أنطاكيا – «القدس العربي»: كشفت وسائل إعلام ألمانية، عن شهادة صادمة أدلى بها شاب سوري أمام المحكمة الإقليمية العليا في مدينة فرانكفورت، ضد الطبيب علاء موسى، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، خلال عمله في أحد المستشفيات العسكرية التابعة للنظام السوري.
وذكرت وكالة «دويتشه فيله»، أن الشاهد السوري (29 عاماً) الذي اعتقل من قبل قوات النظام في العام 2012، شاهد موسى وهو يحقن مريضاً بإبرة، أدت إلى ارتعاش المريض بشكل متسارع حتى فارق الحياة. وأوضحت أن الحادثة وقعت في «مشفى حمص العسكري»، حيث كان يخدم الطبيب موسى المتهم بالتسبب في وفاة العشرات.
وبدأت جلسات محاكمة موسى في 19كانون الثاني/يناير 2022، وذلك بعد اعتقاله من قبل السلطات الألمانية، بتهم قتل وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، قبل وصوله الأراضي الألمانية.
ورجح مدير «المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية»، أنور البني، في حديث لـ«القدس العربي»، أن تستمر جلسات محاكمة موسى حتى نهاية العام 2022، وأن يصدر الحكم النهائي بحقه، في مطلع العام 2023، مشيراً إلى قرار المحكمة الألمانية منع نشر مجريات المحكمة وشهادات الشهود، حتى لا تترك ثغرة قانونية يمكن أن تشوب الحكم.
وأوضح البني أن إجراء المحكمة هذا، جاء بعد ادعاء موسى أن غالبية الشهود ضده أخذوا معلوماتهم من وسائل الإعلام. وسبق أن أقر موسى أمام المحكمة الألمانية بأنه عمل في مشفى حمص العسكري، مدعياً أن صفته كانت مدنية، وأنه تقدم بطلبات لمستشفيات عديدة وتم قبوله في المشفى العسكري. واستخدم القضاء الألماني «الولاية القضائية العالمية» التي تسمح لهم بالسعي لمحاكمة المشتبه في ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية في أي مكان في العالم، لتحاكم موسى المتهم في 18 قضية تعذيب وقتل سجناء.
وكانت السلطات الألمانية قد ألقت القبض على موسى في حزيران/يونيو 2020، على خلفية اتهامه بتعذيب المعتقلين وحرق أعضائهم التناسلية خلال عمله طبيباً في مستشفيات عسكرية تابعة للنظام السوري.
وأول من أثار التُهم الموجهة للطبيب السوري علاء موسى إعلامياً، كانت صحيفة «القدس العربي» وذلك في تقرير نُشر بتاريخ 28 آذار/مارس 2019، تحت عنوان «اتهامات لطبيب موالٍ للنظام السوري بتعذيب المعتقلين في حمص»، حيث استمعت الصحيفة حينها لشهادة طبيب سوري يدعى محمد وهبي، كان يعمل برفقة المتهم موسى في مشفى حمص العسكري، التابع للنظام.
وحسب شهادة وهبي، قام موسى بـ»سكب الكحول على الأعضاء التناسلية لأحد المعتقلين من المتظاهرين، وأشعل النار في جسد المتظاهر، ما أدى إلى حرق الجهاز التناسلي للمعتقل بدرجات متفاوتة»، وبعد وصوله في العام2015 ألمانيا عمل في مستشفيات ألمانية، إلى أن تم الكشف عن جرائمه عبر وسائل الإعلام بداية.
وفي جلسات الاستجواب، نفى موسى التهم الموجهة له، وكذلك حصول تعذيب للمرضى المعتقلين في مشفى «المزة» العسكري، مدعياً أنه كان يتم تعذيبهم من قبل طاقم التمريض الذي يعمل في المشفى، ومن قبل عمال النظافة في المشفى، وكان المرضى دائماً مقيدين وعيونهم معصوبة. كذلك نفى أنه كان يستخدم الأجهزة والأدوات الطبية لتعذيب الناس.
لكن المحامي أنور البني أكد لـ«القدس العربي» أن احتمالية تبرئة موسى من التهم غير واردة، مرجحاً أن تصدر المحكمة الألمانية الحكم بالسجن المؤبد عليه. من جانبه، قاد النظام السوري حملة تشويش على محاكمة موسى، من خلال استهداف الشاهد الرئيسي في القضية وهو الطبيب السوري محمد وهبي، متهماً إياه بالكذب واختلاق روايات لا أساس لها لإدانة الطبيب «المظلوم» موسى.