ان للقدس كينونة تحط بهدوء في قلب كل فلسطيني ولكن اين القدس، التي تُقضم وتُسرق جهاراً نهاراً امام عيون ساكنيها الذين حلموا يوماً بقدس عربية فلسطينية تتعانق مع باقي العواصم العربية، لقد اقبلنا على عملية السلام برمتها من اجل فلسطين عامة والقدس خاصة، ولكن تتعاقب علينا الحكومات الاحتلالية، حكومة تلو حكومة مثبتةً الخرائط الاستيطانية، خارطة تلو خارطة، حيث ان الخارطة التالية اكثر توسعاً وقضماً واستيطاناً لقدسنا الشريف من سابقاتها من خرائط الاستيطان لتصل اخيراً الى خارطة E1، ولو تفحصنا الخارطة الجغرافية للقدس الشريف من بداية عملية السلام مروراً بمرحلة حصار الفارس الشهيد القائد ابو عمار ووصولاً الى ذروة الاستقرار في هذه الايام واعلان دولة فلسطين في الامم المتحدة، لوجدنا بأن الاستيطان ازداد زيادة متطردة في قدس الاقداس، واصبحت القدس في قلب واحة استيطان وليس الاستيطان في قلب القدس حتى وصلنا الى تعبير جديد بشأن القدس وهو اختلاف معالم المدينة، اختلال معالم زهرة المدائن، واصبحت قدس في مقدسات وليس مقدسات في قدس، اي ان عاصمتنا التاريخية المقدسة اضمحلت واصبحت لا تعرف الا من خلال ما تبقى من مقدساتها، وغرق شعبنا الفلسطيني في هموم القدس واصبحت لوحة المركبات الصفراء واحدة لا تفرق ما بين المقدسي وغير المقدسي، واصبحت مقولة فخامة الاخ الرئيس الشهيد ياسر عرفات (ليرفع شبل من اشبالنا او زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس واسوار القدس) هي الحلم الذي يعيش شعبنا الفلسطيني من اجله وهي الامل الذي يحملقون عيونهم به . وهناك استيطان من نوع آخر، انما هو استيطان الحرية للانسان الفلسطيني في وطنه، انما هو علاقة الاسر بالقدس والاستيطان، استطاع الاحتلال الاسرائيلي بديمقراطيته المبطنة التي تخفي ورائها دهاء التحايل ان يخفي معالم القدس الشريف باستيطانه اللا محدود، ولكن ما الذي يجنيه الاحتلال من زج عشرات الألاف من الاسرى في سجون الاحتلال، جزء كبير منهم يحصل على محكمة المؤبدات. وهو اثبات هيمنة الاحتلال ما فوق الارض وما على الارض وما تحت الارض، اما ما فوق الارض فهو الانسان الفلسطيني، الاسير الفلسطيني ليصلوا الى حد الخنوع وكسر الانف لهؤلاء الابطال للجمهم ولجم شعبنا بعمومه عما يحصل لما على الارض وما تحت الارض. يزج شعبنا في سجون الاحتلال ويقضم ما على ارضنا الفلسطينية ويسرق ما في ارضنا الفلسطينية. القدس والاستيطان والاسرى ثلاثة اضلاع مهمة في قضيتنا الفلسطينية ولكن هذه الاضلاع الثلاثة في حياتنا الفلسطينية المعاصرة لا تشكل مثلثاً لأننا امام احتلال يغرقنا في خضم قضية ويسد علينا حتى ابواب الحراك الدولي، ويجيد عملية التمثيل بحيث ان هذا الاحتلال يصور للعالم بانه هو الضحية ونحن الجلادون. ولكن شعبنا الفلسطيني سيبقى متشبظاً بارضه كشجر الزيتون .