القاهرة ـ ‘القدس العربي’ أبرز ما في صحف أمس الخميس 6 فبراير/شباط كان الحديث الذي أدلى به المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع لزميلنا أحمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة ‘السياسة’ الكويتية بأنه قرر الترشح للرئاسة ومما قاله له:
سنُصدق الناس القول لن نتلاعب بأحلامهم ولن نقول لهم ان لدينا عصا سحرية سأقول لهم تعالوا نشبك أيدينا بأيدي بعض ونعمل معا لبناء مصر بلد التسعين مليون نسمة، وقريبا جدا نتوجه إلى العمل على تطبيق ما طالب به شعبنا ونضع خريطة طريق تنموية، ونعمل على إيجاد بيئة جاذبة للاستثمار المصري والعربي والأجنبي، ونعدل ما لدينا من قوانين ليتناسب مع ذلك.
أما الموضوع الآخر الذي يستحوذ على اهتمام الغالبية فهو الرعب الذي تسببه الخلافات حول تشخيص موجة الانفلونزا، أهي انفلونزا خنازير أم طيور. أما زميلنا من صحيفة ‘الأخبار’ إمام الساخرين أحمد رجب، فأكد أنها طيور وخنازير معاً، وهي ستصيب كل شخص له اسم طير، ولذلك تكرم بتحذيرهم قائلا في بروازه المتميز ـ نص كلمة – أخيرا كشفت وزارة الصحة أن الأنفلونزا القاتلة ليست شتائية عادية، بل هي انفلونزا الطيور والخنازير، وناشدت الوزارة المواطنين المتسمين بأسماء الطيور، مثل عصفور وغراب وديك وبلبل وشاهين وكروان وباز ونسر وصقر، أن يتجنبوا العدوى، وأن يتجنب صاحب المرسيدس اسم سيارته الخنزيرة، وحتى يجنب الأهالي بناتهم الفيروس عليهم أن يكفوا عن مناداة البنات بأسماء الدلع مثل وزة وهدهد وبطة.. كما نشرت الصحف قرار تأجيل محاكمة مرسي وآخرين من الإخوان في قضية قصر الاتحادية إلى الأول من مارس/اذار. كما واصلت الأحزاب والقوى السياسية مشاوراتها لتحديد مواقفها من انتخابات رئاسة الجمهورية ومجلس النواب واستمرار الشرطة في رفع الحواجز الخراسانية من عدد من الشوارع وتعقبها للمطلوبين من الإرهابيين. والى بعض ما عندنا.
المرأة المصرية تختار
من يحترم ويعترف بأن مصر أم الدنيا
ونبدأ بتوالي ردود الأفعال على ترشيح المشير عبد الفتاح السيسي، حيث قامت الأستاذة بجامعة القاهرة الجميلة الدكتورة عزة أحمد هيكل يوم الثلاثاء في جريدة ‘الوفد’ بالرد على الإخوان المسلمين بسبب هجومهم عليها لتأييدها السيسي، وبينت أسباب حب المرأة المصرية له فقالت:’الست المصرية تختار وتحب الفريق المشير السيسي لأنه وسيم.. انه تفكير وتحليل ذكوري يتصور أن المرأة تنظر إلى مفاتن الرجل ووجهه ووسامته وجسده.. ولون عينيه وابتسامته.. وملابسه وهو تفسير خاطئ علميا ونفسيا وثقافيا. العديد من المدارس النقدية النسوية تطالب بإعادة تقييم وقراءة التاريخ والأدب الإنساني العالمي من منظور جديد ألا وهو رؤية وتقييم وشهادة المرأة. النساء لا ينظرن إلى الخارج وإلى المظهر كما يفعل الرجال وتزوغ الأعين وتتحرك الغرائز والنوازع وقد تهدم بيوت وترتكب معاصي ومحارم.. طبيعة المرأة أنها تتحرك مع الرقة والحنان والرجولة والحماية والشعور بالطمأنينة والسكينة والأمن. ان نساء مصر حين يخترن الجنرال الذهبي الأصيل يخترن كل جنود مصر وكل قادتها وكل من يحمي الأرض وكل من يؤمن العيش والمستقبل. إن اختيار المرأة ومساندتها للسيسي ليس إلا لأنه رمز لكل بطل ولكل جندي ولكل فارس ولكل محارب ولكل ضابط شريف وطني أصيل ينتمي إلى هذه الأرض ويذود عن هذا الوطن. من يحترم المرأة وأدميتها وخصوصيتها ويعطيها قدرها ومكانتها ويوجه خطابه لها على أنها شريك أصيل في الحكم وفي الحياة، وفي ذات الوقت يعترف بقدرتها وقوتها في تحريك أسرتها الصغيرة والكبيرة، ومدى تأثيرها على ذويها وتحملها المشاق والصعاب وتحديها للخوف. فهي تواجه الموت بالحياة ولا تقبل العزاء، وإنما تثأر في كبرياء. إنها المرأة المصرية التي أنجبت مئات بل آلاف الجنرالات والجنود العظام، الرجال الذين تطال قاماتهم الجبال وعنان السماء.. المرأة التي ربت وكبرت وعلمت جيلا من الرجال والنساء وما زالت تعطي المثل وتقدم الكثير، إنها لن تختار إلا من يحترم ويحنو ويحمي ويقدر ويعترف بأن مصر أم الدنيا.. وأنها نور عينيه وعيون كل المصريين’ .
مشكلات مصر داخليا
وخارجيا أكبر من أن نحصرها
ونغادر ‘الوفد’ ونترك عزة احمد هيكل الوفدية إلى زميلتنا الناصرية في ‘الأخبار’ نهاد عزة وقولها في اليوم نفسه:
‘قد يكون المشير عبد الفتاح السيسي هو رجل المرحلة الخطرة التي تعيشها مصر حاليا ولهذا سأعطيه صوتي فليس امامي غيره لتحقيق حلم مصر الكبرى، ولكنني خائفة عليه من تغيير الصورة. أريد أن يبقى دائما البطل الشعبي المغوار حلم النساء والرجال والشيوخ والأطفال الذي خلصهم من الشيطان ورفعهم إلى عنان السماء، أخاف عليه واخشى إذا أصبح رئيسا لمصر، وفي اللحظة التي يتقلد فيها منصب الرئيس ستنتهي الأسطورة الجميلة ويصبح عرضة للحساب، بالقطع سيتعرض للنقد، فالمشكلات التي تعيشها مصر داخليا وخارجيا كثيرة أكبر من أن نحصرها. الملايين الذين سيعطونه اصواتهم سينتظرون منه مفتاح الجنة الذي افتقدوه لعهود طويلة.
سينتظرون منه حل المشكلات المتراكمة، الفقر، الجهل، العشوائيات، البنية التحتية المهترئة، الفساد، ملفات التعليم والصحة، البطالة المستفحلة بين الشباب، والأهم من ذلك تحقيق المبادئ التي قامت من أجلها ثورة الخامس والعشرون من يناير/كانون الثاني.. العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. بالقطع الطريق إلى منصب الرئيس لن يكون مفروشا بالورود والطريق لتحقيق ما قامت من اجله ثورة يناير لن يكون مفروشا بالفل والياسمين. قد يكون للمشير عبد الفتاح السيسي رؤية لا نعلمها لتحقيق هذه المطالب، ولكن بالطبع ستأخذ وقتا طويلا، ليس شهرا أو شهرين ولا سنة أو سنتين ومن ينتظرون منه المفتاح السحري لحل هذه المشكلات هل يصبرون، أتساءل ولم لا فالصبر هو عنوان المصري على مر الزمان، ولكن ما يحدث حاليا يخيفني فالكثيرون يقارنون بينه وبين الزعيم الخالد جمال عبد الناصر متناسين عن عمد أو جهل، أن الزمن غير الزمن، لقد استطاع جمال عبد الناصر تحقيق العدالة الاجتماعية في شهور قليلة، لأن أراضي وأموال الإقطاعيين كانت داخل مصر ومؤسسات وشركات اليهود والرأسمالية كانت داخل مصر، فسهل عليه اقتطاع جزء من الأراضي وتوزيعها على الفلاحين، وسهل عليه تأميم الشركات والمؤسسات من أجل تحقيق العدالة وارتفاع معدلات النمو، لكن ماذا يفعل المشير عبد الفتاح السيسي في أموال مصر المنهوبة التي هربت الى خارج مصر؟
من المؤكد أن التاريخ سيسجل بكل فخر للمستشار عدلي منصور أنه كان زاهدا في التربع على عرش مصر، ولم يرضخ لإغراءات وجاه كرسي السلطة وأنه الوحيد في تاريخ مصر الذي حمل بإرادته القوية لقب رئيس سابق، وأنه حكمنا في فترته القصير بعدالة القاضي وقلب الإنسان ونبض المواطن المطحون وحكمة من يحمل المسؤولية بأمانة، تحية للرجل الذي احترمه الجميع’.
‘البلد رايحة
على فين؟’
ومن آراء الجميلات، الرقيقات كالفراشات، إلى أراء الرجال مثل زميلنا وصديقنا واحد مديري تحرير ‘الأهرام’ أشرف العشري الذي قال بصوت أجش في اليوم نفسه الثلاثاء:
‘من الان ستكون القلوب معلقة والعيون شاخصة باتجاه شخص الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل اهتمام، وبالتالي بات على الرجل أن يحسب كل خطواته بكل جدية ورصانة وأن يسعي ليكون شخصا خارقا للعادة، أيقونة النصر والانتصار لدى شعبه، وهذا لن يأتي إلا عبر برنامج طموح ومشروع قومي يلم شمل هذا الشعب ويمنع انزلاق هذا الوطن الي متاهات وغياهب الانحدار والفوضى والخوف والجوع واليأس وخيارات سيناريوهات الجزائر في التسعينات أو استنساخ معسكرات داعش وجبهة النصرة في سوريا والعراق هنا في مصر.
أقول هذا البرنامج وذاك المشروع الذي يخرج به على شعبه في الأيام القادمة يكسر به حاجز الحــــيرة والخوف والقلق ويبدد به متاهات المصريين وسؤالهم التقليدي ماذا ينتظرنا ولسان حالهم كل صباح ‘البلد رايحة على فين؟’.
نحن بحاجة إلى رئيس
يتقي الله فينا
كما سمعت في اليوم نفسه أيضا صوتا آخر صادرا من ‘الجمهورية’ وكان لزميلنا سيد أبو اليزيد وهو يصيح: ‘لاحظ على مدار الأسبوع الماضي تزايد أصوات الحناجر المصرية المطالبة بنزوله مرددة ‘ياللا يا سيسي خد قرارك والشعب في انتظارك’ و’الشعب المصري كويس بالسيسي وهو ريس’.. و’مصر الغالية عليه والسيسي نور عينيه’ وطبعا الرئيس الجديد سوف يأتي بقوة اختيار وحب المصريين من داخل أوراق الصندوق وأتطلع لنزول مرشحين من الناشطين السياسيين والثوريين والحزبيين حتى يدرك كل مرشح حجمه ومساحته بقلوب المصريين. نحن بحاجة إلى رئيس يتسم بوسامة القلب والضمير والرجولة، ويتقي الله فينا وطبعا وسامة الوجه والقبول موجودة، خاصة لمن يحافظ على تراب وطنه ويقطع أيدي من يمدها علينا وينتصر للعدالة لان الأمان في تحقيق العدالة بين كافة المواطنين’ .
الشباب المصري فاقد اليقين
في السياسة وأهلها وأكاذيبها
ونغلق صفحات صحف الثلاثاء ونفتح صحف الأربعاء لنجد في ‘الأهرام’ زميلنا سمير الشحات يقول :
‘يعيش المصريون الآن مع المشير السيسي لحظة نادرة غير مسبوقة، اختلط فيها الحب الشديد لشخص الرجل بالخوف الشرير، وربما الإشفاق مما ينتظره من تحديات ومشكلات. ان المصريين مشتاقون إلى بطل يخلصهم مما هم فيه، وللحق فان الذي يعانيه المصريون الآن لتئن منه الجبال، إرهاب معربد يجمد الدم في العروق، اقتصاد متهرئ يبحث عمن يعيد هيكلته.. شباب فاقد اليقين في السياسة وأهلها وأكاذيبها، بالإضافة إلى وضع إقليمي مخيف يطرح سؤالا مؤلما في الأذهان هل سنكون مثل سوريا أو العراق، ومع ذلك فالأمل في السيسي كبير كبر الأحلام المجهضة والمخاوف المرعبة والأوهام المنتشرة في الهواء والفضائيات كالغبار، وأمام هذه التحديات كلها ماذا يمكن أن يقدم لنا السيسي؟ سيكون مطلوبا منك يا رئيسنا القادم الالتزام التام بالديمقراطية، فالزمن ليس زمن استبداد خاصة وأنت خلصت الناس من فاشية مارسها عليهم الإخوان باسم الدين، فلا يتوقع أن يقبل منك الناس استبداد جميلا آخر، وأنت القادم إليهم على جناح اعادة الحريات، فكيف ستنجح في ضبط بندول الديمقراطية في بلد مملوء بالصراخ والطنين والصخب، كان الله في عونك يا سيدي. إن القاعدة الذهبية في الموضوع كله انك بالعدل يلين لك الحديد وبالقانون تفعل ما تريد ودائما أبدا كذلك. ان القضاء هو صاحب الكلمة الفصل مهما كانت أوزان المتقاضيين، وأعلم ان الحاكم الذي تكون غايته العظمى هي الناس فلن يخذله الناس ولسوف ينجح’ .
يخطئ السيسي إذا اعتبر
التأييد الشعبي تحصينا لسياساته
أما آخر محطة لنا في يوم الأربعاء فستكون في ‘الأهالي’ لسان حال حزب التجمع اليساري ورئيسة تحريرها الناقدة الأدبية الكبيرة والجميلة فريدة النقاش وتحذيرها السيسي من أنصار مبارك ومن الإخوان قائلة:
‘سوف يخطئ المشير عبد الفتاح السيسي خطأ فادحا لو لم يؤسس برنامجه على طموحات وأشواق ملايين المصريين الذين أحبوه ومنحوه تأييدا غير مسبوق، وسوف يتجلي هذا التأييد في صناديق الاقتراع فور أن يرشح نفسه، وسوف يخطئ خطأ فادحا آخر إذا اعتبر هذا التأييد الشعبي الكاسح تحصينا لسياساته، ذلك ان التحصين الحقيقي سوف يكون نتيجة لتغيير في هذه السياسات يطوي صفحات نظامي مبارك ومرسي ولا يكفي أن يقول المشير انه لن يعيد انتاج نظامي مبارك ومرسي… تنتظر الطبقات الشعبية والوسطى التي منحتك ثقتها ما هو أكثر من الحب والعطف عليها، وتفهم آلامها وأشواقها، بينما تبقى عملية استغلالها جارية على قدم وساق، من دون رؤية مستقبلية للتخفيف من حدة هذا الاستغلال عبر سياسات حاسمة تؤدي إلى ذلك’.
جبهة الإنقاذ أدت دورها وعليها أن تحل نفسها
وإلى المناقشات الدائرة حول جبهة الإنقاذ الوطني التي تشكلت ضد حكم الإخوان المسلمين ولعبت دورا رئيسيا في إسقاطهم بثورة الثلاثين من يونيو الماضي وبعض الدعوات التي نادت بحل الجبهة بعد ان أدت دورها. بينما طالب آخرون باستمرارها. ومن الذين تشككوا في استمرارها كان زميلنا في ‘الأهرام’ الدكتور حسن أبو طالب معبرا عن وجهه نظره بالقول يوم الأربعاء في جريدة ‘الوطن’ اليومية المستقلة:
‘المثاليون أو بالأحرى الحالمون يرون أن أحزاب الجبهة يمكنها أن تستمر في تحالف سياسي وفي الان نفسه تتنافس انتخابيا، وبعد ذلك قد تشكل حكومة ائتلافية، وحسب معلوماتي المحدودة، فانه لا توجد تجربة سياسية شرقا أو غربا يعتد بها تقول ان عشرين حزبا مثلا يمكنها ان تشكل حكومة ائتلافية، والمسألة ببساطة أن تشكيل الحكومة الائتلافية يتطلب بدوره قدرا ولو محدودا من التجانس بين ثلاثة إلى خمسة أحزاب على الأكثر، وفي كل الأحوال لابد أن يكون هناك حزب قائد نال العدد الأكبر من المقاعد البرلمانية، ومعه عدد محدود من الأحزاب التي تحصل على الفتات الحكومي، مقابل توفير مظلة حماية برلمانية للحكومة التي يقودها الحزب الأكبر عددا، ولو تصورنا جدلا ان أحزاب جبهة الإنقاذ الذين يفوزون بمقاعد سياسية تتيح لهم تشكيل حكومة ائتلافية فكيف سيكون برنامج الحكومة المنتظرة والمشاركون في تشكيلاتها يتوزعون على تيارات سياسية مختلفة ليبراليا ويساريا واشتراكية وقومية وهكذا’ .
الأحزاب والقوى السياسية
بحاجة للإئتلاف والتحالف
الا ان المخاوف والشكوك التي أثارها أبو طالب عارضها في اليوم نفسه زميلنا وصديقنا المتحدث باسم حزب التجمع نبيل زكي بقوله في عموده عاجل للأهمية في صحيفة الحزب ‘الأهالي’:
‘الوطن لم يكن أكثر احتياجا إلى توحيد الصفوف وتشكيل الجبهات الوطنية كما هو الان، ولم تكن الأحزاب والقوى السياسية أكثر احتياجا للتآلفات من أي وقت مضى، كما هو الحال الآن، والمعروف أن الأحزاب السياسية تزداد قوة وفاعلية من خلال التحالفات، ومما يلفت النظر أنه لا توجد خلافات جوهرية بين برامج أحزاب الجبهة تدفعها إلى التباعد وتفضيل الوقوف بمعزل عن الأحزاب الأخرى، خاصة أن تجربة جبهة الإنقاذ كانت ناجحة، علاوة على ذلك فان الحرب التي تشنها منظمات الإرهاب الدولية ضد مصر، وعمليات التخريب والاغتيالات في داخل البلاد ومحاولات إسقاط الدولة المصرية وتدمير الجيش الوطني المصري والاعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، كل ذلك يفرض الائتلافات والتحالفات للدفاع عن الوجود المصري وحماية مشروع بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة… وكلنا نعلم أن جماهيرنا تشعر بالإحباط كلما حدث تفتت في القوى السياسية، ولذلك كانت هذه الجماهير ذاتها هي التي تطالب بتوحد الصف والوحدة ورفع معنوياتها كلما تم إحراز تقدم في هذا الاتجاه، ولذلك جاء قرار جبهة الإنقاذ بالاستمرار ومواصلة أداء دورها ورسالتها لكي يحقق أمنية غالية لدى أوسع قطاعات الجماهير’.
البرلمان القادم يجب أن يكون برلمان الثورة
ولو تركنا ‘الأهالي’ إلى ‘التحرير’ في اليوم ذاته سنجد أن زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين الأسبق ورئيس المجلس الأعلى للصحافة جلال عارف يشيد بقرار أحزاب الجبهة باستمرارها بقوله:
‘القرار يجب الترحيب به ولكن يحتاج إلى التفعيل الجاد والإحساس بخطورة الموقف على الجميع، فالإرهاب لن يرحم أحدا واستمرار الأوضاع والنضال على شاشات التلفزيون لا يغني عن الوجود بين الناس، واذا لم يكن البرلمان القادم هو برلمان الثورة فمتى يكون؟ و، وإذا تركنا معركة الرئاسة تستهلك قوانا وتشق صفوفنا فسوف ندفع الثمن غاليا بعد ذلك. والسؤال هو هل تلحق الأحزاب بحركة الجماهير؟
أرجو أن يكون قرار استمرار جبهة الإنقاذ اشارة حقيقية إلى أننا في طريقنا للحصول على الإجابة الصحيحة.’
القمع ومقص الرقيب لن يلغيا دور المعارضة
والى مقال الدكتور عمرو حمزاوي في جريدة ‘الشروق’ الذي يكتبه تحت عنوان ـ هامش للديمقراطية والذي قال فيه:
‘ليت أصحاب القرار النافذ والأصوات المهيمنة على الحياة السياسية يدركون أن قمع وتعقب المعارضين والتضييق عليهم لن يقضي أبدا على الأسباب الجوهرية لمعارضة ترتيبات الحكم الراهنة والمرتبطة بالخروج عن الديمقراطية وبانتهاكات الحقوق والحريات، ولن ينهي تماما حضور الأفكار المعارضة في المساحة العامة وتأثيرها ولو المحدود على وعي الناس، ليتهم يدركون ان جميع استراتيجيات وأدوات منع المعارضين من التعبير الحر عن الرأي أو الحيلولة، عبر إجراءات الرقابة، دون تواصلهم مع الرأي العام (رفض نشر مقالات أو حذف أجزاء منها أو حظر الظهور الإعلامي) ليس لها أن تغلق بالكامل أبواب نشر الآراء والأفكار…
ولن يحول المنع ولا الحذف ولا مقص الرقيب ولا الحظر دون مواصلتهم لدورهم ان اختلفت المساحات والوسائط ولن تتجاوز النتائج المضمونة حدود العصف بمصداقية الصحيفة التي تمنع أو تحذف ووسيلة الإعلام التي تحظر وتروج للموقف الواحد وللرأي الواحد وللقائد الواحد وتفرض علينا هوية المتلقين السلبيين أو الجموع المستتبعة’.
لن تحرر القدس في ظل حكومات
مستبدّة تضطهد شعوبها
والان نفتح صفحات جريدة ‘المصريون’ لنقرأ مقال الكاتب محمود سلطان الذي عنونه بـ’من هنا نبدأ’ يقول:’ في عقدي السبعينيّات والثمانينيّات كانت ثمّة مقولة شائعة في أدبيات فصائل الإسلام الجهادي في مصر، تقول: إن تحرير فلسطين يبدأ بـ’تحرير’ العواصم العربية من حكّامها’. بدت المقولة ـ في حينها ـ ‘مغالية’ بل و’صداميّة’ إلى حدٍّ كبير، بل إن بعض النظم السياسية العربية ‘الثوريّة’ التي كانت امتدادا للحكم الناصري في مصر، كانت تدرّس هذه المقولة لطلابها الصغار في المدارس، لنقْل صورة عن الحركات الإسلامية المقاتلة، بصفتها جماعات ‘إرجائيّة’ تتهرب من مواجهة ‘العدو البعيد’ ـ إسرائيل ـ باصطناع ما وصفته بـ’العدو القريب’، وهي الأنظمة العربية.. وذلك في سياق حملتها لتحصين شبابها من الانخراط في صفوف هذه الجماعات بوصفها ‘مؤامرة’ على المشروع الثوري الناصري لتحرير فلسطين.’
فحوى المقولة إلى حدٍّ ما كان صحيحا، غير أن الوسيلة التي استخدمت كانت تعتمد على فكرة الجهادي الراحل الرائد عصام القمري ‘كنس السلم من أعلى’ بقوة السلاح والانقلابات العسكرية.. وهي الأداة التي أدّت في النهاية إلى تثبيت ‘السلم’ من أعلى لعدة عقود ـ كما حدث في مصر ما قبل ثورة 25 يناير ـ وقوّضت أية إمكانية للتطور الديمقراطي، بعد ان أحالت البلد إلى ثكنة عسكرية، و’دولة رعب’، متّشحة شوارعها وميادينها بخوذات ضباط وجنود الأمن المركزي لثلاثة عقود متصلة وبلا انقطاع، وانتهت بتفكيك فلسطين وتقسيمها بين تل أبيب وسلطة رام الله وحكومة غزة.. وتتوج حاليا ـ بالتراكم الزمني ـ بتهويد القدس والمسجد الأقصى بأريحيّة غير مسبوقة.
ويبدو أن مقتضى الحال ـ بعد هذه التجارب ـ يفترض أن نربط فعلا بين ‘تحرير’ القدس والجهود المبذولة حاليّا لـ’الإصلاح السياسي’.. إذْ لن تحرر القدس ولا فلسطين في ظل حكومات مستبدّة تضطهد شعوبها، وتصادر حرياتهم وحقوقهم، وتراهن ليس على الرأي العام الداخلي، وإنما على مدى رِضا أو سخط واشنطن وأتباعها في العواصم الغربية الأخرى.
إحياء الحركات الاحتجاجية المنادية بالديمقراطية والانتخابات النزيهة وبمكافحة التزوير والتعذيب والاعتقالات هي جزء حقيقي وأصيل من نضال الشعوب من أجل تحرير فلسطين.. فالقدس والأقصى لن يُحرّرا إلاّ في ظل حكومات وأنظمة ديمقراطية تحترم شعوبها وهويتها العربية والإسلامية، وتكون تعبيرا عن أحلامها ومصالحها وأمنها القومي.
تحرير القدس يبدأ من هنا.. بتحرير الشعوب العربية أولا من الاستبداد والفساد السياسي والمالي والإداري.. يبدأ عندما يكون للإنسان العربي قيمة ووزن في بلده.. تحرير القدس سيكون ‘نـــزهة’ يسيره حين يجد المواطن العربي طعاما يحترم آدميّته ونظاما صحيــــّا وتعليميّا يجعل منه قوة وإضافة وليس عبئا وكمّا إنسانيـــّا مهملا.’ إن فاقد الشيء لا يعطيه.. فكيف تطلب من مواطن جائع ومحروم من الرعاية الصحية ومن التعليم الجيّد، ولا ينام آمنا في بيته ولا معافى في بدنه، ولا لديه ما يطعم به أطفاله أن يكون’ جنديّا في معركة تحرير القدس..’ حرّروا الأخيرة بتحرير أنفسكم.. ابدأوا بعواصمكم تُفتح لكم أبوابُ فلسطين وتدخلوها إن شاء الله تعالى فاتحين آمنين’.
‘أمن الدولة تحت بيتي الآن.. بيكسروا الباب..’
ونبقى في العدد نفسه من ‘الشروق’ ومقال الكاتبة والاديبة اهداف سويف الذي تطالب فيه بالحرية للجدعان تقول:’ مؤتمر صحافي يُعقَد اليوم، الخميس، في الواحدة بعد الظهر في مقر مؤسسة حرية الفكر والتعبير في شارع أحمد باشا فى جاردن سيتي. المؤتمر بعنوان ‘الحرية للمعتقلين’ وسيقدم توثيقا مهما ــ سكت عن الكتابة. فالساعة الآن الرابعة إلا ثلثا صباح الأربعاء وقد ظهرت على شاشتي الكلمات الآتية: ‘أمن الدولة تحت بيتي الآن.. بيكسروا الباب.. وهيتم القبض عليا.. أسألكم الدعاء’. مش مهم الرسالة من مين. المهم إن ده أصبح حدثا متكررا في بلدنا اليوم. القبضات في البيت وفي الشارع وفي محل العمل. وقبل أن يبدأ المعلقون (أو اللجان) في شحذ أصابعهم على الكيبورد استعدادا لدق حروف ‘الخلايا النائمة’ وما إلى ذلك أقول إن ‘الحرب على الإرهاب’ ــ الإرهاب اللي بجد يعني ــ لا تتم بالقبض على الشباب بشكل عشوائي، ثم احتجازهم 15 يوما في 15 يوما يتضح خلالها أنه لا توجد تهم جادة ولا يوجد تحقيق جاد ولا إمكانية لقضايا جادة ضدهم وأن الاحتجاز هو احتجاز سياسي عشوائي، يعلم الله هل يهدف إلى الترويع أم التشويه أم إفساد الحياة أو بس شوية أذية وخلاص. وبحسب ويكيثورة فإن المقبوض عليهم في أحداث ذكرى الثورة يوم 25 يناير/كانون الثاني 2014 فقط وصلوا إلى 1341 شخصا، بينهم 229 طالبا وعدد من القصر… أضع هنا شهادة أحد الشباب الذي مر بالخبرة مؤخرا: يومين في الحبس شفت فيهم التالي:
ــ أي حد بيتمسك في المظاهرات لازم يتاخد حفلة تعذيب في القسم.
ــ المحبوسين الجنائيين قالوا بالنص كدة ‘الحكومة رجعت أوسخ من الأول’.
ــ كل اللي في الزنازين متعاطفين مع أي محاكم سياسيا وبيشتموا في السيسي لسبب غير معروف ــ كل يوم بالليل بيبقى في حفلة تعذيب لبعض المحبوسين.
ــ شفت شاب محبوس في مظاهرة إيديه مكسورة وجسمه كله إصابات بسبب الضرب اللي أخده أول ما جه.
ــ أي حد ممسوك بالنسبة للظباط هو إخوان ومقتنعين إنه قتل حد منهم
ــ عشان تعمل أي حاجة لازم تدفع فلوس حتى لو كنت بريء أو مستني إخلاء سبيل
ــ كان معانا شاب متهم في سرقة دبابة وواحد تاني متهم في حرق مدرعة وأتوبيس وكسر إيد ظابط.. والاتنين عندهم 17 سنة تقريبا
ــ ناس كانت في الحبس موجودة لمجرد إنهم يا إما اتخانقوا مع ظباط عشان ركنة عربية أو واحد اتخانق مع واحد صاحبه ظابط.. زي زمان بالظبط
ــ وفيه ناس كتير في الحبس ممسوكين في مظاهرات وغلابة جدا ومحتاجين إعاشة وفلوس.. لازم الناس تتابع معاهم
وعودة إلى المؤتمر: اليوم في الواحدة، سيعلن فيه عن آخر التطورات في أوضاع معتقلي الذكرى الثالثة للثورة وسيتحدث فيه ممثلون عن جبهة الدفاع عن متظاهري مصر، وعدد من ممثلي المنظمات الحقوقية المهتمة بأوضاع النساء والأطفال والطلبة المعتقلين، وتنظم المؤتمر حملة ‘الحرية للجدعان’، وهي إحدى مجموعات جبهة طريق الثورة ‘ثوار’. فعلى الرغم من أن الدولة اليوم، بأجهزتها وإعلامها مجتمعة، تبدو وكأنها تعمل ما في وسعها لتحطيم أي روح للمبادرة أو الشجاعة أو التفكير النقدي أو العمل الجماعي أو العمل الغيري، بل وتدفع الناس دفعا إلى الأنانية والسطحية والشك والخوف والابتذال والاتكال ــ إلا أن الشواهد تقول والتاريخ يجزم أنها لن تنجح. الشباب سيظل يبتكر ويبادر ويبحث عن سبل للعمل وللحياة، وسنظل بخير طول ما فيه شباب بيدوا وقتهم وطاقتهم لمساندة المظاليم.
أترك الكلمة الأخيرة اليوم لحملة ‘الحرية للجدعان’:
‘عندنا معتقلين ــ متهمين جنائيين بحسب لغة العسكر ــ عارفينهم ومش قادرين نوصلهم من يوم 25 يناير.. وفيه معتقلين مش عارفينهم من الأصل.. وعندنا معتقلين من قبل كده على خلفية قانون منع التظاهر واقرار قانون المحاكمات العسكرية للمدنيين في الدستور.. عندنا رفاق درب عارفينهم من زمان ــ ولادنا وإخواتنا وصحابنا ورفاقنا ــ وعندنا ناس عمرنا ما شفناهم.. اللي نعرفهم في السجون كانوا ضد مذبحة رابعة واللي ما نعرفهومش أكيد ما كانوش شايلين صورة السيسي وجزء منهم اخوان.. لكن يظل إلقاء القبض عشوائيا لأن القمع مش سجن وبس.. ده رسائل خوف متتالية وكسر لكل قانون بالبيادة.. احنا واللي في السجن بندفع تمن سكوت اجباري على مذبحة حصلت واعتقالات بالآلاف بلا سند قانوني.. احنا مجموعة ضغط للافراج عن المعتقلين ونستهدف نبقى مجموعة دعم لأهاليهم.. مجموعة مستقيمة في ما يخص الحريات والحقوق’.
لا اصدق اننى اقرأ هذا المقال للكاتبه الشجاعه اهداف سويف مع العلم اننى اول مره اسمع بها , كل مؤيد للسيسى والعسكر سيصنف هذى الكاتبه انها اما اخوانيه او طابور خامس او انها مموله من الخارج , تحيه للكاتبه اهداف صاحبة الضمير الحى وفقك الله وسدد خطاك وان يصون هذا الضمير الحى والذى لا نجده كثيرا فى الصحافه المصريه هذه الايام .