القاهرة ـ «القدس العربي»: قبل أن تحل العشر الأواخر من الشهر الفضيل، اكتشفت الحكومة أن غضب الرأي العام ضدها يتصاعد، إذ الأوضاع الاقتصادية بالنسبة للأغلبية تزداد سوءاً، خاصة بعد ارتفاع أسعار الوقود، الذي ألقى ظلاله على أسعار السلع كافة، خاصة الغذائية منها، وفي محاولة لحصار السخط العام الذي أسفر عن هجوم عنيف تعرض له كبار المسؤولين في المواصلات العامة والأسواق، أكد المستشار محمد الحمصاني المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، أنه سيتم البدء في متابعة انخفاض أسعار السلع، مشيرا إلى اجتماع رئيس الوزراء مع أصحاب الشركات والمصنعين، كما تم الاتفاق على خفض الأسعار ما بين الـ 15 إلى 20% خلال يومين. وأضاف أن بعض الشركات بدأت خفض منتجاتها بنسبة 15%، موضحا أنه خلال الأيام المقبلة بعد عيد الفطر المبارك، ومع بدء دورة جديدة من السلع وطرح سلع جديدة، سيصل الانخفاض إلى 30%. وسعت وسائل الإعلام المختلفة لنشر الأدعية التي تجلب الرزق وحرصت أكثر من فضائية وصحيفة على نشر مزيد من الأدعية والعظات التي تحض المواطنين على الصبر والرضا بالمكتوب. وفي هذا السياق قال الدكتور محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، إن سيدنا سليمان عليه السلام، دعا ربه بعدما استمع إلى النملة، وتبسم وقال ربي «رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ». وأوضح العالم في وزارة الأوقاف، خلال حلقة برنامج «دعاء الأنبياء»، المذاع على فضائية «الناس»: «دعاء سيدنا سليمان فيه شكر وثناء على الله، فجاء الرد عليه (ففهمناها سليمان)، لافتا إلى أن النعمة التي حصل عليها هي الفهم.. وتابع: «الإنسان يعيش بين الشكر والصبر، فعلينا أن نشكر الله حتى يزيد نعمته علينا».. وأعلن مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف عن إطلاق حملة توعوية شاملة، بعنوان «لا يحتكر إلا خاطئ» يشارك في تنفيذها وعاظ الأزهر وواعظاته؛ لمواجهة السلوكيات السلبية التي يعاني منها المجتمع، خاصة تلك المتعلقة باحتكار السلع لتحقيق مكاسب شخصية على حساب أقوات الناس، في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتورأحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بأن تتصل الحملات التوعوية بواقع الناس وهمومهم ومشكلاتهم المختلفة، والتعامل المباشر مع القضايا الملحة التي تؤرق أفراد المجتمع وتمثل تحديا لجهود الدولة التنموية، خاصة في ظل هذه الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم أجمع.
الحساب يقترب
الدائرة تضيق حول إسرائيل، العالم كله لم يعد يقبل أن يظل الكيان الصهيوني يعامل كأنه فوق القانون وخارج المحاسبة، الصورة الكاذبة التي روجتها الصهيونية العالمية لإسرائيل المهددة من جيرانها انفضحت تماما، ليظهر للعالم كله، حسب جلال عارف في “الأخبار” الوجه الحقيقى لاحتلال عنصري استيطاني يواصل ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، ويعترف علنا بأن على الشعب الفلسطيني أن يختار بين ترك وطنه لليهود أو القتل. في آخر جولات كشف حقيقة إسرائيل وجرائمها النازية، قدمت مقررة الأمم المتحدة المختصة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانيشيسكا ألبانيز، تقريرا مهما لأعضاء الأمم المتحدة في جنيف، ومجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية لتؤكد “أن إسرائيل ارتكبت أعمال إبادة جماعية في غزة”.. وأن نية إسرائيل هي تدمير الفلسطينيين بشكل كلي أو جزئي، وأن إسرائيل ـ بالجرائم التي تمت ـ بلغت عتبة الإبادة الجماعية. مضيفة أن الدعوات إلى الإبادة العنيفة الصادرة من كبار المسئولين الإسرائيليين من ذوى السلطة القيادية والموجهة للجنود على الأرض هي دليل دامغ على التشجيع الصريح والعلني لارتكاب الإبادة الجماعية وبالطبع.. سارعت إسرائيل إلى الاتهامات المحفوظة بالعداء للسامية، وكأن “السامية” تعني التصريح لها بالقتل والتدمير. وسارعت أمريكا أيضا إلى تكرار موقفها بأنها “لا ترى” في كل المذابح التي تقوم بها إسرائيل “إبادة جماعية”.. لكن العالم كله يعرف أن ما قالته فرانيشيسكا هو الحقيقة، وأن عليه أن يواجه ذلك ويتحمل المسؤولية، وأن يوقف الإبادة، وأن يفرض العقوبات التي تجبر إسرائيل على وقف جرائمها. ولا شك أن تقرير مقررة حقوق الإنسان الدولية سيكون وثيقة دامغة أمام محكمة العدل الدولية، لتصدر قرارها في القضية التي تنظرها حول اتهام إسرائيل بـ”الإبادة الجماعية”، ولا شك أيضا أن التقرير يجدد التساول حول “التسويف”، الذي يتم في المحكمة الجنائية الدولية، المطالبة بأن تبدأ في محاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الحرب كمجرمي حرب. الحقائق أقوى من كل محاولات التواطؤ، والعالم لم يعد يقبل استمرار جرائم إسرائيل، والقوى الكبرى التي كانت تضمن لإسرائيل الحماية من العقاب. تعرف الآن أن الخسائر فوق الاحتمال، وأن الحساب مقبل لا محالة، ولن يقتصر على مجرمي الحرب في إسرائيل.
من غزة للضفة
ما زلنا، بينما إبادة الفلسطينيين مستمرة، نتناقش حول “اليوم التالي لحرب غزة”، الذي ابتكره الفريق الحاكم في البيت الأبيض، في سعيه لصنع وضع مختلف في فلسطين العربية، أي في غزة والضفة الغربية. يرى جميل مطر في “الشروق” أن لدى واشنطن وحلفائها مشروع خطة وأفكارا كثيرة منها مشوش أو رغائبي أو مبني على مسلمات بعينها من واقع مصالحهم وطموحاتهم. من المسلمات مثلا أن النكبة الأولى في فلسطين أثمرت دولة إسرائيلية ووعدا غير قابل للتنفيذ بإقامة دولة فلسطينية، وأنها “النكبة” نشأت وترعرعت في أحضان تفاهم غربي سوفييتي ونفاق متشعب داخل القوى السياسية الفاعلة في دول أوروبا الخارجة لتوها مع أمريكا من حرب عالمية، وأن “النكبة الأولى” حققت بعض أهدافها الإسرائيلية، فقد تسببت في تغيرات بعضها حاد في عدد من الأقطار العربية وحفزت المقاومة ضد الاستعمار الغربي حتى تحقق للمقاومة النصر. من المسلمات أيضا، أن فضلا كبيرا يعود إلى المحرقة التي استخدمها الغرب وإسرائيل كدرع يحمي الدولة الإسرائيلية الناشئة من غائلة التقلبات في العلاقات الدولية ومن غضب العرب، باعتبار أنها، المبرر لاستمرار الوجود الصهيوني على أرض فلسطين. لا غرابة في التصريح بأن رد الفعل الإسرائيلي لطوفان الأقصى ربما «حرق المحرقة» أو أنه دنس، بين ما دنس، قدسيتها ومس بالضرر البالغ الهالة التي أحاطت بها. لا غرابة، ولكن أيضا لا مبالغة في القول بأن المحرقة كرمز محصن في دول عديدة بقوانين وتشريعات مختلفة ضد النقد والاعتراض والاحتجاج، راح يفقد الكثير من هذه الحصانة. أغفل أصدقاء إسرائيل حقيقة أن توحش جنودها ضد شعب غزة سوف يطفئ وهج المحرقة النازية، وبالتالي يضعف شرعية دولة إسرائيل. هذا صار جزءا مما يردده ملايين المشاهدين أمام شاشات التلفزيون وأجهزة المحمول.
الخذلان الألماني
لا يظن جميل مطر أنه رأى على امتداد حياته مسؤولا سياسيا منكسرا بالحرج وخيبة الأمل كما رأى بالأمس المسؤول الأول في ألمانيا يبرر مواقف حكومته، خاصة مواقف وزير الخارجية من حرب غزة، ثم التراجع عن هذه المواقف. أسمع أن ألمانيا حالة خاصة بسبب ما يسمى عقدة الذنب. أتجاسر مرة أخرى لأتوقع تطورات في ألمانيا تثبت أن هذه العقدة الشريرة جارٍ حلها، ولأتوقع أن تتخلى الأجيال الجديدة في ألمانيا عن احترام ما رتبته هذه العقدة من التزامات رحنا أيضا نراقب باهتمام مواقف وسياسات رسمية أوروبية تعكس حال ارتباك. تحدثت مع مصدر قريب من مركز صنع القرار في الاتحاد الأوروبي. حاولت أن أتعرف على العوامل التي دفعت حكومات أوروبا إلى تغيير موقفها من حرب غزة.. فهمت أن العوامل أربعة وهي أولا، ضغط الرأي العام في داخل كل دولة. وثانيا، الضعف الظاهر في أداء واشنطن، إزاء تطورات الأزمة في غزة، وثالثا، انحدار مكانة ألمانيا في القارة الأوروبية. ورابعا: فشل فرنسا في الحلول محل ألمانيا، بل انكشاف تصاعد جديد في عنصرية قطاعات بعينها في نخبتها السياسية. لم يعد خافيا الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة ودول أوروبية على الدول العربية للقبول بصيغة مناسبة لمستقبل الحكم في غزة، وخلق نواة لشرق أوسط جديد. مرة أخرى يتداول الطرفان الأمريكي والإسرائيلي حول بدائل تضمن لإسرائيل الهيمنة التي تحقق الشروط التالية لأي بديل يتفق عليه، من هذه البدائل أن يبقى الأمن في يد إسرائيل في شكل احتلال إسرائيلي مباشر. كثيرون من حولنا يعتقدون أن هناك ما ينبئ بأن المستقبل الوشيك لإسرائيل سوف يحمل لنا وللفلسطينيين سوء المصير ما لم نسرع الخطى نحو تحرير منظومة السياسة الخارجية المصرية من قيود فرضتها ظروف مراحل سابقة، كشرط كاف وضروري نحو بناء منظومة فعالة للأمن الإقليمي تصد عن الأجيال العربية الجديدة هذا المصير..
يحتاج للمساندة
حين وقف أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، يلقي كلمة أمام معبر رفح، حاول أن يكون متوازنا قدر استطاعته، وبمعنى يكشفه سليمان جودة في “الوفد”، حاول ألا يدين إسرائيل وحدها، فقال إن العقاب الجماعي الذي تمارسه في حق المدنيين والأطفال والنساء في القطاع هو عقاب لا مبرر له، وإن الهجوم الذي قامت به كتائب عز الدين القسام على المستوطنات الإسرائيلية المجاورة لغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول كان كذلك بلا شيء يبرره. والقصة ليست هكذا بالضبط، ومع ذلك، فهو لم يشأ أن يستفز حكومة التطرف في الدولة العبرية أكثر، فقال ما قاله وهو يتحدث إلى الإعلام من أمام معبر رفح. أما لماذا تبدو القصة غير دقيقة؟ فلأن هجوم السابع من أكتوبر كان له ما يبرره بالتأكيد، ولأن هؤلاء الذين قادوا الهجوم لم يقودوه من فراغ، وإنما فعلوا ما فعلوه بعد أن استبد بهم اليأس من سلوك حكومة بنيامين نتنياهو تجاه الفلسطينيين عموما، لا اتجاه غزة وحدها، ولا تجاه الضفة الغربية في حدودها. وإلا، فهل كان الهجوم سيقع لو كانت تل أبيب جادة في الذهاب لحل عادل وشامل للقضية في فلسطين؟ غوتيريش نفسه يعرف ذلك، وسبق أن أشار إلى أن الهجوم لم يقع من فراغ، ولكنه حاول أن يكون متوازنا قدر طاقته، وحاول ألا يدين طرفا دون طرف، ولكنه لم يجد إلا حملة ضارية من الهجوم انطلقت ضده من إسرائيل. والغريب أن الحملة تعاملت مع كلامه على طريقة «ولا تقربوا الصلاة» فقالت إنه اتخذ موقفا ضد إسرائيل، ولم يشأ أن يتخذ الموقف نفسه ضد حركة حماس.. وهذا كذب صريح وتضليل للمتابع بلا حدود، لأنه من الأمانة عند الإشارة لكلامه أن يقال الكلام كله دون تجزئة، ودون انتزاع فقرة منه ثم وضعها في غير سياقها الطبيعي. وصل الأمر مع يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي، إلى حد أنه قال إن منظمة الأمم المتحدة في ظل وجود غوتيريش على رأسها صارت تؤوي الإرهاب وتشجعه.. فهل صار الانتصار للأبرياء من المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة إرهابا؟
دورنا غائب
إسرائيل تقدم كل فترة أفكارا ومقترحات بشأن اليوم الثاني في غزة، وكذلك الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية.. فماذا يفترض أن نفعل نحن العرب.. تساءل عماد الدين حسين في “الشروق”: هل نكتفي بالصمت ورد الفعل، أم أنه من المفترض أن تكون لدينا أفكارنا ومبادرتنا واقتراحاتنا؟ قبل أيام قليلة حضرت سحورا رمضانيا في مقر سكن السفير الأردني في القاهرة أمجد العضايلة، ضم مجموعة قليلة من السياسيين والمفكرين وشخصية سياسية عربية مرموقة. الحديث تناول آخر تطورات العدوان وتوقعات كل شخص وإلى أين نحن ذاهبون، لكن أهم ما لفت نظرى أن غالبية الحاضرين أكدوا ضرورة أن تكون هناك أفكار عربية كثيرة بشأن مستقبل القضية الفلسطينية وليس فقط قضية غزة، حتى لا نترك الساحة فقط للأصوات الإسرائيلية وداعميها في الولايات المتحدة وأوروبا. معظمنا كعرب يندد بإسرائيل وعدوانها الوحشي، وهو أمر طبيعي لأي مواطن ينحاز للإنسانية والعدل والحق، لكن يفترض أن هناك من يجب أن ينشغل بعد الشجب والإدانة بتقديم الأفكار والمقترحات. نعلم أن جزءا من العقلية الغربية ينشغل طوال الوقت بتقديم الأفكار والمقترحات. سيقول البعض ولكن إسرائيل تضرب بالسياسة والقانون عرض الحائط، بل تتجاهل كل القوانين والقرارات الدولية، فما الداعي لتقديم أفكار ومقترحات نعلم تماما أنها لن تؤدي إلى شيء؟ الكلام يبدو منطقيا، لكن بما أن الفلسطينيين أضعف عسكريا ولا يملكون إلا صدورهم العارية، وقوة عسكرية غير نظامية، وطالما أن الدول العربية ليست في وارد الدخول في عمل عسكري ضد إسرائيل، فمن الطبيعي أن تكون التحركات العربية سياسية ودبلوماسية واقتصادية وقانونية وإعلامية.
الكرة في ملعبنا
من المهم وفقا لعماد الدين حسين، أن يكون للعرب رؤية وأفكار ومبادرات حتى لا نصبح دائما أسرى للأفكار والتحركات الإسرائيلية والأمريكية. حينما تقول إسرائيل مثلا أنها تنوى الاستمرار في السيطرة الأمنية على غزة أو اقتطاع جزء من مساحتها، لإقامة شريط أمني على حدودها، أو تستمر هناك لمدة ثماني أو عشر سنوات، فإنها تختبر الجميع من أول الفلسطينيين إلى العرب إلى الولايات المتحدة وأوروبا. وبالتالى فمن المهم أن يكون للعرب أو الأطراف الفاعلة مبادرات وأفكار مضادة. ليس مطلوبا من العرب أن تجد كل أفكارهم ومبادراتهم طريقها للتطبيق، وعلى حد قول أحد الحاضرين في هذا السحور، فإنه لو طرح طرف معين 100% من الأفكار والمبادرات، وحقق منها 30% فقط فهذا شيء طيب وجيد جدا، لأن هناك أطرافا أخرى تطلق أفكارا ومبادرات، وبالتالي فإن تجد 30% من أفكارك ومقترحاتك مطبقة وتقبل بها بقية أطراف الأزمة، فهذا يعني أنك طرف فاعل، أما أن تجلس صامتا فلن تملك وقتها إلا الرفض أو القبول الجزئي، وهو ما يعني أن الخصم سوف يحقق جميع أهدافه أو معظمها في حين أنك لن تحقق شيئا. العرب طالما أنهم لا يملكون حسم المعركة عسكريا، إذ أن إسرائيل مدعومة بأقوى قوة في العالم، فإن الظروف تحتم عليهم طرح أفكار ومبادرات واقعية وأن تكون لديهم علاقات وآليات تمكنهم من ترجمة هذه المبادرات على أرض الواقع وألا يظلوا أسرى لرد الفعل على مبادرات إسرائيل وأمريكا.
كلاهما خادم
يبدو التنافس على قلب إسرائيل بين ترامب وبايدن على أشدهما أملا في حسم الانتخابات المقبلة.. وحسب بلال الدوي في “الوطن” لا ينسى الإسرائيليون أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فعل كل شيء لصالح إسرائيل، فهو أول رئيس أمريكي يعترف بـ”القدس” عاصمة لإسرائيل، كما أنه حرص على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعترف أيضا بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والجولان المحتلة، لدرجة أن ترامب قال في أحد مؤتمراته الصحافية نصا: ما مِن رئيس أمريكي ساعد إسرائيل بِقدر ما فعلت أنا.. لذلك حينما جاء بايدن وتولى رئاسة أمريكا عمل على تقديم كل العون والمساعدة لإسرائيل، ومُنذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والرئيس الأمريكي بايدن يفعل الكثير لإرضاء إسرائيل، فقد تجاوز اختصاص الكونغرس (5) مرات وأرسل مساعدات عسكرية ومالية، وحضر اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلي، واستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن عِدة مرات لحماية إسرائيل وعدم إدانتها.. لكن خلال الفترة القليلة الماضية ظهرت الخلافات بينه وبين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي وزادت حِدتها، فخرج بايدن وقال نصا: هناك (30) ألف قتيل، حسب تصريحاته، في غزة معظمهم من الأطفال والنساء واقتحام رفح خط أحمر.. كما أن كبار المسؤولين الأمريكيين انتقدوا تصميم نتنياهو على اقتحام رفح بداية من أنتوني بلينكن وزير الخارجية ولويد أوستن وزير الدفاع وجاك سوليفان مستشار الأمن القومي وجون كيربي مُنسق الاتصال في مجلس الأمن القومي الأمريكي، لكن التصريحات الأخيرة الصادرة من كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي كانت بمثابة ضربة قاضية للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، التي قالت فيها: أن اقتحام رفح مرفوض ولا أستبعد أن تكون هناك عواقب أمريكية على إسرائيل.
في انتظار ترامب
كل الضغوط الأمريكية الرسمية لا تختلف من وجهة نظر بلال الدوي عن الضغوط التي مارسها عدد من كبار قادة الكونغرس المنتمين للحزب الديمقراطي الموالى للرئيس بايدن، ومنهم كريس كونز الذي قال: إن اقتحام رفح غير قابل للتنفيذ على الإطلاق ومن الصعب تَقبُل ذلك الأمر، وتشاك شومر زعيم الأغلبية في مجلس النواب، الذي حذر نتنياهو ودعا لانتخابات مُبكرة في إسرائيل وضرورة تخلي نتنياهو عن وزراء متطرفين في حكومته، وقد جاءت تصريحات أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بمثابة عامل ضغط كبير على أمريكا وإسرائيل معا، التي قال فيها نصا: إن أمريكا لديها قدرة خاصة للضغط على إسرائيل لمنع اقتحام رفح.. وقد اعتبر الإسرائيليون امتناع أمريكا عن استخدام الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة بمثابة تخل أمريكي عن الدفاع عن إسرائيل، ليس هذا فقط، بل اعتبروا القرار غير مُلزم وهو مُجرد توجيه أو موقف من الأمم المتحدة حيال الأزمة فقط.. لكن نتنياهو رد على بايدن وقرر عدم إرسال اثنين من كبار مستشاريه إلى واشنطن وهما (وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنجبي) وكان مُقررا لهما أن يلتقيا بجاك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي لمناقشة بدائل اقتحام رفح.. المسؤولون الأمريكيون والرأي العام الأمريكي أصابتهم صدمة كبرى من تعامل نتنياهو، غير المسؤول بعد أن قدمت أمريكا كل هذا الدعم العسكري والدبلوماسي والمالي، لإسرائيل، لكن التسريبات الأخيرة التي نشرتها الصحف الأمريكية نقلا عن مسؤولين أمريكيين كبار تقول: إن إجراء اتصال تليفوني بين بايدن ونتنياهو، ليس على جدول أعمال بايدن في الوقت الحالي.
جدير بالاحترام
يُحيى الفلسطينيون كلّ سنة، في 30 مارس/آذار، ذكرى «يوم الأرض»، وتتزامنُ الذكرى التاريخية هذه المرة مع حدث مهم في مسيرةِ القضيةِ الفلسطينية. اعتمادَ مجلسِ الأمنِ الدولي لمشروعِ قرارِ الوقف الفوري لإطلاقِ النار في غزة، وفلسطين عامة، تراه حبيبة المحمدي في “المصري اليوم” قرارا تاريخيا، وأيضا نجاحا كبيرا للدبلوماسية العربية التي كثيرا ما طالبتْ بذلك، والعاقبة لتحريرِ فلسطين كاملة بحول الله. ودون أدنى شوفينية، أرى أن ما تقوم به الدبلوماسيةُ الجزائرية من أجلِ القضية الفلسطينية جدير بالاحترام والتقدير. الجزائر لطالما (كانت القضيةُ الفلسطينية أولويةَ الأولوياتِ بالنسبة لها؛ كما صرّح وزيرُ خارجيتِها، وبأنَّها ستواصلُ جهودَها في مجلسِ الأمنِ نصرة لفلسطين). جهودٌ كبيرة بذلتْها الدبلوماسيةُ الجزائرية من أجلِ الدعوة إلى وقفِ إطلاقِ النار والعدوان على فلسطين عامة وغزة خاصة. وكان قد تبنّى مجلسُ الأمن الدولي دعوةَ الدول العربية الرافضة للعدوان على دولةِ فلسطين الشقيقة، الدول ذات الكرامة والعزة، التي لا تقبلُ ما يحدث لدولةٍ شقيقة من عدوانٍ واحتلال، وعلى رأسِ هذه الدول العظيمة «مِصر» و«الجزائر» وغيرهما من الدول التي تنبذُ العدوانَ ضد الإنسانية. وأخيرا يرتقى مجلسُ الأمن إلى حجمِ المسؤوليات التي تقع عليه، باعتباره المسؤولَ الأوّل عن حفظِ السلمِ والأمن الدولييْن. وفى كلمته، قال ممثّلُ الجزائر في الأمم المتحدة، (وعدنا بألا نملّ ولن نكلّ حتى يتحمّلَ مجلسُ الأمنِ مسؤولياتِه غير منقوصة، وعدْنا بطرقِ أبواب المجلس، وها نحن اليوم مع جميع الدول المنتخبة في المجلس في رسالةٍ واضحة للشعبِ الفلسطيني، مفادها أن المجموعةَ الدولية بمختلفِ أطيافِها تشعرُ بآلامِكم ولم تتخلَّ عنكم). وأضاف: نشكر أعضاءَ مجلس الأمن على تصويتِهم على وقفِ إطلاق النار بغزة فورا من أجل وضعِ حدٍّ للمجازر، ولمعاناةِ الشعبِ الفلسطيني. وقد اعتبرَ القرارَ بداية نحو تحقيقِ آمالِ الشعبِ الفلسطيني. حقا، للحريةِ رجالُها، وللنضالِ قياداتُه، وللأوطانِ زعماؤها، ولأنَّ الصمتَ تواطؤٌ وخذلانُ، فإنَّ صوتَ الحقِ يجبُ أن يُرفعَ في وطنِنا العربي الكبير دعما للشعبِ الفلسطيني الشقيق في قضيتِه العادلة. ويبقى النضالُ والمقاومة ليسا بالسلاح فحسب، بل أيضا هناك تأثير كبير لقوةِ الدبلوماسية؛ فطوبى لكلِّ وطنٍ عربي رفعَ صوتَ الحقِ عاليا من أجلِ نصرةِ القضيةِ الفلسطينية، وأخرسَ صوتَ الباطلِ، صوتَ المُحتلِ الظالمِ الغاشم.
لا ينفع الندم
يولي خالد حمزة في “المشهد”، اهتماما كبيرا بتخلص الحكومة عن مزيد من الأصول التي لا تقدر بثمن على حد رأي العديد من المهتمين بالشأن الاقتصادي: بعنا رأس الحكمة وحصتنا في كام شركة مربحة وأصولنا في كام مبنى لا يقدر بثمن في وسط البلد، والجايات أكتر من الرايحات. قالت لنا الحكومة والإعلاميون إياهم ورجال الاقتصاد الملاكي، إن الخير مقبل لا محالة، خاصة بعد أن حررنا الدولار وليس الجنيه، واعتبرنا ما قمنا به من رفع سعره في البنوك من حاجة وتلاتين لحاجة وأربعين.. نصرا تاريخيا وفتحا لا يشق له غبار. قالوا لنا إن الأسعار هتنزل خاصة بعد أن أفرجنا عن السلع المستوردة والمكدسة في الموانئ بسبب الدولار. وبعد أن تكدس الدولار في البنوك ووقف الناس بالطوابير للتخلص منه. وبعد أن تلقى تجار السوق السوداء الوحشيين الضربة المزدوجة الفتاكة. ولكننا صحينا زي كل يوم علي الكابوس نفسه فلا الأسعار انخفضت ولا السكر موجود وبـ27 جنيها للكيلو كما وعدونا. وأرادوا أن يجودوا أكتر ويزيدوا الطين بلة فوق بلة فرفعوا أسعار البنزين ومعاه السولار بالمرة. ولكنهم بقلبهم الرحيم أكدوا لنا أن رغيف الغلابة هيفضل كما هو بخمسة صاغ فقط لا غير. وبالمقابل ارتفعت أسعار النقل وبات الناس يحسبون حسبة برما مع أسعار كل شيء بداية من الفواتير الثابتة وتفويل العربية التي تغنيهم عن سؤال اللئيم. ومرورا بأسعار الأكل والشرب وانتهاء بسعر أي مشوار بسيط ينوون إنجازه ومكره أخاك لا بطل. ويبدو أنها قصة الأمس تتكرر اليوم وربما غدا وبعد غد. ويبدو أنها نصيب كل من ساقه حظه العثر أن يكون مصريا، وأن يولد ويعيش ويموت في مصر. ويبدو أنها سياسة الحكومة منذ عقود إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. ويبدو لي أنا وأنت أن الحكومة بتاخد من ده ولا تعطي ده. ولكنها تعيش اليوم بيومه وتلبس طاقية ده لده.
وعود في الهواء
أعرب عبد المحسن سلامة في “الأهرام”، عن إمله في أن تَصدُق الحكومة فيما وعدت به حينما أعلنت عن بدء انخفاض أسعار 20 سلعة خلال 48 ساعة بما يتراوح بين 15 و20% على أن تستمر معدلات انخفاض أسعار هذه السلع لتصل إلى 30% بعد عيد الفطر. الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أشار إلى الانفراجة الاقتصادية الكبيرة التي حدثت مؤخرا، بدءا من توقيع اتفاقية صفقة رأس الحكمة، مرورا بتوقيع اتفاق صندوق النقد، وأخيرا تفعيل الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، موضحا أن المواطن يتساءل، ويستفسر، عن أثر ذلك على تراجع أسعار السلع، والمنتجات، مضيفا أن الحكومة تمكنت، بالتعاون مع الجهاز المصرفي، من إنهاء إجراءات خروج بضائع من الجمارك بقيمة تزيد على 4.5 مليار دولار بعد أن تم توفير الاعتمادات الخاصة بها. رئيس مجلس الوزراء كشف عن تلاعب بعض المستوردين، حينما رفضوا خروج البضائع في انتظار المزيد من الانخفاض في سعر الدولار، ما جعله يتخذ الإجراءات الكفيلة ببدء مصادرة هذه البضائع، وتطبيق القواعد القانونية عليها، باعتبارها بضائع مهملة، ورواكد، تدخل الدولة في هذه الحالة ليس بديلا عن القطاع الخاص، وإنما هو ضرورة لتصويب مسار خاطئ، وعشوائى ظهر خلال الفترة الماضية، وأدى إلى حدوث طفرة عشوائية ضخمة في زيادة الأسعار. بعض التجار، للأسف، استغلوا الأزمة وأسهموا في مضاعفة آثارها السلبية بسلوكياتهم الجائرة، وأساليبهم الاحتكارية، وافتراض أسعار وهمية للدولار، ما ضاعف من تأثير الارتفاع على المواطن البسيط. تدخل الدولة هنا أصبح «ضرورة» لضبط الأسعار من خلال اتخاذ الإجراءات القانونية بمصادرة السلع، والبضائع من الجمارك حال رفض أصحابها تسلمها، وكذلك دخول الدولة كمستورد مؤقت لبعض السلع، والبضائع من أجل زيادة المعروض في الأسواق، وإحداث التوازن بين العرض والطلب، وكلها إجراءات أصبحت ضرورية لعودة التوازن إلى الأسعار بعد الانفراجة الاقتصادية الكبيرة التي حدثت مؤخرا. المهم أن تستمر «عين الحكومة الحمراء»، وألا تهدأ أو تغفل إلا بعد تنفيــذ وعودهـــا.
يا مستني السمنة
الرجل رئيس الوزراء لم يطلب على حد رأي حمدي رزق في “المصري اليوم” الكثير من كبار مصنعي ومنتجي وموردي السلع الغذائية، والهندسية والإلكترونيات، وممثلي كبريات السلاسل التجارية، (يمثلون أكثر من 70٪ من حجم السوق). أقل القليل، فحسب خفض الأسعار خلال 48 ساعة بما يتراوح بين 15٪ و20٪، على أن تزيد مستويات الانخفاض تدريجيا خلال الأيام المقبلة، لتصل إلى 30٪ بعد عيد الفطر..أخشى أن المهندس مدبولس كان يسأل الشخص الخطأ: «يا مأمنة للتجار يا مأمنة للمية في الغربال»، والكلام للفريق الحكومي المفاوض، ولو أقسم التجار بأغلظ الأيمانات، ولو وقع الموردون على تفاهمات، اللي فيه داء السعار لا يكف عن النهش. يا مستني السمنة من بطن النملة لا أنت طابخ ولا قالي… والكلام إليك يا جارة، أخشى خسارة الحكومة تلك الجولة المفصلية في معركة السيطرة على الأسواق. بالسوابق التجار (تجار الأرنص) يُعرفون، وينكصون عن التفاهمات الحكومية، كم تفاهمات جرت قبل، وهنروح بعيد ليه، إذا كانت سياسة التسعير قد نجحت في لجم أسعار السكر، يمكن البناء عليها في سياسة التسعير التفاهمي الذي تتبناه الحكومة. حذارِ من غدر التجار، تجار الأقوات مثل تجار القات لا يرعوون لتفاهمات ولا يفون بعهود، وفي مثل هذه الحالات ينصح المسرحي الأيرلندي جورج برنارد شو، (قبل أن تبدأ بالشيء، عليك أن تفكر كيف تُنهيه)، مهم أن تفكر الحكومة في إنهاء سعار الأسعار.
التسعيرة الجبرية
آخر الدواء الكي، الكي بالتسعيرة الجبرية، اعتبره حمدي رزق قد يكون حلا أخيرا: ترك السوق سداحا مداحا لشهوات التجار لا يستقيم مع قوانين السوق في المراجع الاقتصادية المعتمدة دوليّا، ولسنا استثناء. لا يصح ترك المستهلك أعزل في مواجهة سعار التجار. وهذا أقل القليل، الواجب المستوجب على الحكومة، ولا عذر لها في ظل توجيهات رئاسية بكبح الأسعار تخفيفا عن كاهل الطيبين، خلصت فيك يا مدبولي كل الكلام، من أغنيات عمرو دياب، الحكومة في السوق مثل الطيف في المنام، على طريقة أنا زارني طيفك في منامي، إذا حضرت لا تُعد، وإذا غابت لا تُفتقد، بضم التاء. أن تأتي متأخرا خير من ألّا تأتي، الحكومة (والحمد لله)، تسجل حضورا بعد غياب طال، ليس كل تأخيرة فيها خيرة، الحكومة تأخرت كثيرا، الحكومة تتحرك على أرض زلقة، وتواجه شبكة عنكبوتية من اللوبيات الاحتكارية، التي تمكنت من مصادرة الأسواق لصالحها ومصالحها، وتموضعت، ولن تسلم للحكومة طواعية. الحكومة تيقظت متأخرا لمعاينة الأضرار، ومعالجة الآثار السلبية المتخلفة عن رفع يدها طويلا من الأسواق، تحت زعم حرية السوق، ونظرية العرض والطلب، وهذا زعم مخاتل. القضية لا هي عرض ولا طلب، ولا سوق حرة ولا سوق مقيدة، هناك احتكارات، والحكومة في قبضتها قانون الاحتكار، أخشى دون (التسعيرة الجبرية المعلنة)، وكأن الحكومة تنقش على سطح الماء. التفاهمات على التسعير (وديّا) تصح في سياقات طبيعية، ولكن في الأزمات المخططة التي تعكس بالسالب على الشارع، لا يجوز ترك المستهلك نهبا لشهوات التجار، عادة «تجار الأرنص» ينشطون في الأزمات لمص دماء المستهلكين دون استشعار لخطورة المسلك الانتهازى.
نخلة لكل أسرة
تقول الدكتورة سعاد أبو النصر في “الوفد”، إن لمصر شهرة بالتمور والبلح منذ فجر التاريخ وتعد «النخلة» الرمز الأصيل للهوية المصرية، حيث ترتفع للسماء وتقام عليها 13 صناعة ارتبطت بالمصريين منذ فجر التاريخ.. وأشهر محافظات مصر المنتجة لزراعة وتصنيع التمور هي الوادي الجديد ومطروح، حيث تمر سيوة وشمال سيناء ودمياط.. وكان «التمر» والبلح محور اهتمام لعدد من علماء مصر ومحافظي هذه المناطق المنتجة للتمر. محافظة الوادي كان لدى أبنائها موروث اقتصادي وجمالي وتراثي هو زراعة النخيل المثمر أمام المنزل البلدي القديم وفي مدخله وداخله.. بمعنى أنه يوجد نخلة أو أكثر أمام البيت ثم أخرى في مدخل البيت وفي الفناء الداخلي، حيث تربى الدواجن بأنواعها والبط والديك الرومي الشهير في الوادي الجديد وتتوسطه نخلة أو أكثر.. ويواصل اللواء محمد الزملوط محافظها الحالي جهوده في النهوض بالمحاصيل الزراعية وتصنيعها. عندما زرت الوادى الجديد لأول مرة في مارس/آذار 1983 قال لي العالم آدم حسون وهو أول من حصل على شهادة جامعية في الوادي وتخصص في الآثار وعادات وتقاليد وميراث وتراث هذه البقعة الغالية من مصر، التي تشكل 49.3% من مساحة مصر، إن «النخلة» الواحدة تنفق على أسرة كاملة ولهذا أتمنى الاهتمام بالنخلة في كل منزل وأمامه وداخله.. وأن تجد النخلة من يهتم بها ويعرف قيمتها الحضارية والجمالية والاقتصادية، وللأسف لدينا مصنع للبلح وتصنيعه وتصديره متوقف من 5 سنوات، وأيضا مصنع لتصدير البصل المجفف توقف لماذا لا أعرف؟ وبعد اللقاء بساعات تم تعيين المرحوم العالم الجليل الدكتور فاروق التلاوي محافظا للوادي الجديد وهو عالم في الزراعة، وأول ما قام به من نشاط عقب حلف اليمين الدستوري، هو الاهتمام بمصنعي البلح والبصل وتم الإنتاج والتصدير خلال 5 شهور فقط، وكان يزور الأهالي ويطلب منهم إمداد مصنع البلح بإنتاجهم المنزلي لحين تدبير الأمور.