اعترف باراك اوباما في مطلع هذا الشهر في واشنطن في منتدى سبان بأن احتمال نجاح الاتفاق مع ايران على القضية النووية هو 50 بالمئة فقط. فيجب عليه لأجل هذا خاصة أن يفهم (لكنه لا يفهم) مبادرة 26 سناتورا جمهوريا وديمقراطيا، عرضوا في الايام الاخيرة اقتراح قانون يهدد بفرض عقوبات جديدة على ايران اذا ما نكثت شروط الاتفاق المرحلي الذي وقع عليه في جنيف، أو اذا لم يُحرز اتفاق نهائي بين الطرفين في غضون سنة. فالجميع يتفقون على أن العقوبات وحدها هي التي جعلت ايران تتنازل تنازلات (نسبية). ويؤمن مجلس النواب بأنه يجب الاستمرار في الضغط على ايران. فهل يوجد شخص ما يعتقد خلاف ذلك حقا؟. ‘ بيّن الشيوخ أنهم لا ينوون تعويق القناة الدبلوماسية بل ينوون إبراز العضلات في مواجهة الايرانيين اذا بحث هؤلاء عن الحذلقة (ولن نفاجأ اذا ما حدث ذلك). بيد أن الادارة في واشنطن لا تؤمن بالعضلات وتهدد باستعمال النقض على العقوبات الجديدة. وتريد الادارة في واقع الامر أن تُعوق مجلس النواب بالمحادثات. طلب اوباما في القضية السورية تدخل تل الكابتول للامتناع عن هجوم. ونحن نرى في القضية الايرانية عكس ذلك بالضبط. فاوباما لا يُظهر الاتساق في هذه المرة ايضا: هل يوجد لمجلس النواب أم لا يوجد دور في السياسة الخارجية؟ هو يعتقد مرة أنه يوجد له دور ويعتقد غير ذلك مرة اخرى. ويوجد من يفسرون تهديد الادارة في واشنطن بتصريح وزير الخارجية الايراني محمد ظريف الذي قال في مقابلة مع مجلة ‘تايم’ إنه اذا أُجيز هذا القانون في تل الكابتول فان الاتفاق بين ايران والقوى العظمى ‘ميت’. وقد أدركت ايران أن لها القدرة على إملاء الايقاع بل الشروط. وظهر ذلك في جنيف ويبدو أنه لن يتغير في القريب. وفي هذا الواقع، يستطيع وزير الخارجية الايراني حتى أن يتحدى الغرب وأن يعلن أن ايران تستطيع أن تنكث الاتفاق وأن تخصب اليورانيوم بمستوى 20 بالمئة في غضون 24 ساعة اذا خطا الغرب خطوات لا تراها مناسبة. ‘ سيخرج الرئيس اوباما الى عطلة نهاية السنة في هاواي. ونتمنى له عطلة طيبة من ايران ايضا.