أمير قطر يؤكد أمام أعضاء البرلمان البريطاني على ضرورة تكثيف العمل لإنهاء الحرب على غزة 

سليمان حاج إراهيم 
حجم الخط
0

الدوحة- “القدس العربي”:

أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، أمام أعضاء البرلمان البريطاني في قصر ويستمنستر، أن دولته طورت نظامها الدستوري انسجاماً مع تقاليدها وخصوصيتها الثقافية، مؤكداً على أن أول تفاعل بين البلدين بدأ مع توقيعهما على معاهدة عام 1868.

واستذكر أمير قطر وصف الملكة الراحلة إليزابيث الثانية لعلاقات البلدين، خلال زيارة سابقة للشيخ تميم إلى لندن، بكونها علاقة صديقين عريقين وموثوقين، مضيفا بأن مشاعر المودة المتبادلة بين الأسرتين الحاكمتين تتجسد فيما يجمع الشعبين القطري والبريطاني من روابط تشكلت من خلال التعليم والدبلوماسية والأعمال والثقافة والسياحة.

وتطرق أمير قطر أيضا إلى تجربته التعليمية في مدرسة شيربورن وأكاديمية ساند هيرست العسكرية الملكية، لافتا إلى أنها مثلت فرصة لبناء صداقات طويلة، وذكريات جميلة عن التدريبات والدروس التعليمية، والتي شكلت بدورها مصدر إلهام للتعاون المستمر بين البلدين.

وفي هذا الصدد، أشار الشيخ تميم إلى اشتراك القوات الجوية الأميرية القطرية في السرب المشترك لطائرات “تايفون” بطيارين بريطانيين وقطريين، مؤكدا أن هذا السرب عمل على تأمين أجواء الدولة خلال بطولة كأس العالم 2022 في قطر، فيما يقوم سرب آخر بتدريب الطيارين القطريين على طائرات التدريب النفاثة المتقدمة من طراز هوك.

وفيما يتعلق بتعاون البلدين على المستوى الحكومي، بيّن أمير قطر أنهما يعملان معا طيلة عقود، لحل العديد من التحديات العالمية الكبرى، معتبرا أن هذا النهج الموحد يكتسي أهمية خاصة في هذا الوقت الذي يوشك فيه إطار الدبلوماسية العالمية أن يتداعى.

وفيما يتعلق بالحرب على قطاع غزة، شدد أمير قطر على أن الدوحة عملت منذ اليوم الأول للصراع كوسيط إلى جانب شركائها سعياً إلى وقف العنف وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين وتمكين وصول المساعدات الإنسانية، لافتا إلى أنه ما يزال هناك عمل كثير للقيام به، خاصة في قطاع غزة الذي تعرض لتدمير شبه كامل، مشيدا بما تحقق من نجاحات في العام الماضي.

كما أكد أمير قطر على موقف البلدين بشأن حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين عبر إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة، معتبرا أن هذا هو المسار لتحقيق السلام الحقيقي والازدهار المنشود.

وفيما يتعلق بشراكة البلدين الاستراتيجية في الاستثمار، أعرب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن حرصه على تعزيز التعاون المتبادل بهذا الخصوص، مشيرا إلى أن الشركات القطرية استثمرت أكثر من 100 مليار جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني، كما تعمل على ضخ مليارات الدولارات سنويا في قطاع السياحة. كما عبّر عن تطلع دولة قطر إلى زيادة الاستثمار في قطاعات البنية التحتية والعلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والدفاع والتعليم، بالإضافة إلى الرعاية والتكنولوجيا الصحية.

وحول التبادل التعليمي بين البلدين، أكد أمير قطر على أن التعاون في هذا المجال يعزز علاقات تعود بالنفع على كلا البلدين في المستقبل البعيد، لافتا إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف طالب قطري يدرسون في مختلف مدن المملكة المتحدة، علاوة على عشرات الآلاف من الخريجين.

من جانبه، أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أهمية زيارة الدولة التي يقوم بها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير إلى المملكة المتحدة، تلبية لدعوة من الملك تشارلز الثالث، في تعزيز العلاقات بين البلدين.

وقال الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية لوزارة الخارجية، إن زيارة أمير قطر، تجسد عمق العلاقات القوية بين الدوحة ولندن، وتؤكد المكانة المتميزة التي تحظى بها دولة قطر والتقدير الكبير من قبل المملكة المتحدة. وأضاف أن هذه الزيارة تمثل محطة هامة في سبيل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين،كما تؤكد الأهمية الكبيرة التي توليها دولة قطر والمملكة المتحدة لترسيخ التعاون على مختلف الأصعدة.

وعلى هامش زيارة أمير قطر إلى المملكة المتحدة، تعهد البلدان بمضاعفة تمويلهما المشترك لمعالجة الأزمات الإنسانية ومبادرات التنمية الدولية إلى 100 مليون دولار (79.4 مليون جنيه إسترليني).

ويدعم التمويل المشترك مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى معالجة الأزمات الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة، ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية والنزوح. ويساهم التمويل الجديد في مشاريع إضافية، مثل تعزيز القدرة على الصمود وتحسين الغذاء ودعم سبل العيش المستدامة. وتتماشى مبادرة التمويل المشترك مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتستفيد من الخبرات المشتركة لدولة قطر والمملكة المتحدة وشركائهما في التنفيذ. وتركز الجهود المشتركة لدولة قطر والمملكة المتحدة على حل النزاعات ودعم التعليم والأمن الغذائي والصحة والقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ في عدد من البلدان.

وأكدت مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزيرة الدولة للتعاون الدولي، أن الشراكة بين قطر والمملكة المتحدة، شهادة على عمق التعاون بين البلدين وحرصهما على تعزيز السلام والازدهار والتنمية المستدامة للجميع.

وأضافت: “من خلال مضاعفة تمويلنا المشترك إلى 100 مليون دولار، فإننا نعزز قدرتنا على تحقيق تأثير حقيقي ودائم على ملايين الأشخاص المعرضين للخطر في جميع أنحاء العالم”.

وأكد ديفيد لامي وزير الخارجية البريطاني، أن العمل المشترك بين البلدين، ساعد بالفعل في تخفيف المعاناة في جميع أنحاء العالم، وأن هذا التمويل المضاعف سيساعد على تحقيق المزيد في السنوات القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية