أوباما يدعو رئيس الوزراء الهندي الجديد لزيارة واشنطن ويلغى قرارا بحظره من السفر

حجم الخط
0

واشنطن ـ ‘القدس العربي’: هاتف الرئيس الامريكي بارك اوباما رئيس الوزراء الهندي المنتخب ناريندرا مودي ودعاه لزيارة الولايات المتحدة مما يعنى ضمنيا الغاء قرار امريكي سابق استمر لمدة عشر سنوات بحظره من السفر وذلك لاتهامه بالتورط في اعمال عنف وقعت ضد المسلمين في ولاية جوجرات الهندية عام 2002 والتى راح ضحيتها اكثر من ألف شخص، وقال البيت الابيض ان اوباما تحدث مع مودي ليخبره بأنه يتطلع للعمل بشكل وثيق للوفاء للشراكة الاسترتيجية بين الولايات المتحدة والهند.
واكد البيت الابيض ان اوباما دعى رئيس الوزراء الهندي المنتخب لزيارة واشنطن وانه مرحب به في الولايات المتحدة، وكان مسؤولون بالخارجية الامريكية صرحوا في وقت سابق بان زعيم حزب بهارتيا جاناتا القومي سيمنح تاشيرة فور توليه السلطة وتشكيل الحكومة الجديدة في الهند .
واظهرت وسائل الاعلام الامريكية اليمينية غبطتها من نتائج تصويت الانتخابات الهندية والتى اثمرت عن فوز حزب جاناتا القومي، والذي يتبنى احيانا كثيرة مواقف متطرفة، بالانتخابات وقدرته على تشكيل حكومة اغلبية دون الحاجة الى اشراك اطراف اخرى في الطيف الايدلوجي السياسي .
وقال السكرتير الصحافي للبيت الابيض جاي كارني: ‘ استطيع ان اقول لكم أن رئيس وزراء الهند موضع ترحيب في الولايات المتحدة ‘ مشيرا الى ان مسؤولين امريكيين من بينهم السفيرة نانسي باول قد التقوا مع مودي وهو بالتأكيد معروف لنا في واشنطن، واضاف : ‘نحن نتطلع الى العمل مع الحكومة الجيدة ورئيس الوزراء الجديد ونهنئهم على انتصارهم ولا نتوقع اى مشكلة في هذا الصدد بل نتوقع ان نمضي قدما مع الحكومة الجديدة في تعزيز العلاقات التى ترسخت بالفعل بشكل كبير في السنوات الاخيرة مع رئيس الوزراء السابق مانموهان سينغ، كما تحدث اوباما مع سينغ ليشكره على الفترة التى قضاها في منصبه، وقال بيان للبيت الابيض ان اوباما اعرب عن امتنانه على الدور الحاسم للدكتور سينغ في التعاون مع واشنطن في التحديات العالمية.
وقد حقق حزب جاناتا القومي فوزرا كاسحا في اكبر عملية انتخابات في العالم، وحصل على 282 مقعدا من اصل 543 في البرلمان بعد ان اطاح بحزب المؤتمر الهندي الذي سيطر على الحياة السياسية في الهند لمدة 60 عاما ،وشهدت البلاد نموا اقتصاديا سريعا خلال فترة ولاية سينغ ولكن الجمهور الهندي بدا يعرب عن قلقه في السنوات الاخيرة ازاء الفساد وتباطؤ النمو الاقتصادي.
ولامت الاوساط الهندية والامريكية والعالمية مودي على ادارته المتراخية خلال اعمال الشغب الدامية في موطنه عام 2002 ورفضت الحكومة الامريكية منحه تاشيرة سفر لسنوات بعد وقوع الحادث ولكن واشنطن ازالت هذه المخاوف، فجاة، بعد صعوده الى الشهرة وفوزه في الانتخابات حيث دعاه اوباما الى واشنطن لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية. ويقول محللون في مجلة ‘ الايكونوميست ‘ ان نتائج الانتخابات تعكس الاحباط العام في الهند جراء الفساد المستوطن والاقتصاد المتعثر مشيرة الى ان الاسهم قفزت اكثر من 4،5 في المئة خلال الايام القليلة الماضية ولكن الاوساط الليبرالية والاسلامية حذرة جدا من صعود الحزب القومي الهندوسي في حين قالت أليسا ايريس من مجلس الشؤون الخارجية ان الهنود اختاروا انتخاب حكومة مستقرة تملك مساحة سياسية كافية بعيدا عن الاعتماد على مجموعة لا داعي لها من اطراف متناقضة في وجهات نظرها الايدلوجية.
اما صحيفة ‘ دايلي بيست ‘ فقد رات أنه يمكن للمرء رؤية الامل من حجم الاغلبية لحزب مودي والتى من شانها الحكم برحابة صدر دون الانتقام من الاشخاص الذين لم يصوتوا له كما ان المقاعد البرلمانية الواسعة ستسمح له بسن اصلاحات اقتصادية دون الحاجة الى التملق لحزب المؤتمر الهندي او السكان الذين يدينون بالاسلام ويشكلون 11 في المئة من عدد سكان الهند.
وقال وليم دالريمبل في صحيفة ‘ رجال الدولة الجدد’ ان المحللين بشكل عام يرتاحون لفكرة ان الهند لديها قيود من شانها ان تبطئ اى محاولة من مودي وحزبه للتحول الى قوة استبداد عبر الصحافة المشاكسة والقضاء النشيط كما ان التاريخ يدل على حاجة حكام الهند الى احتضان التنوع الهائل في البلاد من اجل الحكم بشكل فعال.

رائد صالحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية