الرئيس المؤقت عدلي منصور يجتمع مع محمد البرادعي
الرئيس المؤقت عدلي منصور يجتمع مع محمد البرادعي
القاهرة- (ا ف ب): شيع انصار جماعة الاخوان المسلمين ومعارضوها السبت “شهداءهم” الذين سقطوا في أعمال عنف واشتباكات دارت بين الطرفين في مناطق عدة من مصر واوقعت 37 قتيلا واكثر من الف جريح، بينما تضاربت خلال النهار الانباء حول تكليف محمد البرادعي رئاسة الوزراء لتحسم رئاسة الجمهورية ليلا الموقف بتأكيدها ان منسق جبهة الانقاذ الوطني هو “ابرز المرشحين” لتشكيل الحكومة المقبلة ولكن أي تكليف رسمي لم يصدر بعد.
وفي استعراض قوة جديد بعد ثلاثة أيام من قيام الجيش بعزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين، ادى الاف من انصار الرئيس المخلوع صلاة الجنازة بعد ظهر السبت في ميدان رابعة العدوية حيث يعتصمون منذ عشرة ايام، على اربعة اسلاميين قتلوا الجمعة في اعمال عنف.
ودعا الامام الى الصلاة على “شهداء الشرعية”، الذين وضعوا في نعوش غطيت بعلم مصر، في حين اخذ العديد من المتظاهرين الاسلاميين يجهشون بالبكاء.
واسفر تبادل اطلاق نار بين انصار الرئيس السابق وجنود امام دار الحرس الجمهوري في مصر الجديدة (شمال شرق القاهرة) الجمعة عن مقتل اربعة متظاهرين اسلاميين، بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية.
وفي حي المنيل، جنوب القاهرة، الذي شهد اشتباكات عنيفة ليل الجمعة السبت بين متظاهرين اسلاميين والاهالي، شيعت عصرا جنازة 12 “شهيدا” من ابناء الحي، وفقا لوكالة انباء الشرق الاوسط.
وشهدت الجنازة هتافات معادية للجماعة مثل “لا الله الا الله، الاخوان اعداء الله”.
وقال سكان هذا الحي السبت انهم رأوا قناصة اسلاميين يتمركزون على الاسطح. كما اكد اطباء لوكالة فرانس برس انهم عالجوا جرحى بالرصاص تدل اصاباتهم على ان الطلقات جاءت من الاعلى.
سياسيا، وبعد ان اعلنت مصادر عدة خلال النهار ان البرادعي سيكلف تشكيل الحكومة الجديدة، وهو ما اكدته مساء السبت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية، نفت الرئاسة المصرية صدور اي تكليف، مؤكدة ان كل ما حكي عن تكليف البرادعي هو مجرد “تكهنات”.
وقال احمد المسلماني المستشار الاعلامي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ليل السبت ان “هناك عدة اسماء” مطروحة لرئاسة الوزراء “ابرزهم الدكتور محمد البرادعي” لكن لم يصدر بعد أي قرار رسمي بتكليف رئيس الوزراء.
واضاف “نحن نأخذ في الاعتبار اعتراضات بعض القوى السياسية على بعض الاسماء”.
وقال سياسيون مقربون من المشاورات الجارية لاختيار رئيس الوزراء ان تأخير الاعلان الرسمي عن تكليف البرادعي برئاسة الوزراء هو اعلان حزب النور السلفي تحفظه على اختياره رئيسا للوزراء. وبحسب احد هؤلاء السياسيين فان “اتصالات تجري حاليا مع قيادات حزب النور لاقناعهم بان البرادعي هو افضل اختيار في المرحلة الراهنة لرئاسة الوزراء”.
ويتهم حزب النور البرادعي بانه “علماني” ويرى ان هذا التوجه العلماني يتعارض مع رؤية الحزب الاسلامية. وكان الحزب ممثلا برئيسه يونس مخيون شارك في الاجتماع الذي عقده وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي مع عدد من الشخصيات السياسية والدينية وتم خلاله الاتفاق على “خارطة المستقبل” للمرحلة الانتقالية في مصر بعد اطاحة الرئيس محمد مرسي الاربعاء.
وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية قالت في وقت سابق مساء السبت ان الرئيس الموقت عدلي منصور “استقبل البرادعي وكلفه تشكيل الحكومة الجديدة” التي ستتولى السلطة التنفيذية خلال مرحلة انتقالية يجري خلالها التحضير لانتخابات رئاسية، وفقا لخارطة المستقبل التي اعلنها الجيش.
لكن الوكالة عادت وتراجعت عن هذا الخبر.
وكانت حركة تمرد التي اطلقت الدعوة الى تظاهرات 30 حزيران/يونيو اعلنت لفرانس برس عقب مشاركتها في اجتماع مع الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور بهد ظهر السبت ان المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية حائز جائزة نوبل للسلام “سيؤدي اليمين كرئيس للوزراء اليوم” السبت امام الرئيس، في معلومة اكدها مصدر عسكري لفرانس برس.
وقالت اية حسني، عضو اللجنة المركزية لحركة تمرد لفرانس برس عبر الهاتف “جرى الاتفاق في اجتماع الرئيس المؤقت مع حركة تمرد على ان يتولى الدكتور محمد البرادعي رئاسة الوزراء والسيد احمد جمال الدين وزير الداخلية السابق منصب نائب رئيس الجمهورية للشؤون الامنية والخبير الاقتصادي احمد النجار وزيرا للمالية”.
وقد بدأ رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور في ممارسة مهام عمله صباح السبت حيث استقبل في قصر الاتحادية الرئاسي وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم لمناقشة الوضع الامني، بحسب انباء الشرق الاوسط الرسمية.
كما استقبل عددا من الشخصيات من بينها البرادعي ورئيس حزب مصر القوية عبد المنعم ابو الفتوح وممثلي حركة تمرد، وفق الوكالة.
وبدت الاجواء متوترة في القاهرة السبت حيث نصبت حواجز في اماكن عدة وظهرت آثار الاشتباكات العنيفة التي استمرت حتى وقت متأخر من الليل.
وذكر صحافي من وكالة فرانس برس ان قوات مكافحة الشغب تنتشر على الكثير من مفارق الطرق والجسور حيث تتمركز شاحنات وعناصر مسلحة.
ورفعت عربات قوات الامن صور رجل مصر القوي الجديد الفريق اول عبد الفتاح السيسي الذي وجه الانذار الى الرئيس الاسلامي محمد مرسي قبل ازاحته.
ويبدو التوتر واضحا في محيط جامعة القاهرة، على الضفة الغربية لنهر النيل، حيث اقام الاخوان المسلمون المحتشدون في المكان حواجز ورفعوا صور مرسي امام قوات الامن.
في المقابل يسيطر معارضو مرسي المسلحون بعصي على مداخل ميدان التحرير ويقومون بتفتيش السيارات الخاصة والحافلات.
لكن في الميدان نفسه يسود الهدوء وينتشر بضع مئات من الاشخاص امضوا ليلتهم في خيام نصبت في المكان.
والسبت دعت جماعة الاخوان انصارها الى مواصلة التحركات الاحتجاجية على عزل الرئيس المنتمي للجماعة، وذلك غداة يوم احتجاجي شهد اعمال عنف اوقعت حوالى ثلاثين قتيلا واكثر من الف جريح.
وفي ظل هذه الاجواء الملبدة قتل خمسة من رجال الشرطة وجندي الجمعة في هجمات شنها اسلاميون في شمال سيناء لكن لم تعلن اي جهة تبنيها. وليل الجمعة السبت سيطر موالون لمرسي على مقر المحافظة في مدينة العريش ورفعوا عليه علما اسلاميا اسود.
وصباح السبت قتل قس مسيحي في هجوم مسلح استهدفه في مدينة العريش في شمال سيناء حسب مصادر امنية.
والسبت ايضا اصدر الداعية الاسلامي يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى بوجوب تأييد مرسي داعيا وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي “ومن معه الى الانسحاب حفاظا على الشرعية والديموقراطية”.
وجاء في نص الفتوى التي نشرها الموقع الرسمي للقرضاوي “أنادي الفريق السيسي ومن معه بكل محبة وإخلاص، وأنادي كل الأحزاب والقوى السياسية في مصر، (…) أن يقفوا وقفة رجل واحد، لنصرة الحق، وإعادة الرئيس مرسي إلى مكانه الشرعي، ومداومة نصحه”.
والسبت اخلت السلطات سبيل الناشط السياسي أحمد دومة بعد صدور قرار قضائي يقضي باطلاق سراحه بدون ضمان على ذمة القضية المتهم فيها و10 نشطاء اخرين بالتحريض على العنف والتعدي على جماعة الاخوان والشرطة حسب مصادر قضائية وامنية.
وتتعلق وقائع هذه القضية باشتباكات جمعة “رد الكرامة” التي حدثت امام مقر مكتب ارشاد جماعة الاخوان المسلمين في حي المقطم (جنوب القاهرة) في آذار/ مارس الماضي وسقط خلالها اكثر من 160 مصابا بحسب وزارة الصحة.
ويعد دومة من ابرز النشطاء السياسيين الذين عارضوا حكم الرئيس السابق. وقد دأب على الظهور في وسائل الاعلام الخاصة موجها انتقادات لاذعة لمرسي وجماعته.
في واشنطن، اعلن البيت الابيض السبت ان الرئيس باراك أوباما “كرر القول ان الولايات المتحدة ليست منحازة الى، أو تدعم، أي حزب سياسي او جماعة محددة في مصر”.
وقالت الرئاسة الامريكية في بيان أوردت فيه ملخصا عما دار خلال اجتماع عقده أوباما مع فريقه للامن القومي وخصصه لبحث الوضع في مصر ان “الولايات المتحدة ترفض رفضا قاطعا الادعاءات الكاذبة التي يروجها البعض في مصر ومفادها اننا نعمل مع احزاب سياسية او حركات محددة لاملاء العملية الانتقالية في مصر”.
واضاف البيان انه “في هذه المرحلة الانتقالية ندعو جميع المصريين إلى السير سويا في مسيرة جامعة تسمح بمشاركة كل الجماعات والاحزاب السياسية”.
وهذا البيان الرئاسي الامريكي هو الثاني الذي يصدر بشأن تطورات الاوضاع في مصر منذ اطاح الجيش المصري الاربعاء بالرئيس الاسلامي محمد مرسي اثر احتجاجات شعبية حاشدة ضد حكمه الذي استمر عاما واحدا.
وصدر بيان اوباما بعيد ساعات من دعوة اطلقها السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين الى تعليق المساعدة العسكرية الامريكية لمصر اثر عزل الجيش مرسي، في موقف تباين مع المواقف الرسمية لواشنطن.
وقال ماكين “لقد فكرت مليا، لكنني اعتبر ان علينا تعليق المساعدة للجيش المصري لان الجيش المصري الغى نتائج تصويت المصريين”، مضيفا “لا يمكننا تكرار الاخطاء التي ارتكبناها في السابق لدعم الاطاحة بحكومات منتخبة بحرية”.
وشدد ماكين على ان “المساعدة يجب ان تعلق والجيش المصري يجب ان يقدم جدولا زمنيا لاجراء انتخابات واقرار دستور جديد وبعدها نعيد تقييم ما اذا كان يجب الاستمرار في المساعدة ام لا”.
وكان اوباما اكتفى بالطلب من حكومته “درس التبعات القانونية المرتبطة بمساعدتنا للحكومة المصرية”. وتبلغ قيمة المساعدات العسكرية السنوية من الولايات المتحدة للجيش المصري 1,3 مليار دولار.