بابلُ أمّ الكتابِ،
وفاتحةُ الكُتبِ البكرِ..
خاتمةُ المدنِ البكرِ..
صوتُ السّؤالِ العظيم
سؤالُ الخليقةِ عن نبأ الوقتِ،
عن موعدِ النّذرِ،
عن موسمِ البرتقالِ،
عن الاختلافِ مع السّائدِ البدويّ …
وعن لغةِ القارئاتِ،
وهنّ يرتّلنَ هذي القصيدةَ في صالةِ الحنفاءِ،
ويبكينَ، ثمّ يغادرنَ بحثًا عن الماءِ..
بابلُ نجوى الحبيبةِ عَشتارَ في خلوةٍ..
في المخيّم..
حيثُ البلادُ تهجّرُ في ألفها السّابعِ السّومريّ
ومِنْ قبلُ في ألفها السّادسِ السّومريّ
ومازالتِ القارئاتُ على ضفّةِ النّهرِ..
خوفَ الغزاة.
وبابلُ برجُ المودّةِ والشّعرِ..
حسنُ الكتابةِ..
ملحمةُ العشقِ والخلقِ..
قافيةُ اللهِ..
نصٌّ يرفّ على العالمين،
فينبجسُ الشّعرُ صوتًا من الفقراءِ.
وبابلُ سِفرُ النّساء الجميلاتِ في برهةِ الشّعرِ
سِفرُ النّساءِ السّبياتِ في دولةِ الموتِ
مأوى الجنودِ الذين يعودونَ من نكسةٍ ..
لا ملابسَ تسترُ أسماءهم..
وأنا الشّاهدُ البابليّ الجديد،
أقبّلُها في الصّباحِ؛
فتنمو زهورُ القرنفلِ والرّافدين،
أقبّلُها في المساءِ؛
فأرشفُ من شَفتيْها…
حديثَ القصيدةِ والشّعرِ والبُرتقال.
وكانَ مساءٌ، وكانَ صباحٌ يومًا جديدًا.
٭ شاعر من بابل / العراق
بابل المدينة، هي الحاضرة اللامعة في عيني الشاعر صادق الطريحي، يراها ليس بوصفها مدينةً فحسب، بل أنثى تسامت عن نساءالدنيا، فكانت أم الكتاب، وسفر النساء الجميلات والسبيّات في الوقت نفسه، بما اشتملت عليه من مآثر على سائر حواضر الدُنى ومآسٍ مرّت عليها، مأوى الجنود الذين لاحول لهم ولا قوة من جحيم الموت ونُذُره اللعينة، يجمع الشاعر قواه فيعود ليقبّلها صباحًا ومساءً منتشيًا بولع ذلك العشق الذي ملأ شغاف قلبه، لا يجدها غير ذلك المتخيّل في فكره، متخلّصًا من فداحة الواقع بأن يرسمها فتاةً تختال بمفاتنها، فيرتشف لذيذ القُبل منها؛ ليودعها أشعاره، فهي القديمة الجديدة في عينيه، ولا شيء سواها يملأ ذاكرته عنها… باختصار أن الشاعر يُجدّد عهد انتمائه إلى الوطن، عبر انشداده بحضارته الضاربة جذورها في رحم الأرض، وكأنه يقف متبتلاً في معبدٍ؛ يوثّق عُرى محبّته، بما يبثّه في أحضانها من أناشيد تأخذ لون تراتيل كهنتها، فينسى أنه شاعر ويحلّق في رحاب آفاقها طيرًا لا يصطبيه غير أعشاش نخيلها وزرقة مائها الرقراق..
للشاعر والناقد المبدع وسام حسين قدرة خاصة على قراءة الشعر، فقد كتب الشعر وهو في المرحلة المتوسطة، واستطاع أن ينتج قصائد جيدة وهو في المرحلة الاعدادية، وفي جامعة بابل استطاع أن يدرس الأدب القديم والحديث ، فصارت له خبرة ومهارة نقدية متميزة.
وها هو اليوم يقرأ في هذه القصيدة، فيكتب لنا (مقالة) نقدية بلغة الناقد المتمرس، والشاعر المتمكن، فيكشف عن تخوم القصيدة، ورسائلها في أقل عدد ممكن من الكلمات …
أحييك أخي الشاعر والناقد المبدع وسام حسين
اضع بعض الكلمات قصيرة من يسال التاريخ عن العراق يسمع منه اجوبة كثيرة لاحد لها ولانهاية مساحته شاسعة اكثر من صورة اثرية على ارض العراق تجعل الشاعر المخضرم المحنك يضع التغاريد الموسيقية تحت ظل الشيء المتميز العراق بلد المعتصم وهارون الرشيد العراق بلد الشعراء والروائيين والقصاصين والخطاطين والمسرحيين والسينمائيين كدالك وبااختصار اضع هده التغريدة وقف شاعر امام شجرة وضحك حثى بدت نواجده فلما سأل اجاب لقد ضحكت في وجهي وفي هده الحالة الفريدة يضع تغريدة يعطيها اكثر من نغمة موسيقية لتقول عنها اقلام العشاق الكلمات عشاق الشعر في الوانه الحلوة فنحن بحاجة لتسلية بلغة العقل. تحية لشاعر المحترم
وتحية طيبة لـ balli_mohamed الدار البيضاء المغرب
لقد استمتعت بهذه القراءة الجديدة للقصيدة
من خلال استحضار تأريخ بابل والعراق
لك مني خالص المحبة والاحترام