«أنصار الله» يهددون: التصعيد قادم وستكون هناك ضربات قاسية في عمق الاحتلال

أحمد الأغبري
حجم الخط
0

صنعاء ـ «القدس العربي» : تعرضت محافظة الحديدة غربي اليمن، مساء أمس الأحد، لعدوان إسرائيلي هو الثاني خلال أقل من خمسين يومًا، استهدفت خلاله الغارات ميناءي الحديدة ورأس عيسي ومحطتي كهرباء الحالي ورأس كثيب.
وذكرت وزارة الصحة والبيئة في حكومة “أنصار الله” (الحوثيون) أن 4 اشخاص استشهدوا وأصيب 40 شخصا معظمهم إصاباتهم حرجة في حصيلة أولية للعدوان الاسرائيلي. وأشارت مصادر إلى أن فرق الإسعاف والإنقاذ لا تزال تبحث عن مفقودين تحت أنقاض محطة الحالي.
وذكرت مصادر محلية أن الغارات استهدفت خزانات النفط في ميناء رأس عيسى الواقع في شمال غربي مدينة الحديدة على البحر الأحمر، وذلك بنحو عشر غارات.
كما ذكرت أن المقاتلات الإسرائيلية استهدف بغارات أخرى مناطق قريبة من ميناء الحديدة.
وأضافت المصادر أن الغارات استهدفت، أيضًا، محطتي كهرباء الحالي وسط مدينة الحديدة ورأس كثيب في رأس عيسى، والأخيرة سبق استهدافها في غارات مماثلة بتاريخ 20 يوليو/ تموز.
وذكر مكتب الإعلام بمحافظة الحديدة في “تدوينة” أن فرق الدفاع المدني تواصل العمل على إطفاء الحرائق الناجمة عن الغارات العدوانية في محطتي الحالي وراس كثيب الكهربائيتين.
الخبير في وزارة الدفاع في حكومة “أنصار الله”، مساعد رئيس دائرة التوجيه المعنوي، العميد عابد الثور، أوضح لـ”القدس العربي” أن الغارات لم تستهدف مطار الحديدة لكنها استهدفت محطة الحالي في وسط المدينة وهي قريبة من المطار.
وفيما يتعلق بخزانات النفط في ميناء رأس عيسى أضاف أن العدوان استهدف محطة كهرباء راس كثيب، وهي جزء من الميناء، والنيران تشتعل في المحطة، وغير مستبعد استهداف خزانات النفط، لكن الخزانات يمكن تعويضها، إلا أن المحطة تمثل خسارة كبيرة.
وقال: “العدوان الإسرائيلي سيزيد اليمن إصرارًا على تنفيذ عمليات الإسناد من خلال استهداف أهداف جديدة واستخدام أسلحة سيتم الكشف عنها في حينه”.
وأضاف: “اليمن سيستمر في نهجة وموقفه في إسناد المقاومة في غزة ولبنان. ستكون هناك ضربات قوية وقاسية في عمق مناطق الاحتلال. مستوى التصعيد سيرتفع ونوعية الأهداف ستكون مختلفة ونوعية الأسلحة ستكون مختلفة أيضًا”.
وأدان المجلس السياسي الأعلى (الحاكم في مناطق سيطرة أنصار الله) ،” العدوان الإسرائيلي الغاشم على محافظة الحديدة، والذي استهدف للمرة الثانية المنشآت المدنية بالمحافظة، وهي محطة كهرباء الميناء ومحطة كهرباء الحالي، وخزانات كهرباء العرج وخلف عدد من الشهداء والجرحى”.
وقال في بيان صادر “ومع علمنا أن هذا العدو يدوس فوق القوانين والأعراف الدولية بكل همجية، ولكنهم بهكذا همجية يجعلون أنفسهم أمام ردود لا يطيقونها”.
وأشار إلى “أن العدوان الإسرائيلي الغاشم على بلادنا واستهدافه لمحطات الكهرباء يهدف إلى مضاعفة معاناة أبناء الشعب اليمني وثني الجمهورية اليمنية عن مواقفها المساندة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية العادلة والمحقة، وهو ما لم يتحقق”.
وأكد أن “موقفنا في مساندة ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم مبدئي وإيماني وديني، ولن يتوقف أو يتراجع، وأننا مستمرون بمعونة الله وتوفيقه، وأن هذا العدوان لن يمر دون رد”.
هيئة البث الإسرائيلية أوضحت أن تنفيذ الهجوم في اليمن تم التنسيق مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الهجوم استهدف عددًا من الرافعات، ومحطة طاقة، ومرافق تخزين النفط، “وذلك ردًا على إطلاق الحوثيين صواريخ باتجاه إسرائيل”.
فيما قال الناطق الرسمي باسم حركة “أنصار الله” (الحوثيون)، محمد عبد السلام في “تدوينة” إن العدوان الإسرائيلي الجديد على منشآت مدنية في الحديدة يأتي “في محاولة لكسر قرار اليمن بمساندة غزة”.
وأضاف أن “العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيًا مدان ومستنكر ومرفوض ولا يمكن أن يؤثر على إرادة الشعب اليمني، وهي إرادة أقوى من هذه الغطرسة الإسرائيلية الأمريكية ضد شعوب المنطقة”.
وأردف: “كما أن هذا العدوان الإسرائيلي على اليمن يكرس الدور اليمني المبدئي تجاه فلسطين وغزة، وما يؤكد عليه الشعب اليمني في مظاهراته المليونية الأسبوعية أنه لن يتخلى عن غزة ولبنان”.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو هاجم أهدافًا للحوثيين في اليمن على بعد نحو 1800 كيلومتر عن الحدود الإسرائيلية، من خلال عملية جوية واسعة النطاق بواسطة عشرات الطائرات التابعة لسلاح الجو، ومن ضمنها طائرات حربية وأخرى للتزود بالوقود وطائرات استخباراتية، أغارت على أهداف في منطقتي رأس عيسى والحديدة.
وأضاف أن الغارات استهدفت محطات طاقة وميناء بحري يستخدم لاستيراد النفط.
وقال: “تأتي هذه الضربة ردًا على الهجمات الأخيرة التي نفذها الحوثيون ضد إسرائيل”.
وكان المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، أعلن، مساء السبت، أن “القوات المسلحة اليمنية (التابعة للجماعة) قد نفذت عملية عسكرية نوعية تم خلالها استهداف مطار يافا المسمى إسرائيليًا “بن غوريون” وذلك أثناء وصول المجرم بنيامين نتنياهو (من نيويورك)”، مشيرًا إلى “أن العملية نفذت بصاروخ باليستي نوع فلسطين 2”.
وتفاديًا لوقوع أزمة في المشتقات النفطية في محطات التعبئة بمناطق سيطرة “انصار الله” أكدت شركة النفط اليمنية بـصنعاء أنها سبق وأن قامت باتخاذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة لأي طارئ، وأن الوضع التمويني مستقر تمامًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية