سُرّ ملايين البشر على هذه الأرض عند انتخابك رئيسا، وأنا منهم،لأنك (أسود)، مع إن لونك مثل القهوة بالحليب، فأنت من أم بيضاء وأب أسود غطس، ولعل كثيرين ممن فرحوا واستبشروا بك في الدورة الأولى خاب رجاؤهم، فطمأنوا أنفسهم بأنك في الدورة الثانية ستكون متحررا من الضغوط، وستكون لك مآثر تبقي ذكرك، لكنك، لا داخل أميركا، ولا للعالم، فعلت شيئا متميزا، وهكذا بقيت في الدورتين رئيسا باهت الحضور!.
أنت قلت بأن حروب أمريكا انتهت، ووعدت بالانسحاب من أفغانستان، ووعدت بإغلاق( غوانتانامو)، ولكنك لم تف بوعدك، فما زلت غارقا في أفغانستان، وما زال العراق يحترق ب(الديمقراطية) التي قصفته بها جيوش بلادك بقيادة بوش الابن.
الآن، تضعك سورية في الاختبار الذي لم تتوقعه، والذي اندفعت إليه بدون ترو، وهذا خيار وضعك أمام الاختبار يا حامل جائزة نوبل للسلام الذي لم تخدمه في شيء يذكر!
أميركا التي أنت رئيسها محكومة بتاريخها، فهي تأسست على ذبح وإبادة أصحاب البلاد الأصليين، وأضافت لمآثر مذابحها (للهنود الحمر) اقتلاع ملايين السود الأفارقة..أسلافك، واتخذتهم عبيدا، وما أنت سوى واحد من سلالتهم الحزينة التي راهنت عليك فخذلتها حتى بإنصاف أفرادها بالضمان الصحي، الذي أفشله (الواسب) البيض الذين يدفعونك اليوم لحرب عدوانية على سورية.
لم تتعلم من مخازي بوش الابن، والجنرال كولن باول الذي عرض الإثباتات المفبركة أمام العالم، وأمام الأمم المتحدة، مدعيا امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل لتبرير إعادة ذلك البلد العربي العريق إلى العصور الحجرية كما وعد بوش وإدارته!.
تقول بأن السلطات السورية استخدمت الغازات الكيماوية في الغوطة الشرقية، والرئيس الروسي بوتين يتحداك مطالبا بوضع الإثباتات أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والمفتشين الدوليين، ويصف ادعاءاتك بالهراء!، ولكنك، وإدارتك، لن تفعلوا، لماذا؟ لأنك كسلفك بوش الابن وإدارته تكذبون بوقاحة تبريرا للعدوان.
نحن تساءلنا قبل الرئيس الروسي بوتين: لماذا يلجأ الجيش العربي السوري لاستخدام الكيماوي، بينما قواته تتقدم في الغوطة، وتطرد مسلحي جبهة النصرة، ومشتقات القاعدة، والجيش الحر، وتفشل خطّة اقتحام مدينة دمشق، بالهجوم المعاكس الكاسح الذي كلّف المسلحين ألوف القتلى، ودفع بفلولهم بعيدا عن دمشق، وشرذمهم في الغوطة شرقا وجنوبا، ولاحقهم لتحقيق هدف تأمين سلامة وأمن دمشق الشام.
(لعبة) الكيماوي مفبركة، لا يقبلها عقل أي إنسان محايد، منصف، غير منحاز إلاّ لضميره وعقله، فالجيش السوري، والدولة السورية، لا يمكن أن تغامر بهذا الفعل الشنيع بينما المفتشون الدوليون وصلوا دمشق، ثمّ إن وحدات الجيش السوري متقاربة الخطوط والمواقع مع بقايا المسلحين، وأي استخدام لهكذا سلاح لن يكون محدود الانتشار في المكان، وسيتسبب في إلحاق الأذى بأفراد الجيش السوري.
قبل حوالي ثلاثة أشهر أعلنت السلطات التركية القبض على عناصر من جبهة النصرة في (أضنه) وبحوزتهم 2 كغم من غاز السارين، ثمّ لم تفصح تلك السلطات عن ملف التحقيقات، فلماذا؟ وهل يمكن أن تكون تلك الكمية المكتشفة من قبل أجهزة الأمن التركية هي الوحيدة؟ ثمّ: ألا يفضح هذا (نوايا) النصرة، والتستر عليها من قبل تركيا أردوغان التي نراها هذه الأيام الأكثر اندفاعا في دق طبول الحرب على سورية، حتى بدون العودة لمجلس الأمن؟!
عرفت يا رئيس أميركا أن (الضربة) المحدودة لن تمّر، لأن سورية أولاً، وحلفاءها ثانيا، لن تقبل، ولن يقبلوا، بتدمير مواقع، وأماكن، بحجة محدودية (الضربة) لأن ما ستقدم عليه بوارجك، وصورايخ كروز، وتوماهوك، هي حرب تدميرية..عن بعد، بحيث لا تطالك الأسلحة المتوفرة لسورية!
لكن الأسلحة السورية ذات يد طويلة في (المنطقة)، وهذه اليد ستؤذي، ولن تدعك تتحكم بحجم العدوان، وبجني انتصار سريع على جثث السوريين، وخراب ما بنوه بعرقهم وتضحياتهم!
كل ما تعده إدارتك سببه فشل التابعين لكم في الاستيلاء على سورية، وانفلات الأمور من أيديكم بعد تدفق (مجاهدي) النصرة، ودولة العراق والشام الإسلامية، بحيث أصبحوا القوّة الرئيسة ميدانيا، وهذا ما يضطركم للتدخل المباشر لتعديل ميزان القوة بعد فشل خطة الزحف على دمشق عبر الغوطة، التي راهنتم عليها أنتم وأمير الحرب السعودي بندر!
ها أنت تلجأ للكونغرس، لأن ما يبيحه لك الدستور الأمريكي من شن حرب محدودة، لا يمنحك الحق في التورط في حرب غير محسوبة النتائج، لذا فلا بد من غطاء، والكونغرس الأمريكي ليس مجلس العموم البريطاني الذي صدمك بقرار عدم خوض الحرب داعما وتابعا كما هو شان بريطانيا في كل حروب أمريكا..أتراك ستغطي تورط أميركا بقرار من الكونغرس، لتبرئة نفسك من النتائج؟!
لا مجتمع دولي، ولا مجلس أمن، ولا حلفاء تقليديون معكم في حربكم التي تدقون طبولها، وهكذا ستكون وحدك، وستكون أمريكا وحدها، ومصيرك أنت والإمبراطورية الأمريكية ستحدده سورية، وشعبها، وجيشها، وحلفاؤها، وملايين العرب الرافضين لعدوانكم الذي يصب في مصلحة الكيان الصهيوني.
أنت متردد يا رئيس أمريكا، ولأن الإمبراطورية حمقاء فقد أصابتك بالعدوى، وأفقدتك القدرة على التفكير والتمحيص وإجراء الحسابات، ولذا أحسب أن روسيا والصين سعيدتان بحماقتكم التي تضعكم وحدكم (أمام) العالم الذي تدعون أنكم مسؤلون عن (أمنه)!..وتعميم الديمقراطية عليه بعدل التوماهوك والكروز!
مع أول صاروخ ستفاجأ بان ملايين العرب ستغص بهم ساحات وميادين العواصم العربية، ولا سيما القاهرة، وسيعني هذا افتضاح كذبة (الديمقراطية) الأمريكية، وعلى ضوء هدير صورايخكم سيرتفع دوي هتاف الملايين العربية ضد أميركا، وسيعاد بوعي هذه الجماهير وضع أميركا في رأس قائمة أعداء الأمة العربية المتآمرين على فلسطين، ومعكم الكيان الصهيوني، وأي نظام حكم (عربي) يشجع على حربكم العدوانية على دمشق.
يا رئيس أمريكا: مصر جمال عبد الناصر وجهت الضربة النهائية لبريطانيا وفرنسا عام 1956، ولعله على أرض سورية ستوجه لكم ضربة تنهي أملكم بالتسيّد على العالم في القرن الحادي والعشرين.
ادعاؤكم الحرص على الديمقراطية تفضحه (نوعية) حلفائكم العرب الأكثر عداء للديمقراطية، والعدالة، وحرمان الشعوب من حكم نفسها..أم تراك تجهل هذه الحقيقة؟!
يقال: رب ضارة نافعة، وأحسب أن حربكم العدوانية على سورية ستنفع في إيقاظ ملايين العرب على حقائق تم تغييبها، وفي مقدمتها: أمريكا التي أنت رئيسها، هي السبب الرئيس في مآسينا، وهي وارثة كل جرائم بريطانيا وفرنسا، و(الربيع العربي) لن يتحقق بينما القواعد الأمريكية تحتل أقدس بلاد العرب والمسلمين!
إلى الحرب ستذهب وحدك، وأميركا وحدها، إلاّ إذا كنت تستقوي بجامعة دول (نبيل العربي)؟ يا رجل حتى بريطانيا ملّت من أمريكا، والعالم مل من أكاذيب بلدك، فدع سورية وشانها فشعبها أعرق من أميركاك. دع سورية وإلاّ ستخسر جائزة نوبل للسلام، وستكون رئيسا يرتبط اسمه بالحرب ونشر الدمار..أي نسخة أُخرى من بوش الإبن، وستخسر أميركا هيبتها ومكانتها بقيادتك..وفي هذا خير للبشرية جمعاء!
هذا الكلام ينطبق أيضا على قسم من اليسارين العرب والناصريين والقومجية
شکرا جزیلا لک یا استاد شاوروالله هذه هی الحقیقة التی الکثریرون عمو او تعاموا
عنها و ستثبت الایام صدق و نزاة رویتکم الحکیمة .
عادة اتابع مقالاتك اتفق مع مرات كثيره واختلف حينا آخر لكن هذه المره جفاك صوب بدفاع عن نظام سلم الجولان ثمن للحكم واحتفظ ٤٠ عام بحق رد على إسرائيل وذبح شعبه في حماة والآن بكيماوي لقد اثبت ان لكل من اسمه نصيب ذكرتني بالوزير آخر الخلفاء الفاطمين والذي كان اسمه شاور وما إدراك ماشاور
… لست مع الحرب في سوريا ولا مع سفك الدماء, ولكن كل من يدافع ويطالب ويشجع ضربة أمريكية او غربية لسوريا, هو خائن لدينه ووطنه وأمته.