أيها المسلم، ابتعد عني!

حجم الخط
66

صراخ ذلك النائب الفرنسي باهتياج هستيري على شاشة التلفزيون ظننته للوهلة الأولى مشهداً من فيلم كوميدي، فقد كان الرجل يعوي ضد النساء المحجبات، وبالذات اللواتي يرافقن أولادهن إلى المدارس جيئة وذهاباً، قائلاً: إنهن يشبهن ساحرات «الهالوين» (عيد الموتى في الغرب حيث يتنكر البعض بأقنعة مخيفة). يضيف: إنهن مرعبات المنظر بحجابهن، ولا يصلحن لتربية جيل جديد من الأولاد الفرنسيين، بل سيقمن بتسميم حياتهم وعقولهم ويتم تعليمهم «الإرهاب الإسلامي» منذ صغرهم.
صراخ هستيري كهذا ساهم في ردة الفعل، وهي خروج تظاهرة ضد الإسلاموفوبيا في باريس ضمت 13500 متظاهر، نصفهم تقريباً من غير المسلمين. (يوم الأحد 10 ـ 11).

مشهد آخر مؤثر لمسلمة

في محفل سياسي باريسي جاءت سيدة محجبة مصطحبة ابنها الصبي (حوالي تسع سنوات) بعد خروجه من المدرسة. قطع الخطيب السياسي قوله ووجه الكلام بصوت عال (عبر الميكرفون) قائلاً للمرأة بلهجة آمرة: أطلب منك أن تخلعي حجابك أو تغادري القاعة! وكرر ذلك مرتين. ابنها الصبي الصغير صار يبكي، وصُوبت عدسات مصوري التلفزيون عليها وهي تقبل ابنها وتواسيه دون أن ترد على السياسي (الانعزالي).. فالمرأة المحجبة صارت في فرنسا (مكسر عصا) لمعركة تزداد موجاتها قوة هي «كراهية المسلم» والخوف منه، لأنه مؤذ وقاتل بحكم تعاليم دينه (الشرير!)، كما يزعم كثيرون.

القتل في مركز البوليس الباريسي (البرفكتور)

موجة (إسلاموفوبيا)، أي الخوف من الإسلام والمسلم، تزداد ضراوة كلما حدث إجرام تحت شعار الإسلام، البريء منها. وذلك الموظف في مقر الشرطة المركزي الأكبر في باريس الذي (قيل إنه صار شديد التدين) انتهى الأمر بأنه طعن حتى الموت أربعة من زملائه، بحجة الامتثال لتعاليم الإسلام. وإثر ذلك، كاد وزير الداخلية الفرنسية يضطر إلى الاستقالة، كما تم تحديد قائمة بسلوك الذين يصيرون (خطرين) مثل كفهم عن مصافحة النساء! كما تم تدوين قائمة بأسماء المشكوك في تحولهم إلى الإسلام!

محاولة إحراق جامع وجرح مسلمين

وتتوالى الأفعال وردود الفعل، وها هو عجوز انعزالي (84 سنة) يقوم بالاعتداء على جامع «بايون» مؤخراً في محاولة لإحراقه، ويطلق الرصاص على اثنين من المصلين الذين ضبطوه بالجرم المشهود ومنعوه من ذلك، وأصابهما بجراح بالغة، وأعلن أنه قام بذلك انتقاماً من قيام المسلمين بإحراق كاتدرائية نوتردام! هذا مع العلم أن احتراق الكاتدرائية الشهيرة التاريخية في باريس لم يقم بها المسلمون، بل شبت النار لتماس كهربائي، أي قضاء وقدراً، وتمت تبرئة الجميع من تهمة إحراقها، كما أعلن التحقيق الرسمي الفرنسي.

رفض الدمج بين تعاليم الإسلام والإجرام

يحاول ممثلو المسلمين في فرنسا (كالأستاذ ايبيش) في لقائهم رئيس الجمهورية والصحافيين، التنبيه إلى أن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ليست المسؤولة عن هذا الإجرام، بل سوء فهمها، وبعبارة أخرى: يحق للجميع كراهية المجرم الذي قام بالأذى زاعماً أنه تحت راية الإسلام، مع تبرئة الدين الإسلامي من ذلك.. وكارهو الإسلام صاروا يعلنون ذلك في كتبهم وفي ندواتهم المتلفزة وفي الصحف والمحاورات التلفزيونية.

سجل لجرائم (المتأسلمين) الإرهابية

إحدى الصحف الفرنسية زادت النقمة على المسلمين عامة ودينهم (الشرير)، حين قامت بتقديم سجل بجرائم المتأسلمين في السنوات الأخيرة.. ولم تنس قتل (متأسلمين) لعشرين سائحاً أجنبياً في العاصمة البنغالية.. كما لم تنس دهس الناس الأبرياء في بلدة نيس المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي وقتل العشرات بشاحنة، وبين المدهوسين بعض المسلمين! ومنها دخول عادل كريش (المتأسلم) إلى كنيسة فرنسية وذبحه للكاهن وهو يقوم بالتعاليم الدينية المسيحية على مرأى من المصلين يوم الأحد. ودخول مسلمين إلى جريدة «شارلي ايبدو» وإطلاق النار على المحررين الذين كانوا يسخرون من سيدنا محمد في كاريكاتيراتهم وقتل العشرات منهم، والقائمة تطول.. ويومها خرجت تظاهرة مليونية في باريس تحت شعار: «أنا شارلي»، وذلك حرصاً من الفرنسيين على الحرية الفكرية حتى ولو جرحت مشاعر ملايين المسلمين بالسخرية من نبيهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، في كاريكاتيراتها. لكن القتل تحت راية الإسلام يقتل سمعة المسلمين جميعاً، قتلاً معنوياً.

مطاعم تتحاشى استقبال المسلمين!

ذهب المسلم وزوجته المحجبة منذ أيام إلى مطعم باريسي، وزعم صاحب المطعم أن الطـــاولات كلها محجوزة! وما من طاولة فارغة لهما!
وقبل أعوام تم نشر فيديو يهين فيه صاحب مطعم سيدتين مسلمتين محجبتين ويطردهما من مطعــمه لأنهمـــا في نظــره تمثلان الإرهاب ما دام دينهما الإسلام! وذلك يحدث باستمرار في كثير من المرافق العامة، وصاحب المطعم يقول إنه ليس عنصرياً، لكنه لا يريد أن يقترب منه أحد من أتباع الدين الإسلامي؛ لأنهم يتسببون في الشر والموت والقتل.
خبر طرد المرأتين من مطعم حظي بمن يقوم بتصوير المشهد. وقول صاحب المطعم: كل المسلمين من الإرهابيين هو ما يتوهمه كثيرون اليوم ويردده العلمانيون، قائلين إن المسلم لا يستطيع أن يكون مواطناً فرنسياً صالحاً في وطن شعاره العلمانية، ويذكروننا بقتل الساهرين في مسرح (باتاكلون) قبل ذلك بسنة، الذي قام به أحدهم بذريعة الإسلام.

ابن جارتي فقد عمله، وأختُه خطيبَها!

جارتي فرنسية مسلمة من أصل لبناني، ابنها متعلم، فرح به رب العمل لمزاياه، ولكنه حين علم أنه مسلم وجد ذريعة للتخلص منه وتعيين من هو أقل كفاءة، لكنه ليس مسلماً.
أما شقيقته فكانت على وشك إعلان خطبتها مع شاب تحبه، لكنه تراجع عن الزواج منها حين علم أنها مسلمة. فقد كان اسم شقيقها أمين، واسمها ناديا، وهما لا يدلان على دين معين، وعلم بدينهما حين رفضت دعوته للغداء لأنها صائمة، وفاتحته بأنها لن تتزوج منه إذا لم يشهر إسلامه، ولا تريد زواجاً مدنياً!
وقد خرجت في باريس تظاهرة نسائية من المحجبات مؤخراً في ساحة (الريبوبليك) الباريسية اعتراضاً على اضطهاد المسلمة. ومعظم المسلمين المهاجرين إلى الغرب يعانون عاماً بعد آخر من سوء النظرة إليهم. ومن المتوقع خروج العديد من التظاهرات في فرنسا احتجاجاً على كراهية المسلمين واضطهاد المحجبة، وضد دمج الإسلام مع الإرهاب والشر. ترى، ما هو مستقبل المسلمين في الغرب وشبكة سوء فهم الدين الإسلامي تزداد تكهرباً؟

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سلامة:

    معه حق. من لم تفهم وهي في فرنسا ان غطاء الراس لا يمكن ان يكون امرا الهيا لا يمكنها تربية عقلاؤ.

    1. يقول رياض-المانيا:

      وكيف عرفت انت انه ليس أمرا الهيا؟ وهكذا وبجرة قلم تدعي ان من تضع غطاء الرأس لا تستطيع تربية عقلاء؟؟!!

    2. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

      سلامة،
      .
      نموذج حي على الكلام و الافتاء دون فهم و إعطاء اجازة لما بين الكتفين.

    3. يقول احمد:

      لم نرى الراهبات حاسرات الراس…

    4. يقول Alec:

      يبدوا لي أنك أنت الذي لم تفهم ان غطاء الرأس هو أمر إلهي. اقرأ القرآن اولا قبل ارسالك لهذا التعليق.

    5. يقول الصفاقسي / تونس:

      للأسف المعلقون الذين لم يعجبهم تعليق سلامة لم يفطنوا الى قوله ( وهي في فرنسا) ..
      ما الحكمة أو المنطق من وجود محجبة أو منقبة في شاطئ الريفييرا مثلا أو صيدلية فرنسية أو هولندية تبيع مستحضرات التجميل.

    6. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

      الصفاقسي…
      .
      من الواضح انك انت كذلك مثل سلامة، لم تفهم لا تعليقه و لا تعليقاتنا!
      .
      و هل فرنسا فقط شاطئ الريفيرا و صيدليات تجميل ؟!
      .
      و كم من عائب قولاً صحيحاً
      و آفته من الفهم السقيم

    7. يقول T800:

      اصبت عين الصواب…من يريد ممارسة شعائره الدينية يذهب الى بلد مسلم.

    8. يقول رياض-المانيا:

      انتهز هذه الفرصة للسلام على العزيز الغالي الاخ د. أثير. جزاك الله خيرا.. لم اقرأ لك تعليقات منذ فترة لعل هذا له علاقة بانشغالاتي فأنا لا اقرأ جميع المقالات او لضيق وقتك انت، على اية حال اشتقت لك ولتعليقاتك الشافية. اتمنى ان تكون بخير وان يديم الله عليك الصحة والعافية.

    9. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

      أخي الحبيب رياض
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      .
      كل الاشتياق و المحبة
      انا كذلك مقل هذه الأيام بسبب الانشغالات و الأحداث ، و كلما التقط تعليقاً لك بالذات اسعد كثيراً و اعلم أنني مقدم على استزادة و فائدة في مجال ما.
      .
      شكراً جزيلاً على التفقد و السؤال
      تحياتي واحترامي لك و للوالدة العزيزة.

  2. يقول نجم الدراجي - العراق:

    أستمع دائماً إلى الذين عاشوا في اوروبا في زمن ما قبل حرب الخليج الاولى ، وأغلب تدويناتهم بان النقاشات والحوارات التي كانت تدور بينهم وبين الاوربيين لم تتعرض إلى مسائل المعتقد والدين والطائفة ولا حتى الارهاب الذي لم يولد بعد ، والموضوع الساخن في حينه هو تعدد الزوجات عبر بوابة ( موضوع اجتماعي ) .
    ما حدث في الشرق قد القى بضلاله على الغرب ، والموجة الكبيرة والمخيفة للمتطرفين الاجانب الذين قدموا إلى العراق وسوريا وليبيا غيرت العديد من الانطباعات والتصورات عن الدين الاسلامي وللاسف عكست صورة سلبية عن الدين الحنيف ..
    بالاضافة إلى المشاهد المروعة التي حدثت في العراق وسوريا والتي تناقلتها وسائل الاعلام ، وأغلب المساهمين في تلك المشاهد يحملون أسماء تدل على توجهاتهم الدينية وكل ذلك كان يصل إلى أنظار كل العالم خلال لحظات ..
    متى ما حل السلام الحقيقي في الشرق عند ذلك ستتغير خارطة تصحيح التفكير الانساني في الغرب .
    تحياتي لكل الاصدقاء الاعزاء
    نجم الدراجي – بغداد

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    فرنسا تتفاخر بأمجادها الإستعمارية! ولهذا فلا إحترام لغير الفرنسيين الأصليين!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول الكروي داود النرويج:

    الإسلاموفوبيا بدأت بتقرير يقول بأن فرنسا ستكون دولة إسلامية بسنة 2050 ! ولهذا فما يحصل الآن من تصرفات عنصرية ما هي إلا ردة فعل حمقاء!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  5. يقول الكروي داود النرويج:

    لقد منع العلمانيين الحجاب بالمدارس والعمل الحكومي بتركيا وتونس! وها هو الحجاب تغلب على هذا المنع!! صبراً صبراً يا فرنسا!!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  6. يقول الكروي داود النرويج:

    كيف تجتمع الحرية الشخصية وحقوق الإنسان مع منع الحجاب؟ وهل هذه هي العلمانية؟ أم لعله الكره والبغض للإسلام كدين صحيح؟ ولا حول ولا قوة الا بالله

  7. يقول عربي حر:

    تحية للقدس العربي
    وتحية للكاتبة المحترمة
    هناك مرض عالمي اسمه الاسلاموفوبيا وسبب انتشاره هو الحملة الإعلامية التي تخوضها مؤسسات إعلامية ضخمة تخدم مصالح لوبيات اليمين المتطرف والصهيونية وأنظمة الاستبداد العربي.
    من قبل اعتبر اليهود سبب نكسات المانيا فقاموا بشيطنتهم وقتلهم ومصادرة أموالهم وبعدها جاء الدور على الشيوعيين وعلى اليابانيين في أمريكا واليوم العدو هو الإسلام والمسلمين .
    نقر بأن عددا منا نحن المسلمين يقوم بجرائم قتل معتقدا أنه يخدم الاسلام اما لسوء فهم او عمالة لجهة ما او…
    والمسلمون هم اول من يدفع الفاتورة .
    ما أن ترتكب جريمة في الغرب فإن كان الفاعل مسلما فتتحول مباشرة إلى عملية إرهابية وأن كان غير ذلك فغالبا من فعل مختل عقلي .
    يتبع فضلا

  8. يقول عربي حر:

    كل جيوش العالم تقتل المذنبين في بلادنا والقتل في فلسطين من ستين سنة ومع ذلك لا يتهم المسيحيون واليهود بالإرهاب.
    بالأمس ابديت عائلة كاملة بغزة بصاروخ اسرائلي ولم نسمع صوتا لأحد يتهم اليهود بالإرهاب ويطالب بمراجعة تعاليم التلمود التي تبيح قتل الأغيار.
    أكثر من مليار مسلم هم في نظر العالم إرهابيون إلى أن يتشبث العكس بجريرة مئات او ربما آلاف من المتاسلمين الذين لم ينتخبهم او يفوضهم أحد بالقتل باسمنا .
    حين كانت قنابل امريكا تدك العراق وتقتل مئات الآلاف من العراقيين لم تكن تفرق بين سني او شيعي او ليبرالي او علماني او ملحد او…. كان الموت يجمعنا وكنا وما زلنا نتفق مللا ونحلا.
    يتبع فضلا

  9. يقول عربي حر:

    ولتبيان دور الآلة الإعلامية في التأثير أذكر مثالا
    بالأمس القريب كان العالم يقف على ساق رعبا وخوفا من مرض اسمه انفلونزا الطيور والخنازير كان عدد المصابين قليلا وعدد القتلى أقل ونتيجة للحملة الإعلامية بيعت لقاحات بملايين الدولارات واتخدت إجراءات في المطارات والموانئ وامتنع أغلب الناس عن تناول لحم الطير وبعد ارتفاع اسهم الشركات الموردة للقاحات انقطع الغبار ليصبح الفيل فأرا .
    اليوم الاسلاموفوبيا هي مرض يجب تسويقه لتنتفغ الشركات الأمنية وتجدد كراسي حكم مهترئة ومن خلالها يتم تصريف ازمات اقتصادية واجتماعية لدول لا يشكل المسلمون حتى واحد بالمئة من سكانها .
    انه الاقتصاد يا غبي

    1. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      أخي عربي حر, للإقتصاد دور رئيس في العصر الحاضر, وجميل هذه الإشارة إلى إستغلال الغرب الإقتصاد والإعلام كسلاح لإستعمار واستعباد الآخرين. لكن كما نعلم العرب يملكون المال والطاقات دون استغلال مناسب لها بما يعود علينا بالفائدة إلا اللهم بالقليل. إنه الفكر والحضارة ياحر!
      ومتى وجدت أنارت الطريق. الشعوب العربية بثوراتها أدركت الأمر جيداُ وهي تقارع هذاالكابوس البائس الذي يخيم فوق رؤوسنا بكل شجاعة, وأملنا أن نتابع جميعاً السير في هذا الطريق حتى نضل إلى أمالنا واحلامنا في عالم مشرق جديد.

  10. يقول سنتيك اليونان:

    هنالك شبح يطارد الغرب اسمه الاسلام وبغض النظر عن حقيقة هذا الشبح او صحته قد انتج حكمة تقليدية في بعض المجتمعات تعتبر الاسلام مرادف للإرهاب
    طبعًا هناك عدة أسباب وراء هذا الموقف وليست الأعمال الارهابيةاللتي يقوم به مسلمون أ

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية