حاملا وطناً على كتفي
فاردا جناحي بين أطراف الأرضِ
مسافرا وفي جيبي حجرٌ
جئتكم كي أجالسكم متشرداً
جئتكم في أول الصفِ
جئتُ والجدائلُ تنبت على يدي
وقصيدتي المضرجة بالحبّ وبالموتِ..
وألعاب الطفولةِ ما بين الله وبيننا
على أبواب السماء في المنتصفِ
أنا السوريُ.. عذراً
عاجز عن أن أعانقكم..
فدمُ حبيبتي الشهيدة
مايزال على كفي
عاجز عن أن أقبلكم
فالقبلة تحتاجُ وثيقةَ سفر
ليس لي سوى ذنبٍ
بأني حمامة قهرٍ
وبأني كسرتُ أكبالَ العُرفِ
أنا السوري لا تخافوا..
ليس في أجسادنا
مكان لخيمةٍ أخرى
ولا زيتونةٍ تأويني
من تحت القصفِ
لا تخافوا
فأنا المأساةُ على فوهةِ الحرفِ
أنا الدم في كؤوس الملوكِ والسلاطينِ
أنا اللوحة المحروقة
المنسيةُ على الرفِ
رسموا حدودكم من أشلائي
وبنوا من أحلامي
دولاً من الخوفِ
أنا السوري…
أنا المقهور
أنا المشرد
أنا بذرةُ الأحقادِ والأحزان
فارداً جناحي على ضفتي الأرضِ
حاملاً وطني على كفي
لي في هذي الأرض أغنيةٌ
ولي صلاة
لي كل باحاتِ الحبِ
هذي مدينتي..
هذي ساكنتي..
نصفي الآن مفقودٌ يبحث عن جسدٍ
ونصفي الآخر منفـي
شاعر سوري