عواصم ـ وكالات: وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما اللوم إلى روسيا أمس الأحد في تجدد القتال بين القوات الحكومية والانفصاليين في شرق أوكرانيا وقال إن الولايات المتحدة تبحث خيارات أخرى لتصعيد الضغوط على موسكو.
وذكر أوباما في مؤتمر صحافي في نيودلهي «سنواصل النهج نفسه الذي اتبعناه في الماضي وهو تصعيد الضغط على روسيا…سأبحث كل الخيارات الأخرى المتاحة لدينا غير المواجهة العسكرية وسنحاول التعامل مع هذا الأمر».
وتجدد القتال في أوكرانيا في الأيام القليلة الماضية بعد أن استبعد المتمردون إجراء المزيد من محادثات السلام. وقتل 30 مدنيا بعد أن شن الانفصاليون هجوما على ميناء ماريبول الاستراتيجي السبت .
وأمس أيضا عرقلت روسيا -التي يتهمها الغرب بدعم الانفصاليين -إصدار بيان من مجلس الأمن الدولي كان من شأنه انتقاد تصريحات الانفصاليين وإدانة تصاعد العنف.
وتنفي موسكو إرسال قوات وأسلحة إلى شرق أوكرانيا رغم أن كييف والغرب يقولان إن هناك أدلة لا تقبل الجدل. وقُتل أكثر من خمسة آلاف منذ اندلاع الصراع في ابريل نيسان من العام الماضي.
وقال أوباما «نشعر بقلق بالغ إزاء الانهيار الأخير لوقف اطلاق النار مع روسيا والاعتداءات التي ينفذها هؤلاء الانفصاليون بمساندة من روسيا وبمعدات روسية وتمويل روسي وتدريب روسي وقوات روسية.
«لطالما أوضحت أن الدخول في صراع عسكري مع روسيا بهذا الشأن لن يجدي نفعا لنا. لكن ما يمكن أن نفعله هو مواصلة دعم قدرة أوكرانيا على السيطرة على أراضيها».
وأَضاف أن هذا يشمل الجمع بين الضغوط الاقتصادية على روسيا من خلال العقوبات وتقديم الدعم الذي تحتاجه أوكرانيا لاقتصادها ومساعدة جيشها بالامدادات والمعدات الأساسية والتدريب والمناورات مع حلف شمال الأطلسي.
من جانبه، اعرب البابا فرنسيس الاحد عن «قلق شديد» ازاء تدهور الوضع في اوكرانيا ودعا إلى «استئناف الحوار ووقف القتال».
وقال البابا في ختام صلاة التبشير «اشعر بقلق شديد ازاء تفاقم المعارك في شرق اوكرانيا التي توقع اعدادا كبيرة من الضحايا بين المدنيين». واضاف «اجدد نداء مخلصا لاستئناف مساعي الحوار ولوقف كافة اعمال العنف».
ولم يتم تضمين نداء البابا في النص الذي سلمه مكتبه الاعلامي قبل صلاة الاحد.
ووجه البابا عدة نداءات للسلام في اوكرانيا داعيا إلى «السير في طريق الحوار واحترام القانون الدولي».
وقتل 30 شخصا السبت في قصف استهدف مرفأ ماريوبول في شرق اوكرانيا وتبادل الانفصاليون وكييف الاتهامات بالمسؤولية عن استمرار المعارك.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاحد ان تجدد العنف في اوكرانيا في الايام الاخيرة الذي اوقع عشرات القتلى ناتج عن الهجمات «المستمرة» للجيش الاوكراني على «مناطق مأهولة».
وقال لافروف في بيان لوزارة الخارجية الروسية خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي جون كيري ان «التصعيد في الوضع هو نتيجة انتهاك القوات الاوكرانية الفاضح لاتفاقيات مينسك بسبب قصفها المستمر للمناطق الآهلة بالسكان».
وذكر بان الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو «لم يرد بعد» على اقتراح نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسحب الاسلحة الثقيلة من الجبهة بين القوات الاوكرانية والمتمردين الموالين لروسيا في الشرق.
وقال لافروف ان السلطات الاوكرانية «لم تحترم ايضا تعهداتها باطلاق عملية دستورية شاملة تشارك فيها كافة المناطق والقوى السياسية في البلاد».
واضاف «ليس هناك ايضا اي تقدم في التحقيق حول جرائم الحرب التي ارتكبت خلال النزاع الاوكراني» الذي اوقع منذ نيسان/ابريل اكثر من خمسة الاف قتيل بحسب منظمة الأمن والتعاون في اوروبا.
واكد لافروف على ان روسيا تريد «القيام بكل ما في وسعها لاقناع اطراف (النزاع) باختيار حل سلمي».
وقال لافروف ان «النتائج الحقيقية يمكن الحصول عليها فقط عبر الحوار المباشر مع دونيتسك ولوغانسك» معقلي المتمردين الروس في شرق اوكرانيا متهما السلطات الاوكرانية ب»تفادي بشتى السبل» مثل هذا الحوار.
ودعا الولايات المتحدة إلى «استخدام نفوذها على السلطات الاوكرانية لترفض المراهنة على سيناريو عسكري».
واضاف ان لافروف وكيري ايدا «الوقف الفوري للقصف على دونباس وسحب الاسلحة الثقيلة» واكدا على رغبة موسكو وواشنطن ب»المساهمة في تسوية الازمة الاوكرانية».
وفي محادثة هاتفية منفصلة مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني دعا لافروف الاتحاد الاوروبي إلى «عدم غض النظر» عن سياسة «العسكرة» التي تنتهجها سلطات كييف بعد ان اعلنت عن «عمليات تعبئة جديدة وامرت بتكثيف القصف».
وقال انه يامل في ان تحصل بروكسل على «موافقة كييف لبدء عملية جديدة لايجاد تسوية سياسية» في اوكرانيا ودعا إلى فتح «تحقيق موضوعي وغير منحاز» في الهجمات الاخيرة على المدنيين في دونيتسك وماريوبول شرق اوكرانيا.