نزل خبر مجزرة الفتيات الإيزيديات كالصاعقة على العراقيين، وهم يتطلعون لإغلاق آخر صفحة من صفحات تنظيم «داعش» الإرهابي ودولته المزعومة (دولة الخلافة) التي أعلنها، والتي امتدت في أقصى حالات تمددها عام 2014 حتى وصلت لمساحة تعادل مساحة البرتغال.
الإيزيديون كانوا من بين أكثر المكونات العرقية، التي سكنت المناطق التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي تعرضا للمجازر والإبادة، فمنذ مجزرة سنجار، أو كما تعرف كرديا بجبل شنكال في أغسطس 2014، حتى معركة الأيام الأخيرة في قرية باغوز الحدودية بين سوريا والعراق، والإيزيديون والإيزيديات هم الضحايا الأبرز للمجازر التي عانت منها المنطقة.
عندما احتدم النقاش مؤخرا في وسائل إعلام عالمية، وفي منصات وسائل التواصل الاجتماعي عن جدوى وإمكانية إعادة مقاتلي «داعش» القادمين من الدول الأوروبية، وضرورة توفير وسائل العلاج النفسي للأبرياء من عوائلهم من اطفال ونساء، وإعادة تأهيلهم لضمان عودتهم لمجتمعاتهم. انطلقت الأصوات بالتزامن مع هذه الدعوات صارخة في الشرق الأوسط، مطالبة بمعرفة مصير آلاف الفتيات الإيزيديات والأطفال الإيزيدين، ممن تم استعبادهم جنسيا وبيعهم في سوق رقيق تبعا لضوابط تم إحياؤها من تراث القرون الوسطى، لكن المشكلة الحقيقية هي عدم توفر برامج دولية حقيقية تسعى لحل هذه المشكلة او تعقب آثارها الكارثية حتى الآن. كتب صحافيون كرد حول الأعداد الهائلة التي سلمت نفسها، في الأيام الاخيرة، لقوات سوريا الديمقراطية، وعلاقة ذلك بالإيزيدين المستعبدين، وذكروا أن: «50 ألف شخص، هم خليط من المدنيين، بينهم أفراد عوائل تنظيم «داعش»، وكذلك بينهم أكثر من 5 آلاف مقاتل من التنظيم المنهار، خرجوا من مزارع منطقة الباغوز السورية، متجهين نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لتسليم أنفسهم خلال 45 يوما، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. بين هؤلاء ربما يتواجد مئات الأطفال الايزيديين المخطوفين، أو المراهقين، ممن كبروا في أحضان التنظيم وحملوا معه السلاح. إنقاذ إيزيديين محتملين بين هذه الحشود الهائلة يتطلب عملية تدقيق كبيرة ومعقدة في المخيمات بالنسبة للعوائل، وفي معسكرات الاعتقال بالنسبة للمقاتلين. لكن التهديد الاكبر يتمثل في تسرب هذه العوائل مع مرور الوقت في ظل ضعف إمكانات قوات سوريا الديمقراطية على مراقبتهم. مع الإشارة إلى أن 85 عائلة من المقاتلين الأجانب نجحت في الوصول من ضفاف الفرات الشرقية الى تركيا، على يد مهربين لقاء مبالغ وصلت في بعض الحالات الى 50 ألف دولار».
مع احتدام القصف على ما وصف بالكيلومتر الاخير الذي يسيطر عليه «داعش» في الباغوز، وسقوط العشرات أو المئات من مقاتليه وقادته قتلى وجرحى، لجأ التنظيم الى فعل انتقامي، بقيامه بذبح خمسين فتاة إيزيدية كان يستعبدهن جنسيا طوال الأعوام الأربعة الماضية، وأعقبت عملية الذبح الهمجية رمي رؤوس الفتيات في مكب للنفايات. وقد جاءت أولى الإشارات بخصوص المجزرة الاخيرة عبر الإعلام البريطاني، الذي كان يغطي معارك قوات النخبة البريطانية التي تشارك في تطهير المنطقة من سيطرة «داعش».
الإيزيديون من أكثر المكونات العرقية، التي سكنت المناطق التي سيطر عليها «داعش» تعرضا للمجازر والإبادة
وقد ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية يوم الأحد 24 فبراير 2019، إن وحدة القوات الجوية البريطانية الخاصة عثرت أثناء هجومها على آخر معقل لـ»داعش» شرق سوريا على 50 رأسا لفتيات إيزيديات كن »عبدات للجنس» لدى التنظيم، ملقاة في صناديق قمامة. وذكرت الصحيفة أنه «تم رصد هذا الاكتشاف المروع عندما دخلت القوات البريطانية مدينة باغوز المحاصرة على ضفاف نهر الفرات في شرق سوريا، آخر معقل لداعش». وإثر ذلك اشتعلت المواقع الصحافية بمطاردة تفاصيل القصة الحزينة. نتيجة غياب الجهود الحكومية الرسمية في تتبع مصير آلاف الفتيات والأطفال الإيزيديين الذين أسرهم التنظيم الإرهابي، فقد سعت منظمات أهلية وأشخاص متفرقين وبجهودهم الفردية إلى إيجاد حلول، وإن كانت بسيطة للعمل على تحرير، أو إطلاق سراح بعض الأسيرات من قبضة الارهابيين، عبر الشراء بالمال، أو توفير فرص للهرب إن كان ذلك ممكنا. وقد رصدت جهات إعلامية تواصلا بين أحد القياديين الإيزيديين الناشطين في تحرير الاسيرات الايزيديات من قبضة داعش، وأحد قيادات «داعش» شرق سورية. وقد سعى القيادي الايزيدي للوصول الى اتفاق لتسهيل تهريب الإيزيديات الأسيرات المتبقيات حتى الان في قبضة التنظيم مقابل مبالغ مالية، ومن هذه المحادثة التي تمت بين الطرفين عبر تطبيق واتس آب، أكد القيادي الداعشي أنه غير مسموح بخروج أي فتاة إيزيدية من شرق سوريا، بأوامر من زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، مشيرا إلى أن «قرار ذبح الإيزيديات تم اتخاذه قبيل رأس السنة بأيام».
وطالب المسؤول الإيزيدي بالتفاوض مع أصحاب القرار داخل «داعش» لبحث قضية التفاوض حول الإفراج عن عدد من الفتيات الإيزيديات، داعيا الداعشي لمساعدته في التواصل مع قيادات التنظيم المتطرف للإفراج عنهن. وخلال تلك المحادثات المتفرقة بين الطرفين، علم أن التنظيم قام بذبح 50 فتاة إيزيدية في أماكن متفرقة بالباغوز في الشمال السوري، وأن قيادات في داعش بينهم عراقي وسوري وتركستاني وشيشاني يرتدون أقنعة هم من نفذ عملية نحر الإيزيديات خلال الأيام الماضية. وقد انفردت وكالة سبوتنك الروسية بالكشف عن أسماء من قاموا بهذا الفعل الشنيع، عبر تصريح مراسلة الوكالة في العراق، التي ذكرت اعتمادا على مصدر إيزيدي، فضل عدم ذكر اسمه، يوم 26 فبراير الماضي، أسماء القادة الدواعش المسؤولين عن تنفيذ ذبح المختطفات الإيزيديات العراقيات في سوريا. ويقف على رأس من قرر ونفذ المجزرة الاخيرة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، وقيادي آخر عراقي الجنسية، يلقب بالدرع، وأبو بدر القطري، وأبو فاطمة السوري، وأبو محمد التركستاني، وأبو ساجد المغربي، وآخرهم قيادي شيشاني غير معلوم اسمه أو كنيته.
والآن ونحن إزاء تسلم القوات العسكرية العراقية اكثر من 400 إرهابي من قوات سوريا الديمقراطية، كوجبة أولى من الإرهابيين العراقيين ومعهم 13 إرهابيا من الأجانب ممن يحملون الجنسية الفرنسية، وقد مثل ذلك وجبة أولى من تسلم الإرهابيين عبر تعاون بين الحكومة العراقية وقوات سوريا الديمقراطية، فان الاصوات ترتفع بوجوب اتخاذ خطوات عملية في البدء فورا بإجراء تحقيقات جنائية، وإجراء مسوح تتبع آثار انتقال من أسر من الإيزيديين أو المسيحيين أو من مختلف المكونات الأخرى، التي تعرضت وعلى مدى سنوات لعسف العيش تحت وطأة التنظيم الارهابي. كما يتعين على الحكومة العراقية أن تطلب من الحكومات الاوروبية والغربية، ممن شارك أفراد من رعاياها في الانخراط في صفوف التنظيم الإرهابي، مدّ يد المساعدة في البحث والتحري والمساعدة في التدقيق الجنائي عبر إجراء تحليلات (DNA) للكثير من المحتجزين في معسكرات الإيواء، على إنهم من عوائل مقاتلي «داعش» والتأكد من عائدية الاطفال لهؤلاء الأسر، وهذا أمر معقد ومكلف ويحتاج الكثير من الجهد والوقت والمال، لذلك أشرنا إلى ضرورة طلب المعونة الدولية في هذا الخصوص، لأن هنالك آلاف من الاطفال والفتيات، الذين أسرهم التنظيم، ولم تظهر أي أخبار عنهم حتى الآن. وللسعي الجاد في معالجة ولو جرح من الجروح الكثيرة التي تعرض لها الإيزيديون في الهولوكوست الأخير، لابد من التحرك الحقيقي والعملي وعلى كل المستويات الدولية والإقليمية والعراقية، لمعرفة الناجين من المجزرة ومحاولة إعادتهم الى ذويهم. لأننا لم نستطع ان نمنع المجزرة من الوقوع، فدعونا نخفف من أثارها على الأقل.
كاتب عراقي
لكل فعل ردة فعل! فبسبب ما فعله داعش بالأزيديين, إنتقم الإزيديون من العشائر العربية بالعراق!! ولا حول ولا قوة الا بالله
تحية للقدس العربي
هذه الافعال الإجرامية التي تقوم بها داعس لا تمت للإنسانية بصلة .
قتل واغتصاب واستبعاد ورق ضد مدنيين عزل لا ذنب لهم .
لا حول ولا قوة الا بالله
عزيزي الكروي
ابناء هؤلاء العشائر العربية هم جنود داعش بالمنطقة كانوا وما تعرض له الاقليات في الموصل كان من جيرانهم قبل داعش