الجزائر-“القدس العربي”:
انتخبت حركة مجتمع السلم (إخوان الجزائر) عبد الرزاق مقري رئيسا لها لولاية رئاسية ثانية في اختتام أعمال المؤتمر السابع للحركة الذي عقد على مدار ثلاثة أيام بالعاصمة الجزائرية، وذلك بأغلبية مريحة أمام منافسه نعمان لعور، فيما كان منافسه الرئيسي على الورق أبو جرة سلطاني رئيس الحركة السابق قد امتنع عن الترشح في آخر لحظة، لما أدرك أن الأمور تسير في غير صالحه.
وكان مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم قد انتخب في وقت مبكر من نهار أمس الأحد عبد الرزاق مقري رئيسا للحركة لولاية ثانية، بعد أن تمكن من حسم الأمور داخل مجلس الشورى، الذي اختار المواصلة في نهج المعارضة، والابتعاد عن سياسة المشاركة التي كان يدعو إليها التيار الثاني داخل الحركة، والذي يمثله أبو جرة سلطاني رئيسها السابق، فمقري حسم المعركة لصالحه قبل أن يدخل إلى حلبة المنافسة على الرئاسة إلى جانب نعمان لعور، الذي سبق له تولي رئاسة المجموعة البرلمانية للحركة، خاصة بعد عدم ترشح الأسماء الثقيلة لمواجهة مقري، فعبد الرحمن سعيدي دخل المؤتمر وهو رافض الترشح، إلا إذا كان ذلك بطلب من المؤتمرين، وأبو جرة سلطاني رئيس الحركة السابق تراجع عن فكرة الترشح لما أدرك أن الأمور محسومة إلى صالح مقري، وكذلك بالنسبة لعبد المجيد مناصرة الذي كان قد وافق على صهر حزبه السابق جبهة التغيير في حركة مجتمع السلم التي انشق عنها قبل سنوات، ثم أدرك أن لا حظ له في الترشح أمام عبد الرزاق مقري، وأعلن منذ بداية المؤتمر أنه لن يدعم ترشيحه.
وسعى مقري للظهور في صورة الرئيس الذي يحقق الإجماع والتوافق، بعد سنوات من الصدام مع من يخالفونه الرأي، بدليل أن أبو جرة سلطاني سبق أن انسحب من جلسة لمجلس الشورى قبل عدة أشهر، بسبب ما اعتبره إهانة من طرف مقري في حقه، وأعلن استقالته من الحركة ثم تراجع عنها، أما هذه المرة فقد وقف سلطاني أمام مقري في المنصة بعد إعلانه رئيسا للحركة، بعد أن دعاه إلى الوقوف إلى جانبه ووصفه بـ”فضيلة الشيخ”، حتى وإن كان الامتعاض باد على وجهه، عكس عبد الرحمن سعيدي الزاهد في الرئاسة الذي ظهر مبتسما.
وأكد مقري في خطاب ألقاه أمام المؤتمر أن انتخابه على رأس الحركة مجددا مسؤولية كبيرة، مؤكدا على أنه سيكون حريصا على توحيد الصف، والحفاظ على الديمقراطية الموجودة داخل الحزب، وأنه ما بعد المؤتمر هو الأساس، لأنها بداية الانطلاق نحو مرحلة جديدة، وأن السنوات المقبلة ستكون ذات أهمية، وقد تكون حاسمة لتاريخ الحركة، مشددا على أنه يمد يده إلى الجميع، للتعاون على صلاح البلد وخدمة الوطن، لتكون الحركة حزبا لا هدف له إلا خدمة الوطن ووحدته.
وقال عبد الرزاق مقري في تصريح للصحافة سنلتزم بالقوانين ومؤسسات الحركة وسنعمل بما يحقق مصلحة الوطن، وما يحقق مصلحة الحركة، وأن مواقفها السياسية هي تلك التي تخدم الوطن والمصلحة العامة، مشيرا إلى أن البلاد مقبلة على انتخابات رئاسية، وأن الحركة ستبحث في إمكانية تحقيق التوافق بين كل الجزائريين، من أجل تحقيق الانتقال السياسي والاقتصادي، وإذا لم يكن ذلك ممكنا، فإنها ستعمل أكيد على أن تكون المنافسة بين الأحزاب على أساس البرامج، منافسة ديمقراطية وشفافة، الهدف منها خدمة الوطن.
وأكد أن الأحزاب لا تتأسس إلا لخدمة بلدانها، وأن الحركة لن تستطيع أن تفعل شيئا إلا بمساهمة كل الجزائريين، واليد ممدودة لكل القوى السياسية والوطنية من أجل التعاون على مصلحة الوطن، مشددا على أن الخمس سنوات المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لحركة المجتمع السلم والوطن والأمة، وأن لا أحد يستطيع مواجهة هذه التحديات لوحده، وأن مؤسسات الحركة، وفي مقدمتها مجلس الشورى، هي التي ستفصل في موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي من المقرر إجراؤها في ربيع 2019.