أوكرانيا تتوعد بـ”الرد” بعد هجوم صاروخي روسي على أوديسا- (صور)

حجم الخط
0

كييف- أوكرانيا: توعدت أوكرانيا الأحد بـ “الرد” على موسكو بعد شنّها هجوما ليليا عنيفا بالصواريخ على مدينة أوديسا الساحلية أدى الى مقتل شخصين وتضرر كاتدرائية تاريخية، بينما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله نظيره البيلاروسي وحليفه ألكسندر لوكاشنكو “فشل” هجوم كييف المضاد.
وفي استكمال لضرباتها المكثّفة على أوديسا المطلة على البحر الأسود، شنّت روسيا ضربات صاروخية ليل السبت الأحد.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنها جاءت “ضد مدن مسالمة وضد مبان سكنية وكاتدرائية”، مضيفا “سيكون هناك بالتأكيد ردّ انتقامي ضد الإرهابيين الروسيين من أجل أوديسا”.
وأعلن وزير داخليته إيغور كليمنكو أن القصف أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 22 آخرين بينهم أربعة أطفال.
وأفادت القوات المسلحة الأوكرانية أن روسيا أطلقت “19 صاروخا من أنواع مختلفة” منها إسكندر وأونيكس وكاليبير، تمّ اعتراض تسعة منها.
وأشارت إلى أن الصواريخ التي لم تتمكن من التعامل معها تسببت “بأضرار في البنى التحتية المرفئية” وأصابت “ستة أماكن سكن على الأقل بينها مبانٍ لشقق” وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي.


“جريمة حرب”
وأدى القصف على أوديسا إلى إلحاق أضرار بالغة بكاتدرائية أرثوذكسية تقع في الوسط التاريخي للمدينة، المدرج منذ كانون الثاني/يناير 2023 على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي.
وتعرضت الكاتدرائية التي يعود تاريخ بنائها إلى 200 عام، لأضرار مثل انهيار جدران واحتراق أيقونات وتحطّم ثريات، وفق صحافي في فرانس برس.
وتناثر الحطام على الأرض، بينما حضر سكان للمساعدة في إزالة الركام.
وقال الكاهن المسؤول في الكاتدرائية الأب ميروسلاف لفرانس برس “كل الزخرفات دمّرت عمليا. برج الجرس فقط لم يمسّ”.
وأشار إلى أن “الموجة الصدمية (الناتجة عن الانفجار) كانت قوية إلى حد تضررت كل أبواب ونوافذ الكاتدرائية التي يبلغ طولها 95 مترا”.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية “دمرت كاتدرائية التجلي الواقعة في الوسط التاريخي لأوديسا، الخاضعة لحماية اليونسكو. جريمة حرب لن تنسى ولن تغفر”.
واعتبر معاون مدير مكتب الرئيس الأوكراني أوليكسي كوليبا أن القصف محاولة “لمحو تاريخنا وتراثنا”.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) دانت الجمعة “بشدة” الضربات الروسية على “عدد من المتاحف” والمباني التاريخية في وسط أوديسا، مؤكدة تعرضها لأضرار.
وأشار الحاكم الإقليمي أوليغ كيبر الى أن الضربات الليلية الأخيرة أدت الى تضرر 25 معلَما في المدينة، متهّما الجيش الروسي “بتوجيه صواريخه عمدا نحو الوسط التاريخي لأوديسا”.
من جهتها، تشدد روسيا على أن ضرباتها تطال أهدافا عسكرية. وأكد الجيش أن الضربات الأخيرة استهدفت “منشآت تم فيها الإعداد لهجمات إرهابية ضد روسيا باستخدام قوارب مسيّرة”، مشيرا إلى أنه “تم تدمير جميع الأهداف المحددة”.
وتقع أوديسا على البحر الأسود، وتعد استراتيجية للنقل البحري والإشراف العسكري على هذه البقعة المائية الحيوية. إلا أن المدينة تشهد منذ أيام زيادة في الاستهداف الروسي في أعقاب إعلان موسكو إنهاء العمل باتفاقية لتصدير الحبوب الأوكرانية، كان ميناء أوديسا منفذا أساسيا فيها.
واتهمت أوكرانيا روسيا بتركيز ضرباتها على أوديسا للحؤول دون استئناف محتمل لصادرات الحبوب.
فاغنر “في وسط بيلاروس”
وأتت الضربات الليلية على أوديسا بعد ساعات من هجوم بطائرات مسيّرة استهدف القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014، وأدى إلى انفجار مخزن ذخيرة وإجلاء سكان من المنطقة ووقف حركة السكك الحديد في شبه الجزيرة.
وكثّفت القوات الأوكرانية بدورها من الهجمات على القرم والجسر الحيوي الذي يربطها بالبرّ الروسي، مذ بدأت مطلع حزيران/يونيو هجوما مضادا لاستعادة أراضٍ تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها. وعلى رغم الدعم الغربي بالعتاد والتجهيزات العسكرية من مختلف صنوف الأسلحة، أكد مسؤولون في كييف وعواصم غربية أن الهجوم يمضي بوتيرة أبطأ مما كانوا يأملون.
وكررت بوتين تأكيد “فشل” الهجوم.
وخلال اللقاء بينهما في سان بطرسبرغ، توجه لوكاشنكو إلى بوتين بالقول “لا يوجد هجوم مضاد”، ليردّ عليه الأخير “ثمة هجوم، لكنه مني بالفشل”.
ومن المقرر أن تمتد المباحثات في قصر كونستانتينوفسكي يومين، وهي الأولى المباشرة بين الرئيسين منذ توسّط لوكاشنكو في حزيران/يونيو لإنهاء تمرّد مسلّح لمجموعة “فاغنر” على القيادة العسكرية الروسية، انتهى باتفاق على انتقال عناصرها إلى بيلاروس لقاء عدم ملاحقتهم وقائدهم يفغيني بريغوجين في روسيا.
وكان انتقال عناصر فاغنر بعد مشاركتهم في المعارك في أوكرانيا، أثار قلق كييف وحلفائها خصوصا بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي التي تتشارك حدودا طويلة مع بيلاروس.
وسبق لبوتين ولوكاشنكو أن اتهما بولندا بأنها تطمع بأراضي أوكرانيا وبيلاروس. وحذّر بوتين هذا الأسبوع من أن أي عدوان على بيلاروس سيكون بمثابة عدوان على موسكو التي ستردّ “بكل الوسائل” التي في حوزتها.
وقال لوكاشنكو في ما بدا إشارة تهديد مبطّن، إن مقاتلي فاغنر يرغبون في زيارة بولندا، إلا أنه يمنعهم من ذلك.
وقال لوكاشنكو إنهم “يطلبون الاتجاه غربا، يطلبون مني الإذن للذهاب في رحلة إلى وارسو، إلى غيشوف (في بولندا)”، مضيفا “لكن بالطبع، أنا أبقيهم في وسط بيلاروس، كما اتفقنا”.
وأثناء إدلائه بهذه التصريحات، ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجه بوتين، وفق ما أظهر شريط فيديو للقاء.
وبعد اللقاء، حيّا بوتين ولوكاشنكو جموعا في بلدة كرنشتات القريبة من سان بطرسبرغ، والتي تضم قاعدة بحرية.
ميدانيا، شهد السبت أيضا مقتل الصحافي الروسي في وكالة “ريا نوفوستي” روتيسلاف غورافليف جراء ضربة أوكرانية على منطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا، حسبما أعلن الجيش الروسي.
ووصفت وزارة الخارجية الروسية مقتله بأنه “جريمة نكراء”، وحمّلت الغرب “المسؤولية” إلى جانب أوكرانيا، متوعدة بالرد على هذا الهجوم.
وتقع منطقة زابوريجيا الى الشمال من أوديسا، وتضم محطة للطاقة النووية هي الأكبر في أوروبا واحتلها الروس بعد بدء غزوهم في شباط/فبراير 2022.
ونقلت وكالة “تاس” عن مسؤول عسكري أن القوات الروسية صدّت “ثلاثة هجمات للقوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه رابوتينو” في منطقة زابوريجيا.
(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية