الناصرة- «القدس العربي»: للمرة الأولى منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. واوضح البيت الابيض في بيان له، أن المحادثة الهاتفية عرضت مساعدة أمريكية على إسرائيل لوقف إطلاق النار بينها وبين حركة حماس. وأبدى اوباما استعداده لأن تؤدي الإدارة الأمريكية دور الوسيط بين تل أبيب وغزة وصولا لاتفاق وقف إطلاق نار والعودة لتفاهمات سابقة 2012.
وجاءت مكالمة أوباما مع نتنياهو بعدما قال الأخير في ختام جلسة المجلس الوزاري المصغر إن القتال في غزة بعيد عن النهاية وأن المعركة قاسية، مركبة ومعقدة وتجري كما خطط لها وتنتظرنا مراحل جديدة.
ونقلت صحيفة « هآرتس « عن موظفين أميركيين كبار قولهم إن واشنطن تواصل مساعيها لإقناع إسرائيل بالتريث وعدم الخروج لحملة برية بهذه المرحلة ومنح المداولات الدبلوماسية فرصة لمحاولة إحراز اتفاق لوقف إطلاق النار.
وعبرت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي عن قلق الوزير من التصعيد على الأرض وبرغبته في التحرك لوقف إطلاق الصواريخ من غزة واستعادة الهدوء».
وفي حديث لها مع الصحافيين تابعت «نحن معنيون باستخدام كافة الأدوات لوقف إطلاق الصواريخ وبذلك نتركز اليوم وسنتعاون مع كل حكومة تستطيع لعب دور في وقف إطلاق النار».
كذلك أوضحت « هآرتس» أن الوزير جون كيري اعترف أن الولايات المتحدة معنية بتهدئة العنف المتفشي في إسرائيل والقطاع بشكل يتيح للأولى الدفاع عن نفسها أمام الصواريخ الموجهة ضد مدنييها. وقالت أن كيري تحادث مع نتنياهو ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهدف البحث عن صيغة للتوصل لتسوية سلام.
وتابعت القول «وقال كيري من الصين إن هذه لحظة خطيرة للشرق الأوسط».
لكن وفي المقابل وبعد ساعات فقط من محادثة نتنياهوـ أوباما قال السفير الأمريكي في تل أبيب دان شبيرو إن الإدارة الأمريكية لا تعارض عملية برية في غزة لكنها قلقة منها وتفضل معاينة فرصة لتسوية سلمية. وأوضح شبيرو في حديث مع صحيفة «معاريف» الألكترونية أمس إن أوباما يمنح دعما كاملا لإسرائيل بالدفاع عن نفسها أمام صواريخ حماس وتابع» لكن إذا كانت هناك إمكانية لوقف الصواريخ دون عملية برية واسعة فهذه أفضل لأن الجميع يعرف نتائجها».
وكشف شبيرو أن الولايات المتحدة لم تنجح بعد بإيجاد وسيط يسعى لدى الطرفين لوقف إطلاق النار. وتابع» قلنا إننا مستعدون للمساعدة في العثور على وسيط لكن الآن لا وسيط ولا أعرف متى يبدأ فهناك اتصالات فقط وربما لم نبلغ بعد اللحظة التي يمكن فيها التوسط وبهذه المرحلة من غير المفروض أن يصل كيري للمنطقة لكنه واثق أنه سيحضر عندما يعتقد أن زيارته ستساعد».
ورغم ذلك يرجح مراقبون أن الحكومة الإسرائيلية غير معنية الآن بوقف إطلاق النار مع حركة حماس في غزة، في انتظار إحراز مكسب ميداني يمنحها فرصة كسر صورة التعادل بينها وبين حماس في اليوم الخامس من العدوان.
وقال رئيس الجبهة الديموقراطية محمد بركة لـ «القدس العربي» أمس إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يواصل اتصالاته مع مصر كي تقوم بدورها في منع الحملة البرية ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
ونقل بركة الذي التقى عباس في رام الله أمس الأول إن قلق الأخير من تدهور الأوضاع ومن المزيد من إراقة دماء المدنيين ومن استغلال إسرائيل لاحتجاجات فلسطينيي 48 لطرح ترحيلهم كموضوع للتفاوض مبديا أسفه لعدم وجود وسيط فعال يتجاوز دور الرسول بين الطرفين حتى الآن.
من جهته أدلى مندوب اللجنة الرباعية الدولية بتصريحات مفاجئة في هذا السياق بقوله إنه يتعذر القضاء على حماس لافتا إلى أن تدميرها كـ «حركة تقتل أبرياء، يعني أننا ملزمون بإيجاد طريق تمنح الأمل لأهالي غزة».
وفي حديث لموقع صحيفة «يديعوت احرونوت» الإلكتروني أوضح بلير إن إطلاق الصواريخ على إسرائيل وحملة برية عليها يعني أننا أمام حالة مرعبة، متابعا «أشغل منصبي هذا منذ سنوات ولا أذكر أنني كنت قلقا كما أنني اليوم.
تواجهنا معضلة بالمنظور القريب تكمن بالسؤال كيف نغير الوضع أن هناك صواريخ تطلق من غزة على إسرائيل وهناك رد عليها ولدينا معضلة في المدى البعيد تستدعي النظر للمشاكل الأساسية هنا.
وكشف أنه لم يتوجه لنتنياهو عارضا مساعدة، لافتا أن هذه ليست طريقة عمله وأنه لا يدلي بتصريحات عالية ويفضل العمل من وراء الكواليس. وتابع القول «لكن بالطبع سأتحدث مع نتنياهو ومع القيادة الفلسطينية غير أن المحادثة مع الأطراف غير كافية واعتقد أن بقية اللاعبين بالمنطقة مهمون جدا ودور مصر بالذات مهم جدا».
بلير الذي وصل لإسرائيل أمس وسمع صافرات الإنذار سئل عن شعوره فقال إنه لا يخاف. وأضاف «قدموا لي كوبا من الشاي البريطاني وكل شيء سيكون على ما يرام فعندما يتوفر هذا للبريطانيين فإن شيئا لا يقلقهم».
وديع عواودة
موقف اوباما من كل ما يجري في بلادنا العربية ينطبق عليه حرفياُ قول المتنبي:
العبـد ليس لـحر صالـح بـأخ
لو أنه فـي ثيـاب الـحر مولـود
لا تشتـر العبـد إلا والعصا معـه
أن العبيـد لأنـجاس مناكيــد