بعد كريستيانو رونالدو الذي رحل عن المان يونايتد شهر يناير/كانون الثاني الماضي، جاء الدور على كريم بنزيمة مهاجم الريال الذي التحق به في الدوري السعودي، في انتظار تأكيد الأخبار التي تتحدث عن التحاق الدولي الفرنسي نغولو كانتي باتحاد جدة، وليو ميسي بالهلال، وكذا لوكا مودريتش وراموس وبوسكيتس وجوردي ألبا، إضافة إلى إعلان زلاتان إبراهيموفيتش اعتزال الكرة من بوابة الميلان، في سيناريو ينذر بهجرة جماعية لجيل كروي لا يتكرر، ونهاية مرحلة لامثيل لها، وبداية مرحلة أخرى للكرة السعودية التي تستقطب نجوم العالم الواحد تلو الآخر في سيناريو لم يكن يتخيله أحد قبل سنة من اليوم، ولا يمكن التكهن بمآلاته وتداعياته على سوق اللاعبين بسبب دخول طرف فاعل جديد، لا حدود لطموحاته وأحلامه في جعل الدوري السعودي قبلة جديدة وهوليود جديدا في مجال الكرة.
كل شيء بدأ بانتداب كريستيانو رونالدو من طرف النصر السعودي شهر يناير/كانون الثاني الماضي مقابل 200 مليون دولار في السنة، ورغم إخفاقه في الحصول على أي لقب هذا الموسم إلا أن السعوديين اعتبروا صفقة انتقال النجم البرتغالي بداية لاستقطاب نجوم آخرين في إطار رؤيتهم المستقبلية للعقد المقبل، والتي ترتبط بمشروع كبير يهدف إلى الاستثمار في الكرة كوسيلة لتغيير الصورة النمطية التي ترسخت في أذهان الغرب حول السعودية والسعوديين والعرب والمسلمين، خاصة بعد نجاح قطر في تنظيم كأس العالم 2022 والتأقلم السريع لرونالدو وعائلته مع حياته الجديدة في الرياض رغم خصوصية الدوري السعودي وجماهيره وإعلامه الذي يختلف عنه في اسبانيا وانكلترا، ورغم صعوبة إقناع نجوم كبار في الدوري السعودي رغم الأموال الكثيرة المخصصة لذلك.
رونالدو دفع ببنزيمة الى الرحيل عن الريال وشجعه على الالتحاق بنادي جدة في الدوري السعودي وهو حامل لقب الكرة الذهبية العالمية رغم قدرته على الاستمرار في الريال أو أي ناد أوروبي آخر، لكن الإغراءات السعودية كانت كبيرة لدرجة لا يمكن أن يصمد أمامها أي لاعب خاصة إذا كان مسلما مثل الدولي الفرنسي ذي الأصول الجزائرية، الذي أسرّ لمقربيه بأنه يحلم بالاقتراب من مكة وزيارتها كل مرة، على غرار مواطنه انغولو كانتي وسط ميدان تشيلسي الذي تحفزه الدوافع نفسها للانتقال إلى الدوري السعودي بغض النظر عن الجانب المالي الذي يحفز أي لاعب في أوروبا مهما كانت جنسيته واسمه والفريق الذي يلعب له، لأن الحديث يدور أيضا حول غوندوغان والكوري الجنوبي هيونغ مين سون، وربما أسماء أخرى لا تخطر على بال أحد.
القنبلة الكبرى المنتظرة في الدوري السعودي اسمها ليو ميسي، الذي قرر عدم تجديد عقده مع البياسجي، و ينتظر ما ستؤول إليه المفاوضات مع برشلونة التي يرغب في العودة إليها لذلك أرسل والده لمناقشة تفاصيل الصفقة مع خوان لابورتا وعينه على الدوري الأمريكي أو الدوري السعودي الذي يغريه أيضا بمقابل لم يكن يحلم به، يفوق 300 مليون دولار في السنة ما يجعله أحد ثلاثة كبار نجوم العالم الذي يلتحق بنادي الهلال في الدوري السعودي بعد رونالدو في النصر وبنزيمة في الاتحاد في انتظار انتدابات أخرى لكل من الشباب والأهلي لأسماء يتم تداولها باستمرار في وسائل الإعلام السعودية والأوروبية على غرار لوكا مودريتش، سيرخيو راموس، سيرجيو بوسكيتس، جوردي ألبا، وحتى الأرجنتيني أنخيل دي ماريا الذي غادر اليوفي بعد موسم واحد.
السعودية جعلت من الوهم حلما، بل من الحلم حقيقة، مفادها أن قبلة المسلمين بإمكانها أن تصبح قبلة اللاعبين العالميين وعشاقهم ومحبيهم، ويصبح الدوري السعودي منافسا للدوري الإنكليزي الذي كان حلم أي لاعب كرة مهما كان سعره، والأيام المقبلة ستكشف المزيد من المفاجآت.
إعلامي جزائري