لندن: تستعد مجموعة أوبك+ لزيادة طفيفة في إنتاج النفط بواقع 100 ألف برميل يوميا، فيما وصفه محللون بأنه إهانة للرئيس الأمريكي جو بايدن بعد رحلته إلى المملكة العربية السعودية الشهر الماضي لإقناع زعيمة أوبك بزيادة الإنتاج لمساعدة الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي.
وتأتي الزيادة، التي تعادل 86 ثانية من الطلب العالمي على النفط، بعد أسابيع من التكهنات بأن رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط وموافقة واشنطن على بيع صواريخ دفاعية للرياض والإمارات العربية المتحدة ستؤدي إلى زيادة إنتاج النفط.
وأظهرت وثيقة لأوبك+ أن المجموعة تتجه لزيادة الإنتاج 100 ألف برميل يوميا اعتبارا من سبتمبر أيلول، وقال مصدران إنه تم إقرار الزيادة فعليا في اجتماع مغلق.
وقال رعد القادري، العضو المنتدب للطاقة والمناخ والاستدامة في أوراسيا جروب “هذا ضئيل جدا وليس له أي معنى. من الناحية الفعلية، هذ ا تحرك هامشي. وسياسيا، تكاد تكون إهانة”.
وزادت أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا، الإنتاج في الشهور السابقة بما يتراوح بين 430 ألفا و650 ألف برميل يوميا في الشهر، غير أنهم واجهوا صعوبة لتحقيق الأهداف الكاملة لأن معظم الأعضاء قد استنفدوا بالفعل طاقاتهم الإنتاجية.
وضغطت الولايات المتحدة على السعودية والإمارات العضوين البارزين في أوبك، لضخ مزيد من النفط للمساعدة في كبح جماح الأسعار التي عززها انتعاش الطلب وغزو موسكو لأوكرانيا.
وتسببت العقوبات الأمريكية والغربية على روسيا في ارتفاع أسعار الطاقة، مما أدى إلى زيادة التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عدة عقود وإلى رفع البنوك المركزية أسعار الفائدة بشكل حاد.
وسافر الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الرياض الشهر الماضي لإصلاح العلاقات مع السعودية التي توترت بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي قبل نحو أربع سنوات.
وبلغ معدل التضخم في الولايات المتحدة أعلى مستوياته في 40 عاما هذا العام، ويهدد بالنيل من معدلات التأييد لبايدن ما لم تنخفض أسعار البنزين.
وسافر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة الذي اتهمته المخابرات الغربية بالوقوف وراء مقتل خاشقجي، إلى فرنسا الشهر الماضي في إطار جهود لإعادة بناء العلاقات مع الغرب.
ووافقت واشنطن يوم الثلاثاء على صفقات بيع صواريخ دفاعية بقيمة 5.3 مليار دولار للإمارات والسعودية، لكنها لم تتراجع بعد عن حظر بيع الأسلحة الهجومية للرياض.
وقالت أوبك+، التي ستعقد اجتماعها القادم في الخامس من سبتمبر أيلول، إن محدودية الطاقة الإنتاجية الإضافية تقتضي منها أن تستخدمها بحذر كبير للاستجابة لتعطلات حادة في الإمدادات.
وأضافت في بيان أن نقصا مزمنا في الاستثمار في قطاع النفط سيكون له تأثير على تلبية طلب متنام بعد 2023 .
وأشارت مصادر داخل أوبك+، تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، إلى حاجة للتعاون مع روسيا في إطار مجموعة أوبك+ الأوسع.
وقال مصدر بأوبك+ إن الزيادة التي قررتها المجموعة اليوم تستهدف “تهدئة الولايات المتحدة. وليست كبيرة جدا بحيث تزعج روسيا.”
وبحلول سبتمبر أيلول، ستكون أوبك+ قد أنهت جميع تخفيضات الإنتاج القياسية التي طبقتها في عام 2020 للتعامل مع انهيار الطلب الناجم عن جائحة كورونا.
لكن بحلول يونيو حزيران كان إنتاج أوبك+ أقل بنحو ثلاثة ملايين برميل يوميا عن حصصها إذ أدت العقوبات المفروضة على بعض الأعضاء وانخفاض في الاستثمارات لدى آخرين إلى شل قدرتها على زيادة الإنتاج.
ومن المعتقد أن السعودية ودولة الإمارات العربية فقط لديهما بعض الطاقة الإضافية لزيادة الإنتاج.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه تم إبلاغه أن السعودية والإمارات لديهما قدرة محدودة للغاية جدا لزيادة إنتاج النفط.
(رويترز)