أين السينما العربية من ذلك كله؟

حجم الخط
43

أشعر أحيانا بالندم لأن أطروحتي الجامعية كانت عن «مسرح اللامعقول» لأمثال بيكيت ويونيسكو وجان جينيه وسواهم بدلا من أن تدور حول التي ترسم أحيانا صورة قبيحة للمسلم يمكن إدخالها ببساطة تحت عنوان «سينما اللامعقول»؛ فيما كل مسلم إرهابي أو خاطف نساء للبيع، ففي العديد من الأفلام الأمريكية الناجحة فنيا صورة (مروعة) للمسلم وبالذات في نظرته إلى المرأة كسلعة وكجارية.
في أحد أفلام (جيمس بوند) الشهيرة مثلا نرى (شرير الفيلم) ينتقم من حبيبته الخائنة فيسلمها إلى «تاجر الجواري» في بلد عربي مسلم ليبيعها كجارية ـ ومشهد البيع نفسه مُذِلٌ لكل أنثى. جيمس بوند (البطل) الغربي ينقذها من (الهمجية) الإسلامية والمزاد العلني لبيعها عارية! وأفلام كهذه ترسم صورة مزورة للمسلم، لكنها تسهل رغبة إسرائيل في اقتحام المسجد الأقصى وتحويله إلى هيكل يهودي كما يزعمون اليوم أنه كان من قبل!

مُخَتَطفات غربيات للبيع للمسلم في باريس!

ها هو مثلا فيلم هوليوودي من بطولة ليام نيسون تذهب ابنته (17 سنة) في رحلة سياحية مع رفيقتها إلى باريس. وتختطفهما عصابة من مسلمي أوروبا الشرقية، ولكن الأب الذي كان يعمل في المخابرات الأمريكية يطير إلى باريس وينقذ ابنته من براثن شيخ ثري عربي مسلم في مركبه الفاخر الذي يمخر بغرفة نومه على نهر السين إلى حيث اقتادوها بعد حقنها بالمخدرات وباعوها له!
الأفلام لا تحصى حول الحكاية ذاتها بأحداث مختلفة، كحكاية بطل غربي في الملاكمة يذهب إلى بلد أوروبي مسلم برفقة أسرته ليحظى بالبطولة في الملاكمة ويتم اختطاف ابنته المراهقة الجميلة لبيعها إلى الأثرياء المسلمين الذين يحبونهن شقراوات وصغيرات، ولكن البطل الغربي مثل دوره النجم «جان كلود فان دام» ينقذها بمعونة والدها بطل الملاكمة.

إسرائيل تصفق وتحصد!

هذه الأفلام المغامراتية الجذابة جدا للمتفرج تصب في مصلحة إسرائيل في بحر من (الجهل!) الإسلامي (الافتراضي) المحتقر للقيم الإنسانية كما تزعم هذه الأفلام وصورة المسلم المتعامل مع النساء كسبايا وبضاعة صالحة للبيع تبدو لي وللكثيرين ظالمة وغير مقبولة. ولذا يسرني دائما أن أشاهد أحد الأفلام النادرة التي ترسم المسلم بعدالة، بل وأعيد مشاهدتها كما حدث ليلة البارحة حيت أعدت مشاهدة فيلم «روبن هود» بطولة النجم الهوليوودي كيفن كوستنر. في الفيلم تدور الأحداث في زمن الحروب الصليبية، والمشهد الأول في الفيلم لا يبشر بفيلم ينصف المسلم، حيث يتم قطع يد مسلم جائع سارق يتعالى صراخه ثم يأتي دور مسلم آخر اسمه آزيم، ولكن السجين الآخر ابن النبلاء (الصليبي) المسيحي روبن هود يقاتل الحارس وينقذ المسلم آزيم (عظيم؟) ويهربان من السجن.

العودة إلى إنكلترا مع (الهمجي)!

آزيم ببشرته السوداء يلازم روبن هود قائلا إنه كمسلم مدين بحياته له ولن يحرره من هذا الدين إلا إنقاذه لحياة روبن.
وفي الفيلم نجد طاغية يريد الحكم بدل الملك ريتشارد قلب الأسد، ويريد الدخول إلى حلقة النبلاء بزواجه الإرغامي من ابنة عم الملك.. يقاتله حبيبها روبن هود بمعونة آزيم.
والحكاية ليست موضوع اهتمامي، بل شخصية المسلم آزيم. وأتجاوز الأحداث الجذابة في الفيلم للتركيز عن شخصية المسلم التي اتضحت بعدما صار روبن هود زعيما للسارقين فقراء الوطن. نصح المسلم روبن بتعليم الفقراء فن القتال قبل أن يزج بهم في حرب. وحسنا فعل، أي (لدى المسلم الحكمة).

«المسلم» ينقذ حياة امرأة وطفلها

حين تحتفل عصابة الأرستقراطي روبن هود، تشرب الخمرة، لكن المسلم آزيم يرفض شربها ويسمونه «السوفاج» أي «المتوحش». روبن هود يقول لهم: إنه ليس أكثر توحشا منا!..
المسلم آزيم يظل معزولا إنسانيا حتى تتعسر ولادة زوجة أحد زعماء المتمردين ويرشحه روبن هود لمساعدتها بعدما اكتشف رقيه الحضاري حتى في حقول العلم، وهو ما يفعله «آزيم» وينجح في توليدها وحمل الطفل الصغير معافى، وهنا يعرف الجميع قيمة «المسلم» ومعارفه العلمية، كما أذهلهم قبلها باختراع العدسة المكبرة (المنظار). الفيلم يسجل مدى التطور الحضاري الإسلامي في ميدان العلم يومئذ، أما اليوم فنحن نستورد للأسف الاختراعات العلمية من الغرب.

صورة المسلم العربي الجميل

في نهاية الفيلم، ينقذ «آزيم» صديقه الأرستقراطي روبن هود من الموت المحتوم ويقـــــول له: الآن وفيت بديني لك وسأعود إلى وطني. ويتصادف يومها عودة الملك ريتشارد قلب الأسد (يمثل دوره «شون كونري») وحين يدخل لحظة عودته إلى حفل زواج روبن هود مع ابنة عمه، يركع الجميع احتراما للملك باستثناء «آزيم» الذي ظل واقفا وسط حشد من الراكعين، فالمسلم لا يركع لغير الله.
أتساءل: أين السينما العربية من هذه الأفلام الجذابة العاطفية (المغامراتية) التي تجتذب الجماهير، ومن قال إن السينما العربية لا تستطيع تمثيل الإسلام إلا باللحى الاصطناعية والمشاهد المملة والحكايات الثرثارة التي تساعد على النوم؟! وذلك بدلا عن لغة الأحداث المشوقة؟

المسلم حليف العدالة لا المال

لندرة الأفلام الهوليوودية التي ترسم صورة جميلة عادلة للمسلم، أظل أتذكرها حتى بعد مشاهدتي لها بأعوام! منها مثلا فيلم جذاب يريد فيه الزوج «مايكل دوغلاس» قتل زوجته غوينث بالترو الخائنة له، فيعطي المال لعشيقها الرسام الخائن لها ليقوم بقتلها. تدافع عن نفسها وتنجو. وكل ما تقدم لا يهمنا، بل المهم شخصية المحقق الأمريكي المسلم من أصل مصري الذي ينحاز لعدالة (الزوجة)، وقلما نرى مثلها في السينما العربية ضمن إطار فني جذاب جماهيري. ترى هل تلتفت السينما العربية إلى هذا الحقل؟

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول كمال عبد السلام:

    السينما العربية… معرض لحفل ماجن!!
    لا أشاهدها.. ولا أرتقي بها!..
    وأما الغرب…. فهو الغرب…. متطور تقوده الأدلجة!

    شاهدت (روبن هود) وعزيمه!… ما أعجبت به قط!..
    يصور المسلم بتلك الملامح الصخرية… والتبجح العقائدي المزيف!… عزيم: نموذج داعشي بامتياز!

  2. يقول .Dinars.:

    على ملحفة بيضاء تثبت عند العشية على حائط في انتظار حلول الظلام لتقع الـ ” بروجكسيون ” لفيلم بطلته صباح اللبنانية.
    المكان يتسع لأغلب سكان البلدة الصغيرة الضاربة في التاريخ إلا أنها لحيف لم تشملها التنمية حينها.
    أقول كل يأخذ مكانه ولا يُسمع مع صوت الفيلم إلا ضجيج محرك وهو مولد الكرباء متصل بأسلاك كهربائية إلى شاحنة ضخمة يخرج منها ضوء متجه نحو تلكة الملحفة المثبتة إلى الحائط.

  3. يقول .Dinars.:

    على ملحفة بيضاء تثبت عند العشية على حائط في انتظار حلول الظلام لتقع الـ ” بروجكسيون ” لفيلم بطلته صباح اللبنانية.
    المكان يتسع لأغلب سكان البلدة الصغيرة الضاربة في التاريخ إلا أنها لحيف لم تشملها التنمية حينها.
    أقول كل يأخذ مكانه ولا يُسمع مع صوت الفيلم إلا ضجيج محرك وهو مولد الكرباء متصل بأسلاك كهربائية إلى شاحنة ضخمة يخرج منها ضوء متجه نحو تلك الملحفة المثبتة إلى الحائط.

  4. يقول رؤوف بدران -فلسطين:

    سيدتي اسعدتِ صباحًا يا ابنة هذا الزمان المولودة من رحم الانسان غادة ابنة السمان!!
    وما العمل الابداعي الا تصورٌ لواضعه ومنفذه عن احداث ما يدور في ذهنه, وما ينعكس على صفحات عقله من ظلال ما يراه, ان الصورة النمطية للمسلم في نظر (الامريكي وبعض الاوروبيون والصهاينة اجمعين) هي صورة الهمجي التواق الى القتل والاغتصاب, السارق والارهابي وبدأت هذه الصورة النمطية تسيطر على الادباء واغلب الفنانين والفلاسفة الميامين ؟! واصبح تدريس هذه المعالم عن المسلم في المدارس والمعاهد وسيناريوهات الافلام وعرضها في دور السينما؟!

  5. يقول رؤوف بدران -فلسطين:

    تتمة…
    ان لا اقول ان عدم الانصاف يجب ان يكون متبادل !! ولكن الشيء بالشيء يذكر, فلماذا صناعة السينما عندنا لا تعالج سلوك الغربيين القبيحة وافكارهم المسبقة الكاذبة عنا, لماذا لا تُظهر وحشية الرجل الاوروبي وكيفية تعامله مع سكان امريكا الاصليين واستعباده للزنوج وتصنيفهم كعبيد , وبالمقابل لماذا السينما العربية لا تُظهِر وتكشف الدور الحضاري والثقافي لعلماء وفلاسفة الاسلام اللذين اثروا اوروبا جميعها بجميع حقول العلم والثقافة والفلسفة والحضارة !!!
    وبالنهاية ان كنتم يا مبدعين يا عرب لا تستطيعون ابراز جوانب الجمال مما عندكم, فسيستمر الاجنبي باظهار الوجه القبيح عنكم بغير حق , الى ان تغيروا ما بانفسكم والسلام.

  6. يقول رؤوف بدران -فلسطين:

    اسعدتم صباحًا ومساءً اينما كنتم بكل الخير والسعادة والاطمئنان وتمنياتي لكم جميع بصوم مقبول ورمضان كريم:
    الاخوة والاخوات : سنديانة فلسطين المشرشة جذورمحبتها في المشاعر والوجدان, صاحبة لوحة غاية الفنانة التشكيلية افانين كبة, والاديبة منى مقراني والغالية مريم بوزيد سبابو من الجزائر بلد الاحرار, ومن المغرب الحبيب, المغربي /المغرب والاصدقاء عبد المجيد ,وصوت من مراكش, وبالحرمة وفؤاد مهاني.. مااثمنكم يا اصدقاء!! وان كنت انسى فلن انسى من الجزائر ابي وصديقي واخي بلنوار قويدريا صاحب المقدرة والنور, ومن بلاد الرافدين الى مرتع اصحاب العلم والدراية والابداع والتأليف اخي وملهمي نجم الشمال نجم الدراجي والاساتذة الساميين الدكتور اثير الشيخلي والدكتور محمد شهاب احمد,, يتبع

    1. يقول بولنوار قويدر-الجزائر:

      السلام عليكم
      أخي وصديقي (رؤوف بدران ) من فلسطين الحب والمحبة أقول بالجزائرية:( صح رمضانك وصح فطورك) طبعا وللجميع
      أصيل أنت يا رؤوف لا تنسى أحد حاضرنا وغائبنا …أكيد أنت من طينة إنسانية أصيلة لا شائبة تحويها…
      لك منّي كل التحية والتقدير وسلامي لحفدتك وأبنائك وكل أسرتك وأهلنا بفلسطين نسأل الله لهم فرج الهم والكرب والتخلص والخلاص من براثين الاحتلال اليهودي الذي يزكيه بعض الاعراب فسحقا لهم كلهم جميعا
      والنصر والعزة للفلسطيني الابيّ
      ولله في خلقه شؤون
      وسبحان الله

  7. يقول رؤوف بدران -فلسطين:

    تتمة…
    ومن هنا اعود مسرعًا للقاء الاحبة الغالي عادل الصاري من ليبيا ومحسن عون من تونس, ولنقطع البحر على بساط المحبة ناحية الشمال لنلتقي بالاحبة الكروي داوود,والاخ البيضاوي ومن بلد الضباب الاخ حسين والغالي احمد (اين تعليقاتك القيمة ) والى اخوتي المهجرين في القارة العجوز حبيبي وابن وطني الدكتور رياض من المانيا وقرة عيني اسامة كلية والى ساكني جغرافية كبدي الاخوة ابن الوليد (تمتعت بالنكتة الجميلة التي بعثتها لي) والااخ الغالي سلام عادل والسوري الحبيب والاعلامي الفذ عمرو من سلطنة عمان, والاعزاء الاخوةاسعد ولطيفة والاخوات نوارة وغدير ماهر والدكتور شكري الهزيل ابناء الوطن الجريح فلسطين والغاليين فراس حج محمد,والاخ سيف كرار من السودان وشاعرنا المحبوب ابو تاج الحكمة (اشتقنا لدررك الابداعية) والى سنتيك اليونان والاخوات الغاليات سلوى ( واخيرًا الي حبيبي وصديقي وابن وطني والتي انقطعت اخباره عنا منذ مدة طويل دون معرفة السبب رفيق دربنا وساكن السويداء من قلوبنا الاخ غاندي حنا ناصر (استحلفكم بالله من يعرف اي خبر عن غاندي ان يزودنا به للاطمئنان والشكر والتقدير لكل العاملين بالقدس العربي المبجلين والسلام.

    1. يقول .Dinars.:

      تحية لك أستاذ بدران وللبحار ممن أثنيت عليهم وماذا عن الأنهار الذين لم يأت ذِكرهم في مقالك في مقام أيقونة الأدب؟
      تحياتي لك وللجميع وللقدس العربي الغراء.

    2. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      تسلم يأخي رؤوف يابو قلب طيب.

  8. يقول الكروي داود النرويج:

    حكى لي صديقي النرويجي مورتن هذه الحكاية: كان في رحلة مع زوجته وصديقاتها الثلاث للسويد! وكان السويديين يطلقون عليه لقب شيخ عربي بسبب النساء الأربعة بالبكيني ونفط النرويج!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  9. يقول صوت من مراكش:

    جزيل الشكر على ملصق فيلم المواطن كين لاورسن ويلز صاحب رائعة عطيل

    المنجز بمدينة الصويرة فهذا الفيلم يذكرني ببرنامج سنمائي تثقيفي كنت ننتظره

    بشغف و انا دون المراهقة بداية الثمانينات “سينما منتصف الليل” اما عن موضوع العربي

    في السينما و تشويه صورته هوليوديا فللأمانة ليس العربي وحده من استهدفته

    هوليوود فقبلنا تم مسخ الايطالي و الياباني و السوفياتي و الآن وريثه الروسي

    و لم يسلم منها حتى الفيتنامي المدافع عن ارضه هوليوود بمؤسسات انتاجها

    اليمينية كانت دائما احد اسلحة امريكا الفتاكة . شكرا لك اخي رؤوف بدارن على

    تحاياك الموصولة من فلسطين

    تحياتي

  10. يقول الكروي داود النرويج:

    عدة نساء نرويجيات سألنني عن الزواج بأربعة زوجات فأقول لهن: وما المانع إن كان الزوج مقتدر جسمانياً ومالياً ويعدل بين زوجاته؟ وتكون الإجابة بالصمت والتحسر! أليس نصف أو ثلث أو ربع زوج أفضل من لا زوج؟ والإجابة: نعم أفضل!! ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      أخي الكروي في الحقيقة, العدل قصة بمفردها وحديثها طويل وقد لايعدل الإنسان مع زوجه وحيدة, لكن الإستطاعة المادية ليست مهمة اليوم! لأن أغلب النساء تعملن أو تسطيعن أو ببساطه لديهن دخل مادي بطرق متعدده, مارأيك؟

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية