عمان- “القدس العربي”:
كيف يمكن الالتزام بشعار الدورة الـ77 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية وهو” الجميع للصحة والصحة للجميع ” بدون التركيز على الكارثة الإنسانية الأكبر التي تحدث في قطاع غزة؟
هذا السؤال حملته مجددا الدبلوماسية الأردنية الصحية في اجتماعات جنيف، حيث تحدث بورقة مثيرة وخاصة وزير الصحة الأردني الدكتور فراس الهواري بصفته طبيبا وليس وزيرا فقط، وهو يلقي كلمة بلاده في اجتماعات الهيئة العامة لمنظمة الصحة العالمية.
ربط الوزير الهواري بين اجتماع يناقش الحق في الصحة للجميع، وبين ما قال إنها إحدى أكثر الكوارث الإنسانية تاريخيا من صنع الإنسان في القرن الحالي.
الهواري تحدث عن إبادة جماعية للأطفال والنساء وكبار السن في غزة، وعن تشريد عائلات وقصف مستشفيات وسيارات إسعاف. ثم انتقل إلى الخلاصة بأن المقصود انهيار شامل في النظام الصحي لتصبح الأرض غير قابلة للحياة، وليفتك المرض والجوع والعطش بمن تبقى على قيد الحياة.
توجه الطبيب الوزير للمجتمعين بسؤال علمي: “بعد نحو 36 ألف شهيد، وأكثر من 80 ألف جريح جلهم من النساء والأطفال.. كم يا ترى عدد السنوات والعقود التي سنحتاجها للتعافي من هذه الكارثة؟ ما مدى مصداقية ما ننادي به اليوم من شعار الجميع للصحة والصحة للجميع؟”.
وأشار الوزير الأردني إلى ما أسماه بالأثر الكارثي لانقطاع التمويل عن الوكالات الداعمة للاجئين مثل الأونروا، ليس فقط على حياة اللاجئين الفلسطينيين، بل على البلدان التي تستضيفهم مثل الأردن. داعيا إلى تعزيز المهمة المشرّفة للطب والعودة إلى قسم تلك المهنة النبيلة “قسم أبوقراط” ووقف إلحاق الأذى والعمل للحفاظ على الأرواح.