القاهرة ـ «القدس العربي»: اكتفى المسؤولون المصريون بكلمات تعبر عن تمسكهم بالمسار التفاوضي الذي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي بشأن خلافات سد النهضة، الذي تشيده أثيوبيا على فرع النيل الأزرق وتخشى مصر من تأثيره على أمنها المائي.
وأعلنت إثيوبيا، أمس الأربعاء، عدم مشاركتها في الاجتماعات الثلاثية المُزمع أن تستضيفها العاصمة الأمريكية واشنطن اليوم الخميس وغدا الجمعة حول سد النهضة، مُشيرة إلى أنها طلبت من الولايات المتحدة إرجاء الجولة النهائية من المحادثات.
المتحدث باسم وزارة المياه والري والطاقة في إثيوبيا، بيزونه تولشا، قال في تصريحات صحافية: «أخطرنا الولايات المتحدة بأننا بحاجة إلى مزيد من الوقت للتشاور».
في المقابل أكد أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، التزام بلاده بالمسار التفاوضي الذي ترعاه الولايات المتحدة والبنك الدولي، وأن الهدف من الاجتماع الراهن في واشنطن وفق ما سبق واتفقت عليه الدول الثلاث، هو وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق ملء وتشغيل سد النهضة، الذي قام الجانب الأمريكي والبنك الدولي ببلورته على ضوء جولات المفاوضات التي أجريت بين الدول الثلاث منذ اجتماع واشنطن الأول الذي عقد يوم 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأضاف في بيان مقتضب نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية على «فيسبوك»، أن «وزيري الخارجية والموارد المائية والري سوف يشاركان في الاجتماع الوزاري الذي دعت إليه الإدارة الأمريكية، تقديراً للدور البناء الذي اضطلعت به الإدارة الأمريكية على مدار الأشهر الماضية في مساعدة الدول الثلاث للتوصل إلى الاتفاق المنشود».
وأضاف أن «مشاركة مصر في الاجتماع تأتي اتساقاً مع النهج المصري الذي يعكس حسن النية والرغبة المخلصة في التوصل إلى اتفاق نهائي حول ملء وتشغيل سد النهضة».
محمد السباعي المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري المصري، قال إن بلاده «كانت وما زالت حريصة على الوصول إلى توافق بين الدول الثلاث حول سد النهضة لتحقيق المصلحة المشتركة، دون تغول مصلحة دولة على أخرى».
وأضاف في بيان صحافي له أمس الأربعاء أن «مصر كانت وما زالت ملتزمة بمخرجات الاجتماعات السابقة حول سد النهضة»، موضحا أن «وزير الري محمد عبد العاطي والوفد الفني المرافق له وصل إلى واشنطن للمشاركة في الاجتماع طبقا للأجندة المقررة».
ويدل غياب إثيوبيا عن الاجتماع الذي تستضيفه واشنطن والذي كان من المفترض أن يشهد توقيع الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا على الاقتراح الذي أعدته الولايات المتحدة لتجاوز الخلافات بشأن حصة المياه السنوية التي تصل إلى دولتي المصب في السودان ومصر، على رفض أديس أبابا بنود المقترح.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل قبل أيام المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإثيوبي، ورئيس الوزراء السابق هيلا ميريام ديسالين.
وقال بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية في بيان، إن «السيسي أكد خلال اللقاء، التزام مصر بإنجاح المفاوضات الثلاثية بمسار واشنطن، وإنه مع قرب التوقيع على الاتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، فإن ذلك من شأنه أن يحفظ التوازن بين مصالح جميع الأطراف، ويفتح آفاقًا رحبة للتعاون والتنسيق والتنمية بين مصر وإثيوبيا والسودان، ويأذن ببدء مرحلة جديدة نحو الانطلاق لتطوير العلاقات المتبادلة بينهم، وما لذلك من مردود إيجابي وتنموي على منطقة حوض النيل بأسرها».
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قد أدلى أثناء زيارته إلى أديس أبابا قبل 3 أيام بتصريح، قال فيه إن اتفاق سد النهضة بحاجة لمزيد من الوقت لتصفية الخلافات، ما بدا مخالفاً للاتجاه الأمريكي السابق إعلانه هذا الشهر.
ولم تسفر مفاوضات استمرت 9 سنوات بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا عن أي اتفاق، لكن خلال اجتماع عُقد في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي برعاية أمريكية، حددت الدول الثلاث لنفسها مهلة تنتهي في 15 يناير/ كانون الأول الماضي للتوصل إلى اتفاق، قبل أن ترجىء الدول الثلاث موعد التوقيع لنهاية فبراير/ شباط الجاري..
جدير بالذكر أن طول سد النهضة يبلغ 1.8 كلم وارتفاعه 145 مترا، وهو سيصبح أكبر سد كهرمائي في أفريقيا، وتشدد إثيوبيا على أهميته لتنمية البلاد، ويتوقع أن يبدأ السد في إنتاج الكهرباء بحلول نهاية العام الجاري، فيما تتخوف مصر من تأثيره على أمنها المائي.
سيأتي اليوم الذي تندم فيه مصر لعدم ( تدمير ها ) لسد النهضة قبل انجازه النهائي.
تدمير ايه يا ولدي……………..هذه أثيوبيا وليست غزة…؟