برلين- “القدس العربي”:
نادت عدة مؤسسات داخل ألمانيا لتنظيم مظاهرة كبيرة في برلين اليوم الأحد، حيث سيكون الهدف الأساسي ضد معاداة السامية والتضامن مع إسرائيل. وسيكون المتحدث الرئيسي في الحدث الذي يقام عند بوابة براندنبورغ، الرئيسَ الألماني فرانك فالتر شتاينماير.
ويتوقع المنظمون مشاركة نحو 10 آلاف شخص. ومن المقرر أن يلقي سفير إسرائيل بألمانيا، رون بروسور، كلمة في هذا الحدث أيضا.
كما تم الإعلان عن مشاركة مجموعة من ممثلي السياسة الاتحادية الألمانية مثل رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي زاسكيا إسكن، ورئيس حزب الخضر أوميد نوريبور، والأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي المعارض، كارستن لينمان.
ومن بين المنظمين لهذا الحدث، الجمعية الألمانية الإسرائيلية، ومنظمة Campact. وقد انضم إلى الدعوة تحالف واسع من الأحزاب. وتأتي هذه المظاهرة بعد أن حظرت الشرطة يوم السبت مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين كان من المقرر تنظيمها في نفس الوقت في ساحة بوتسدام القريبة بسبب توقع حدوث “صيحات معادية للسامية” و”أنشطة عنيفة”، بالرغم من أن المنظمين جعلوا عنوان هذه المظاهرة “السلام في الشرق الأوسط”.
وبالرغم من الحظر، فقد خرج آلاف المتظاهرين بمختلف المدن الألمانية، السبت، في مسيرات تضامنية مع فلسطين.
ففي العاصمة برلين، سار نحو 6 آلاف شخص من منطقة أورانينبلاتز إلى ساحة هيرمانبلاتز في مظاهرة تحت شعار “تخلصوا من الاستعمار ضد الاضطهاد العالمي”. كما أقام متظاهرون في برلين صلاة جنازة الغائب على ضحايا العدوان الإسرائيلي في فلسطين.
وفي مدينة دوسلدورف، شارك نحو 7500 شخص في مظاهرة مؤيدة لفلسطين.
ودعا سياسيون بارزون من عدة أحزاب، الناس إلى المشاركة في المظاهرة المؤيدة لإسرائيل. وقال كيفين كونرت، الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، لصحيفة “تاغشبيغل”: “أناشد الجميع: تعالوا إلى المسيرة واستمعوا إلى أقارب المواطنين الألمان المختطفين”.
وقال الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر، بيجان جير ساراي، للصحيفة إن ألمانيا تتحمل مسؤولية تاريخية للعمل على حماية الحياة اليهودية، وأضاف: “من المهم للغاية أن نرسل كمجتمع، إشارة واضحة للتضامن مع اليهود وشريكنا في القيم إسرائيل” على حد تعبيره.
وقال الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، كارستن لينيمان، إن السياسة الألمانية والأغلبية الساحقة من المجتمع، تقف “إلى جانب إسرائيل وإلى جانب اليهود في ألمانيا”.
ومع ذلك، دعا حاخام برلين أندرياس ناتشاما، إلى عدم وصف المسلمين بأنهم عنيفون. وقال لصحيفة “تاغشبيغل” إن العديد من الصور والأفلام التي التقطت في الأيام التي تلت هجوم حماس على إسرائيل كانت مزعجة للغاية. لكن الاستعداد لاستخدام العنف لا يؤثر على جميع المسلمين في مختلف المجالات، بل على مشهد معين.
وقال الحاخام وهو ابن أحد الناجين اليهود من المحرقة والمدير السابق لموقع طوبوغرافيا: “علينا أن نحاول الدخول في حوار مع هؤلاء الأشخاص.. نحن مجبرون على القيام بذلك لأننا نعيش معا في هذه المدينة.. لدي العديد من الأصدقاء في الجالية المسلمة وأناشد الجميع أن يجدوا طريقاً للأخوة والشراكة”.
في ذات السياق، دعا ساسة من مجلس إدارة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، لمزيد من الأموال المخطط لها للأمن الداخلي.
وجاء في بيان مشترك بين رئيسة الشؤون البرلمانية للحزب، إيرينا ماهيليك، ونائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، كوستانتين فون نوتس: “مشروع الميزانية المقدم من وزارة الداخلية الاتحادية لا يعكس بشكل متكافئ حالة التهديد الحالية وما يترتب عليها من نفقات إضافية للمؤسسات الأمنية”.
وإلى جانب أحداث المظاهرات الحالية والحماية الضرورية لمؤسسات يهودية وإسرائيلية، أشار البيان إلى ظهور مهام جديدة بصورة مستمرة، مثل الإجراءات الأمنية الإضافية على الحدود.
وأكد السياسيان البارزان في بيانهما، أنه يجب ألا يكون هناك أية تقليصات للأموال في مكافحة الإرهاب، ولهذا السبب أكدا أن جميع الأطراف ملزمة بأن تدرس بشكل مكثف إلى أي مدى يمكن أن يكون وضع نموذج لصندوق خاص للأمن الداخلي أمرا ممكنا.
يشار إلى أن فون نوتس يتولى أيضا رئاسة لجنة المراقبة البرلمانية المسؤولة عن الأجهزة الاستخباراتية.