عمان- “القدس العربي”:
بعد انتخابات معادة جرت مساء الجمعة تمكن القيادي البارز والتاريخي في جماعة الإخوان المسلمين ومتزعم تيار الصقور الدكتور همام سعيد من الفوز بعضوية مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، لكن بعد انتخابات مكررة إثر تعادله الأسبوع الماضي بعدد الأصوات مع المرشح الشاب في الجماعة محمد شرف القضاة.
ورغم أن بعض رموز الحركة الإخوانية طالبوا الشيخ سعيد بعدم الترشح مقابل ضمان مقعد له في مجلس الشورى ضمن حزمة التعيينات الخالية من التنافس إلا انه أصر على إعادة الانتخابات عن أحد فروع غرب العاصمة عمان وحصل على المقعد بفارق 6 أصوات كما تردد عن منافسه.
ما حصل عموما على المستوى الإخواني مع الشيخ همام سعيد هو أقرب إلى رسالة من التيارات الشابة الراغبة في التجديد والتي تطالب قيادات مخضرمة بالتقاعد والانسحاب قليلا أو إخلاء بعض مقاعد الصف الأمامي في مؤسسات أهم جماعة سياسية وشعبية في الأردن.
لا يزال فوز سعيد بفارق 6 أصوات فقط وفي جولة معادة من العناصر التي تدير نقاشا داخل المؤسسات الإخوانية وتنطوي على رسائل لا علاقة لها هذه المرة بالملفات خارج أطر الجماعة
لا يزال فوز سعيد بفارق 6 أصوات فقط وفي جولة معادة من العناصر التي تدير نقاشا داخل المؤسسات الإخوانية وتنطوي على رسائل لا علاقة لها هذه المرة بالملفات خارج أطر الجماعة.
وأهم تلك الرسائل كما ترجح المصادر الإخوانية الإشارات الملغزة على وجود تيار شاب ضمن القواعد يرغب بالتجديد وتجاوز عباءة القيادات التاريخية بنفس حجم رغبته في تجاوز الصراع التياراتي والتصنيفات الثلاثية ما بين صقور وحمائم وجناح وسطي.
ويفترض أن ينهي الإخوان المسلمون في وقت قريب الأسبوع الحالي تشكيل مجلس الشورى الجديد بعدد يصل إلى 56 عضوا فيما تعمل التوافقات على اختيار مكتب تنفيذي ثم تسمية وانتخاب مراقب عام جديد للجماعة خلفا للشيخ عبد الحميد الذنيبات الذي أنهى ولايته الثانية ويطمح كما يقول مقربون منه الآن برئاسة كتلة القائمة الوطنية باسم الحركة الإسلامية لانتخابات 10 أيلول المقبلة.
وفيما وصل الشيخ سعيد بصعوبة إلى عضوية مجلس الشورى قد لا يحصل الشيخ الذنيبات وهو من أبرز رموز تيار الحمائم على مراده في الانتخابات البرلمانية العامة.
لكن وجود الشيخ سعيد بعد صعوبات في مجلس الشورى يمنح تيار الصقور في الجماعة نفسا إضافيا في إطار التعويض عن خسائر الصقور للعديد من مقاعدهم في مجلس الشورى.
الفكرة أن الشيخ سعيد قيادي تاريخي مؤثر والصقور سيسعون إلى الحصول على 3 أو 4 مقاعد إضافية في الشورى عند اختيار المقاعد الـ 7 الإضافية التي تختار بدون انتخابات.
ويتردد في أوساط الإخوان المسلمين أن الشيخ سعيد يدعم اختيار القيادي البارز في الحركة الإسلامية والأمين العام لحزبها الشيخ مراد العضايلة في موقع المراقب العام للجماعة.
ذلك برأي الخبراء تعبير عن رغبة شخصية وفردية عند سعيد أكثر من كونه تعبيرا عن ميول واتجاه تيار الصقور الراغب فيما يبدو مبكرا وقبل الوصول إلى منطقة التوافقات المعتادة في اختيار القيادي أحمد الزرقان ممثلا لتيار الصقور في موقع المراقب العام للجماعة.
الخلاف على مرشحين لموقع المراقب العام في صفوف جناح الصقور عنصر تجاذب إضافي يعزز نفوذ التيار الوسطي الذي عزز مواقعه ومقاعده مؤخرا في مجلس الشورى حيث زادت أو ستصل زيادة المقاعد التيار الوسطي إلى 25 % على الأقل هذه المرة بعد محاصصات المقاعد الـ7 فيما تراجع تيار الصقور ومعه الحمائم في مجلس الشورى لصالح مرشحين شباب أو مستقلين.
لا يمكن معرفة الصيغة التي سيرى صقور الإخوان أنها تعالج بروز رأيين بمرشحين لموقع المراقب العام في وضع قد يستفيد منه الحمائم والقيادي البارز الشيخ حمزة منصور الذي يتردد اسمه كمرشح قوي للمراقب العام ويعتقد أنه يمثل شخصية توافقية لا تعترض عليها تيارات الوسط ومن الصعب محاججة الصقور إذا ما اعترضوا.
ليس سرا أن تجاذبات الانتخابات الداخلية لا تنعكس على الموقف الجماعي لجميع أجنحة الإخوان في دعم حركة حماس والمقاومة الفلسطينية وفي النظرة لمعركة طوفان الأقصى وتداعياتها لكن في إطار كيمياء التفاهمات يمكن القول إن الجناح الأقرب إلى قيادات حماس هو الذي تمكن من تعزيز حضوره في مقاعد ومحاصصات الشورى.
بعد الانتهاء من تشكيل مجلس شورى الجماعة ومكتبها التنفيذي تشخص الأعين نحو موقع المراقب العام حيث التجاذبات والطموحات في ذروتها.
وحيث تراقب الحكومة والسلطات بالمقابل الرسائل الملغزة في اختيار الاسم وهويته وحيث ملفات أساسية مطروحة على الطاولة أهمها كيفية ونوعية المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة والخطوة التالية في تكتيك وإستراتيجية دعم معركة طوفان الأقصى.