استطاعت ألمانيا التعامل بمهارة مع فيروس كورونا في بداية انتشاره، فقامت بفرض إغلاقات ووضع خطة مساعدات اقتصادية، بيد أن معدل الوفيات ارتفع بعد ذلك بأشهر ليصل إلى أعداد قياسية.
برلين-“القدس العربي”: كانت بداية 2020 بالنسبة لألمانيا حافلة بالأحداث السياسية، إذ حاولت التحرك دبلوماسيا لتخفيف التوترات في أعقاب الغارة الجوية الأمريكية التي قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني. وقام وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بإجراء سلسلة محادثات من أجل تخفيف التوتر وفرض التهدئة. وفي مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية أكد ماس أنه “سيبذل كل ما في وسعه خلال الأيام المقبلة لمنع حدوث تصعيد آخر في المنطقة، وسيقوم بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وإجراء محادثات مع إيران من أجل ضمان ذلك.
وفي كانون الثاني/يناير استقبلت العاصمة الألمانية وفود 12 دولة، الولايات المتحدة، بريطانيا، وروسيا، وفرنسا، والصين، وتركيا، وإيطاليا، والإمارات، ومصر، والجزائر، والكونغو، بالإضافة إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج، والجنرال المتقاعد خليفة حفتر، في محاولة للتوصل إلى حل سياسي للنزاع في ليبيا. وجاء انعقاد مؤتمر برلين بعد إعلان ميركل أن الحالة الليبية تمثل أهمية كبيرة لبلادها بالإضافة إلى دول أوروبية فاعلة أخرى.
تحفظ على صفقة القرن
نهاية كانون الثاني/يناير حمل أيضا إطلاق الرئيس الأمريكي ترامب لخطته صفقة القرن، التي أثارت جدلا دوليا واسعا. وتتضمن الخطة التي رفضتها السلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية “متصلة” في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل. ألمانيا التي أعربت عن تحفظها من مبادرة ترامب أكدت على لسان وزير خارجيتها هايكو ماس إن “خطة الرئيس الأمريكي تثير التساؤلات ولا تفرض سلاما دائما بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
ولم ينته الشهر إلا بحدوث فضيحة داخل ألمانيا بعد تقليد دار “زمبر أوبرا” في مدينة درسدن، الرئيس المصري وسام “القديس جورج” مبررة قرارها بأن السيسي يدافع عن الاستقرار وبناء المجتمع، وبأنه يعد أيضا صوتا ممثلا عن أفريقيا بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي، وقالت إن هذا العام سيشهد فتح دار أوبرا جديدة في القاهرة، بالتعاون مع دار الأوبرا الألمانية. بيد أن هذا القرار ولد حالة كبيرة من الجدل في ألمانيا، كما شهد حالة رفض كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، متهمين السيسي بتشجيع السياسات القمعية. هذه الانتقادات أدت إلى سحب دار الأوبرا للوسام المقدم للرئيس المصري معتبرين أن الأمر كان سوء تقدير من قبلهم. وقال رئيس دار الأوبرا هانز يواخيم فراي “نود أن نعتذر عن هذا المنح للوسام وأن نتبرأ منه، لقد كان منح خطأ” معلنا سحب الجائزة.
هجوم هانو الإرهابي
وفي الثلث الأخير من شباط/فبراير أيضا لم يكد يمض 48 ساعة على إعلان الأجهزة الأمنية في ألمانيا القبض على مجموعة يمينية متطرفة كانت تخطط لتنفيذ هجمات واسعة النطاق ضد المساجد والمسلمين والأجانب في ألمانيا، حتى تم تنفيذ عمليتين إرهابيتين على يد يميني ألماني متطرف بحق أجانب في ألمانيا.
المتطرف اليميني ويدعى توبياز 43 عاما قام باقتحام مقهيين يرتادهما الأجانب في مدينة هانو قرب مدينة فرانكفورت ليوقع في الهجوم المسلح المزدوج العديد من الضحايا قبل أن تجده الشرطة مقتولا في منزله وبجواره جثة والدته والتي تعتقد الشرطة أنه قتلها أيضا قبل أن يقتل نفسه. وخلف الهجوم 10 قتلى من الأجانب وجرح خمسة آخرين.
ناقوس الخطر
مثل آذار/مارس الماضي علامة فارقة في التاريخ الألماني، حيث شهد بدء انتشار فيروس كورونا، ما حدا بالحكومة وضع خطة طوارئ لمنع انتشار المرض. ألمانيا استطاعت التعامل بمهارة في بداية انتشار هذا الفيروس الخطير فقامت بفرض إغلاقات ووضع خطة مساعدات اقتصادية، بيد أن معدل الوفيات ارتفع بعد ذلك بأشهر ليصل إلى أعداد قياسية.
وفي نهاية الشهر تبنى البرلمان الألماني خطة تدابير شاملة بقيمة 1100 مليار يورو ستسمح لأول قوة اقتصادية في أوروبا بمواجهة تبعات وباء كورونا المستجدّ.
رفع الأذان في ألمانيا
وشهد نيسان/أبريل الماضي مبادرة فريدة من نوعها قام بها مسجد دار السلام في برلين التابع للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، وكنيسة الجليل، وفي إطار إفشاء الأمن الروحي في هذه الظرفية الحساسة التي تمر بها العاصمة برلين التي أغلقت فيها دور العبادة بسبب انتشار وباء كورونا برفع الأذان عبر مكبرات الصوت بمسجد دار السلام، ودق الناقوس بكنيسة الجليل مساء كل يوم بالإضافة إلى ظهر يوم الجمعة. يشار إلى أن رفع الأذان مسموح في ألمانيا عادة داخل المساجد فقط وليس ضمن السماعات الخارجية.
بيد أن السطات وبعد انتهاك قوانين التجمع، منعت مسجد دار السلام من رفع الآذان من السماعات الخارجية. ووفقا لمجلة “فوكوس” الألمانية فقد احتشد أكثر من 300 شخص لدى رفع الآذان من مسجد دار السلام في برلين، ما استدعى تدخل الشرطة.
منع إسرائيل من ضم الضفة الغربية
شهد ايار/مايو الماضي تحركا أوروبيا سياسيا من أجل تحجيم صفقة القرن الأمريكية التي أعلنها ترامب وتمثل ذلك في محاولة لوضع خطة سياسية تلزم إسرائيل منع ضم مرتقب لأجزاء واسعة من الضفة الغربية. وكانت ألمانيا قد أعلنت مرارا على لسان وزير خارجيتها هايكو ماس إنه من الواضح أن “الضم غير متوافق مع القانون الدولي”.
وكانت دول أوروبية قد أعلنت عدم اعترافها بأي تغيير تجريه إسرائيل على حدود ما قبل الخامس من حزيران/يونيو 1967.
وقال بيان مشترك إن “القانون الدولي يعد ركيزة أساسية للنظام الدولي، ونحن لن نعترف بأي تغيير على حدود 1967 ما لم يتفق الإسرائيليون والفلسطينيون على ذلك”.
معسكرات تدريب للمتطرفين
في حزيران/يونيو الماضي كشفت مجلة “فوكوس” الألمانية وجود معسكرات تدريب للمتطرفين الألمان في روسيا وبعلم من السلطات الروسية. ووفقا للمجلة يخضع متطرفون يمينيون ألمان متشددون لتدريب شبه عسكري في معسكر روسي بالقرب من مدينة سانت بطرسبرغ، وذلك بحسب برنامج يهدف إلى ضمان تفوق العرق الأبيض.
ويدير المعسكر المسمى “بارتيزان” حركة “الرايخ الروسي” اليمينية المتطرفة ويشارك بها نشطاء من حركات ألمانية متطرفة مثل “الحزب الوطني الديمقراطي” والحزب اليميني الأصغر “الطريق الثالث”. ويقول التقرير إن المشاركين تمّ تدريبهم على استخدام الأسلحة والمتفجرات، والقتال العسكري المتلاحم.
وفي تموز/يوليو أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية حل السرية الثانية بقوات النخبة في الجيش الألماني على خلفية رصد وقائع يمينية متطرفة. وقال المتحدث إن هذه الخطوة التي كانت وزيرة الدفاع انيجريت كرامب-كارنباور أعلنت عنها تم تنفيذها بناء على أمر صادر في ثكنة القوات الخاصة في مدينة كالف بولاية بادن فورتمبرغ.
وتعد السرية الثانية واحدة من أربع سرايا تابعة لقيادة القوات الخاصة المدربة على تنفيذ عمليات خاصة مثل تحرير الرهائن.
حادثة إرهابية في برلين
وفي آب/أغسطس أعلن الادعاء العام عن حادثة وقعت على أحد الطرق السريعة في برلين وأدت إلى إصابة العديد من الأشخاص معتبرا أن الهجوم له دوافع إسلامية متطرفة.
وقال المتحدث باسم الادعاء العام: “وفقا للمعلومات الحالية، كان ذلك هجوما ذا دوافع إسلامية” مضيفا في المقابل أن هناك أدلة على مشكلات نفسية لمرتكب الواقعة العراقي 30 عاما وبحسب البيانات أصيب ستة أشخاص، من بينهم ثلاثة بإصابات خطيرة.
تبون والعلاج في ألمانيا
نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر استضافت ألمانيا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لإجراء فحوص طبية معمقة بعد أيام من الاشتباه بإصاباته بكوفيد-19.
وأعلنت الرئاسة الجزائرية أنّ الرئيس الذي بدأ حجراً صحياً نقل إلى مستشفى عسكري في العاصمة الجزائرية، وبعدها إلى ألمانيا. وفرضت الرئاسة الجزائرية تكتما كبيرا على مكان إقامة تبون وعلى وضعه الصحي، واحترمت ألمانيا هذا القرار بيد أن ميركل اتصلت بالرئيس الجزائري في نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر معلنة انها سعيدة لبدء تماثله للشفاء.
التصريحات
دعا الرئيس الألماني شتاينماير، المواطنين في بلاده إلى التحلي بالصبر والانضباط والتضامن في أزمة كورونا،
وقال: “كورونا ليست حربا بل اختبارا لإنسانيتنا”
راحلون
استيقظت ألمانيا صباح 29 آذار/مارس الماضي على نبأ وفاة وزير المالية بولاية هيسن توماس شيفر. وأكد الادعاء العام ورئاسة الشرطة أن ملابسات الوفاة تشير إلى انتحار وفق المحققين.