أوكرانيا: من نووي روسيا إلى مسيّرات إيران!

حجم الخط
10

تداخلت في الحرب المشتعلة على الجبهات الأوكرانية عناصر جديدة مفاجئة، كان أبرزها الأنباء التي تحدّثت عن خسائر في الجانب الأوكراني ناتجة عن استخدام طائرات مسيّرة إيرانية، وما نتج عن ذلك من بدء الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين إجراءات لتطبيق عقوبات جديدة على طهران.
سبب الخسائر هو أن تلك الطائرات بدون طيار، من طرازات «شاهد 136» هي مسيّرات «انتحارية»، أي تقوم بالانفجار في المواقع الموجّهة نحوها، وكذلك مسيّرات من طراز «مهاجر 6»، وقد تمكنت تلك الطائرات في الوصول لأهداف في العاصمة كييف ومناطق في عمق البلاد للمرة الأولى منذ الهجوم الروسي، بسبب صغرها النسبي وطيرانها على ارتفاعات منخفضة جدا، كما حصل في استهداف اللواء 72 الأوكراني جنوب العاصمة كييف، وهو ما دفع الرئيس الأوكراني للاجتماع بممثلي أجهزة الأمن لمناقشة كيفية مواجهة «أنواع جديدة من الأسلحة»، كما تحدث الناطق باسم القوات الجوية الأوكرانية عن «تهديدات خطيرة».
بعد تصريحات إيرانية محدودة عن هذا التعاون العسكري مع روسيا، ونتيجة ردود الفعل الغربية الكبيرة ضد استخدام المسيّرات، ظهرت تصريحات لمسؤولين إيرانيين تنفي توريد مسيّرات لروسيا، أو مشاركة طهران في الحرب الأوكرانية، لكن اللافت، في هذا السياق، كان تصريح للمرشد الأعلى للجمهورية، آية الله علي خامنئي، يقول فيه إن من كانوا يسخرون من وجود مسيّرات إيرانية ويعتبرونها صورا «مفبركة ومعدلة بالفوتوشوب يحذرون الآن من خطورتها»، و«يريدون محاسبة إيران على بيع أسلحتها لهذا الطرف أو ذاك».
أكد الأوكرانيون والأمريكيون وحلفاؤهم الغربيون على وجود أدلة على استخدام المسيّرات الإيرانية، وكذلك على وجود مدربين عسكريين إيرانيين في شبه جزيرة القرم يقومون بتدريب نظرائهم الروس على توجيه المسيّرات، وتحدّث تقرير لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عن مقتل 10 من الإيرانيين، وبدأ، منذ يوم الخميس الماضي، فرض عقوبات غربية على جنرالات إيرانيين وشركة «شاهد لصناعات الطيران» المرتبطة بالحرس الثوري.
يشير موضوع المسيّرات الإيرانية إلى طور جديد من التعاون الروسي ـ الإيراني، ويبدو أن هذا التعاون قد انعكس أيضا على الجغرافيا السورية، فرغم سحب روسيا لمنظومة الدفاع الجوي «إس 300» من سوريا، وأجزاء من قواتها المقاتلة، ونقلها قيادات عليا، على رأسهم الجنرال سيرغي سوروفيكين، الذي طبّق سياسة «الأرض المحروقة» في سوريا والشيشان، فقد ربط مراقبون بين توقّف الضربات الإسرائيلية للميليشيات المحسوبة على إيران هناك، منذ قرابة شهر، بتصلّب العلاقات الروسية ـ الإيرانية، وهو ما يمكن أن يُربط أيضا بامتناع تل أبيب عن تنفيذ طلبات كييف بتزويدها بأسلحة هجومية، لكن هناك قراءة إسرائيلية أخرى لهذه المعادلة الجديدة، ترى أن نقل بطاريات الدفاع الجوي الروسية تمهّد الطريق لمواصلة الهجمات في سوريا.
تتكشّف على ضوء الوقائع الأخيرة وقائع وديناميّات جديدة في الساحات الأوكرانية، والإقليمية، والعالمية، منها تأكيد تراجع مخزونات السلاح الروسي من المسيرات والصواريخ فائقة الدقة، وإعلان التفوق العسكري الإيراني، وإظهار السياسة الإيرانية المستمرة في تفضيل إظهار القوة على الحياد خلال المفاوضات على الاتفاق النووي، ورغبة موسكو وطهران في تعديل موازين القوى التي رجحت مؤخرا لصالح كييف، وتراجع تهديدات الكرملين باستخدام السلاح النووي، مع ميل متزايد لدى القيادة الروسية للوصول إلى تسوية تحفظ ماء الوجه في أوكرانيا بدل احتمالات الوصول إلى خيارات كارثية للعالم، ولروسيا نفسها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    هههههههه والقادم مفاجآت تتلوها مفاجآت فلا تستعجلوا على ماهو آت ??

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    ” وهو ما يمكن أن يُربط أيضا بامتناع تل أبيب عن تنفيذ طلبات كييف بتزويدها بأسلحة هجومية، ” إهـ
    زيلينسكي الصهيوني طلب أسلحة دفاعية كالقبة الحديدية من الكيان الصهيوني لحماية كييف ,
    لكن الصهاينة رفضوا لأسباب عديدة منها مصالحهم مع بوتين !! ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول إبسا الشيخ:

    تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
    بغض النظر عما تحققه تلك المسيّرات الانتحارية إيرانية الصنع ،إستيراد القيصر الواهم بوتين المسيّرات من إيران هي إهانة للقيصر الواهم، بل هي فضيحة القرن ،لإن إيران البروباغندا قوة إقليمية، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف لا تملك
    روسيا قوة دولية طائرات من هذا النوع خيبات بوتين تزداد يوما بعد يوم،القيصر ومشروعه الوهمي وهم على وهم

  4. يقول سامح //الأردن:

    *حرب (روسيا وأوكرانيا) عبثية والعاقل من
    وقف ع الحياد.
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد وظالم وقاتل.

  5. يقول تيسير خرما:

    أنتجت حرب عالمية بحكم الأمر الواقع نظام متعدد أقطاب وتوازن نووي بين عالم إشتراكي بقيادة روسيا وعالم حر بقيادة أمريكا لكن روسيا توهمت ضعف العالم الحر فأطلقت حرب توسع لاحتلال شرق أوروبا ابتداء من أوكرانيا ثم التحكم بباقي الكوكب لكن فوجئت بصد أوكراني وأوروبي وبالتالي أمريكي وبريطاني سياسي عسكري مالي إنساني ومنعت الإستثمار بها واستغنت عن نفطها وغازها وحجبت عنها التكنولوجيا ثم انكشف تخلف روسيا عسكري ولوجستي بالتوازي مع فشل أممي 75% ضدها علناً و 25% ضدها سراً عدا محور الشر إيران فنزويلا كوريا الشمالية

    1. يقول عيسى التلحمي:

      “العالم الحر”؟ تقصد العالم المجرم الذي يقتل الملايين من العرب والمسلمين شرقا وغربا

    2. يقول العود محمد:

      عن اي عالم حر تتحدت عن الدين يقتلون الشعب الفلسطيني بدم بارد ام عن الدين دمروا العراق وليبيا وسوريا وووووووووووو ويمنعون الدول من الوصول الى التكنولوجيا ويبتزون الدول

  6. يقول تيسير خرما:

    حل مشاكل روسيا أن يعزل رئيسها وزراءه ومستشاريه وحاشيته وينشيء حكم انتقالي يلغي عقيدة عدوان توسعية ويفكك أجهزة أمن تعادي شعوب روسيا ويحرر معارضين ويتيح حرية تعبير ويوقف دعم دول وميليشيات إرهاب وحركات انفصال وينسحب من أوكرانيا وسوريا وجورجيا ويعوضها ويسلم مجرمي حرب ويمنح استقلال كامل للقوقاز ويعتمد دستور حديث وقوانين تناسب القرن 21 ويجري انتخابات حرة نزيهة برقابة دولية ويعيد روسيا لعضوية مجموعة السبع ولتعاون كامل مع العالم الحر ويخفض حجم وتسليح جيشها للربع ويقصر إنفاق ثرواتها لتحسين معيشة مواطنيها

  7. يقول مواطنة:

    لماذا كل هذا التطاحن والحقد والحرب؟
    بل لماذا يلجأ البشر لصنع السلاح اصلا مادامت الحياة قصيرة والأرض لله

  8. يقول الغريب:

    ولا يستبعد ان يشحن بوتين مسيرات ايران بالسلاح النووي التكتيكي ويضرب به اوكرانيا ثم يقول انه بريء

إشترك في قائمتنا البريدية