أنطاكيا – «القدس العربي»: أجبرت الشرطة التركية في ولاية غازي عينتاب نحو 200 عائلة سورية على مغادرة مخيم حديقة “مسال بارك” المخصص لإيواء العائلات المتضررة من الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا فجر 6 شباط/فبراير الماضي، في الوقت الذي أبقت فيه الشرطة على العائلات التركية.
وذكر مصدر خاص لـ”القدس العربي” من المخيم، أن الشرطة أجلت كل العائلات السورية من المخيم المؤقت، وأبقت فقط على العائلات التركية، مؤكداً أنه تم جلب عائلات تركية إلى المخيم. واضطرت العائلات، حسب المصدر المقيم في المخيم إلى الانتقال إلى حديقة أخرى مجاورة، لكن الشرطة التركية فعلت الأمر ذاته، صباح الإثنين، حيث أجبرت العائلات مجدداً على مغادرة المنطقة.
واللافت أن إجراءات الإخلاء شملت حتى العائلات التي تضرر منزلها من الزلزال، كما يؤكد المصدر، موضحاً أن “عدداً من العائلات تدمرت منازلها، والأمر مثبت لدى السلطات التركية، بحسب بيانات إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد).
وتواصلت “القدس العربي “مع رئيس الجالية السورية في ولاية غازي عينتاب، الدكتور مصطفى الحسين، الذي قال إن إجراءات إخلاء المخيم ستشمل جميع العائلات السورية والتركية. وتابع أن ولاية غازي عينتاب باشرت بإزالة كل المخيمات داخل المدينة، بغية عودة الحياة إلى طبيعتها بعد مرور شهر على الكارثة. وبسؤاله، لماذا اقتصرت إجراءات الإخلاء على السوريين دون الأتراك؟ قال: إن “إدارة الهجرة أكدت لنا أن عمليات الإخلاء ستشمل الجميع”.
لاجئ سوري من عينتاب، قال لـ”القدس العربي” إن إدارة الولاية بدأت بتسليم العائلات التي تدمرت منازلهم “كرفانات” في مخيم مدينة نزيب التابعة للولاية، موضحاً أن “أي عائلة تدمر منزلها باستطاعتها الحصول على كرفان في المخيم”. لكن اللاجئ أكد في الوقت نفسه، أن غالبية العائلات لا تستطيع الانتقال إلى مخيم نزيب، لأن لديها عمل في غازي عينتاب.
وحسب اللاجئ ذاته، فإن الكارثة زادت من الممارسات “التمييزية” بحق اللاجئين السوريين، متسائلاً: “لماذا لم يتم إخراج العائلات التركية، كما فعلوا مع العائلات السورية؟، ألا يعد هذا نوعاً من العنصرية؟”.
صحافي سوري في عينتاب، أكد لـ”القدس العربي” أن عمليات الإخلاء جرت في المساء وسط أجواء باردة، مؤكداً أن المترجمين الذين كانوا مع الشرطة كانوا يرددون “ممنوع على السوريين البقاء هنا”، “فقط للعائلات التركية”. وكانت الأمم المتحدة، قد دعت الدول إلى استقبال وتوطين سوريين تضرروا من الزلزال في تركيا، مؤكدة أنهم يواجهون صدمة الخسارة والنزوح مرة أخرى، وقالت لمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان مشترك، إن “لاجئين كثيرين فروا إلى تركيا بحثاً عن الأمان والحماية، يواجهون الآن صدمة
الخسارة والنزوح مرة أخرى بعدما فقدوا منازلهم وسبل عيشهم”.
ودعا رئيس المفوضية فيليبو غراندي “للمساعدة في حماية هؤلاء اللاجئين الأكثر عرضة للخطر، وللمساعدة في تخفيف الضغوط على المجتمعات المحلية التي تأثرت هي نفسها بهذه الكارثة الإنسانية، تناشد المفوضية الدول لتسريع عمليات إعادة التوطين والمغادرة”، وأضاف أنه نظراً إلى أن العديد من اللاجئين المتضررين من الكارثة “في حاجة ماسة إلى المساعدة، فإننا نحض المزيد من الدول على تكثيف وتسريع العمليات، وإتاحة عمليات مغادرة سريعة من تركيا”.
وقبل يومين، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن عدد القتلى جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وصل إلى 45 ألفاً و968 شخصاً، لافتاً إلى أن من بين الضحايا 4 آلاف و267 سورياً قضوا في زلزال تركيا وشمال سوريا. ويعيش نحو مليوني لاجئ سوري في تركيا في الولايات التي ضربها الزلزال، وهؤلاء يجدون صعوبة كبيرة في تأمين المسكن، ويتحدثون عن تعرضهم للتمييز، وسط توقعات بأن ترتفع وتيرة هجرة السوريين نحو أوروبا في الفترة المقبلة.
الدكتور مصطفى الحسين “رئيس” الجالية السورية في ولاية غازي عينتاب، قال إن إجراءات إخلاء المخيم ستشمل جميع العائلات السورية والتركية وقال: إن “إدارة الهجرة أكدت لنا أن عمليات الإخلاء ستشمل الجميع”. لكن : الهجرة = نفقات بالآلاف