رام الله- «القدس العربي»: منذ ساعات صباح الجمعة الماضية، عندما أعلنت إسرائيل رسمياً عن اختفاء آثار ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية، قرب مدينة الخليل، وهي وكافة مسؤوليها السياسيين والعسكريين، وكثيراً من الإعلاميين يتجنبون كلمة «مستوطنين»، وكل الحديث من الطرف الإسرائيلي يدور حول «شبان» أو «مراهقين»، أو حتى «فتية» إسرائيليين، في محاولة للفت الانتباه، ومحاولة استعطاف المجتمع الدولي، دون جدوى إلى حد كبير.
وقالت نداء يونس، من وزارة الإعلام الفلسطينية «ليسوا فتية، او مراهقين، وليسوا اولادا او جنودا، انهم مستوطنون ومستوطنون فقط، هذه هي الكلمة التي تجنب السياسيون والاعلاميون الاسرائيليون، استخدامها طوال الوقت، وذلك لتفادي الاستحقاقات القانونية المترتبة على الوجود غير الشرعي للمستوطنات والمستوطنين في اراضي 1967.
وتقول أن هذا التجنب لكلمة «مستوطنين»، يأتي تحديداً بعد قرار الاتحاد الاوروبي الاخير، اعتبار المستوطنات في اراضي 1967 غير شرعية، والتي تتماشى مع عدد من التصريحات الصادرة عن عدد من المنظمات والشخصيات العالمية بهذا الخصوص، وايضا الالتفاف على سؤال بديهي، وهو ماذا يفعل ثلاثة مستوطنين يسكنون مستوطنات غير شرعية في أرض محتلة؟!.
وتؤكد يونس بأن الاحتلال الإسرائيلي يعمد إلى استخدام كلمات مثل «طفل ومراهق» لإحداث تعاطف دولي مع قضيتهم، بينما نحن نستخدم «شابا» لوصف شهدائنا، وهو ما يعني إذاً، أن الاحتلال يتجنب استخدام فتية لأن فتية المستوطنين هم المسؤولون عن عمليات الاعتداء على المساجد والكنائس هنا وفي الداخل والتي شكلها شارون تحت مسمى «فتية الجبال» لأغراض تخريبية، فماذا نستخدم نحن؟!.
وللأسف تقول أن إعلامنا الفلسطيني، ينجر أحياناً خلف مصطلحات الاحتلال الاعلامية، بدلالاتها التي تُسيء لنا، دون أن تكون له رؤيته ولغته وأهدافه.
ورغم ذلك فإن هناك من اجتهد بطريقة رائعة، فقال «الفلسطينيون المختطفون» في السجون الاسرائيلية، بدل الاسرى، لأن دلالات كلمة أسير في كافة الاستخدامات السياسية والقانونية، تعني وجود حرب وأن الأسرى في الأصل هم جنوداً تم أسرهم أثناء قتال بين طرفين، وهذا غير صحيح بالمطلق، فأغلبهم أطفال ومراهقون فلسطينيون، وشباب تم اعتقالهم في ظل الاحتلال، من قبل قوات احتلال من بيوتهم، وعلى الأغلب أو أثناء توجههم إلى مدارسهم، أو أثناء لعبهم أو ممارسة حياتهم بشكل يومي، وليس أثناء معارك وحروب، وهم لا يشبهون بالمطلق الأسرى الاردنيين أو المصريين، في ظروف اعتقالهم، ولا يمكن وضعهم بذات الخانة، وهذا ما نفعله دون قصد.
ولوحظ فعلاً أن السياسيين الإسرائيليين كافة، والناطقين العسكريين تحديداً أمثال «أفيخاي أدرعي» و»أوفير جندلمان» الذين يستخدمون هذه المصطلحات، ويقولون بأن هؤلاء «الفتية» أي المستوطنين كانوا في طريقهم إلى بيوتهم وإلى أحضان أمهاتهم، بينما يتناسون أو يحاولون التبيان بأن الفلسطينيين بلا مشاعر، وأن لا أمهات بانتظارهم أو لا بيوت لتأويهم.
فادي أبو سعدى
great observation , you are super