كييف (أوكرانيا): تعمل أوكرانيا السبت على إعادة التيار الكهربائي بعدما أدت ضربات روسية جديدة بواسطة صواريخ إلى انقطاع التيار عبر البلاد فيما اعتبره الاتحاد الأوروبي جرائم حرب.
وندد مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بهذا “المثال الجديد على إرهاب الكرملين الأعمى” و”الهجمات الوحشية وغير الإنسانية” التي تستهدف المواطنين “ما يشكل جرائم حرب”.
وأقر الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة تحظر خصوصا تصدير محركات طائرات مسيرة إلى روسيا أو أي بلد آخر قادر على توفيرها لها.
وشجبت فرنسا القصف الروسي الجمعة. وقالت وزارة الخارجية في بيان إن هذه “الأعمال تشكل جرائم حرب ولا تضعف أبدا عزم فرنسا على دعم أوكرانيا ومكافحة الإفلات من العقاب”.
أطلقت روسيا 74 صاروخا غالبيتها صواريخ كروز الجمعة اسقطت الدفاعات الجوية 60 منها، على ما ذكر الجيش الأوكراني.
وأوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف و14 منطقة أخرى تعاني من انقطاعات في الكهرباء أو المياه.
وأكد “كل الأهداف اليوم مدنية. تطال الضربات الروسية خصوصا منشآت للطاقة والتدفئة”.
أضاف زيلينسكي “من المرجح بعد هذه الحرب أن يرتبط معنى كلمة ‘إرهاب’ بتصرفات روسيا المجنونة، عند غالبية الناس في العالم” داعيا إلى “زيادة الضغوط” الغربية على الكرملين وإلى تزويد أوكرانيا مزيدا من الدفاعات الجوية.
وتبذل جهود في كل أرجاء أوكرانيا لإعادة التيار الكهربائي.
وأكد الرئيس الأوكراني “المهندسون وفرق التصليح باشروا العمل خلال الإنذار الجوي ويبذلون قصارى جهدهم لإعادة إنتاج الكهرباء وامداداتها. هذا يستغرق وقتا. لكننا سنحقق ذلك”.
في كييف، أوضح رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو أن ثلث السكان محرومون من المياه والتدفئة فيما الكهرباء مقطوعة عن 40% منهم.
وقتل ثلاثة أشخاص في ضربة روسية أصابت مبنى سكنيا في كريفيي ريغ في جنوب أوكرانيا، على ما قال حاكم المنطقة.
اتهمت السلطات الموالية لروسيا في منطقة لوغانسك في شرق البلاد القوات الأوكرانية باستهداف بلدتين بقصف مدفعي أسفر عن 11 قتيلا و17 جريحا الجمعة.
بعد سلسلة انتكاسات عسكرية خلال الخريف، اختارت روسيا منذ تشرين الأول/ أكتوبر تكتيك الضربات الكثيفة بهدف تدمير الشبكات والمحولات الكهربائية في أوكرانيا ما يغرق ملايين المدنيين في البرد والظلمة مع حلول الشتاء.
وأشارت شركة “اوكرينرغو” الوطنية المشغلة للكهرباء عبر فيسبوك إلى “الحاجة إلى مزيد من الوقت لإعادة التيار” مع هذه الموجة الجديدة من القصف الروسي موضحة أن “الأولوية ستعطى للمنشآت الأساسية من مستشفيات وخدمات المياه ومنشآت التدفئة ومحطات تكرير المياه المبتذلة”.
في العاصمة، أمضى بعض السكان ساعات عدة في محطات قطارات الأنفاق للاتقاء من الضربات وقد تلحفوا بمعاطف وافترشوا الأرض أو جلسوا على السلالم الكهربائية.
وفي خاركيف ثاني مدن البلاد في شمالها الشرقي أعلنت السلطات مساء الجمعة أنها أعادت التيار الكهربائي بنسبة 55%. وقال حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف إن الكهرباء متوافرة مساء الجمعة لنحو 85% من سكان المنطقة.
في مدينة باخموت التي تحاول موسكو السيطرة عليها منذ فترة، نقلت شاحنة حوالي 200 موقدة تعمل على الحطب وزعها متطوعون على السكان على ما شاهد مراسلو وكالة فرانس برس.
وأتت الوكسندرا البالغة 85 عاما للحصول على أدوية. وقالت “سأصمد خلال الشتاء سأمشي أكثر لكي أشعر بالدفء”.
أما في كراماتورسك القريبة، فكان التيار مقطوعا عصر الجمعة وكذلك خدمة الهواتف بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
يلتقي الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والبيلاروسي الكسندر لوكاشينكو الاثنين في مينسك في إطار قمة تهدف إلى تشديد اواصر التحالف بينهما.
وشكلت بيلاروس حليف موسكو الوحيد في هذه الحرب، قاعدة خلفية للهجوم الروسي على أوكرانيا في بداياته في 24 شباط/ فبراير الماضي.
وأكد لوكاشينكو أن القمة “ستكون مكرسة قبل كل شيء للميدان الاقتصادي” لكن الرئيسيين سيتطرقان إلى “الوضع السياسي العسكري في محيط البلدين”.
وفي مقابلة نشرت الخميس، أعرب قائد أركان الجيوش الأوكرانية فاليري زالوجني عن قناعته بأن روسيا ستحاول شن هجوم جديد على كييف في الأشهر الأولى من 2023.
وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أن موسكو تستعد لحرب طويلة في أوكرانيا التي ينبغي على أعضاء الحلف أن يستمروا بتزويدها أسلحة إلى أن يدرك بوتين أنه “عاجز عن الفوز على أرض المعركة”.
وقال ستولتنبرغ في مقابلة مع وكالة فرانس برس “يجب ألا نستخف بروسيا. هي تستعد لحرب طويلة”.
(أ ف ب)