إسرائيلي لقادة دولته: أعيدوا غزة إلى العصر الحجري.. ولا تكترثوا لـ “لاهاي”

حجم الخط
0

 أرئيل كهانا

بعد 50 سنة بالضبط من حرب يوم الغفران (حسب التوقيت الميلادي)، وجدت إسرائيل نفسها مرة أخرى تحت هجوم مفاجئ. نتائجه مخيفة بقدر لا يقل. لا حاجة لأن يكون المرء خبيراً عظيماً كي يفهم بوجود عمى استخباري، وأنه قد أمسك بالجيش الإسرائيلي غير مستعد.

لا بد أن يأتي الوقت لاستيضاح القصور. ما ينبغي التركيز عليه في هذه اللحظة هو تحويل الهزيمة إلى نصر، وسبيل ذلك استعادة المبادرة وإيقاع الهزيمة بالعدو.

لا يكفي “جباية ثمن هائل”، مثلما قال رئيس الوزراء. في الظروف التي فرضت علينا مثلما قال رئيس الأركان في حرب يوم الغفران، إنه يجب تحطيم عظام العدو، بمعنى إخضاعه على ركبتيه حتى يصرخ “كفى”، ضربه دون رحمة وسحقه بوحشية. بدون محكمة العدل العليا وبدون “بتسيلم”، وبدون احتواء وبدون قيد، بدون توازن وبدون رأفة. وإذا كان التخوف من “لاهاي”، فثمة ما يكفي من المتطوعين للمهمة ليبقوا في البلاد حتى نهاية أيامهم.

كل الآثار آنفة الذكر أخذناها على أنفسنا منذ ترك قطاع غزة في 2005. وقد جلبت علينا عدداً لا يحصى من الجولات عديمة الجدوى حيال حماس، وفي النهاية حرب فرحة التوراة الرهيبة. وبالفعل، هذا يوم استغلال الفرصة لنكسر الميزان الذي تمارسه منظمات الإرهاب الغزية ضدنا منذ عقد ونصف. حان الوقت لقلب الطاولة.

ماذا يعني هذا عملياً؟ هذا يعني أن نعيد غزة إلى العصر الحجري؛ أن نجري اختطافات مضادة لكبار رجالات حماس وأبناء عائلاتهم، وأن ندمر بيوتهم الفاخرة وأبراجهم العالية، والمطاعم والمتنزهات.

علينا ألا نخاف من “لاهاي”

اتخذ وزير الطاقة إسرائيل كاتس خطوة صحيحة وأوقف توريد الكهرباء الإسرائيلية إلى غزة – والتي في الأيام العادية أيضاً لا يمكن أن نفهم لماذا هي موجودة. يجب أن نواصل هذا الخط ونشدده. بمعنى ألا نجدد الكهرباء إلى أن يعاد آخر أناسنا، بمن فيهم ابرا مغنيستو وجثتي اورن شاؤول وهدار غولدن. وإذا لم يجدِ هذا، فيجب أن نقصف محطة توليد الطاقة القائمة في القطاع.

إضافة إلى ذلك، أن نحظر الصيد تماماً ونطالب المصريين بإغلاق معبر رفح، وأن نوقف أي توريد من القطاع، من كل نوع كان، بما في ذلك الماء والغذاء، إلى أن تصل معاناة الأمهات الغزيات إلى السماء. كما أنه منذ أمس كان ينبغي قصف قيادة حماس الواقعة في مستشفى الشفاء أو في كل مكان آخر بلا أي حساب.

لا يوجد سبب ولا أي مبرر لأن يعاني شعبنا في الوقت الذي يواصل شعبهم حياتهم كالمعتاد. هذا غير مقبول بأي مقياس. وإذا كان الخوف من “لاهاي”، فعندها ما يكفي من المتطوعين للمهمة، يوافقون على البقاء في البلاد حتى آخر أيامهم. إسرائيل على ما يكفي من الجمال والأهمية لهذا الغرض.

لا شك أن بانتظارها مزيداً من الأيام القاسية والمشاهد الفظيعة. لكن لشدة الأسف، في عصر ما بعد الحداثة هذا الذي يوثق فيه كل شيء في الزمن الحقيقي، قيضت لنا حرب وحشية على نمط العصور الوسطى. في الحرب مثلما في الحرب، علينا أن نعض الشفتين ونتغلب على الصدمة وعلى الألم، ونصل إلى النصر الذي سيوقع على العدو ضربة مذهلة لا يمكنه أن ينهض منها، ضربة توضح لكل اللاعبين في المنطقة ممن يفركون أيديهم فرحاً الآن، بأن إسرائيل ربما فوجئت مرة أخرى، لكن لن يتحرش بها أحد مرة أخرى في الخمسين سنة التالية على الأقل.

إسرائيل اليوم 8/10/2023

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية