يبدو الأمر غريبًا في هذه الأيام، ولكن أقول الحمدلله أنني ولدت عربيًا، الحمدلله على نعمة العروبة، الحمدلله على الطبخ العربي، الحمدلله على حرف الضاد.
تصوّروا أن الأمم كلها لا تملك حرف الضاد، في أحيان كثيرة أتلهى بحرف الضاد وأحاول الكشف بنفسي وبتجارب شفوية كيف اهتدى أجدادنا الأوائل إلى هذا الحرف الرائع الفريد، ومن كان أول الناطقين به، وكيف زبطت معه، كيف كنا سنضم وننضم ونضطر ونضطرم ونضخّ بدون الضاد، أفكر بأمة الصين العريقة بالذات، كيف لديهم في لغتهم كل هذه الرموز التي تزيد عن خمسة آلاف رمز لغوي، ولم يهتدوا مثلنا إلى الضاد، هل صعوبة لفظه هي التي أبعدت عنه الأمم! ربما، ولهذا نحن أمة المهمات الوعرة، بدءًا من اللغة.
لست عنصريا ولا أنظر للشعوب الأخرى بعدسة مصغرة أو مكبرة ولا حتى إلى قبائل التوتسي والهوتو، ومبدئي هو ‘لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى’، وكذلك لا فضل لإشتراكي على رأس مالي ولا لرأس مالي على إشتراكي ولا لقومي على أممي ولا لأممي على قومي، ولا لإنسان مهما كانت ديانته أو جنسه أو عرقه على الآخرين إلا بعمل الخير، وأنا مؤمن أن الخير موجود في أمة العرب إلى يوم القيامة.
قد يرى البعض أن وضع العرب لا يشكل عامل جذب في هذه المرحلة من تاريخ البشرية، ولا أظن أن الآخرين يحسدوننا على ما نحن فيه، بل أن كثيرين من العرب أنفسهم يكنون عداءً بهيميا للعرب، لدرجة تفوق حقد من أحرقوا مكتبة بغداد، ومن ذبحوا سبعين ألفا من المسلمين والعرب في باحة الأقصى في يوم من أيام التاريخ، وأكثر حقدًا حتى من أصحاب جريمة ملجأ العامرية ودير ياسين، فبعض العرب لا يجد حرجا من هدم أحياء العرب على رؤوسهم بما فيها من أطفال، ولا تهتز لهؤلاء شعرة قومية أو أممية أو إنسانية وهم يشاهدون استخراج الجثث من تحت الأنقاض. كذلك رأينا عربا يذبحون عربا بالسيوف ويجزّون رقابهم كما لو كانت أعناق ضأن وماعز ولكن بحقد كبير.
سمعنا عن حاكم عربي كان يحفظ رؤوس معارضيه بالثلاجة، وعن اغتصاب فتيات جامعيات وثانويات عربيات من قبل حكام زعموا أنهم آباء العروبة، وسمعنا عن عرب يقطعون يد سارق الطعام بينما سارق الأوطان غارق في نعيمه الأرضي، ورغم كل هذا، أنا عربي وسعيد بعروبتي.
تبدو الأمة من المحيط إلى الخليج وكأنها في مرجل على نار، ترتفع حرارته هنا وتنخفض هناك، وهذا يعني أن العرب ليسوا ميتين، يعني أنهم استيقظوا، وأن صرخة نزار قباني’متى يعلنون وفاة العرب’ انتهى تاريخها ولم تعد صالحة، العرب بُعثوا من الأجداث التي مكثوا فيها عقودًا وربما عصورا طويلة، عرب اليوم ليسوا عرب ما قبل الربيع العربي.
أنا عربي وأعشق هذا، قبل أيام رأيت دراسة تقول إن أصابع كف القدم مختلفة من جنس بشري إلى آخر، فكف قدم العربي تتدرج في طول أصابعها من الكبير إلى الأصغر فالأصغر فالأصغر، ويختلف الأمر لدى شعوب أخرى، حيث تبرز بعض الأصابع بلا نظام، بسرعة تفقدت أصابعي فوجدتها مخروطة بالتمام، لا يمكن أن تكون أصابع أكثر عروبية من هذه الأصابع.
بلا شك أن لدى العرب فسادا وهذا موجود حيث يوجد بشر، لا نبتعد كثيرا، ننظر إلى الجيران، في تركيا فساد وملاحقات قانونية لوزراء، وفي هذه الأيام يستعد رئيس حكومة إسرائيل السابق إيهود أولمرت لدخول السجن ربما لسنوات بتهمة تلقي رشوة مالية من قبل رجال أعمال، وسيلتقي في سجنه مع رئيس سابق للدولة (موشيه كتساب) أدين باغتصاب موظفة عملت في مكتبه يوم كان وزيرا، ومر في السجن وزراء وأعضاء برلمان كثيرون، باختصار ممكن إقامة حكومة داخل السجن بدون صعوبة. لا تنقص أنظمتنا العربية نشاطات رشوة واغتصاب وغيرها من موبقات، بل هي موجودة لدينا على نطاق أوسع بكثير من تركيا وإسرائيل، ولكن لم يكن لدينا من يحاسب، وسأكون أكثر سعادة بعروبتي إذا رأيت في السجون رؤساء وأعضاء برلمان ووزراء كجزء من المشهد الديمقراطي والشفافية الذي تطمح إليه شعوبنا ولأجله ثارت.
أمتنا العربية ابتليت بالصهيونية التي تستنزف طاقات جزءٍ كبيرٍ منها، وتعمل على حرمان العرب من قوّتهم، وإبقائهم قدر الممكن في ظل أنظمة متخلفة وقمعية. كذلك ابتليت الأمة بأنظمة قمعية وحشية أذلت الشعوب باسم طاعة أولي الأمر، وأخرى خوّنت الشعب المطالب بحريته باسم الإشتراكية والممانعة والمقاومة، والخيانة أخطر تهمة يتعرض لها الإنسان، ليس فقط لأنها تحلل عقوبة الموت، بل العار الذي يُدمغ به المعارض هو وأسرته، تهمة الخيانة الوطنية تستعمل في بلاد العرب كالعلكة، فالخونة عندنا بالملايين، كل من يعارض هو خائن وعميل ومدسوس وقابض بالدولارات واليورو والينّ والجنيه والروبية والشيكل، ولكنه قد يتحول بلحظة من خائن إلى وطني حر شريف بمجرد مبايعة السلطان والإستسلام له.
كذلك ابتليت أمتنا بنهج التكفير، فقد تحوّل التكفير والإتهام بالردة والخروج عن الدين الحنيف سلاحا يستخدمه البعض من أنظمة ومن معارضين، حتى طالت تهمة الكفر قطاعات واسعة من الأمة، فانقسم أبناء الأمة إلى خونة ومندسين ومرتدين وكفرة إلا من رحم ربي، وسلاح التكفير المضاد للأدمغة يكبّل طاقات الأمة الفكرية في كل مجالات الحياة ويشلها شلا، ويبقيها بين أنياب التخلف والظلام، ورغم هذا أنا عربي وسعيد بعروبتي التي سوف تنتصر على أعدائها الخارجيين والداخليين بكل أصنافهم والآن بالذات حيث القتل والقمع وكذلك الثورة التي لن تتوقف حتى تنجز ما بدأت لأجله، لتضع هذه الأمة العريقة في المكانة التي تليق بها بين الأمم، أحبك يا عروبة…
الله يزيدك عوربه كمان وكمان
أنا عربي وأفتخر بعروبتي ولغتي وثقافتي ولكن آسف ياأخي أن أقول لك بأن حرف ” الضاد ” موجود في لغة أخرى غير اللغة العربية وهي اللغة السويدية مثلا: ” dag,drake,då,drag ” كل هذه كلمات سويدية ينطق الحرف الأول منها بالضاد كالعربية وليس كالإنجريزية مثلا. شرحها: ” يوم, تنين , كان , أو من زمان , عملية جر ولها تفسيرات أخرى.
آسف جدا ولكن فقط أردد مع شاعر الأندلس” أبو البقاء الرندي” في رثائه للأندلس:
لكل شيء إذا ما تم نقصان **** فلا يغر بطيب العــيــش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول ***** من سره زمن ساءته أزمان.
عموما , مقال جيد.
لساني عربي ،قلبي عربي،عقلي عربي …أنا عربي …وطني من المحيط للخليج أنا تونسي ..مغربي مصري سوداني كويتي ليبي أردني فلسطيني سعودي عراقي جزائري موريتاني ..أنا عربي عاشت الأمة حرّة أبية والخزي والعار للعملاء والخونة والمتفرنسين والمتأمركين والمتصهينين كما قال الزعيم صدام على مقصلة الجبناء في عيد إضحى عاشت فلسطين عاشت الأمّة …القرآن مصباحنا وحرف الضاد جوازنا الذي يسقط حدودا صنعها بيننا الإستعمار وعلاّها ذيول الإستعمار …ع…ر…ب….ي….أنا عربي وأفتخر شكرا سيدي الكاتب
سلمت يداك أخي سهيل .إنه لمدعاةٌ للأمل أن نقرأ ونسترجع تاريخنا المضيء رغم كل ما نعانيه ونكابده سواءٌ بنار الأنظمة الجائرة أو بنار الأغراب.وفي أسبانيا مثلٌ يقول :التفاؤل هو آخر ما نفتقد .حقاً اننا محظوظون كوننا ومن لا يشعر بالسعادة لكونه عربي فلنقصٍ في شخصيته .شكراً على هذا المقال البديع
نعم مهما حاول البعض اثارة الاحباط والترويج الى ان الانظمه القمعيه هي نعمة يجب المحافظه عليها اعتقد ان الفجر لا بد منه . حتى لو يكذب الشيطان ويزين لنا ان ما حدث هو جريمه اقترفها الاشراف بحق انفسهم فان الباطل كان زهوقا فحبذا لو تتخلى هذه الجثث المتحلله من القادة باسرع وقت ممكن عن الحكم وتعطي زمام الامور للشباب فانها على الاقل ربما سيذكرها التاريخ بكلمة طيبه. ها قد سقط بعض الحكّام وبعضهم ينتظر فهل من كلمة واحدة طيبه بحقهم…. كلمة واحدة… واحدة يا ناس؟؟؟؟
كيف ذلك والشعب السوري يقتل كالذباب ؟…والشعب الفلسطسني الفئران ؟
وشعوب عاجزا عن احتساب ملاييرها ، واخرى تموت جوعا ومرضا ؟.
والله انك رجل
الاستاذ السيد سهيل, تحية طيبة. أشكرك على هذا المقال الرائع و اسمح لي ان اقتبس من كلامك مايلي “ومبدئي هو ‘لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى’، وكذلك لا فضل لإشتراكي على رأس مالي ولا لرأس مالي على إشتراكي ولا لقومي على أممي ولا لأممي على قومي، ولا لإنسان مهما كانت ديانته أو جنسه أو عرقه على الآخرين إلا بعمل الخير، وأنا مؤمن أن الخير موجود في أمة العرب إلى يوم القيامة”.
هذا قول جدا رائع وهكذا تكون الوسطية والعروبة وازيدك في ذلك قول الرسول (ص) أحب العرب لثلاثة لأني عربي والقران عربي ولسان أهل الجنة عربي. ولعلمك – وهذا تصوري – لن تقوم للمسلمين قائمة الا بنهوض العرب ولا يلومني احد على اعتقادي هذا فاني عربي بدون غلو و مسلم بدون غلو.
ان ما يحدث الأن في سوريا هو ترجمة حرفية لكلامك, أو لعلك تريد ان تقول هذا بالضبط ولكن بطريقة مبطنة. فالشام هي عمود فقري العرب وتدميرها الهمجي الممنهج من قبل النظام قرار اتخذ في موسكو وطهران والنظام مجرد اداة للجريمة وكل هذا جراء الحقد البهيمي على العرب خاصة و الكل يعلم مدى تواطؤ النظام السوري في هذا بتقديمه لمصالحه الضيقة على مصالح البلد والأمة.
احسنت ايها الكاتب الواعي المثقف ,ان كل مانحتاجه في وطننا العربي حكما عادلا يعبر عن تطالعات الامه في التطور والازدهار
احيي ألأستاذ كيوان على هذا المقال لأنه في صميم الواقع بالنسبة للأمه العربية حاليا ومع كل هذا ومهما وصلت اوضاع ألأمة العربيه ولو الى حضيض الحضيض لأي سبب كان سأبقى ارفع رأسي واعلنها انا عربي وأعشق عروبتي وأفتخر بها وأينما كنت ( فعلا عندما قرأت المقال رأسا نظرت ألى اصابع قدمي فرأيتها فعلا مخروطه بشكل هندسي من ألأكبر ألى ألأصغر فسبحان ألله الذي خص هذه ألأمه بهذا )
مقال رائع لاشلت يداك
الحمد لله على أننا عرب مسلمون
الأيام دول كما قاد العرب المسلون العالم يوما
فلا محالة دورهم قادم لقيادة العالم لكي ينقذوه من الظلمات إلى النور
مشكلتنا هي بعدنا عن الله فكماقال عمر بن الخطاب نحن قوم أعزنا الله
بالإسلام
الفكرة القومية العربية على الرغم من كل اخفاقاتها وعثراتها تبقى السبيل الاوحد لنهوض امتنا وتحقيق الاهداف الساميه للجماهير العربيه من المحيط الى الخليج اهدافها في الحرية وفي الوحدة وفي تحقيق العدالة والتمنية والنهوض في كافة المجالات ..ان الفكرة القومية العربيه جاءت ردا عقلانيا وواقعيا على امراض المجتمعات العربيه المزمنه كاالطائفية والعشائريه والاقليميه والعرقيه ويقع في تصنيف العربي كل من عاش على الارض العربية وتكلم اللغة العربيه وامن باالانتساب الى الثقافة العربيه ..والفكرة القوميه العربيه لاتعني العنصريه ولا التعصب العرقي ولا التعالي على باقي شعوب الارض بل تعني الانفتاح على الاخرين واحترام ثقاقاتاهم والعمل على الاستفادة من خيراتهم وتجاربهم ومن ثم فتح ابواب التعاون من منطلق الندية والاحترام المتبادل وليس من منطق التبعية والاحتقار والشعور بالدونيه والتخلف !
مشكتنا مع التكفيريين الذين يقسمون الناس على اساس المذهب والطائفية والعرق والعشيره ..مشكلتنا مع الجهله الذين يريدون ان يرجعونا الى عصر الجاهليه وداحس والغبراء وباسم الاسلام ..اولئك الذين يتعصبون لافكارهم على اعتبار انهم الفئة الناجية وكل من سواهم في ضلال مبين يتوجب قتاله او اعلان توبته ومبايعة امير المؤمنين اولئك اعداء العروبة واعداء الاسلام واعداء الحياة واعداء الحريه ..واذا استشرى مرضهم في مجتمعاتنا فلن يكون لنا علاج الى قيام الساعه وسينقسم الناس لى اساس المذهب واللون والعشيره وسيتقاتلون فيما بينهم الى ماشاء الله وستندثر الهوية القومية لتحل محلها الهويات الطائفية والعشائريه والقبليه ..وهذا هو بالضبط مشروع الاستعمار وهم ينفذونه عن سابق اصرار وتصميم ..وتحياتي اليك يااخ العروبه !