انطاكيا- “القدس العربي”:
في خطوة لا تخلو من دلالات سياسية، أكدت مصادر إخبارية أن روسيا أتمت تجهيز ثلاث نقاط عسكرية في مدينة تل رفعت شمالي حلب، موضحة أنها أرسلت خلال اليومين الماضيين عدد من الجنود الروس، وعيّنت قيادة جديدة، وأجرت تبديل لعناصرها في مركزها الرئيسي في قرية كشتعار.
يأتي ذلك، وسط مخاوف من تأثر المنطقة (درع الفرات، وغصن الزيتون) بتبعات التصعيد العسكري في أرياف حماة وإدلب.
واللافت، تزامن التحركات الروسية مع تحركات المليشيات الإيرانية في المنطقة، حيث سبق وأن كشفت مصادر خاصة لـ “القدس العربي” عن زيادة المليشيات المرتبطة بإيران انتشارها في جبهات تل رفعت القريبة من مناطق سيطرة المعارضة.
وأوضحت أن المليشيات الإيرانية زادت من حجم انتشارها في المناطق القريبة من خطوط التماس مع المعارضة “درع الفرات”، مبينة أن مليشيات إيران كثفت تواجدها ما بعد العملية العسكرية التي خاضها “الجيش الوطني” ضد الوحدات الكردية في ريف حلب الشمالي، مطلع شهر أيار/ مايو الجاري.
وقال المسؤول الإعلامي في منصة “INT” الإخبارية، جوان رمّو، إن “التحركات الروسية في مدينة تل رفعت، تؤشر إلى تدهور العلاقات التركية-الروسية، وخصوصا بعد دعم تركيا فصائل المعارضة في معارك أرياف حماة وإدلب”.
وأضاف في تصريح لـ “القدس العربي”، أن الخطوة موجهة ضد التحركات التركية، بهدف منع القوات التركية وقوات المعارضة المدعومة من أنقرة، من التحرك في هذه المنطقة.
من جانبه، أوضح رئيس المكتب السياسي في تل رفعت، بشير عليطو، في حديث خاص لـ “القدس العربي”، أنه ما من تأكيدات من مصادر مستقلة للأنباء التي تتحدث عن زيادة روسيا لانتشارها في مدينة تل رفعت.
وقال عليطو للآن، لا معلومات مؤكدة، وكل ما يشاع عن رفض روسيا تسليم تل رفعت للمعارضة المدعومة تركيا، بسبب ما يجري من معارك في إدلب “عبارة عن تحليلات لا تستند إلى وقائع على الأرض”.
ومطلع الشهر الجاري، كانت تركيا قد أعلنت عن إجراء مباحثات مع روسيا، بهدف انتشار القوات التركية في منطقة تل رفعت.
وقال نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، إن “مسؤولين من تركيا وروسيا يراجعون انتشار قوات البلدين في منطقة تل رفعت الحدودية السورية”.
وأضاف أن “الاتفاق هو أن نتوقف هناك (في تل رفعت)، لكن إذا استمرت هذه الهجمات، فإن الأمر قد يأخذ شكلا مختلفا، ونناقش هذا مع روسيا”.
وسيطرت الوحدات الكردية على مدينة تل رفعت وقرى عدة في محيطها بدعم جوي روسي، مطلع العام 2016، ومن ثم قامت القوات الروسية بنشر نقاط مراقبة فيها.
في السياق، اعتبرت وحدة التحليل والتفكير في “مركز جسور للدراسات” أن روسيا لم تُخف يوما رغبتها في السيطرة على الشمال السوري، لكنها اصطدمت بمصالح تركيا، وتذرعت مرارا بضرورة حماية قواعدها وانتشارها العسكري في الساحل وبمحيط خطوط التماس، كي تتخذ من ذلك وسيلة للتقدم والسيطرة على المنطقة تدريجيا، إلّا أن اصطدامها مجددا بمصالح تركيا أعاق طموحها ودفعها للقبول بمقترح المنطقة العازلة الذي قدمته أنقرة.