إسرائيل تتوجس وإيران “تدخل كل عنزاتها” لمساومة بايدن

حجم الخط
0

ليس واضحاً إذا كانت إدارة بايدن تجري الآن مفاوضات دبلوماسية سرية مع إيران من خلف ظهر حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مثلما فعلت إدارة اوباما في 2013. على المستوى العلني، يتبادل الإيرانيون ورجال بايدن رسائل عنيفة في هذه الأثناء. وأين إسرائيل في هذه القصة؟ عشية انتخابات، أزمة كورونا، حكومة مشلولة، مجتمع منهك اقتصادياً – هل دولة إسرائيل قادرة على أن تكرس مقدرات وطاقات للتهديد النووي الإيراني الذي يلوح فوق رأسها؟ مشكوك. من السهل كبت التهديد وقبول نظرية أن هذه خطوات تكتيكية إيرانية تجاه إدارة بايدن الجديدة، لغرض الوصول مع أوراق أقوى إلى المفاوضات التي يفترض أن تعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي.

في الأول من كانون الثاني، عندما أعلنت إيران أنها ستسرع تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة، كان بوسعها أن تقدر باحتمالية عالية بأن هذا سيكون مبرراً لهجوم أمريكي أو إسرائيلي. الخط الأحمر الحقيقي قبل هجوم عسكري على إيران هو استئناف المشروع العسكري الذي يجمع كل القدرات الإيرانية ويضعها في رأس متفجر نووي.

 لا أحد يعرف بيقين في أي مرحلة هم الآن. لقد صفي فخري زادة كي يتأخر المشروع العسكري. وطالما لا يوجد دليل واضح على أن المشروع العسكري مجمد، فإن كل تغيير في سباق إيران لتحقيق قدرة نووية هو خطير للغاية من ناحية إسرائيل. وعندما أقر البرلمان تسريع المشروع النووي منذ كانون الأول كان يفترض بالدبلوماسية الإسرائيلية أن تلتقط كل رافعة ضغط محتمل، ولكن من في العالم يملك الوقت والقوة للانشغال بشكاوى إسرائيل الآن؟ وعلى هذا يعول الإيرانيون. فهم داخل هذا المشروع منذ 30 سنة، وينتظرون الفرصة التي يتعب فيها العالم كي يصلوا إلى القنبلة. بالنسبة لنا سيكون الأوان قد فات.

ابتداء من 31 كانون الأول عادوا للعمل في الخليج الفارسي ضد عبور الوقود إلى الغرب. عندما أعلن وزير الدفاع ميلر بأن الولايات المتحدة تسرع عملية انتشار قوتها البحرية في الخليج الفارسي، بدأ الإيرانيون -رداً على ذلك- خوض مناورات عسكرية، في ظل استعراض قدرات الطائرات غير المأهولة والصواريخ الجوالة.

الإيرانيون ليسوا أغبياء، فلن يهاجموا أهدافاً أمريكية كي لا يعطوا ذريعة لترامب. وهم يرون أمام ناظريهم البازار الفارسي الذي أداروه مع قيادة بايدن، تلك القيادة التي كانت شريكاً وملتزمة باتفاق أوباما النووي. وعليه، فإنهم يدخلون العنزات الآن، مثل تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المئة ليتمكنوا من إخراجها ويحافظوا بالمقابل على أوراقهم المهمة. إن يوم أداء بايدن اليمين القانونية يجب أن يجد إسرائيل جاهزة للتصدي لمسألة بدء مفاوضات لاتفاق نووي جديد قد يبقيها، مرة أخرى، خارج الصورة. فهل يمكن الاعتماد على أن تكون هناك حكومة انتقالية عشية الانتخابات قاطعة بما يكفي حيال إدارة أمريكية جديدة؟

بقلمأليكس فيشمان

يديعوت 6/1/2021

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية