كلنا يعرف أن الطواغيت العرب تاجروا بالإرهاب أكثر مما تاجرت به أمريكا. ما حدا أحسن من حدا. فقد لاحظنا على مدى السنوات الماضية أن تهمة الإرهاب راحت تحل شيئاً فشيئاً محل تهمة الخيانة والعمالة المفضلة لدى الديكتاتوريات العربية.
كيف لا وأن كل من يدّعي مكافحة الإرهاب، حتى لو كان أحقر وأبشع ممارسي العنف في العالم، يحظى فوراً بتأييد دولي لسحق خصومه، لا بل يمكن أن يحصل على مساعدة دولية، طالما أنه يدّعي مواجهة الإرهابيين. وقد لاحظنا أخيراً كيف أن العالم نسي كل ما فعله طاغية الشام بسوريا، وراح ينّسق معه ضد الإرهاب، وكأن قصف الأطفال بالكيماوي وتهجير ملايين الناس وتدمير ثلاثة أرباع البلد عمل وطني مشروع وشريف، بينما ذبح صحافي عمل إرهابي خطير. هل هناك إرهاب حلال، وإرهاب حرام؟ ألا يستوي إرهاب الذبح مع إرهاب التدمير والتجويع والتهجير واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً؟
من الواضح أن الإرهاب أصبح كلمة السر لدى أعداء الشعوب في الداخل والخارج لإجهاض أية مطالب شعبية والقضاء على أية ثورة. فكما كانوا في الماضي يطلقون صفة «إرهابي» على كل من كان يقاوم الاحتلال ويدافع عن وطنه، ها هم الآن يشهرون سيف الإرهاب في وجه الشعوب الثائرة لإعادتها إلى زريبة الطاعة. والقذر في الأمر أن الجنرالات العرب الإرهابيين يتلقون دعماً من ضباع العالم الكبار الذين يباركون إرهاب الدولة المنظم في وجه كل من يطالب بأبسط حقوقه. ولو نظرنا إلى التاريخ الحديث لوجدنا أن الطواغيت العرب وأسيادهم في الخارج بدأوا يستخدمون بعبع الإرهاب منذ عقود، وليس فقط الآن لإجهاض الثورات وإعادة الشعوب إلى حظيرة الاستبداد. ويتساءل عبد الفتاح ماضي في هذا السياق: «أليست هذه المرة الثالثة على الأقل، في العقود الأربعة الأخيرة، لإعلان الحرب على الإرهاب في أعقاب ظهور مطالب شعبية لإحداث تغيير حقيقي في نمط السلطة في حكومات المنطقة التي لا تعرف إلا الاستبداد والفساد وتكميم الأفواه؟ ألم تكن المرة الأولى بعد أن انتهى دور من عُرفوا بالمجاهدين في أفغانستان؟ ألم يكن هناك حراك سياسي مناد بالإصلاح السياسي في أكثر من دولة عربية رئيسية وقتها، لكن بعض الأنظمة استغلت عودة من عُرفوا بالمجاهدين العرب إلى بلادهم لبدء المعركة ضد الإرهاب، فانتهى الحديث عن الإصلاح؟»
ثم لمّا عاد الحديث من جديد عن الإصلاح السياسي، في مطلع الألفية الجديدة، جاءت أحداث 11 ايلول/سبتمبر 2001 لتقوم الحكومات الغربية والعربية بشن حربها على الإرهاب….ثم الآن وبعد ثورات الربيع العربي، لاحظوا كيف راحوا يصورون الثورات والنضال من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية على أنه نوع من الإرهاب. ويتساءل البعض هنا: لماذا تدخل حكومات المنطقة في تحالف جديد للحرب على الإرهاب بدل تصالحها مع شعوبها وإجرائها عمليات إصلاح حقيقية تقوم على حكم القانون ودولة المؤسسات والمواطنة التامة والتداول السلمي على السلطة والفصل بين المال العام والمال الخاص؟
ألم يصبح شعار مكافحة الإرهاب الحل السحري لمشاكل الديكتاتوريات العربية؟ فكل طاغية يواجه ثورة شعبية يصرخ فوراً: إرهاب، إرهاب، مع العلم أنه يكون هو نفسه صانعاً للإرهاب. فمع انطلاق الثورة السورية مثلاً «استخدم النظام ورقته التي طالما أتقنها، وأفرج عن المعتقلين ذوي الخلفيات الجهادية من سجون صيدنايا وتدمر، واعتقل الأطباء والاعلاميين وأصحاب الرأي، وابتدع جماعات إرهابية خاصة، في محاولة لتصيد التناقضات العالمية ووأد ثورة الحرية، وتجديد عقده لاحتلال سوريا بوصفه متصدياً للإرهاب».
لقد حاول النظام السوري وحلفاؤه إظهار الثورة السورية منذ أيامها الأولى بأنها مجرد عمليات إرهابية. وقد لجأوا إلى كل الحيل والفبركات والأكاذيب كي يجعلوا الثورة تبدو بأن من قام بها إرهابيون. وبعد أربعة أعوام يبدو أن العالم قد صدّقهم، وراح يتعامل مع الحدث السوري على أنه مجرد إرهاب بعد أن نجح النظام وأعوانه في تحويل الأرض السورية إلى ساحة فوضى ودم ودمار.
ليس هناك شك أبداً في أن ضباع العالم الكبار يعرفون الحقيقة كاملة بأن بشار الأسد وغيره من جنرالات الإجرام هم سبب الإرهاب وصانعوه، لكن لا بأس في المتاجرة معهم بسلعة الإرهاب طالما أنها تجهض الثورات، وتقضي على أحلام الشعوب في التحرر من الطغيان، ليبقى الطواغيت في خدمة مشغليهم في موسكو وواشنطن وتل أبيب. القوى الكبرى ترصد دبيب النمل، وتعرف من خلال أقمارها الصناعية كل شاردة وواردة، وتعرف الحقيقة، لكنها تناصر ما يناسب مصالحها. لا يهمها الدم والدمار والفوضى، طالما أن الطغاة العرب يحققون لها مرادها في الهيمنة والنهب باسم مكافحة الإرهاب.
لقد راح ضباع العالم وأذنابهم في بلادنا منذ عقود يصورون كل من قال: «الله أكبر» على أنه إرهابي محتمل، فهل يصبح من الآن فصاعداً كل من ينادي بالحرية والكرامة ولقمة الخبز إرهابياً حتى لو كان اسمه «عبد الشيطان»؟
٭ كاتب واعلامي سوري
[email protected]
د. فيصل القاسم
نعم صدقت يا أستاذ فيصل
كل من ينادي بالحرية ببلادنا هو ارهابي بنظر هؤلاء الزعماء
وفوق هذا يتآمر الغرب مع هؤلاء الزعماء لمصلحتهم علينا نحن الشعوب
كما تنعم الغرب بالحرية فسنتنعم بها غصبا عنهم وعلى حساب حريتهم
ولا حول ولا قوة الا بالله
ما دام هناك عبيد سيظل هناك عبودية ، وما دام هناك مصالح سيظل هناك لعب بالاوراق ومتاجرة بالاوطان….باسم عطية /فلسطين.
أظن أن على العرب التوقف هنيهة والتفكير مليا, إلى أين هم ذاهبون؟ بعض من دولهم تخربت ولاتزال تنال نصيبها في كل يوم يمر ولازال البعض يسميها ثورة, أي ثورة هذه إن وزعت الارض بين مئات من الأجناس والارهاط قادمة من خارج الوطن, جماعات مسلحة مسيرة وممولة من جهات أقل مايقال عنها أنها غير ديمقراطية , بالمناسبة سئل قائد مجموعة مسلحة صغيرة في سورية , لماذا لاتتحدون مع المجموعات الصغيرة الأخرى في المنطقة فتكونون أكثر قوة, أجاب لانقدر , إن فعلنا تقطع عنا المساعدات التي نحصل عليها ( يعني الممولون يقطعون عنهم المال والسلاح ). هم يقولون بالقتال بالنيابة.
لم يبق هناك شيء إسمه الثورة في سورية, هناك تناحر بين فيلة كبار سيأتي الوقت الذي يدوسون فيه المجوعات والفرق الصغيرة بعدها يتناحرون مع بعضهم والفائز يكون دولته الإسلامية بقوانين وأعراف أظنك أول من سيفكر جيدا ويتذكر اليوم الذي كتبت فيه هذا المقال.
الغرب لايطلق الأسماء جزافا وإلا لسموا المعارضات العربية اليسارية والليبرالية في البلاد العربية بالإرهابية, لم يفعلوا لأن هؤلاء لايقطعون الرؤوس ولا يسبون النساء لكي يبعن في أسواق النخاسة, الفرق واضح وضوح الشمس بين من هو إرهابي وبين من يحارب ويكافح من أجل حريته بوسائل حضارية وليس بالطرق البربرية التي يتباهون في إظهارها للعالم لبث الرعب والخوف في الناس , ذاك هو الإرهاب.
العقلية العربية عنيفة, لاتعرف شيئا إسمه مراجعة الحسابات إن كان الطريق يوصل للهاوية,لا الإستمرار إلى آخر قطرة ولو أنتحر الجميع والوطن ومدنه أصبحت حقولا تحرث, النخوة والكرامة لاتسمحان مع أن الأمر سياسي في أصله وفي السياسة تعاد مراجعة الأحلاف والمواقف والحسابات. لذلك فنحن دائما مع الجهة الخاسرة.
في سبعينيات القرن الماضي كان للشاعر العراقي مظفر النواب حضور حقيقي في وجدان الشباب والمتابعين والناقمين على النكسات ولكنه لم يجد بلدا عربيا واحدا يقبل به فحط رحاله في دول أجنبية لاتعرف لغة الضاد وكان رجلا ثوريا خالصا يهمه مصلحة الوطن والمواطن أما ثوار القرن الواحد والعشرين فهم بطقم وكرافيت وابتسامة ماشاء الله ويعيشون في كنف دول تطفو على بحار من الثروات تتخمهم بعطاءاتها فيرددون اسطوانة مشروخة ليست ذات قيمة معرفية, فنية أو إنسانية هدفهم أن يستمر عيشهم الرغيد ويراكمون أرصدتهم ولو على حساب دماء أهاليهم
احسنت دكتور انظر معي : مجزرة حماة -مجزرة حلب وجسر الشغور -مجزرة سجن تدمر – مجزرة الكيماوي -مجزرة الحولة – مجزرة التريمسة – مجازر حرق الناس احياء في حمص ودرعا -مجازر براميل الموت المتنقلة – تهجير الملايين -هدم ثلاثة ارباع المدن – قتل اكثر من ربع مليون انسان – فقد اكثر من ربع مليون بين سجين وميت تحت التعذيب وهذا غيض من فيض كله من انجازات القائد الممانع بشار الاسد
هذه المذابح ليست إرهابا في نظر الغرب نعم لان هذا النظام يحمل صك الغفران والشفاعة من اسرائيل التي تضرب مواقعه كي تقويه تبادل ادوار
عزيزي اقول لك و انا من المغرب العزيز عاش بشار الاسد عاش الشعب السوري و عاش الف مرة الجيش العربي السوري على ر ده واقول لدكتوركم فيصل انك انتهازي و مرتزقة . مسكين يريد ان يدافع عن الدمقراطية و هو يقتاث باموال اكبر الدكتاتوريات في العالم
فيصل القاسم إعلامي ومقدم برامج قدير لا شك في ذلك. لكن مشكلته عندما يكتب .. الكتابة فن آخر .. تحدي مختلف يستدعي تطويع اللغة واختيار المصطلحات والمفردات وعدم الاندفاع والانجراء وراء الانفعال والعواطف الجياشة. ليس كل ثائر إرهابيا بالطبع، كما أنه ليس كل ملتح ومتاجر بالدين متدينا صادقا. ويمكن تصويب عنوان المقال أيضا: أنت انتهازي إذن اركب موجة الثورات !
good
قصف الأطفال بالكيماوي وتهجير ملايين الناس وتدمير ثلاثة أرباع البلد عمل وطني بأمتياز أيراني صهيوني …. وبشار دخل التريخ من أسفله وسيبقى هناك وسيتمنى الموت ولن يجده
فيك يادكتور فيصل تسأل أبطال الممانعه وقواد المسيره شو صار بتحرير فلسطين؟
ربط ذكي للاحداث.
لقد قرعت اجراس الانذار والقي حبل النجاة للانظمة العربية اكثر من مرة و لكنها لم تتعظ و لم تصلح حالها. لسبب بسيط هو ان المفسد لا يمكن ان يكون مصلحا
و نفس الشيء فقد القي حبل النجاة لاسرائيل من الانظمة العربية المتخاذلة و من حلفائها و صانعيها بقبول التسويات التي تؤدي الى تصفية القضية مثل المبادرة العربية للسلام و الاعترافات البرلمانية الاوروبية بدولة فلسطين على خمس مساحتها و لكن اليمين الاسرائيلي يخرب كل محاولة
الحمدلله. الخيرة فيما اختار الله
السلام عليكم.نشكر الأستاذ فيصل على هذا الموضوع المهم و الشكر موصول لجريدة القدس الموقرة على اهتمامها بقضايا الأمة.ما عسانا أن نقول إلا حسبنا الله و نعم الوكيل على كل هؤلاء الضباع المفترسة و على كل من ساندهم شاركهم و لسنا من الذين ييئسون من رحمة الله العزيز الجبار و نؤمن إيمانا راسخا كالجبال الراسيات بأن الله سينتقم من كل جبار عنيد .فرغم كل الأهوال و الفتن المستعرة في بلاد المسلمين فالفرج آت بإذنه تعالى و أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون..و أن العاقبة للمتقين..