القاهرة ـ «القدس العربي» : يواصل رجال المال والأعمال والمحللين الاقتصاديين الملتفين حول السلطة أحلامهم، ولا يتركون مناسبة إلا ويؤكدون أن صفقة “رأس الحكمة” وشقيقاتها ستنقل مصر إلى عالم الرفاه، ولكن تبقى الحقائق على الأرض غير مبشرة على الإطلاق، فما زالت شكاوى المواطنين بسبب الغلاء الفاحش تتصاعد، ولا يخفي فريق من خصوم السلطة اعتراضهم على التوسع في المشروعات والصفقات، التي تبيح بيع الأصول التي تمثل ثروة للأجيال المقبلة. وقد تواصلت المطالب بضرورة الكشف عن بنود صفقة رأس الحكمة مع حكومة دولة الإمارات، واستمر وزراء المجموعة الاقتصادية، فضلا عن رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي في إطلاق المزيد من البشارات حول قرب تجاوز الأزمة الاقتصادية، التي باتت تهدد ملايين المواطنين بعواقب وخيمة.
ووجه الرئيس السيسي بمواصلة العمل المكثف في جهود التطوير والتحسين لمنظومة التقاضي، بما يضمن تحقيق العدالة الناجزة، مشددا على تطبيق القانون بكل أمانة ونزاهة ومساواة، تأكيدا لسيادة القانون على الجميع بلا تمييز، وحماية لحقوق المواطنين والمجتمع. كما أكد الرئيس السيسي، دعم مصر للمبادرات الأرمينية كافة لتحقيق السلام والاستقرار في القوقاز، جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقد بين الرئيس السيسي، ورئيس وزراء جمهورية أرمينيا نيكول باشينيان، الذي يقوم بزيارة لمصر لمدة يومين. ومن التقارير المعنية بمكافحة التهرب الضريبي: تمكنت الإدارة العامة لمباحث الضرائب والرسوم خلال 24 ساعة، من ضبط 131 قضية في عدة مجالات أبرزها “الضرائب العامة، مخالفات الجمارك…”. جاء ذلك في إطار استراتيجية وزارة الداخلية بمواصلة الحملات الأمنية المُكبرة على مستوى الجمهورية لإحكام السيطرة الأمنية، ومواجهة أشكال الجريمة بشتى صورها، ومكافحة الأنشطة الإجرامية. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه كل واقعة على حدة، وأُخطرت النيابات المختصة التي تولت التحقيقات.
ومن أخبار الحوادث التي تحظى بالاهتمام: جدد قاضي المعارضات، حبس متهمين اثنين في واقعة وفاة نيرة صلاح، الطالبة في كلية الطب البيطري في جامعة العريش، 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجريها النيابة العامة معهما، لارتكابهما جريمتي التهديد كتابة، بإفشاء أمور تتعلق بالحياة الخاصة المصحوب بطلب «جناية» والاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للمجني عليها «جنحة»، التي قررت أيضا التحفظ على الهواتف الخلوية الخاصة بالمتهمين وبالمجني عليها لاستيفاء الإجراءات نحوه. ومن أخبار الجامعات: كشف الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عن افتتاح العديد من فروع الجامعات الأجنبية الجديدة خلال الفترة المقبلة. وأكد عاشور خلال لقاء وفد من جامعة أسكس البريطانية اهتمام الدولة المصرية بالتوسع في إنشاء فروع للجامعات الأجنبية التي تحظى بالسمعة الأكاديمية المميزة. وشدد على أهمية تبادل الخبرات بين الجامعات المصرية والدولية من أجل تحقيق التطور المنشود.
مآسيهم لا تنتهي
أهكذا تمر بنا المآسي، وتُباد أمام أعيننا الأجساد والأرواح، ويكون مصير الإنسان مرهونا بالمراوغين والمتوحشين؟ تواصل عزة كامل أسئلتها الحزينة في “المصري اليوم”: أين يأخذنا ذلك العالم الأصَمّ، أين هو من المجزرة التي استيقظ عليها صبيحة يوم الخميس الماضي، المجزرة الإسرائيلية البشعة، التي راح ضحيتها 150 شهيدا ونحو ألف جريح من أهالي غزة، وهم في انتظار الوجبات لإطعام وسد جوع أطفالهم، حيث هاجمتهم دبابات الاحتلال بقذائف المدفعية والرصاص الحي، حصدتهم بوحشية لتضيف مزيدا من الإهانة والإذلال لهم، بعد أعمال التدمير والخراب والتهجير والتعذيب والتمثيل بالجثث، مع إصرار الاحتلال على مواصلة التجويع والإبادة عيانا جهارا أمام أنظار العالم، وإزاء الصمت العربي؟ هل نسلم بانتصار الوحش، وأن العدالة لن تحل على غزة أبدا؟ لقد ضرب الاحتلال عرض الحائط بمحكمة العدل الدولية، بعد مرور شهر على قراراتها، ومطالبتها بتقديم تقرير مكتوب عن التدابير اللازمة لمنع عمليات التطهير العرقي في غزة، فجاء الرد بمزيد من المجازر والإبادة، ولم يفعل أحد شيئا أمام ذلك الإجرام. أما نحن فلا نملك إلا دموعا تجف بسرعة، وأحزانا مرسومة على الجبين، ومشاعر تشِفّ عن خفايا قلب مكلوم، ونسبح كطيور مذبوحة في فضاء الغل الطافح، نُفرفر، ونحن ننظر إلى أرض تبتلع بقسوة، وتعلن الموت الغادر، الموت الذي يقبض على الأعناق، يسحقها بقوة، ويرقص فرحا بإبادة مخيفة زلزلت الأرض والتهمت الأجساد، وحل على الأبدية ليل مخيف ظالم، بينما الكذب يسيل من أفواه السفاحين، الذين سلكوا سبل الجحود بنفوس سائرة نحو الظلمة، ينظمون عقودها ويُحكمون أوصالها للقضاء على أرواح تتصدى لمطامع غبية. لكن ما زالت قلوب تنبض في تلك العتمة، ذلك الطيار الأمريكي آرون بوشنيل، الذي أقدم على حرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في بلاده للهروب من تنفيذ أمر واجب النفاذ مع عدد من زملائه في سلاح الطيران الأمريكي بأن يكونوا على أهبة الاستعداد للسفر إلى غزة، لم يملك إلا جسده المحترق ليقدمه احتجاجا على المجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال في قطاع غزة، ويبلّغ العالم رسالة مغزاها أن هذا الكون غادر ويمزق ستار العادي والمألوف، فمشاهد الإبادة والتعذيب والقتل، يجب ألا تكون عادية ومألوفة ومعتادة. لا أملك إلا غمغمة متعبة، مثل الغيمة الشاحبة والمساء المتعب، وومضة خاطفة في نهاية الغروب، وظلمة خالية من الدروب، وقلبا لا يمكنه أن ينشد التراتيل، وصرخة يائسة وسط التوحش السادي، الذي يجري بعنف وقسوة ليجرف كل شيء في طريقه، وهزيم الرعد الذي يبدد سكون النفس، وحلما شريرا يخنق صوت العدل.
يمثلهم الغرباء
لم يتحملوا حرب الإبادة والتجويع.. أشفقوا على الوجوه المرهقة والأجساد الواهنة.. تعاطفوا مع دموع لا تتوقف على أحباء يوارونهم كل يوم التراب.. تابعت هالة فؤاد موجزة تفاصيل ما يجري في “المشهد”: اهتزت قلوبهم هلعا على أياد أرهقتها المحنة، فلا تحمل سوى رفات الأهل وأوانٍ فارغة بلا طعام.. يقتاتون الحزن كل لحظة، فالموت يحاصرهم أينما ذهبوا.. والجوع ينتظرهم أينما حلوا. وحدهم يواجهون خطر الموت وألم البطون الخاوية.. أيادي الاشقاء قصيرة وعزيمتهم ضعيفة ومساعداتهم هزيلة لا تكفي لسد رمق من يتناولها ولا تشفع لحفظ ماء وجه من يهبها. المشهد الدامي الحزين انخلعت له قلوب ما زالت تحمل قدرا من إنسانية.. تعاطفت مع أصحاب القضية.. لم يشغلها دين أو وطن أو لون أو لغة، كان همها فقط حفظ كرامة وحياة إنسان. لم تكتف بالاحتجاج صمتا أو اعتراضا على استحياء، لكنها جهرت بصرخة أطلقتها مدوية في وجه عالم قبيح.. ترتكب أمام أعينه أبشع الجرائم، بينما يقف شاهدا عليها مثل شيطان أخرس لا يعرف الحق ولا يغوي سوى فاقدي الرحمة والإنسانية والضمير. بقدر ما تزداد الجرائم بحدتها بشاعة يوما بعد يوم بقدر ما تعلو الأصوات المنددة بها بين الحين والآخر، ضاربة عرض الحائط بصمت الخزي والضعف والخذلان وقلة الحيلة. من الغرب جاءت الأصوات الصارخة المحتجة بقوة.. ليس فقط من خلال المظاهرات الضخمة المنددة بحرب الإبادة والمطالبة بوقف الحرب، ولكن أيضا عن طريق محاولات فردية لم يقل تأثيرها عن صخب الحشود الضخمة، بل على العكس ربما فاقها كثيرا بسبب تفردها وحجم الغضب الذي عكسته طريقتها في الاحتجاج والشجب والإدانة.
بالنيابة عنا
آرون بوشنل أحد هؤلاء الذي هبوا لإنقاذ إخواننا حسب هالة فؤاد: أشعل في نفسه النار احتجاجا على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة.. هو شاب في مقتبل عمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين. لم يحلم مثل من هم في مثل عمره بمستقبل وردي أو فتاة أحلام، أو ربما شغلته هذه الأحلام لكنها لم تشغله عن هم أكبر سيطر على عقله وقلبه وكل وجدانه.. لم يتحمل تلك المشاهد المروعة التي تتوالى وتحكي مأساة أهل غزة المحاصرين بين حرب الإبادة والتجويع.. أراد وفق قناعته وثقافته أن يطلق صرخة مدوية تدين تلك الحرب وتطالب بوقفها.. أزهق روحه تطهرا وتبرئة من المشاركة في الجريمة، ومن أمريكا لألمانيا تعددت الأصوات المحتجة.. شاب ألماني أكبر عمرا وإن لم يكن أقل غضبا.. وشت به كل ملامحه، بينما كان يشارك في إحدى المظاهرات المنددة بحرب الإبادة على غزة، حاول أن يترجم غضبه ورفضه لتواطؤ حكومته مع جرائم الاحتلال البشعة، فقام بتمزيق جواز سفره بينما يعلو صوته بقوة “هذا جواز سفري. اليوم أشعر بالخجل كوني ألمانياً علا صوته بالهتاف “الحرية لفلسطين”، “أوقفوا الإبادة الجماعية”. الأغرب أن تلك الأصوات اللاعربية المنددة بالحرب لم تتوقف عند الغرب، بل امتدت لتصل لقلب إسرائيل. عدد من الشباب الإسرائيلي رفضوا الخدمة العسكرية احتجاجا على الحرب في غزة. هل هو الخوف من الموت أم الاحتجاج وراء ما فعلوه؟ ربما تختلف الأسباب، وإن كان موقف الفتاة الإسرائيلية صوفيا أور، يبدو صريحا في قناعته وتنديده بالحرب بعدما رفضت الخدمة العسكرية وتعرضت لعقوبة السجن، لكن يبدو أنها مستعدة أن تدفع ثمن قناعتها عن طيب خاطر، وهو ما عكسته كلماتها: “أرفض التجنيد والمشاركة في سياسات الفصل العنصري والقمعي التي تفرضها إسرائيل على شعب فلسطين”. تتوالى الاحتجاجات اللاعربية بينما تظل الأيادي العربية يقتلها الحزن في صمت، عجزا وضعفا وقلة حيلة لا تقوى على رفع صوتها المحبوس بفعل ديكتاتورية ارتضت الخزي وفرضت على شعوبها الخذلان.
صمود أسطوري
لا يمل، نتنياهو، من التأكيد على تمسكه بتحقيق «النصر المطلق» على حماس، ظانا إياه السبيل الأمثل لبلوغ مآربه من عدوانه الحالي، والمتمثلة في: استعادة الأسرى الإسرائيليين، الإجهاز على المقاومة الفلسطينية، تقويض تطلعات «محور المقاومة»، الحيلولة دون تكرار الهجمات على إسرائيل من غزة، الاحتفاظ بفرص التطبيع مع المزيد من الدول العربية والإسلامية. وبينما يرى هزيمة حماس انتصارا للعالم الحر برمته، وليس لإسرائيل فحسب؛ يعتبر، نتنياهو، وفق ما أخبرنا بشير عبد الفتاح في “الشروق”، اجتياح رفح بريا، لاستئصال شأفة الحركة، شرطا أساسيا لإدراك نصره المزعوم.. رغم الخسائر البشرية والمادية الهائلة، تسنى للمقاومة الفلسطينية انتزاع إنجازات مدوية. فعسكريا، بددت عملية «طوفان الأقصى» سردية الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر. كما أجهضت حلم إسرائيل في التوسع الجغرافي على حساب الشعب الفلسطيني وأراضيه، ونالت من صدقية نظرية الأمن، التي تأسست على إثرها دولة الاحتلال عام 1948. عبر ترسيخ استراتيجيتي الردع للجيوش النظامية المحيطة، والتكتيكي لحركات المقاومة. اعتمادا على منظومة أمنية متطورة، تتكون من جيش مدجج بأحدث المنظومات التسليحية، وأجهزة أمنية واستخباراتية عتيدة، ومن ثم أخفقت إسرائيل في أن تصبح دولة آمنة لجميع اليهود من كل أنحاء العالم كما أراد لها المشروع الصهيوني منذ أصّل له ثيودور هرتزل، في كتابه «دولة اليهود» الصادر عام 1896. فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تضاعفت أعداد الهجرة المعاكسة من الأراضي المحتلة إلى الولايات المتحدة وأوروبا. كرس الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية استراتيجية استحالة تحرير الأسرى الإسرائيليين لديها بالقوة، فقد توصلت دراسة علمية لجامعة هارفارد عام 2015، إلى أن نسبة نجاح عمليات تحرير الأسرى بالقوة لا تتجاوز 20% فقط. فيما أثبتت دراسة لجامعة كامبريدج عام 2017، اعتمدت على دراسة حالات متنوعة، انحسار تلك النسبة إلى 15% فقط، فيما انتهت دراسة في جامعة أكسفورد عام 2019 إلى أن الإصرار على تحرير الأسرى بالقوة، غالبا ما يؤدي إلى تصعيد النزاعات وتعاظم الخسائر البشرية. منذ عام 1948 لم تفلح دولة الاحتلال في تحرير أسراها لدى المقاومة الفلسطينية، أو أي دولة عربية، إلا من خلال المفاوضات.
سقوط الوهم
تختلف مقاييس الربح والخسارة في الحرب غير المتماثلة، التي تخوضها المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن مثيلاتها في الحروب التقليدية بين الدول والجيوش النظامية. وفق ما يرى بشير عبد الفتاح، فبينما تشكل خسائر المقاومة أضعاف خسائر المحتل، لا يقوى الأخير على تحمل كلفة مواصلة الحرب. ولما كانت نتائج الحرب النهائية على الأرض، هي التي تحدد ملامح النصر والهزيمة، تغدو المقاومة الفلسطينية منتصرة، حينما تحتفظ بقدراتها، إرادتها القتالية، قياداتها، وهياكلها التنظيمية. فضلا عن إجبارها جيش الاحتلال على الانسحاب من المناطق التي وطأها، معلنة فشله في فرض واقع جديد على الأرض، إضافة إلى نجاحها في إجراء صفقة تبادل للأسرى، وفقا لشروطها، بما يمكنها من تحرير قياداتها الفاعلة. أما الاحتلال، فينتصر حينما ينجح في كسر إرادة المقاومة، نزع سلاحها، تفكيك منظومتها العسكرية وهياكلها التنظيمية، وتصفية قادتها أو توقيفهم، أو تهجيرهم إلى الخارج. وإذا استطاع احتلال القطاع مجددا، إعادة غزة إلى وضع ما قبل عام 2005، أو تمكن من تحرير أسراه بالقوة. في محاولة يائسة لادعاء النصر، وصف، نتنياهو، إنجازات جيش الاحتلال بغير المسبوقة، مدعيا تصفيته 20 ألفا من مقاتلي حماس، يشكلون أكثر من نصف قوتها الضاربة، وشل قدرة 18 كتيبة من أصل 24 على العمل. كما سعى، عبثا، إلى فرض شروط المنتصرين من خلال خطته لليوم التالي للعدوان. غير أن واشنطن نصحت، نتنياهو، بالاستفادة من دروسها المستخلصة من حروبها في أفغانستان والعراق، بحيث ينفذ عمليات عسكرية نوعية دقيقة، بدلا من القصف الانتقامي العشوائي واسع النطاق، الذي يستهدف الفلسطينيين الأبرياء وأعيانهم المدنية. وإلا وقع في فخ الزهو بنصر تكتيكي، مع تلقي هزيمة استراتيجية، تتأتى من فقدان إسرائيل التعاطف والدعم الدوليين. أمعن جيش الاحتلال في القتل والإبادة وارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، شهدها ووثقها العالم أجمع. لكنه لم يدرك النصر المنشود. فقد أظهر استطلاع للرأي، أجراه «معهد الديمقراطية الإسرائيلي»، تشكيك غالبية الإسرائيليين، في إمكانية تحقيق «النصر الكامل» على حماس.
أيامه الأخيرة
مؤخرا خرج علينا الرئيس الأمريكي جو بايدن وقال نصا: إذا استمرت إسرائيل في مسارها الحالي مع مثل هذه الحكومة المتطرفة، فإنها ستفقد الشرعية الدولية.. التقطت جريدة «تايمز أوف إسرائيل»، كما أطلعنا بلال الدوي في “الوطن” هذه التصريحات، وأجرت تحقيقا صحافيا أشمل وتوصلت، بعد إجرائها عددا من الحوارات الصحافية مع مسؤولين أمريكيين- إلى تأكيدات بأن عددا من مسؤولي البيت الأبيض شددوا على ضرورة قيام إسرائيل بالاستعداد والتخطيط لتشكيل حكومة جديدة لما بعد الحرب في غزة لأنهم بدأوا يفقدون صبرهم على حكومة نتنياهو. على الفور قامت جريدة «يديعوت أحرونوت» بتغطية هذه الأحداث بصورة أعم وأشمل، وأكدت في صدر صفحاتها – نقلا عن مسؤولين أمريكيين- أن مسؤولي البيت الأبيض بدأوا في تحري الموقف عما إذا كان نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، يتلكأ في قبول الهدنة لأسباب سياسية، أم لا؟ وذكر عدد من المسؤولين الأمريكيين أن ذلك سيؤدي إلى صدام مباشر بين البيت الأبيض ونتنياهو شخصيا، ويجب على نتنياهو أن يفعل كل ما يلزم للتوصل لاتفاق هُدنة نهائي. فطن بيني غانتس رئيس حزب «معسكر الدولة» الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، إلى هذه المستجدات، واستغل تراجُع شعبية نتنياهو وحالة الغضب الشعبي ضد نتنياهو، وقام بالمشاركة في تظاهرات عارمة – وصل العدد فيها 30 ألف متظاهر- تضامنا مع أهالي وعائلات الأسرى، التي امتدت لمدة (5) أيام متواصلة. وقام برفع حاملة الإسعاف في التظاهرات المؤيدة لتبادل الأسرى، ووقف الحرب على غزة، في إشارة منه إلى أن الأسرى يأتون للحكومة محمولين على حاملة إسعاف، إما قتلى أو مُصابين.
دهاء غانتس
قرر بيني غانتس زيارة أمريكا، دون الحصول على إذن من رئيس الحكومة.. هنا وفق ما أوضح بلال الدوي ثارت ثائرة نتتياهو الذي طالب السفير الإسرائيلي في واشنطن بعدم حضور اجتماعات غانتس مع المسؤولين الأمريكيين، ليرُد غانتس، ويقول: سألتقي كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي، وجاك سوليفان مستشار الأمن الأمريكي، وعدد من أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وسأنتهي من الجولة وسأتوجه لزيارة بريطانيا. هنا أطلق نتنياهو يد الوزيرين من أنصاره في الحكومة سموتيرتش وزير المالية وبن غفير وزير الأمن للهجوم على غانتس.. سموتيرتش قال، إن تظاهرات عائلات الأسرى تُضعف موقف الحكومة في التفاوض مع حركة حماس، وبن غفير قال: استمرار الحرب أهم من عودة الرهائن، وحينما يتظاهر وزير ضد حكومته يجب ألا يبقى فيها وعليه أن يتمتع بالشجاعة ويستقيل. ليخرج غانتس ويرُد عليهما قائلا: كان معي في التظاهرات أعضاء من اليمين واليسار والوسط ورجال الدين والعلمانيين ويهود عرب، والتظاهرات ليست نشاطا سياسيا مُعارضا، فالحكومة من المفترض أنها حكومة الشعب والشعب يقول: نريد الأسرى ونطالب بإتمام صفقة تبادل الأسرى، لأن حياتهم وتحريرهم فوق كل شيء وأهم من أي شيء. فى خضمّ هذه الأحداث، انفردت صحيفة «هآرتس» بخبر أحدث صدمة لدى الرأي العام الإسرائيلي وهو: “نتنياهو يُخطط لإنهاء اتفاقه مع غانتس وسيطرده من الحكومة هو وشريكه آيزنكوت الوزير في حكومة الحرب وهو رئيس أركان سابق وموالٍ لغانتس”. وحرص أنصار غانتس على نشر استطلاعات رأي أجراها عدد من وسائل الإعلام، تقضي بأن شعبية غانتس في ازدياد وتراجُع شعبية نتنياهو، وأنه لو أُجريت انتخابات الكنيست سيكتسح غانتس الانتخابات وسيفوز بفارق (18) مقعدا في الكنيست عن نتنياهو، ما سيتيح له تشكيل الحكومة المقبلة بكل سهولة. في هذه الأثناء حاول لائيد لبيد زعيم المعارضة في الكنيست، التدخل لتهدئة الأجواء بين نتنياهو وغانتس. وطرح مبادرة تقضى بالآتي: امنحوا نتنياهو الأمان لكي يقبل صفقة الهدنة وتبادل الأسرى دون إسقاط حكومته.. هذه المبادرة رفضها أنصار نتنياهو، ورفضها أنصار غانتس، والوضع الداخلي في إسرائيل الآن مُتأزم. والموقف صعب، والمؤشرات – طبقا للمعطيات التي تم سردها- ترجح أن تُحل حكومة نتنياهو بعد تراجع شعبيته.
أحلام في الهوا
لم يختلف البعض على أهمية مشروع «رأس الحكمة» واعتباره نقطة متميزة خلال مسار السنوات العشر الماضية في التنمية والبناء. ولم يختلف أيضا أحد حسب الدكتور عبد المنعم سعيد في “المصري اليوم” على أن المشروع هو في النهاية مثال أو نموذج يمكن تطبيقه على عدد كبير من المشروعات الأخرى، التي توجد لدى الجميع أمثلة كثيرة منها. هؤلاء جميعا ممن يعتقدون أن مصر زاخرة بثروات كثيرة تنتظر مَن يتقدم لاستغلالها بالطرق التي يعرفها العالم من الاستثمار، الذي يُحول الثروات إلى عملية منتجة قادرة على الاستمرار في توليد الثروة؛ وفي الوقت نفسه إغناء خزينة الدولة بضرائب الدخل والمبيعات والعملة الصعبة مع التصدير للخارج أو استقبال السائحين من المستهلكين في الداخل. ما كان يشغل البال هو ما إذا كانت الصفقة وحيدة من نوعها، أو أن الحكومة سوف تستمر في مسار ممتلئ بالإنتاج والعائد، أو أن البيروقراطية سوف يكون لها طريقها الخاص في منع ما حدث تحت ادعاءات شتى. أدوات التواصل الاجتماعي زاخرة بما يكفي من أسباب الإعاقة، ابتداء بـ«بيع مصر» وانتهاء بأن يسري على المكان ما سرى على فلسطين من استيطان. الادعاءات كلها منظمة من جماعات لا تريد لمصر خيرا، وهي توفر ذخيرة لمَن يريد بها شرّا، وهي متاحة للجميع ممن يبقون كل الأمور عما هي عليه. بالنسبة لي فقد كان المشروع متوافقا مع ما ظللت أصر عليه طوال السنين الماضية حول المدى الذي نصل إليه في الخروج من النهر إلى البحر، سواء كان في «رأس الحكمة» أو ما ذاع عن «رأس الجميلة» على خليج العقبة.
استثمار أم مخاطرة؟
مضى الدكتور عبد المنعم سعيد في الإفصاح عن مزيد من أحلامه: لما كان لدينا ما يزيد على 3000 كم من سواحل الماء، بحارا وخلجانا وبحيرات جرى إصلاحها وتجهيزها، فإن الفرص هائلة؛ والمسار ممكن، ومع كل نجاح، فإن كل النجاحات الأخرى متاحة. مما يمكن إضافته من النوعية ذاتها، ما يخص الجزر المصرية كمشروع قومي عملاق يقوم كله على قدرات القطاع الخاص المصري والاستثمارات الأجنبية، سواء بالملكية الكاملة، أو بحق الانتفاع طويل المدى، يقوم على الاستغلال الأمثل للجزر المصرية، فتوجد في نيل القاهرة وحدها 15 جزيرة، في النيل المصري كله توجد 144 جزيرة منتشرة أمام 818 قرية ونجعا ومركزا في 16 محافظة (أسوان- قنا- سوهاج- أسيوط- المنيا- بني سويف- الجيزة- القاهرة- القليوبية- المنوفية- الغربية- كفر الشيخ- البحيرة- الدقهلية- دمياط – الأقصر). وهذه الجزر موزعة من أسوان حتى قناطر الدلتا (55 جزيرة)، وفرع رشيد (30 جزيرة)، وفرع دمياط (19 جزيرة)، وتبلغ مساحة الجزر 1550 كيلومترا مربعا، أي مثلين ونصف المثل لدولة سنغافورة، وأكثر من ثلاثة أمثال دولة البحرين، وأكثر من مثل ونصف المثل لمساحة مدينة هونغ كونغ الشهيرة، وأكثر من 25 مثلا لجزيرة مانهاتن الشهيرة أيضا في نيويورك.. ومن المؤكد أن كلّا منها يصلح لأن يكون مكانا للسكن والحضارة لا يختلف كثيرا عن حي جزيرة الزمالك، أو حي جزيرة المنيل. وكل ذلك بخلاف 81 جزيرة في البحر الأحمر، كلها لا تقل روعة عن جزر بحر الكاريبي. ولكن القضية المصرية في التنمية ليست فقط الخروج من النهر إلى البحر؛ وإنما ما لا يقل أهمية هو إدارة الثروات المصرية، ليس إدارة الفقر في مصر؛ ولعل أهم الثروات هي تلك التي جرى التغيير بشأنها بالتعمير وإقامة البنية الأساسية، خاصة ما يتعلق بالمدن الجديدة والمناطق الصناعية.
الحكمة لها صاحب
يرى عماد الدين حسين في “الشروق”، أن الرئيس والحكومة والمجموعة الاقتصادية والبنك المركزي كانوا على حق، حينما رفضوا بوضوح تعويم أو تخفيض قيمة الجنيه المصري رسميا، أو توحيد سعر الصرف ومرونته، إلا حينما يتوافر قدر معقول من النقد الأجنبي في يد الحكومة أولا، وبعدها يمكن النظر في هذه الطلبات. ربما أحد الأخطاء، الكبرى التي وقعت فيها الحكومة حينما قررت تخفيض قيمة الجنيه إلى 31 جنيها أمام الدولار، من دون أن تتسلم ما تم الاتفاق عليه مع الصندوق مرة واحدة، ومن دون أن تتمكن من حشد وجمع أكبر قدر من العملات الأجنبية من شركاء التنمية، أو مؤسسات التمويل الدولية. حينما لا تملك الحكومة عملات أجنبية في يدها، تستطيع بها ضبط السوق والسيطرة عليها، فإن المضاربين والمحتكرين والمنفلتين هم الذين كانوا سيحكمون السوق عمليا، وهو ما حدث إلى حد ما في الشهور الأخيرة. وربما يسأل البعض: «ألم يكن من الأفضل أن تقوم الحكومة بتخفيض سعر الجنيه في الفترة الأخيرة حتى تمنع اندفاع الدولار إلى أسعار قياسية لم يتخيلها أحد، حينما تجاوز حاجز السبعين جنيها؟ بالطبع هناك اجتهادات كثيرة في هذا الصدد، لكن أظن أن التعويم والتخفيض، من دون امتلاك الحكومة والبنك المركزي لسيولة معقولة من الدولارات، كان سيؤدي إلى خسائر أكبر كثيرا من المكاسب. قبل حوالي شهرين استمعت إلى مسؤول مهم يقول، إن محافظ البنك المركزي يحتاج إلى أن تكون في يده 3 مليارات دولار حرة، بعيدا عن الاحتياجات الأساسية من أدوية وأغذية وأعلاف، ومستلزمات إنتاج حتى يستطيع أن يبدأ في عملية ضبط السوق.
اللحظة مناسبة
الآن وبعد صفقة رأس الحكمة التاريخية، والكلام ما زال لعماد الدين حسين سيكون في يد محافظ البنك المركزي 35 مليار دولار مرة واحدة. هذا المبلغ الاستثنائي، يمكنه أن يفك ويحل أزمة تدبير العملة الصعبة جدا لبعض الاحتياجات الطارئة لفترة محددة وليست دائمة، وبالتالي لن يحل مجمل الأزمة. نحن نحتاج إلى دولارات كثيرة سائلة للإفراج عن السلع الأساسية الموجودة في الموانئ، ونحتاج أن نسدد بعضا عن المستحقات المتأخرة لشركات البترول والغاز، حتى تستأنف عملها على أكمل وجه. هذا عن الاحتياجات الطارئة، لكن المهم أن نبحث عن حل جذور الأزمة حتى لا تتكرر بعد ستة شهور أو عام أو عامين. من المهم أنه حينما يذهب المستوردون للسلع الأساسية إلى البنوك، فالمفترض أن يجدوا العملات الصعبة لاستيراد سلعهم، لأنه إذا لم يجدوا ذلك فسوف يعودون مرة أخرى للسوق السوداء. لكنّ هناك سؤالا استدراكيا: هل نعطي الدولار لكل من يطلبه؟ الإجابة هي نعم في الظروف العادية، وحينما يكون لدينا وفرة دولارية، لكن في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها وندرة العملات الصعبة، فالمفترض أنه لا يحصل على الدولار من البنوك إلا مستوردو السلع شديدة الأساسية مثل القمح والأدوية ومستلزمات الإنتاج الضرورية، أما مستوردو السلع غير الأساسية ومنها الشوكولاتة مثلا، فليس من المنطقي أن ندبر لهم العملة. يفترض في الأيام المقبلة أن تبدأ الأزمة في الانفراج، وحينما يذهب المستوردون إلى البنوك الرسمية وليس السوق السوداء ويجدون الدولار بالسعر المعلن، وحينما يحدث ذلك، فالطبيعي أن تبدأ أسعار السلع في الانخفاض. والنقطة شديدة الأهمية هي أن تستعيد الحكومة والبنك المركزي ثقة الجميع في البنوك الرسمية، حتى يعود المصريون في الخارج لإرسال تحويلاتهم عبر البنوك، وحتى يسحب المصريون في الداخل دولاراتهم من تحت البلاطة ويضعوها في البنوك. والسؤال المهم هو: إذا تمكنا من حل الأزمة الراهنة بـ24 مليار دولار من صفقة رأس الحكمة فمن أين سوف ندبر الدولارات حينما ينتهي مفعول هذه الأموال؟
مكافحة التدخين
كشفت منظمة الصحة العالمية في أحدث بيان لها عن انخفاض معدلات تعاطي التبغ عالميا بشكل يدعو إلى التفاؤل والأمل في مستقبل أفضل بلا تدخين. هذا البيان اعتبره هشام الهلوتي في “الوفد”، خطوة مهمة جدا على طريق مكافحة التدخين بأنواعه، التي تقودها المنظمة مدعومة بجهود حكومات ومنظمات المجتمع المدني في أغلب دول العالم، رغم محاولات مافيا صناع التبغ لعرقلة ووقف هذه الجهود، عبر تقديم كثير من الإغراءات للإيقاع بمزيد من المدخنين، خاصة فئة الشباب، سواء ما يسمى بالتبغ المسخن أو السجائر الإلكترونية بنكهات مختلفة وأشكال مبتكرة وعروض خاصة مغرية. تقرير منظمة الصحة العالمية احتوى نتائج مبشرة عالميا وأظهر تقدما كبيرا في الإقلاع عن التدخين بعد أن أصبحت النسبة واحدا من بين كل خمسة أشخاص بالغين في جميع أنحاء العالم يتعاطى التبغ -عام 2022 مقارنة بواحد من كل ثلاثة عام 2000، إلا أن التقرير نفسه حمل إلينا كمصريين نتائج صادمة، فقد تم تصنيف مصر ضمن أكثر 6 دول استهلاكا للتبغ مع الأردن، وعمان، والكونغو، وإندونيسيا ومولدوفا. ويأتي هذا الارتفاع في استهلاك التبغ رغم الغلاء الفاحش الذي تشهده الأسواق المصرية مؤخرا في جميع أنواع السلع، والتضخم الذي ابتلع كل شيء، ورغم اختفاء السجائر من الأسواق فترات طويلة وقلة المعروض منها، وزيادة أسعارها إلى أكثر من 100%. أحد أسباب ارتفاع استهلاك التبغ هو تراجع دور منظمات المجتمع المدني المهتمة بمكافحة التدخين في التوعية بأضرار التدخين خلال العامين الماضيين، عقب وفاة الدكتور عصام المغازى رئيس جمعية مكافحة التدخين.
فخ النكهة واللون
يواصل هشام الهلوتي قائلا، عقدت مؤسسة مصر برئاسة الدكتور وائل صفوت رئيس الاتحاد العربي لمكافحة التبغ، بالتعاون مع برنامج صحة الشباب ومؤسسة بلان الدولية، والجمعية المصرية لمكافحة الأمراض غير المعدية، منذ أيام مؤتمرا تحت عنوان «معا لتهيئة بيئة صحية صديقة للصحة للشباب والفتيات» بحضور عدد من خبراء الصحة من الأطباء والصيادلة والباحثين وممثلي المعامل المركزية والناشطين في مجال مكافحة التبغ، «لعرض نتائج فحص عينات من سوائل السجائر الإلكترونية» لمعرفة المحتويات والنكهات التي تحتويها هذه المنتجات لتوضيح مدى خطورتها على صحة شبابنا وصحة المجتمع. وجاءت النتائج التي عرضت في المؤتمر لتدحض أكاذيب شركات التبغ التي كانت تروج للسجائر الإلكترونية باعتبارها «أقل ضررا»، ولتؤكد أن كل سوائل السجائر الإلكترونية، سامة وأنها تحوي النيكوتين بأضراره الخطيرة على الجهاز العصبي والدورة الدموية والقلب، وإنها تحتوي أيضا على الغلسرين والجليكول، وهما مادتان سامتان عند تسخينهما أو احتراقهما من خلال أجهزة التسخين في السجائر الإلكترونية، بالإضافة إلى وجود زيوت ومنكهات تسبب دخول عديد من المواد السامة والمميتة في جسم الإنسان حسب نوعها ودرجة نقاوتها. واختتم المؤتمر بعدد من التوصيات من أهمها ضرورة توعية المجتمع، خاصة الشباب بمخاطر التدخين بصفة عامة والسجائر الإلكترونية، بصفة خاصة ومطالبة الدولة بتطبيق كل القوانين الخاصة بمكافحة التدخين ومنع الإعلانات والترويج للتبغ، وحظر نشر المعلومات المضللة التي تشجع على استخدام هذه المنتجات، وإلغاء التغليفات الجاذبة للعبوات والأسماء المضللة، والحد من إضافة المنكهات التي تسبب إدمانا على النكهات، بالإضافة لإدمان النيكوتين.