمريض الذي يعمل في المشفى، ومن قبل عمال النظافة في المشفى، وكان المرضى دائماً مقيدين وعيونهم معصوبة.
وكان الطبيب الشاهد وهبي قد تعرف على موسى، بعد أن نشرت أسماء الأسد صورة لها خلال إصابتها بالسرطان وإلى جانبها طبيب من الطائفة العلوية يدعى علي الحسن، ارتكب هو الآخر جرائم خلال عمله في مشفى بحمص، ما قاد إلى تعرف زميله وهبي عليه، ومن ثم أدلى الطبيب وهبي بشهادته لـ«القدس العربي» عن الطبيب علي الحسن، والتي تضمنت ما قام به أيضا زميله الآخر، الطبيب المتهم حاليا في ألمانيا، علاء موسى، وهو ينتمي للأقلية المسيحية بحمص، وقد أبدى حينها زميلهم الطبيب محمد وهبي استعداده للسفر لألمانيا، للإدلاء بشهادته أمام المحاكم الألمانية. وقال الطبيب وهبي حينها، والذي كان يعمل في مستوصف مخصص لاستقبال اللاجئين السوريين في مدينة الربحانية الحدودية، بولاية هاطاي التركية، إنه كان على درجة عالية من الاستياء بسبب إفلات علاء موسى من الجرائم التي ارتكبها، قبل وصوله إلى ألمانيا.