إسبانيا تستبعد تهديد المغرب لسبتة ومليلية ولجنة الدفاع تصادق على نشر عشرة آلاف جندي فيهما

حسين مجدوبي
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: استبعدت هيئة الأمن القومي الإسباني أن يشكل المغرب في الوقت الراهن خطرا على مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، غير أن هذا لم يمنع مصادقة لجنة الدفاع على تعزيز الحضور العسكري فيهما بعشرة آلاف جندي إضافي.

ورغم تراجع ملف سبتة ومليلية في الأجندة المغربية-الإسبانية بسبب تجميد الرباط المطالبة بسيادتهما نظرا للأولوية المخصصة لملف الصحراء الغربية، تستمر الطبقة السياسية والعسكرية الإسبانية في الاهتمام بهذا الملف واستحضاره في كل مناسبة.

ومن ضمن هذه المناسبات، ما أوردته رئيسة هيئة الأمن القومي الإسباني، الجنرال لوريتو غوتييريس هورتادو، منذ أيام بأنه لا يوجد جديد في مطالب المغرب السيادية حول سبتة ومليلية. وترأست لوريتو هورتادو هذه الهيئة منذ نوفمبر الماضي، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب الذي يقدم المشورة العسكرية والجيوسياسية لرئيس الحكومة. وأوضحت في رد حول التجسس المغربي والمطالبة بسبتة ومليلية أن الاستراتيجية الخاصة بهيئة الأمن القومي لا تركز على هذا الموضوع لأنها لم ترصد أي جديد.

ورغم هذه التطمينات من الحكومة، فإنها لا تمنع المعارضة الممثلة في اليمين المحافظ الحزب الشعبي واليمين القومي المتطرف حزب فوكس من استحضار ملف سبتة ومليلية. وارتباطا بهذا، كانت لجنة الدفاع الإسباني قد صادت منذ أسبوعين على قرار يقضي بنشر عشرة آلاف جندي إضافي في كل من سبتة ومليلية، واعتبرت ذلك ضروريا لمواجهة أي مطالب للمغرب مستقبلا. ومن ضمن ما تقدم به حزب فوكس هذه الأيام، ضرورة نشر آلاف الجنود لمنع تسلل المهاجرين بطريقة غير قانونية من باقي الأراضي المغربية نحو سبتة ومليلية. وانخرط الحزب الشعبي في تأييد هذا المقترح، مما جعل جريدة الباييس تكتب، أمس الخميس، أن “الحزب الشعبي يصبح متطرفا وينخرط في دعم فوكس في قضايا الهجرة”. ويتزعم الحزب الشعبي المعارضة، وهو محافظ ومعتدل ولكنه بدأ يصبح متطرفا في مجال الهجرة لمنافسة اليمين القومي، وذلك بحثا عن الأصوات في الانتخابات.

ولا يحرك المغرب ملف سبتة ومليلية منذ سنوات، ولا يرد على المسؤولين الإسبان عندما يؤكدون السيادة الإسبانية على المدينتين، كما تلتزم الأحزاب المغربية الصمت في هذا الملف، علما أنه كان من ضمن الأولويات في أجندة أحزاب مثل حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي. لكن هناك استثناء، فقد وضعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بداية مارس/آذار الماضي ملفاً لدى ممثلية الأمم المتحدة في الرباط للمطالبة بتصفية الاستعمار في مدينتي سبتة ومليلية والجزر وكذلك جزر الكناري. وكان رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وهي من أكبر الجمعيات الحقوقية في العالم العربي وأفريقيا، عزيز غالي، قد صرح وقتها بعزم الجمعية طرح مسألة تصفية الاستعمار في سبتة ومليلية والجزر. وكشف أن الجمعية ستقدم على هذه المبادرة رفقة حزب النهج الديمقراطي، وهو حزب ماركسي لينيني انبثق عن تنظيم “إلى الأمام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية