أي دور يمكن لجنبلاط لعبه لتعزيز التواصل مع دروز فلسطين وتثبيت هوية عرب 48؟

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: ينوي الحزب التقدمي الاشتراكي إرسال رسالة مفصلة حول الحقائق التاريخية التي لطالما حرص على تكريسها رئيس الحزب وليد جنبلاط من ضمن موقفه المبدئي حول ضرورة التواصل مع عرب 48 وتثبيت هويتهم الفلسطينية العربية وعمقهم الإسلامي، وتأكيداً على الدور الذي لعبه الحزب الاشتراكي ويستمر به في تعزيز التواصل مع عرب 48 وأبناء الموحدين الدروز في الأراضي المحتلة وفي منع كل محاولات طمس هويتهم العربية في مناطق انتشارهم.

وتأتي هذه الخطوة بعد رسالة بعث بها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى الدكتور ثائر كنج أبو صالح الذي ألقى محاضرة في جامعة حيفا حول دور الدروز في مواجهة المخططات الاستعمارية. وقد وافق جنبلاط على المضمون العام لتلك المحاضرة لكنه “لم يفهم التجاهل لنضال العرب الموحدين الدروز في لبنان وعلى مدى عقود، والتواصل القومي مع جبل العرب” بحسب ما ورد في الرسالة.

وأضاف جنبلاط في رسالته “إنني أشكركم على إشارتكم حول دور كمال جنبلاط بالتنسيق مع والدكم وكمال أبو لطيف في التنسيق مع عبد الناصر لإجهاض مشروع إسرائيل في الدولة الدرزية. وبالمناسبة علينا أن لا ننسى دور اللواء شوكت شقير في هذا المجال. لكن لا أفهم هذه الإشارة العابرة والغامضة حول اغتياله التي تترك علامات استفهام”، آملاً “أن تتوضح الصورة في المستقبل”.

شكر ثائر أبو صالح حول دور “الكمالات الثلاث” في إجهاض مشروع إسرائيل للدولة الدرزية

وقد ردّ أبو صالح على جنبلاط برسالة مماثلة جاء فيها: “سررت جداً برسالتك وبحرصك المعهود على إظهار دور بني معروف الوطني العروبي في كل أماكن تواجدهم، وبالنسبة لملاحظاتك أود أن أشير إلى ما يلي:

1- المحاضرة كان موضوعها سياسة إسرائيل تجاه الدروز والتي ادعيت من خلالها أنها لم تتنازل عن مشروعها القديم في تقسيم المنطقة لدويلات طائفية، وأن الأحداث في سوريا وفّرت لها المناخ المناسب لإعادة التجربة التي فشلت بعد هزيمة حزيران/ يونيو 1967.

2- ومن باب المنهجية في الدراسات الأكاديمية يتم استعراض سريع لتاريخ الظاهرة، ولذلك بدأت بمحاولة نابليون بونابرت وعرّجت على محاولة فرنسا مع بداية الانتداب، ووصلت أخيراً إلى المحاولة الإسرائيلية بعد الهزيمة، وكما تعلمون الاستعراض التاريخي يجب أن يكون مختصراً جداً فقط من أجل قراءة الظاهرة تاريخياً وكيف تحاول أن توظفها إسرائيل في المرحلة الحالية.

3- لذلك ذكرت باختصار شديد دور الكمالات الثلاث في إفشال هذه المؤامرة.

4- لم يكن هدف المحاضرة إشهار دور دروز لبنان أو سوريا الوطني، ولذلك لم أتطرق لهذا الموضوع فكان هناك محاضر آخر هو الدكتور يسري خيزران الذي تناول هذا الموضوع في محاضرته عن دروز لبنان.

5- أما بالنسبة لاستشهاد كمال جنبلاط على يد نظام حافظ الأسد فهو معروف ولا حاجة لتأكيده، فكمال جنبلاط أشهر من نار على علم، ولو لم تغتاله يد الغدر الأسدية فكانت ستفعل إسرائيل لدوره الوطني ليس فقط في إفشال مشروع الدولة الدرزية وإنما في قيادته للحركة الوطنية اللبنانية واحتضانه الثورة الفلسطينية.

6- لا يمكن لأحد أن يتجاهل دور دروز لبنان الوطني ودور المختارة بما تمثله للدروز ليس فقط في لبنان وإنما في كل أماكن تواجدهم، فنحن نفتخر بكمال جنبلاط كسياسي وكفيلسوف وكزعيم، ونفتخر بك أيضاً وليد بيك وبدورك الوطني ونتمنى أن يسير تيمور على نهج من سبقوه.

7- كنت دائماً أسمع من والدي كمال كنج عن علاقته بالأستاذ كمال جنبلاط وكان يروي لنا قصص زياراته لدار المختارة برفقة الأمير حسن الأطرش. فنحن تربينا أن نكّن لدار المختارة ومن يمثلها كل الاحترام والتقدير وسنبقى هكذا وسنورث ذلك لأبنائنا. ولا أعرف إن كنت تتذكر أنك في عام 1983 قد حضرت لموقع عين التينة بجانب مجدل شمس وحضرت أربعين أبي كمال كنج وألقيت خطبة في حينه تلقفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بكل جدية عندما قلت “سنجعل من لبنان فيتنام ثانية”.

وأضاف أبو صالح في رسالته الجوابية لجنبلاط بالقول “أعتقد أنه عليك دور يجب أن تلعبه تجاه دروز فلسطين والجولان فأنت شخصية اعتبارية محترمة جداً وكلامك له وقعه على مسامع الدروز. لذلك يجب أن توجه رسائل بين الفينة والأخرى وفقاً للأحداث. فمثلاً اليوم هناك موضوع يجب أن تتناوله. لا أعرف إذا سمعت عن الشاب تيران فرو الذي تم اختطاف جثمانه من مستشفى في جنين وكادت هذه القضية أن تخلق فتنة كبيرة بين الدروز وأهل جنين لولا تدخل السلطة الفلسطينية وغيرها لوأد هذه الفتنة”.

وختم “اعتقد أنك يجب أن ترسل رسالة مفتوحة توضح فيها الدور الوطني للدروز تجاه القضية الفلسطينية وكيف احتضن كمال جنبلاط الثورة وكذلك دوركم عنما كنتم أول الواصلين للمبعدين في مرج الزهور والتي أبعدتهم إسرائيل في حينه، وإلى محطات أخرى والتوجه لأبناء الطائفة الدرزية في فلسطين على أنهم جزء من الشعب الفلسطيني ولا يجب أن يقرأ التاريخ من خلال محطة واحدة كون الدروز مرغمين على الخدمة في الجيش الإسرائيلي في حين أن عدد المتطوعين من باقي الطوائف يفوق عدد الدروز في الجيش”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية