الناصرة – “القدس العربي”:
لا تتوقف العنصرية في دولة الاحتلال على المستويين الرسمي والشعبي عند الفلسطينيين في الأرض المحتلة عام 1967؛ فهي تستهدف المواطنين الفلسطينيين فيها حتى أولئك الذين يخدمون في أجهزتها الأمنية منهم، بل تطال اليهود الشرقيين ويهود الفلاشا.
وكشف الخميس عن إدانة محكمة لشركة الطيران الإسرائيلية الرسمية “إلعال” بإهانة سيدة يهودية ومنعها من السفر مرات عدة لكونها زوجة شرطي درزي وتحمل اسم عائلته، وفرض غرامة مالية عليها. والحديث هذه المرة عن سيدة يهودية تدعى إيرينا شوفانية، التي أكدت تعرضها ثلاث مرات متتالية لتفتيشات وتحقيقات مهينة في مطار تل أبيب دون أي مبرر، وحرمانها في المرة الأخيرة من الصعود إلى الطائرة.
وتؤكد شوفانية أن منعها من صعود الطائرة ينم عن قرار تعسفي عنصري أساء لها فقط لحملها اسما عربيا. وشوفانية طبيبة أسنان تعمل منذ سنوات في شركة أدوية “جونسون أند جونسون” بوظيفة مستشارة. وفي 2012، تزوجت من يوسف شوفانية، وهو ضابط في الشرطة الإسرائيلية من الطائفة المعروفية، ويخدم في محطة شرطة الاحتلال داخل مستوطنة أرئيل، وسبق أن أدى خدمة عسكرية في جيش الاحتلال ضمن وحدة هندسية قتالية.
الولايات المتحدة
وفي أحاديث إعلامية، قالت إيرينا شوفانية، الخميس، إنها تضطر للسفر كثيرا كجزء من عملها، خصوصا إلى الولايات المتحدة، وعادة بواسطة شرطة الطيران الإسرائيلية “إلعال”. وهنا، بدأت قصة شوفانية التي انتهت بتقديم دعوى قضائية ضد “إلعال”، وبقرار قضائي يدين التعامل العنصري للشركة الإسرائيلية.
في الدعوى التي قدمتها شوفانية للمحكمة المركزية في تل أبيب، يتضح أنها منذ تزوجت من رجل عربي فإنها “تحظى” مرة تلو الأخرى بتحقيقات وفحوصات أمنية شديدة وبمعاملة مهينة وعدوانية من قبل حراس شركة “إلعال” وموظفيها، دون أي مبرر أو توضيحات، مما تسبب لها بأضرار نفسية ومالية.
كما يستدل أن موظفي شرطة الطيران الإسرائيلية حالوا دون صعودها إلى الطائرة دون أي سبب مقنع. وتابعت الدعوى: “لقد جرى التمييز ضد شوفانية بعكس بقية المسافرين في مطاري ميونيخ ونيويورك، حيث تعرضت لتفتيشات مذلة مست بخصوصيتها وبسمعتها دون أي مبرر وأي شك عيني”. وعن ذلك تقول: “وصلت في مايو/أيار الماضي إلى مطار نيويورك من أجل العودة للبلاد في إحدى طائرات “إلعال”.
تحقيق مهين
وتطالب شوفانية شركة “إلعال” بتعويض مالي بقيمة 25 ألف دولار لانتهاكها حقوقها الإنسانية الأساسية والمساس بها، وقامت بترتيب بعض الإجراءات كعادتها عبر الإنترنت من أجل توفير الوقت، لكن وعندما وصلت مطار كندي وجدت ذاتها وسط تحقيق أمني مطول وشديد.
وتتابع: “لم يكن هناك ما يبرر هذا التحقيق المهين سوى الدوافع العنصرية”. وروت تفاصيل ذلك بالقول إنها قدمت جواز سفرها لرجل الأمن الإسرائيلي كما في كل مرة، فأخذ يعاينه وسرعان ما انتحى جانبا ثم عاد بعد عشر دقائق من الهمس مع زميل آخر له وشرع بمسائلتها فأجابت بأدب، موضحة أنها تقيم في تل أبيب وأنها قادمة من نيوجيرسي، وأن زوجها من حيفا في الأصل، وأن سفرها جرى لغرض العمل وزيارة خاصة لشقيقتها. لكن رجل الأمن الإسرائيلي، كما يرد في لائحة الدعوى القضائية، طلب أن تجتاز عملية تفتيش وفحص أمني منفصل عند بوابة المطار، بعكس بقية المسافرين، ودون وجود شكّ عيني.
وتتابع: “حينما قالت شوفانية إن بحوزتها جهاز حاسوب محمولا تستخدمه في عملها، سارع رجل الأمن وقبل فحصه للقول إنه لن يسمح لها بالطيران مع الحاسوب. من جهتها، أوضحت شوفانية أن أنظمة عمل شركة الأدوية التي تعمل بها تمنع إيداع الحاسوب المحمول في حقيبتها الكبيرة، وعليها اصطحابه معها للطائرة كما فعلت في الماضي بعشرات الرحلات الجوية.
خسرت الرحلة الجوية
وأوضحت شوفانية أن كل محاولاتها لإقناع رجل الأمن بذلك قد قوبلت بالتجاهل وبجواب صارم قصير: “لست ملزما أن أقدم لك أي توضيحات”. وتقول إنها انتقلت للحديث مع مديرة الخدمات في شركة “إلعال”، ولكن دون جدوى، فبقيت في المطار وخسرت رحلتها الجوية، بعدما منعت من الصعود إلى الطائرة.
وكشفت أن ضابط الأمن قد أبلغ مديرة الخدمات في الشركة أنه حتى لو وافقت شوفانية على إيداع حاسوبها في الحقيبة الكبيرة وتتنازل عنه، فينبغي أن تقوم بتعبئة نماذج خاصة والقيام بإجراء فحوصات أمنية في غرفة منفصلة، زاعما أن ذلك سيسبب إعاقة انطلاق الطائرة في رحلتها. وأكدت أنها تنبهت لتلميحات واضحة في حديث رجل أمن إسرائيلي آخر بأنه ليس من المفضل أن تصعد إلى الطائرة، وأن موضوع الحاسوب لم يكن سوى ذريعة لتأخيرها وحرمانها من السفر بطائرة “إلعال” لكونها “مشبوهة أمنيا”.
ميونيخ بعد نيويورك
واضطرت شوفانية إلى البحث عن رحلة جوية أخرى في ساعات بعد ظهر اليوم التالي، بعدما قامت مديرة ثانية في الشركة بالاعتذار لها وترتيب سفرة بديلة لها. وتوضح أنها تعرضت لإحراج شديد ولخسائر مالية بعدما اضطرت لاستئجار سيارة تاكسي تقلها من وإلى المطار مجددا، علاوة على خسارة لقاء عمل مهم حدد من قبل وبمشاركة عدد كبير من الأشخاص في مقر الشركة في البلاد.
ولاحقا رفضت شركة “إلعال” الاعتذار والتعويض رسميا، وقالت في رسالة جوابية لشوفانية إنه من حقها اتخاذ قرار بمنع مسافر من السفر معها بحالات معينة، خصوصا عندما توجد أسباب أمنية. وكشفت أن القضية لم تنته هنا؛ ففي سفرة لاحقة تعرضت لمعاملة مهينة من قبل حراس الأمن الإسرائيليين في مطار ميونيخ في يونيو/حزيران الماضي، حيث تم احتجازها بخلاف بقية المسافرين وإخضاعها لتحقيقات وتفتيشات مماثلة لتلك التي تعرضت لها في مطار كندي.
وقالت إن موظفي “إلعال” احتجزوها داخل غرفة مدة ساعة ومنعوها من الذهاب إلى المرحاض، وبعد التفتيش أبلغوها أن فرشاة الأسنان تثير شبهاتهم الأمنية ومنعوها من الصعود للطائرة.
الإهانة العميقة
وتتابع شوفانية في حديثها للقناة الإسرائيلية الثانية: “بعد الفحوصات الأمنية المهينة قبيل الإقلاع، تم نقلها للطائرة داخل سيارة أمنية وكأنها أسير أمني هرب من سجنه ووجب فصله عن بقية المسافرين”.
وقالت إنها شعرت بالإهانة العميقة الموجعة بعدما تم فصلها عن بقية المسافرين وإخضاعها لتحقيقات مذلة، وبدلا من الاستمتاع بسفرها والقيام بالتسوق في متاجر المطار تم نقلها بسيارة أمنية إلى الطائرة بعد إهانتها والتنكيل بها. كذلك أوضحت أن موظفي شركة الطيران الإسرائيلية قد أخضعوها لتحقيقات مهينة في سفرات أخرى تخللها توجيه أسئلة وقحة تنتهك خصوصيتها؛ كالقول “هل لديك أولاد؟ ولماذا لا يوجد لديكما أطفال؟ وكيف تقيمين علاقاتكما الزوجية؟”.
وأحه الديموقراطيه في الشرق الأوسط كما يتشدق الكذابين
*اسرائيل كيان (عنصري) حتى النخاع.
الغرب يعرف هذه الحقيقة ولكن يتجاهلها
خوفا من انتقام الصهاينة(الأشرار ).