أمام سادية ترامب ويمينية إسرائيل.. هل يمكن لـ”المريض نفسياً” أن يعترف بالخسارة وشرعية الانتخابات؟

حجم الخط
0

رقم قياسي من الأمريكيين، فقد صوت أكثر من 80 مليون شخص لصالح ولاية رئاسية أخرى. نشرت عريضة في الولايات المتحدة في 2017، التي وقع عليها 80 ألفاً (!) من أعضاء الصحة النفسية، ونصت على أنه يعاني من ثلاثة اضطرابات شخصية، ولا يصلح بسببها لهذا المنصب. ترامب يعاني من اضطراب شخصية نرجسي، اضطراب شخصية معاد للمجتمع وخطوط جنون عظمة وهستيريا، وسلوكه سادي وعدواني.

نوقشت صحة هذا التشخيص بصورة موسعة في مقال للعالم النفسي شمشون فايغودر (“ذي ماركر”، 5/11)، وحظي بتأكيد آخر في ردود ترامب على نتائج الانتخابات، لأن غروره غير قادر على استيعاب الخسارة، ويعتقد ترامب أن الانتخابات سرقت منه بالخداع والتزوير، رغم أنه ليس هناك أي دعم لاعتقاده هذا.

يبدو أنه إجماع في أوساط الخبراء في الصحة النفسية. وحسب المعايير التشخيصية السائدة في هذا المجال، فإن ترامب يعاني من اضطرابات شخصية مزمنة وخطيرة، وبسببها كان تشخيصه للواقع معيباً، واستمد سعادته من إيذاء الآخرين. هذه الحقائق واضحة لكل شخص عاقل.

مع ذلك، أكثر من 70 مليون أمريكي صوتوا له – خلافاً للحقيقة البسيطة بأن (ترامب كاذب بصورة مرضية)، وخلافاً للعقلانية والعلم (لأن ترامب ينكر الاحتباس الحراري ولا يمتثل للتعليمات الأساسية في الصحة العامة لإدارة الوباء)، وخلافاً للإنسانية الأساسية (لأن ترامب سادي)، وخلافاً لصحة ممارسة الصحة النفسية (التي تمنعه من تولي منصبه). لقد صوتوا لصالحه بعد أن أعلن على الملأ بأنه لن يعترف بالنتائج إذا خسر (من هنا صوتوا أيضاً ضد العملية الديمقراطية نفسها – مثل من صوتوا لهتلر في ألمانيا في العام 1933، رغم بعض الاضطرابات الشخصية المكشوفة التي عانى منها).

بعد هذه الانتخابات، يعد ترامب رئيس حركة جماهيرية. لذلك، فإن كبار شخصيات الحزب الجمهوري يؤكدون الآن سلوكه الإجرامي. وهم يعرفون الحقيقة، خلافاً لترامب الذي يؤمن من أعماق قلبه بالواقع الوهمي الذي اختلقه. وبناء على ذلك، فإن سلوكهم أمر معيب على نحو خاص. هل سيسلم ترامب السلطة؟ يبدو أنه لن يسلم، آخذين في الاعتبار أعراض اضطراباته الشخصية. هل سيجبره المجتمع الأمريكي؟ إزاء أبعاد دعمه، الذي زاد فعلياً بأعداد مطلقة بفضل سنوات حكمه الأربع، تعطى أهمية حاسمة لهذا الشأن.

نصف الشعب الأمريكي تقريباً يسير وراء شخص مجنون ومدمر، وهذا ليس بشرى جيدة. لحسن الحظ أن الدولة الأمريكية العميقة في 2020 أقوى من الدولة الألمانية العميقة في العام 1933، ومعظم أفكار ترامب المدمرة والمجنونة يتم إحباطها.

من يستنتجون من انتصار بايدن بأنه يكون في إسرائيل انتصار ليبرالي في الانتخابات، هم أسرى لأمنياتهم. إن هذا التفاؤل الذي لا أساس له ينبع من السذاجة ومن إنكار الواقع. الولايات المتحدة ليست دولة يمينية يجري فيها صراع حقيقي على روح الأمة. أما إسرائيل، في المقابل، فهي دولة يمينية جداً. لذلك، فإن ترامب محبب لدى اليهود في إسرائيل أكثر مما هو محبب في أي ولاية من الخمسين ولاية التي تشكل الولايات المتحدة.

لن يصعد إلى السلطة هنا حكم ليبرالي. وبصورة أكثر تأكيد مع أخذ المقاطعة في الوسط السياسي الإسرائيلي (الليبرالي تقريبا مثلما هو ترامب) للتعاون مع مواطني إسرائيل العرب. الليبراليون الإسرائيليون الذين يحلمون بتشكيل تحالف غير قائم على محور بينيت – نتنياهو بعد الانتخابات القادمة، هم على صلة بالواقع مثل ترامب؛ أي أنهم ليسوا على صلة مطلقاً. السطر الأخير هو أن نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة لا تضمن نقل السلطة هناك، والسلطة هنا –ببساطة- لن تنتهي.

بقلمروغل الفر

 هآرتس 16/11/2020

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية