نيويورك (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”: في الجلسة الشهرية التي يعقدها مجلس الأمن الدولي حول فلسطين أطلع خالد خياري، الأمين العام المساعد لبناء السلام والشؤون السياسية، مجلس الأمن على الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، صباح اليوم الخميس. وهذه هي المرة الأولى التي يتغيب فيها تور وينيسلاند عن تقديم الإحاطة الشهرية، حيث لم يصدر عنه أي بيان أو تغريدة منذ 3 تموز/يوليو الحالي، رغم الأسئلة المتكررة عن غيابه وعدم مجاراة الأحداث وصمته عن قتل الأطفال وهجمات المستوطنين إلا أن المتحدث الرسمي لم يعط أي إجابه عن سبب غيابه.
حذر خالد خياري في أول إحاطة له عن الوضع في فلسطين المحتلة من استمرار تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة في الأسابيع الأخيرة
وحذر خياري في أول إحاطة له عن الوضع في فلسطين المحتلة من استمرار تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة في الأسابيع الأخيرة، حيث قامت إسرائيل بعملية عسكرية استمرت يومين في جنين ، وهي الأكثر عنفا منذ ما يقرب من عشرين عاما. وقال إنه يشعر بقلق عميق من حجم العنف ونطاق الدمار الذي شهدناه في الأسابيع الأخيرة، وكرر دعوة جميع الأطراف إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتهدئة التوترات على الأرض وضمان حماية جميع المدنيين.
وقال:” إننا ما زلنا منخرطين في اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف، بما في ذلك على المستوى الإقليمي، للمساعدة في خفض التوترات ومنع تجدد اندلاع العنف”.
وأضاف خياري ” من 27 حزيران/يونيو إلى 24 تموز/يوليو، استشهد في الضفة الغربية المحتلة ا 21 فلسطينيا، بينهم 5 أطفال وجرح 249 فلسطينيا، بينهم 5 نساء و 22 طفلا، من قبل قوات الأمن الإسرائيلية خلال مظاهرات واشتباكات وعمليات بحث واعتقال في الضفة الغربية المحتلة. كما تحدث عن إصابات بين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، جراء هجمات شنها مستوطنون شملت إطلاق نار وهجمات على المدنيين الفلسطينيين بمن فيهم المزارعون ورعاة الماشية.
وتحدث المسؤول الأممي خالد خياري (وهو سفير تونسي سابق لدى الأمم المتحدة) بإسهاب عن الاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين والذي شمل “تبادل لإطلاق النار مع المقاتلين الفلسطينيين، تقول إسرائيل إنهم كانوا بالقرب من مرافق للأمم المتحدة والمدارس بعضها تابع للأونروا ومستشفى. وبلغنا أن القوى الأمنية الإسرائيلية قد أطلقت الغاز المسيل للدموع حول هذه المرافق”.
منصور: إسرائيل” استعمار استيطاني” وهي دولة من المستوطنين وتعمل من أجل المستوطنين”
وتحدث خياري عن ضرر نتيجة ذلك لحق بالعيادة الوحيدة التابعة للأونروا في المخيم وأكد أنها مغلقة حاليا. وتطرق لعدد من الخطوات التي اخذتها السلطة الفلسطينية بعد اجتياح مخيم جنين بما فيها إعادة إعماره بأموال الدول المانحة. وتوقف المسؤول الأممي كذلك عند تصويت الحكومة الأمنية الإسرائيلية لصالح قرار “يمنع انهيار السلطة الفلسطينية”. وتحدث عن إجراءات إسرائيلية تهدف إلى تخفيف الضغط المالي على السلطة الفلسطينية.
وأسهب خياري في وصف استمرار إسرائيل لأنشطتها الاستيطانية وتوسعها، في الوقت الذي تهدم فيه بيوت الفلسطينيين بحجة عدم وجود تراخيص بناء، والتي يكاد يكون من المستحيل على الفلسطينيين الحصول عليها،. وتحدث عن احتمال الطرد الذي يواجهه قرابة ألف فلسطيني في عدد من المناطق في القدس المحتلة من منازلهم. وذكر قضية إخلاء بيت عائلة صب لبن في القدس القديمة وتسليمه للمستوطنين.
تكلم السفير الفلسطيني، رياض منصور، مباشرة بعد الأمين العام المساعد، خالد خياري، ووصف إسرائيل بأنها “استعمار استيطاني” وهذا النوع من الاستعمار يجب أن ينتهي. “إنها دولة المستوطنين وتعمل من أجل المستوطنين”.
ودعا المندوب الفلسطيني مجلس الأمن إلى تحويل قرارات الأمم المتحدة إلى خطة عمل لردع إسرائيل عن توسيع الاستيطان في الأراضي المحتلة، محذرا من أنه إذا تمكن الاحتلال من بناء المستوطنات وتدمير منازل الفلسطينيين دون عواقب فسيواصل القيام بذلك. وقال منصور خلال الجلسة إن هناك أكثر من 700 ألف مستوطن بالأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية، مشيراً إلى أن إسرائيل ضمت مناطق شاسعة من الأراضي الفلسطينية وحبست الفلسطينيين في معازل منفصلة.
وأضاف أن إسرائيل تريد أكبر قدر من الأراضي الفلسطينية مع الحد الأدنى من الفلسطينيين، “إسرائيل تسعى لإقامة دولة للمستوطنين على أراضينا وتواصل بعض الدول تأخير الاعتراف بدولتنا”. وتابع المندوب الفلسطيني قائلا “نحتاج لتوليد الزخم ضد الاحتلال الإسرائيلي ومن أجل السلام”. وناشد منصور المجتمع الدولي إلى تحويل قرارات الأمم المتحدة لخطة عمل تضمن إجراءات محددة لمنع وردع إسرائيل من تثبيت الاحتلال ودعا إلى خلق آلية محددة لتحويل تلك القرارات إلى واقع.
إردان: لا يوجد حق للعودة، ويجب إلغاء وكالة “الأونروا”
من جهته، شن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، هجوما حادا على وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والتي تبقي حلم “حق العودة” من الأجداد إلى الأبناء إلى الأحفاد . وانتقد قرارات الأمم المتحدة التي تنص على ذلك الحق. وقال “دعوني أكون واضحا لا يوجد حق عودة، إن مطلب عودة الملايين من أحفاد اللاجئين هو مطلب لمحو حق الشعب اليهودي في تقرير المصير وهذا لن يحدث.” كما أعرب عن غضبه لإدانة الأمين العام للأمم المتحدة للعمليات العسكرية في جنين واستخدام القوة المفرطة وسقوط المدنيين.
من جهته، أعرب نائب المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن عن قلقه من مستوى العنف في الضفة الغربية، وحث الأطراف على اتخاذ تدابير استباقية لمواجهة كل أشكال العنف والتحريض. كما أعرب نائب المندوبة الأمريكية عن قلق بلاده من “الزيارة الاستفزازية” التي قام بها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى المسجد الأقصى، مؤكدا أنه لا ينبغي استخدام هذا المكان المقدس لأغراض سياسية ودعا لاحترام قدسيته.
وقد استمرت الجلسة حتى الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت نيويوك وتحدث فيها أكثر من 50 مندوبا ومراقبا.
وردا على سؤال لـ”القدس العربي” عن موقف الأمين العام من خطاب السفير الإسرائيلي في مجلس الأمن الذي هاجم فيه وكالة الأونروا مرارا وتكرارا، لأنها حافظت على حلم الفلسطينيين هذا من أجل حق العودة، وإعلانه أنه لن يكون هناك حق في العودة رغم أن الجمعية العامة أكدت على هذا الحق 24 مرة، قال ستيفان دوجريك: “سيظل موقفنا هو أن الأونروا جزء هام وحاسم من دعم الشعب الفلسطيني. وأننا نواصل الأمل والدفع من أجل حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة”.
دوجريك: الأونروا جزء هام وحاسم من دعم الشعب الفلسطيني
وردا على سؤال ثان لـ”القدس العربي” حول استشهاد فتى يبلغ من العمر 14 عامًا في مدينة قلقيلية وقتل فلسطيني آخر في مخيم العين بالقرب من نابلس وزيادة عدد الفلسطينيين الذين يُقتلون يومًا بعد يوم ما يدل على أن إسرائيل تسهل عملية قتل الفلسطينيين ، “في العام الماضي ، استشهد 150 فلسطينيًا وكان يُطلق عليه العام الذي شهد أكبر عدد من الضحايا منذ عام 2005. الآن لدينا أكثر من 200 فلسطيني قُتلوا منذ بداية هذا العام. هل ترى الأمم المتحدة كيف يستخدم الإسرائيليون أسلحتهم الفتاكة بسهولة ضد الفلسطينيين ؟”. فأجاب المتحدث الرسمي: “أعتقد أن الحادث الذي أشرت إليه هذا الصباح هو مثال آخر على القائمة الطويلة للعنف التي ذكرها السيد خياري، الأمين العام المساعد لبناء السلام والشؤون السياسية، هذا الصباح. وأعتقد أن إحاطته لمجلس الأمن بالنيابة عن الأمانة العامة كانت واضحة للغاية ، وليس لدي ما أضيفه. وأعتقد أنه حدد العديد من التحديات كما حدد العنف الذي يواجهه الطرفان”.
وحول سؤال متابعة بشأن زيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي، بن غفير، للحرم الشريف هذا الصباح ” للمرة الثالثة هذا العام، الأمر الذي أثار استنكار ومخاوف العديد من الدول، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، قال دوجريك: “أعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على الإجراءات المماثلة، هو أننا ندعو جميع القادة والمسؤولين إلى تجنب أي شيء من شأنه أن يجعل هذا الوضع المتوتر أسوأ، ومن شأنه أن يؤدي إلى تصعيد التوترات التي قد تؤدي إلى تدهور الوضع . وأيضًا تذكير بدعوتنا لجميع الأطراف باحترام الوضع الراهن للمقدسات”.