ستتعهد المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل اليوم مثلما فعلت على مدى فترة كل ولايتها منذ 2005 في أن تقف الى جانب اسرائيل وتضمن مستقبلها في المجالات التي تتعلق برفاهها وأمنها. تعهداتها لا تحتاج الى اثبات. فهي تنفذها بشكل رائع. كلمتها هي كلمة في الصخر. الزعيمة الاهم اليوم في اوروبا ستعبر عن التزامها باللغة الالمانية لغة مفكرين مثل يوهن ولفكينغ فون غوتيه وموشيه مندلسون، وكذا قتلة الشعب اليهودي أدلف هتلر وهاينرخ هملر. حتى بعد خمسين سنة من علاقاتهما الدبلوماسية الكاملة، لا يمكن لاسرائيل والمانيا أن تفرا من البحث في مسألة لماذا حاول النظام النازي ابادة الشعب اليهودي، أو كما كتب الكاتب اهرون أبلفيلد في كتابه ‘قصة حياة’: ‘لغة أمي كانت الالمانية، لغة قتلة أمي. كيف نعود ونتحدث بلغة مضرجة بدماء اليهود. هذه المعضلة، مع كل جسامتها، لم تمس بالاحساس بان ألمانيتي ليست لغة الالمان بل لغة امي’. أبلفيلد يقترح ربما الجواب الاعمق للتضارب البنيوي الذي في اساس العلاقات بين اسرائيل والمانيا. الحب والكراهية. البعد والقرب، الذكرى التي تثقل على هذه العلاقات الخاصة لا يمكن محوها، ولكن لا يمكن اقامتها فقط على اساس الذكرى. وبكلمات اخرى: اسرائيل لا يمكنها أن تحرم الالمان من امكانية انتقاد سلوكها تجاه الفلسطينيين. من المحادثات التي أجريتها مؤخرا في المانيا علمت ان ميركيل مستعدة لان تقف الى جانب اسرائيل بشكل مطلق باستثناء مسألة واحدة الفلسطينيين. ميركيل لا تفهم ماذا يقصد نتنياهو عندما يتحدث عن حل دولتين وفي الوقت نفسه يشجع استمرار البناء في الضفة. مرات عديدة تحدثت ميركيل في احاديث مغلقة بان نتنياهو لم يحرص في الحديث معها على قول الحقيقة في كل ما يرتبط باستمرار البناء في المناطق. وتعتقد ميركيل بان واجب البرهان واعادة الثقة بينها وبين رئيس الوزراء ملقي على نتنياهو. ليس سرا ان العلاقات الشخصية بين ميركيل وايهود اولمرت في فترة ولايته كرئيس للوزراء وضعت مستوى عال نتنياهو بعيد عنه كالبعد بين الشرق والغرب. تمنح الزيارة الحالية فرصة لطرح مسائل اخرى تتعلق بالعلاقات بين الدولتين على البحث. ففضلا عن استعداد القيادة الالمانية للاستجابة لاحتياجات اسرائيل الخاصة في مجالات الامن، مثل بناء ست غواصات تشكل، حسب منشورات اجنبية جزءاً من الردع النووي لاسرائيل، والتعاون غير المسبوق مع اسرة الاستخبارات توجد مسألة مفتوحة تتعلق بالجيل الالماني الجديد. فالاصوات التي تعبر عن الرغبة في فك الارتباط عن الالتزامات الخاصة التي يعود أصلها الى ما فعلته المانيا النازية لليهود تحتل مكانا واسعا في الخطاب الالماني. والتطلع هو الى التعاطي مع اسرائيل مثل كل دولة اخرى تريد أن تنتمي الى الدول التي تحافظ على حقوق الانسان. وهكذا، عندما تزاود وزيرة الثقافة ليمور لفنات على رئيس البرلمان الاوروبي من على منصة الكنيست لتجرؤه على انتقادنا بلغة ‘المانية’ فان الالمان غير مستعدين لان يقدموا الخد الاخر، بل ببساطة يشعرون بالاهانة. وعليه نقول للسيدة انجيلا ميركيل أهلا وسهلا، ونقولها بالألمانية كذلك: Willkommen, Angela